«حلم يا حسين»... هذا كان رد الفنان سعد الفرج على الحلم الذي رواه له زميله الفنان عبدالحسين عبدالرضا في مسرحية على هامان يا فرعون. وأحلامنا زادت هذه الأيام... زادت لدرجة خطيرة حيث كل أمر طيب نتوقع حصوله نجده في اليوم التالي مجرد حلم!
نحلم بالشفافية، نحلم في تشكيلة حكومية جيدة مع كامل تقديرنا للوزراء الجدد، نحلم في وزراء يتابعون أعمالهم ويجيبون على الأسئلة البرلمانية، نحلم في ديوان خدمة يحترم عقول العاطلين عن العمل، ويفهم احتياجات السوق الكويتية ويحقق الإحلال، نحلم في تطبيق القانون على الكبير قبل الصغير، نحلم بوكلاء وزارات ووكلاء مساعدين جدد غير الحاليين ممن ثبت عدم صلاحيتهم القيادية، نحلم في اجتثاث الفكر المتطرف ممن كتبوا عبارات مسيئة عن أم المسلمين عائشة رضي الله عنها وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، نحلم في شوارع بلا زحمة ولا حفر ولا «تكسير»، نحلم بتصريحات نيابية متوازنة متعقلة، نحلم، ونظل نحلم!
إن ما نمر به بعد التشكيلة الحكومية الجديدة حلم ولكنه أقرب للحقيقة، فالحلم الوحيد الذي نتوقع حصوله على أرض الواقع هو ما سنلاحظه بعد أداء القسم.
سيكون هناك استجواب لسمو رئيس مجلس الوزراء، واستجواب لنائب الرئيس الشيخ أحمد الفهد، واستجواب لوزير الصحة، وبعد الاستجوابات قد يحل مجلس الأمة أو ينجح جوازاً بمرور الاستجواب والخروج بتوصيات حالها حال التوصيات التي لم تنفذ في استجوابات سابقة!
«حلم يا حسين»... فلا فائدة مرجوة من حكومة المحاصصة ونواب يظهرون دعمهم لوزير معين رغم أن بعض الأسئلة البرلمانية الموجهة لذلك الوزير تكفي الإجابة عنها بإطاحة الحكومة بأكملها!
كنت أتمنى خروج الوزير الساير مع كامل تقديري له على المستوى الشخصي لكن «حكاية العقود» قوية جداً جداً، ولكن الإجابة لم تظهر ولن تظهر ما دمنا نضع البعض خارج المساءلة وقد يخرج في نهاية المطاف ليلحق بالوزير العبدالله الذي ظل في المنصب الوزاري لفترة طويلة.
وكنا نتمنى خروج الوزراء الدكتور فاضل صفر والوزير الشمالي ولكنها الأحلام و«حسبنا الله ونعم الوكيل»!
في دولتنا الحبيبة تظهر المصائب ولا نجد الحلول لأن القانون يطبق على «المشتهى»، ولأن الفكر الاستراتيجي غير مطبق، ولأن التوزير مبني على قواعد ثابتة لم تتغير ونحن لم نستوعب ما يدور من حولنا... وهكذا نظل نحلم نحلم حتى أن يأتي اليوم الذي نقول فيه «كل هذي أحلام وحنا ما ندري»!
أين العقلاء، أين الفكر الاستراتيجي، أين تطبيق القانون، أين نحن من وضع في غاية السوء؟ الله المستعان.
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]