من وحي الشارع / «كتالوغ» للرجال

u062bu0631u064au0627 u0627u0644u0628u0642u0635u0645u064a
ثريا البقصمي
تصغير
تكبير
| ثريا البقصمي |

عندما نبتاع جهازا ً كهربائيا ً جديدا ً نجده مصحوبا ً بـ«كتالوغ» فيه تعليمات استخدامه وتشغيله كي لا ينفجر ويفرقع نتيجة للاستخدام الخاطئ، وكم تمنيت عندما تدخل المرأة عالم الزواج وهي **حياة ممتعة، لكنها معقدة حتى القاع وموغلة بالأحاجي والألغاز! ويكمن التعقيد الكبير في التعامل مع «الرجل».

> وذلك اللغز الذي مهما حفظت خريطته يظل مليئا ً بالمطبات والوديان والمنحرفات الخطرة التي تنتهي بالانفصال عن «وجع الرأس» الشرعي.

وأمنيتي تتمثل في أنه مع ظهور الزوج الجديد الملفوف بورق السوليفان، أن يكون معه «كتالوغ» يبين كيفية التعامل معه،وهذا الكتالوغ يمكن أن يكون من إعداد والدته أو من إعداده شخصيا ً، يبين فيه ما الذي يرضيه وما الذي لا يرضيه، وما الذي يجب أن تفعله الزوجة الميتة في دباديبه عندما يرتفع منسوب الأنانية لديه، أو عندما يكون «حنونا ً» وفي وداعة طفل هجر لتوّه «رضاعة الحليب».

وما زلت أذكر قول إحدى الحموات لعروس ابنها «الدلوع»: « يا بنيتي عندما ترين ابني زعلان غضبان فهذا يعني أن هناك شيطانين يجثمان على كتفيه، عليك أن تقفي بعيدا ً تراقبيهما حتى ينزلا من على كتفيه... وعندها فقط ابدئي وبنعومة شديدة ودون نقاش و«تحرش»... في جبر خاطره ومراضاته، لتبديد زعله وضمان حياة زوجية أطول عمرا ً».

وتبدو نصيحة تلك «الحماة» وشياطين ابنها «كاريكاتورية»، لكن فيها شيئا ً من الواقع الرجولي المؤلم، وهو أنهم يرفعون

شعار «نحن دائما ً على حق، وبنت حواء لا ترتكب ســوى الأخــــطاء».

وتزداد حاجة المرأة لـ «كتالوغ» تشغيل «الزوج» عندما يدخل في مرحلة «سن اليأس» الذكورية، وهي أسوأ ممّا تعانيه الإناث، فهو يتحول إلى إنسان حـنّان... نـقـّاق كثير الشكوى، يدس إصبعه في شق الحائط ليخرج كـمّـا ً من المشاكل الوهمية، وذلك لإحساسه بأنه كبر وفقد جاذبيته الأرضية، وأنّ شبابه الذي ولـّى لن يشفع له عند حسان كنّ يدخن السبع دوخات لمرأى طلـّته البهية، ويحتاج إلى مزيد من الحركات «القرعة» ليلفت النظر إلى وجوده وأهميته كإنسان كان يتربع على عرش الرجولة.

كانت لي صديقة روسية اسمها «نتاشا» تعاني من زوجها المندحرة رجولته، والذي كان كالقط الذي يحتاج طوال الوقت إلى من يمسح على رأسه ويدللـه كي يشعر بوجوده، وإذا توقفت عملية المسح والتدليل كشـّر عن أنيابه وبرزت أظفاره الحادة جارحا ً سلامها وهدوء سنوات شيخوختها المقبلة.



* كاتبة وفنانة تشكيلية

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي