د. حسن عبدالله عباس / بط لندن وبط الكويت!
لا يوجد فرق كبير بيننا وبينهم، بيننا أقصد نحن هنا في مناطقنا العربية، وبينهم الأجانب الكفار المسيحيين اليهوديين الأنجاس الزنادقة الصهاينة الملاحدة العلمانيين الليبراليين الحرامية سراق الكحل من العين الذين ما نحبهم. ما نحبهم مع أننا نسير على خطاهم، ما نشتهيهم ونقلدهم في الغلط، أو نقلدهم بالغلط!
فعندهم اصطف «مليون» بريطاني لمشاهدة عرس الأمير والدوقة، وعندنا بلد «المليون» شهيد!
عندهم فكر ديموقراطي وممارسة ديموقراطية أخذت منهم سبعة أيام لتشكيل حكومة ائتلاف وطني بزعامة أصغر رئيس وزراء بريطاني منذ 200 عام، وتشكلت بعد سقوط «حزب العمال» المهيمن على الحكومة لمدة 13 عاماً، فالشاب غوردن براون استطاع تشكيل حكومة ائتلاف وطني بين «الجمهوريين» و«الديموقراطيين الأحرار» بهذه الظروف السياسية والاقتصادية المعفسة «بسبعة أيام». أما عندنا فأخذت من الشعب العراقي «سبعة أشهر»، ستة أشهر منها لتفسير معنى الأغلبية البرلمانية، وشهر لاسناد الرئاسة للمالكي وإعادة تشكيل الحكومة!
قد تقول العراق بلد جديد خرج حديثاً من نظام شمولي. آمنا بالله، فلا بأس ولنأخذ أقدم وأعرق دولة ديموقراطية، لبنان. بعد ثلاثة اشهر من تسمية ميقاتي، يوجد بها ثلاثة رؤوس: سليمان، حريري، ميقاتي!
عندهم حصل عضو في مجلس العموم البريطاني على مبلغ 30 ألف جنيه استرليني ولمدة ثلاثة أعوام (يعني 10 بالسنة، يا بلاش!) لتعديل حديقة منزله وإقامة منشأة «البط». بسبب هذه الفضيحة (شدعوة فضيحة) استقال رئيس مجلس العموم البريطاني، في سابقة تحصل لأول مرة منذ 300 عام. تصوروا 300 عام، وأول مرة منذ 350 عاما يعلق فيها عضوية أحد أعضاء مجلس اللوردات! وهي بالمناسبة شرك نصبه لهم صحافيو «الديلي تلغراف»، وعلقت صحافتهم على الخبر بأنها فضائح مالية «مفرطة». صج دمهم ثقيل، مفرطة لشوية آلاف! يا جماعة عندنا نائب واحد ومقاول اتفقا لسرقة رمل الكويت بملايين الدنانير، والنائب مازال «متسمت» على كرسيه يدافع عن حقوق الشعب، والمقاول المتهم بقضايا واختلاسات وسرقات عدة، لم يبت لليلة واحدة في السجن، يا مال راسكم «البط»!
وأخيراً، زوجة مدير المعاقين النائبة د. سلوى الجسار علقت عندما كشفت الصحافة سيارتها وهي متوقفة بموقع المعاقين: «ما شافوش بالورد عيب، قالوا يا احمر الخدين». بالضبط، علاقتنا بديموقراطية الغرب كعلاقة الجسار بالورد!
د. حسن عبدالله عباس
كاتب كويتي
[email protected]
فعندهم اصطف «مليون» بريطاني لمشاهدة عرس الأمير والدوقة، وعندنا بلد «المليون» شهيد!
عندهم فكر ديموقراطي وممارسة ديموقراطية أخذت منهم سبعة أيام لتشكيل حكومة ائتلاف وطني بزعامة أصغر رئيس وزراء بريطاني منذ 200 عام، وتشكلت بعد سقوط «حزب العمال» المهيمن على الحكومة لمدة 13 عاماً، فالشاب غوردن براون استطاع تشكيل حكومة ائتلاف وطني بين «الجمهوريين» و«الديموقراطيين الأحرار» بهذه الظروف السياسية والاقتصادية المعفسة «بسبعة أيام». أما عندنا فأخذت من الشعب العراقي «سبعة أشهر»، ستة أشهر منها لتفسير معنى الأغلبية البرلمانية، وشهر لاسناد الرئاسة للمالكي وإعادة تشكيل الحكومة!
قد تقول العراق بلد جديد خرج حديثاً من نظام شمولي. آمنا بالله، فلا بأس ولنأخذ أقدم وأعرق دولة ديموقراطية، لبنان. بعد ثلاثة اشهر من تسمية ميقاتي، يوجد بها ثلاثة رؤوس: سليمان، حريري، ميقاتي!
عندهم حصل عضو في مجلس العموم البريطاني على مبلغ 30 ألف جنيه استرليني ولمدة ثلاثة أعوام (يعني 10 بالسنة، يا بلاش!) لتعديل حديقة منزله وإقامة منشأة «البط». بسبب هذه الفضيحة (شدعوة فضيحة) استقال رئيس مجلس العموم البريطاني، في سابقة تحصل لأول مرة منذ 300 عام. تصوروا 300 عام، وأول مرة منذ 350 عاما يعلق فيها عضوية أحد أعضاء مجلس اللوردات! وهي بالمناسبة شرك نصبه لهم صحافيو «الديلي تلغراف»، وعلقت صحافتهم على الخبر بأنها فضائح مالية «مفرطة». صج دمهم ثقيل، مفرطة لشوية آلاف! يا جماعة عندنا نائب واحد ومقاول اتفقا لسرقة رمل الكويت بملايين الدنانير، والنائب مازال «متسمت» على كرسيه يدافع عن حقوق الشعب، والمقاول المتهم بقضايا واختلاسات وسرقات عدة، لم يبت لليلة واحدة في السجن، يا مال راسكم «البط»!
وأخيراً، زوجة مدير المعاقين النائبة د. سلوى الجسار علقت عندما كشفت الصحافة سيارتها وهي متوقفة بموقع المعاقين: «ما شافوش بالورد عيب، قالوا يا احمر الخدين». بالضبط، علاقتنا بديموقراطية الغرب كعلاقة الجسار بالورد!
د. حسن عبدالله عباس
كاتب كويتي
[email protected]
