بطلة أحداث «إمبابة الطائفية» تروي قصتها

عبير: أشهرت إسلامي لسوء معاملة زوجي... والكنيسة حبستني

u0639u0628u064au0631 u0637u0644u0639u062a u0641u062eu0631u064a (u062eu0627u0635 u00abu0627u0644u0631u0627u064au00bb)
عبير طلعت فخري (خاص «الراي»)
تصغير
تكبير
 | القاهرة - «الراي» |

في مفاجأة تحمل الكثير من علامات الاستفهام، نشرت "الجماعة الإسلامية" في مصر حوارا مع فتاة إمبابة، والتي كانت سببا في اشتعال «الهوشة الطائفية» مساء السبت الماضي، وقالت إنها كانت محبوسة في مسكن ملحق بالكنيسة، إلى أن تدخل عدد من الإسلاميين وأفرجوا عنها.

وكشفت عبير طلعت فخري، أنها من عزبة الشيخ شحاتة مركز الساحل في محافظة أسيوط، أنها أشهرت اسلامها في الأزهر في 23 سبتمبر الماضي، بعد أن استعانت بزميل لها من معهد الخط الذي تدرس فيه ويدعى ياسين ثابت، والذي ساعدها في توثيق أوراقها.

وتابعت انها اتخذت اسما جديدا من وقتها وهو أسماء محمد أحمد إبراهيم.

وأرجعت سبب إشهار إسلامها إلى أنها فكرت في تغيير معتقدها بعد المعاملة السيئة التي لاقتها من زوجها المسيحي، حيث اهانها واتهمها في شرفها مع أخيه، حتى إنها كانت حاملا في شهرها الثامن فقام بالاعتداء عليها لمجرد أنه عرف أن الجنين بنت.

وقالت إنها اضطرت إلى هجرة بلدها بعد أن أشهرت إسلامها وذهبت إلى قرية ورورة ـ التي تتبع مدينة بنها، عن طريق رجل من بلدها يدعى جعفر. وأشارت إلى أنه ابلغت أهلها عن مكانها بعد ثورة 25 يناير بسبب خلافات على بعض المال، حيث حضروا وسلموها إلى كنيسة أسيوط التي قامت بسجنها في دير العذراء في مارس 2011 وبعدها نقلت إلى دار المسنات.

واوضحت عبير، أن الترحيلات تكررت بين الكنائس في أسيوط، إلى أن تم إرسالها إلى الكاتدرائية في العباسية، وأخذوا يضغطون عليها للعودة إلى المسيحية إلى أن وافقتهم منعا لتعرضها لأذى.

وقالت إن الكنيسة قامت بترحيلها إلى أن تم حجزها في كنيسة إمبابة، 8 أيام تمهيدا لاتخاذ إجراءات الإعادة.

وذكرت إنها استطاعت الاتصال بزميلها ياسين ثابت، مرة أخرى وأخبرته بما حدث واتفقت معه على طريقة للهروب وقت ذهابها إلى السجل المدني، لكنها فوجئت باحتجاجات وأصوات في الشارع والكنيسة إلى أن جاءت راهبة، وقالت لها: «خذي حاجتك واخرجي واحنا أبرياء منك». وبعدها خرجت من المنطقة عن طريق «توك توك».

ولم تحدد عبير في حوارها مكانها الحالي، إلا أن «الجماعة الإسلامية» اعلنت ان الحوار مسجل بالفيديو.

وفي جديد «فتنة إمبابة» التي أسفرت عن مقتل 12 مصريا وإصابة نحو 240، ألقت أجهزة الأمن، أمس، القبض على ياسين محمد، الشاب المسلم الذي أشعل ألاحداث بعدما توجه إلى عدد من السلفيين وطلب منهم مساعدته في استعادة زوجته عبير خيري التي ادعى أنها اتصلت به وأخبرته أنها مختطفة في منزل مجاور لكنيسة مار مينا.

كما أوقفت صاحب المقهى القبطي المجاور للكنيسة، الذي أشارت التحريات إلى أنه أول من بادر بإطلاق النيران خلال أحداث الكنيسة، اضافة الى 23 متهما آخرين قاموا بإثارة الشباب، فيما يواصل الشرطة والجيش البحث عن آخرين.

وأكد مصدر قضائي أمس، أن إحالة المتهمين الـ 190، على القضاء العسكري لا تعكس توجها نحو إدانة مسبقة للمتهمين وتوقيع عقوبات مغلظة عليهم.

وفي حين أعرب البابا شنودة الثالث، عن حزنه للاحداث، قال مفتي الديار المصرية علي جمعة، إن «أصوات رجال الدين في المساجد والكنائس تعبت من أجل وأد الفتنة في مهدها، ولكن لا حياة لمن تنادي».

وأضاف في مداخلة هاتفية مع برنامج «90 دقيقة» ليل أول من أمس، إن «ما يحدث الآن في مصر شبه حرب أهلية وسيخسر الجميع فيها»، مطالبا بمحاسبة سريعة ومحاكمة علنية للجناة، لأن «التراخي والطبطبة مع هذه الأحداث من الجيش أو الشرطة أمر لا يرضي الله».

وأوضح أن «المسجد والكنيسة إذا كانا سببا في إثارة الفتن، فهذا يعد انحرافا عن شريعة الله».

بدوره، استنكر المرشد العام لجماعة «الإخوان المسلمين» محمد بديع، أحداث العنف والبلطجة التي شهدتها كنيسة إمبابة، وقال «إن الإخوان، ومن قبلهم الإسلام، يستنكرون كلَّ وسائل الإرهاب، ولا يوجد في الإسلام مثل هذا الإجرام».

وشدد الداعية الإسلامي صفوت حجازي، على ضرورة أن تكون مصر دولة مدنية. وقال: «من يطالب بأن تكون مصر دولة دينية عليه أن يستتاب».

وقال المرشح المحتمل للرئاسة مصر مؤسس حزب «الغد» أيمن نور، انه سيدعو «الى مليونية لمواجهة العنف الطائفي وغياب الأمن والقانون، لأن ذلك أكبر طعنة في ظهر الثورة في مصر».

ودانت الأميركية في القاهرة في بيان أن «الولايات المتحدة تدين في شدة العنف الطائفي غير المبرر، الذي سبب التدمير في منطقة إمبابة وأحياء أخرى بالقاهرة».

ودعا الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إلى عقد مؤتمر عاجل لمواجهة أحداث الفتنة الطائفية، يشارك فيه الأزهر والكنيسة والعلماء والمفكرون والمهتمون باستقرار مصر.

وفي الإسكندرية، تظاهر مساء أول من أمس أكثر من ألف مسيحي احتجاجا على أحداث إمبابة، وحذروا من تحول مصر إلى «بحر دماء بسبب الفتنة»، وطالبين بحماية المسيحيين والكنائس من المتطرفين.

ورفعوا لافتات «أنا مسيحي مش كافر» و«غضب الرب قريب»، كما رفعوا الصلبان ورددوا شعارات مسيحية تطالب بالتدخل لحمايتهم.

الى ذلك، صرح رئيس قطاع الطب العلاجي في وزارة الصحة المصرية هشام شيحة، بأن أحداث الشغب التي وقعت مساء أول من أمس أمام مبنى التلفزيون وفي منطقة التحرير أسفرت عن وقوع 42 مصابا.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي