أعتقد أنها... «مصخت» !

|سارة خالد الوزان|

تحدثت في مقال سابق عن الطائفية الكريهة المنتشرة في المجتمع وكيف أن التناحر الطائفي قد بدأ يفتك بالمجتمع الواحد، إن هذه الطائفية قد تسربت إلى عقول الجميع بمن فيهم طلبة الجامعة فنرى** كيف أن خطاباتهم الجماهيرية التي تقام قبل موعد الاقتراع لا تخلو من هذا الموضوع، بل إن بعضهم يتعاملون مع الآخرين على أساس الطائفة التي ينتمي لها ويُشعر الطرف الآخر وكأنه قادم من كوكب آخر، أرى أن الإنسان الذي يعامل الناس على أساس مذاهبهم أو دياناتهم إنسان مختل فكريا ً لأن قمة الرقي في نظري هو تقبل المختلف والتعايش معه، فما بالكم بأبناء مجتمع واحد تربطهم ديانة واحدة ورب واحد وقبلة واحدة تجمعهم مع بعضهم في اليوم خمس مرات، فهل من المعقول أن نحاسب شخصا ً قد اتبع مذهب يخالفنا، اعتقد أن نوع المذهب الذي يتجه إليه أحدهم هو حرية شخصية طالما لم يتعد على الآخرين ولم يتجاوز حدوده، كما أننا لسنا أهلا لنحاسب الناس ونحكم عليهم بالصواب أو الخطأ فهناك من أكبر مني ومنكم جميعا الله سبحانه وتعالى له الحساب والحكم، قمة الذكاء في نظري هو أن تقنع شخصا ما من دون أن تتكلم أو أن تدخل في صراع سخيف مع أحدهم والسر يكمن في تصرفاتك أنت، فهي تعكس مدى روعة دينك ومذهبك تخيل أنك مرآة لما تعتقد به فتخلق بأفضل الأخلاق حتى تترك أثراً طيباً بين الناس، ولا تبدأ بالإساءة إلى أحدهم وتحتقر في عقيدته وتريد منه أن يسكت بالطبع لن يسكت فكما أنت ترى أنك الصحيح دون الآخرين فهو يرى ذلك أيضا، رسالتي هنا للطالب الطائفي الذي أخذ العدوى من الخارج وبدأ في بث سمومها في داخل أروقة الجامعة، لا تفعل كما فعل أسلافك فنحن نريد أن نقضي على هذه الفتنة ونبدأ بتعديل أنفسنا حتى إذا تخرج أحدنا وتقلد منصبا ً يخدم جميع أطياف المجتمع ويدافع عن الجميع دون النظر لمذاهبهم أو لدياناتهم، كما أنني أتمنى من إدارات الكليات المختلفة أن تراقب جيدا ً كل خطابات الطلبة وتصريحاتهم وتتأكد أنها تخلو من مرض أسمه الطائفية، كما يجب إعطاء كل طالب يحاول أن يبث سم الطائفية في الجامعة إنذارا ً أول بعدها إذا كررها يعرض نفسه للفصل، بعضكم سيعارض فكرة الفصل ولكنني أرى أن التفرقة بين الناس على أساس توجهم هو أسوأ الأمراض التي يجب القضاء عليها والحد منها حتى تنتج أجيالا أكثر رقيا تتقبل الآخر بكل ما فيه.



جامعة الكويت كلية الهندسة والبترول