أكدت هدفها النبيل لردّ الجميل

لجنة الوفاء الكويتية - المصرية تستهلّ أعمالها بدعم الصحة والغذاء

تصغير
تكبير
|كتب عماد خضر |

... على وقع المشاعر الدافئة تجاه مصر المحروسة برهن ممثلو واعضاء لجنة الوفاء (الكويتية - المصرية) عن حبهم لارض الكنانة عبر تأكيداتهم في الصالون الاعلامي مساء اول من امس ان اللجنة تدعم ملفي الصحة والغذاء للشعب المصري بجمع التبرعات من خلال جهات معينة لانشاء مخابز آلية واقسام للغسيل الكلوي ومستوصفات في مختلف محافظات مصر، خصوصا بعد قيام ثورة 25 يناير وتداعياتها، منوهين بان «جهود اللجنة تأتي وفاء لمصر ودورها الرائد عبر التاريخ في نصرة الكويت سياسيا وعسكريا وتنمويا، وليست منة او احسانا منها على مصر التي تمتلك الموارد والامكانات الاقتصادية التي تؤهلها لان تكون دولة متقدمة».

بداية، اوضح رئيس اللجنة النائب علي الراشد ان «انشاء هذه اللجنة يأتي وفاء لمصر العزيزة محاولة صادقة لرد الدين لها لمواقفها المشهودة على امتداد تاريخ الامة، خصوصا وانها تشهد اخطر محنة مرت بها عبر تاريخها»، مبينا ان «حقائق التاريخ والجغرافيا تؤكد ان قوة الامة العربية من قوة مصر والعكس صحيح».

وقال: «منذ اندلاع الثورة المصرية، وماتبدى من خلال الشعارات التي حملها الثوار (خبز وحرية وعدالة اجماعية) بدا واضحا انه من الاهمية بمكان مساعدة الشقيقة الكبرى مصر للخروج من هذه المحنة، لنكون اوفياء لها اذ لم تبخل علينا ولا على الامة بشيء بل منحت الغالي والنفيس من زهرة شبابها وثرواتها من اجل عزة الامة واستقلالها، ومن ثم فقد حان الوقت لرد الجميل، خصوصا في ظل معاناتها من عجز في الموازنة، وارتفاع في معدلات البطالة، وسوء حالة المرافق العامة، وسوء الاوضاع المعيشية، واستشراء سرطان المناطق العشوائية»، مشيرا الى ان «لجنة الوفاء ستكون نواة حقيقية لاقامة مشروعات تنموية على الاراضي المصرية، وستساهم في زيادة التعاون الكويتي- المصري من خلال التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني في كلا البلدين».

واضاف الراشد: «تأتي هذه اللجنة ايضا امتدادا للعطاء الكويتي، وتأكيدا لدور الكويت المستمر في مساندة الشعوب العربية والاسلامية، وتقديم المساعدة والعون من خلال المشروعات الاغاثية الخيرية»، لافتا الى ان «جمهورية مصر العربية ساندت الكويت قبل حقبة النفط حيث كانت ترسل البعثات التعليمية الى الكويت على نفقتها، كما وقفت مصر الى جانب الكويت ابان التهديدات الخارجية لها من قبل عبدالكريم قاسم».

وتابع: «نحن على ثقة بعودة الدور المصري لقيادة التعاون العربي وبل وعلى ثقة بان مصر ستكون في مصاف الدول المتقدمة»، موضحا ان «لجنة الوفاء ليست لجنة تهب المساعدات والمعونات فقط لمصر بل هي لجنة وفاء لما قدمته مصر».

وبين ان «اللجنة تضم اعلاميين وناشطين اجتماعيين واقتصاديين، وقد شكلت منذ ثلاثة أشهر بعد ان حظيت بموافقة وزير الشؤون الاجتماعية والعمل بان تعمل تحت مظلة الهلال الاحمر الكويتي».

وفي معرض رده على مداخلات الحضور اوضح ان «جهود (لجنة الوفاء) ليست منة او احسانا على مصر وانما هي رد للجميل لهذا البلد العربي الشقيق، فمصر كانت سباقة لدعم الكويت سياسيا وعسكريا وتنمويا».

وأكد الراشد ان «القطاع السياحي في مصر سينهض بمجرد تحسن الاوضاع هناك»، وقال «انه متى قامت مصر فان العالم كله سيأتيها، لكننا نتحدث عن مرحلة اتية تحتاج للدعم من قبل الاشقاء»، مشددا على انه «لا يوجد اي تضارب للمصالح، بين اعضاء اللجنة والمشاريع المطروحة، اذ ستتم عمليات شراء للاجهزة من الموردين المصريين وستسلم هذه المشتريات عن طريق الحكومة المصرية او عن طريق جمعية الهلال الاحمر، حتى ان الحساب البنكي المعلن للتبرعات يتبع الهلال الأحمر الكويتي».

ولفت الى انه «تم تخصيص مقر في جمعية الهلال الاحمر تحت اسم (لجنة الوفاء)، ستقدم له التبرعات مباشرة او عن طريق الحساب البنكي»، مشيرا الى ان «اللجنة ترحب باي مشاريع اخرى يحتاجها الشعب المصري، كما تستمد اللجنة افكارها من الشعب المصري نفسه».

واضاف: «ان اللجنة تنتهج جهودا تطوعية لدعم الاشقاء من الشعب المصري، ولا ترغب في الحديث عن اي جوانب سياسية، فالمواقف السياسية مجالها بعيد عنا»، مبينا ان «اي مشروع تطوعي قابل للاضافة ضمن جهود اللجنة سواء كان ملف التعليم او غيره، لكن ليست هناك تنبؤات بحجم التبرعات التي سترد للجنة، ومدى مناسبتها للمشاريع المختلفة»، ما يعني أن هناك ترحاباً حكومياً مصرياً بالجهود التي يمكن أن تبذل من خلال هذه اللجنة.

وأشار الى انه «هناك نسبة كبيرة من الشعب المصري بحاجة للعناية بالصحة»، مطالباً «أبناء الجالية المصرية» بدعم جهود (لجنة الوفاء) وغيرها من الجهود التطوعية لخدمة الشعب المصري في مصر، وقال: «يبلغ تعداد الجالية المصرية في الكويت نصف مليون فرد، واذا تبرع كل فرد بدينار واحد فسنجمع 10 ملايين جنيه مصري ويمكن بالتالي أن تدعم المشاريع التنموية في مصر».

وأكد أبوالعيون في رد على أسئلة الحضور ان «زيارة رئيس الوزراء المصري الدكتور عصام شرف للكويت لا علاقة لها بقضية اللجنة بل ولم يكن على جدول أعماله مثل هذه القضايا»، موضحاً ان «حواره مع زملائه المصريين في الحكومة المصرية يدور حول كيفية قيام هذه الحكومة بمد يد التعاون لهذه اللجنة».

وأوضح ان «الفكر الخيري والتطوعي ليس فكراً ذا مردود إلا من عند الله سبحانه وتعالى»، وقال: «نحن لا نبحث عن أي فكر استثماري»، لافتاً الى انه «تم تجنب مشاريع لدعم البورصة».

وأضاف: «نريد الوصول بمجهودنا وخدماتنا للإنسان نفسه وهذا بيت القصيد، ونرغب في جهود ومساعدات الجميع لينجح عملنا لكن مشاريع الدكتور فاروق الباز والدكتور أحمد مستجير تعد مشاريع كبيرة جداً».

الراجحي

بدوره، قال رئيس لجنة التبرعات في اللجنة الدكتور مناور بيان الراجحي «نحن على تواصل مع أحد الوكلاء في وزارة الصحة المصرية لنحصل على أعداد الذين يعانون من مرض الفشل الكلوي في مصر، حيث سيتم تزويد بعض المستشفيات القائمة في مصر بأقسام الغسيل الكلوي»، نافياً «وجود تضارب للمصالح بين أعضاء اللجنة والمشاريع المطروحة».

وقال: «لا نتلقى أموالاً سائلة، والتعامل سيكون من خلال جمعية الهلال الأحمر الكويتي، والمخابز الآلية سيتم شراؤها عن طريق الجيش»، لافتاً الى ان «الحكومة المصرية تحتاج لمد يد العون في قضايا كثيرة جداً، كما لمسنا ذلك من رئيس الوزراء المصري الدكتور عصام شرف».

وأشار الى ان «اللجنة استمدت فكرة دعم ملتقى الصحة والغذاء في مصر من حديث النبي صلى الله عليه وسلم، لكننا لا نطعن في أي من المشاريع المطروحة ونرحب بها».

الرشيدي

وبينت عضوة اللجنة الناشطة السياسية ذكرى الرشيدي «اننا عقدنا العديد من الاجتماعات والجلسات من أجل تدشين مشاريع تدعم الاحتياجات الانسانية في المجتمع المصري، خصوصاً بعد ثورة 25 يناير»، لافتة الى انه «تمت مباشرة الاجراءات القانونية لإنشاء لجنة الوفاء، وقد وافق وزير الشؤون الاجتماعية والعمل على ان تكون هذه اللجنة لمدة محددة وتعمل تحت مظلة الهلال الأحمر الكويتي».

وأوضحت انه «تم استقراء الآراء في كثير من جلسات اللجنة للتعرف على أهم المشاريع التي تحتاجها مصر حالياً لتعم الفائدة على الجميع، وتم التوصل الى ان معظم المشاريع تصب في مجالين هما الصحة والغذاء بحيث يتم إنشاء مخابز آلية توزع على مختلف محافظات مصر وقراها، أما في مجال الصحة فسيتم إنشاء مراكز لغسيل الكلى واقامة بعض المستشفيات وتزويد مستشفيات القرى بالكثير من الاجهزة الطبية»، لافتة الى ان «المشاريع المطروحة في اللجنة كثيرة وقد تم اختيار مجالي الصحة والغذاء حالياً، وسيتم الاعلان عن بقية المشاريع لاحقا»، مؤكدة ان «الكويتيين يرغبون في رد الوفاء لمصر من خلال هذه اللجنة والأمل كبير في أن تعود مصر كما كانت سابقاً».

وطرح بعض الحضور في مداخلات لهم بعض الرؤى، ومنهم الكاتب الصحافي حسام فتحي الذي امل «تضافر الجهود لانقاذ ما يمكن انقاذه من الاوضاع في مصر عقب الثورة»، متمنيا ان «تلقى جهود (لجنة الوفاء) كل الاستجابة من المصريين في الكويت».

فيما طالب الكاتب الصحافي أحمد النوبي «بتوضيح مدى تضارب المصالح من عدمه، بين اعضاء (لجنة الوفاء) والمشاريع التي تطرحها هذه اللجنة».

وقالت محامية الدولة نجلاء النقي «لا ننسى وقفة مصر مع الكويت ابان الغزو العراقي الغاشم، إذ فتحت مصر اراضيها وقلوبها للكويتيين فمصر هي الدولة المحورية والمؤثرة فإن صلحت... صلح الجميع»، مشيرة الى ان «نسبة كبيرة من الشعب المصري قبل ثورة 25 يناير كانت تعاني من الفقر المدقع، ومن ثم فمصر في حاجة لجهود كجهود لجنة الوفاء».

وذكرت عضوة (لجنة الوفاء) إقبال الاحمد ان «مصر ارسلت اول بعثة تعليمية للكويت، وقدمت مدرسات من مصر في اجواء صعبة في الكويت حيث تركن الماء والخضرة وجاءوا إلى بطن الصحراء».

ولفت الكاتب الصحافي احمد المليفي إلى ان «الشعب المصري لا يحتاج لمن يمدحه فهو شعب رائع»، مثنيا على «جهود (لجنة الوفاء)»، وقال: «في قلبي غصة، فاذا كنتم تبحثون عن الوفاء ... اين الوفاء لصاحب الوفاء؟ اين الوفاء للرئيس حسني مبارك؟».

من جهته، طالب الاعلامي محمود حربي «بضرورة تشكيل فرق عمل لمتابعة اعمال وجهود (لجنة الوفاء)»، مشيرا إلى ان «هناك مشروعات كويتية موجودة في مصر وهناك خريطة كاملة للمشروعات الصحية يجب الاستفادة منها».

فيما عبّر الاعلامي محمد عبدالعزيز عن امله «بضم ملف التعليم لملفي الصحة والغذاء اللذين تدعمها حاليا لجنة الوفاء، ليحظى بالدعم والاهتمام»، معربا عن «تفاؤله بنجاح مسيرة اللجنة».

ويسأل الصحافي سالم الواوان «اين (لجنة الوفاء) من لجنة الصداقة الكويتية - المصرية البرلمانية؟، هل هناك تنسيق متبادل بين اللجنتين؟ وهل هناك علاقة بين زيارة رئيس الوزراء المصري الدكتور عصام شرف وبين هذه التبرعات الشعبية؟».

بدوره، اكد الاعلامي محمد ابراهيم ان «جهود (لجنة الوفاء) ستحظى بآثار ايجابية»، متسائلا «ماذا ستقدم الحكومة المصرية لجهود هذه اللجنة باعتبارها جزءاً من الهلال الاحمرد الكويتي؟».

ولفت الكاتب الصحافي عادل الرقاص إلى ان «مصر لا تحتاج لمساعدات او تبرعات للاسرة الفقيرة فهي دولة لديها قطاعات تدر المليارات، لكنها تحتاج لتنشيط قطاع السياحة فيها والذي تأثر نتيجة الاحداث الاخيرة».

واعرب الزميل الصحافي طه امين عن انزعاجه «من مصطلح تبرعات، فمصر ليست في حاجة للتبرعات فهي ليست دولة منكوبة وانما هي تنعم بمقومات وانشطة استثمارية»، مطالبا «بتغيير رؤية هذه الجهود بالعمل على انشاء محافظ استثمارية لانشاء مشاريع صغيرة للشباب في مصر».

وايّد الكاتب الصحافي محمد حسن رضوان رؤية الرقاص وامين «بعدم حاجة مصر للتبرعات وانما لمساعدات ذكية كتبني (لجنة الوفاء) لمشاريع العالم المصري الدكتور احمد مستجير للاكتفاء الذاتي من القمح ومشروع ممر التنمية للعالم المصري فاروق الباز».

وأوضح الدكتور محمد فياض ان «مصر ليست بحاجة لمصانع او معدات او اجهزة بل نحتاج لمشاريع تنمي العلم والاخلاق اللذين يتعلقان بالقلب والعقل»، وقال: «للاسف لدينا مشكلة كبيرة في مصر تتمثل بقيام النظام السابق بمسح القلب والعقل، بالتالي فإن اي مشاريع يجب ان ننشئها يجب ان تعيد القلب والعقل».

وطرح الصحافي اسامة جلال «رؤية لتدشين مشاريع لزراعة القمح في مصر تعتمد على سندات بنكية تبعا لرؤية تطرحها حملة وطنية للمصريين العاملين في الخارج، معلنا توجهه للتواصل مع (لجنة الوفاء)».

فيما اقترح الصحافي فوزي عويس «اجراء زيارة ميدانية (للجنة الوفاء) إلى مصر للقاء المسؤولين المصريين وعلى رأسهم الدكتور عصام شرف لايضاح الصورة وتذليل اي عقبات»، موضحا ان «مسألة التبرعات قضية مرحلية ستنتهي في فترة معينة».

مطالبا «بدراسة جدوى لمشروع استثماري كبير يمثل نموذجا للشراكة المصرية - الكويتية ويطرح للاكتتاب لرجل الشارع».

وطالب الزميل الصحافي اسامة ابو السعود بتشكيل لجنة موازية في مصر تدرس حجم الاحتياجات الفعلية هناك واماكن وجودها.

كما دعا الزميل اسماعيل عبدالقادر «لتوجيه جهود اللجنة إلى دور الايتام في مصر».

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لبنك الكويت الدولي محافظ البنك المركزي المصري السابق الدكتور محمود ابو العيون: «تأتي فكرة اللجنة كعمل تطوعي مفيد لدعم الاوضاع في مصر ولكن لا يعني ذلك التقليل من الجهود المبذولة من قبل السلطات المصرية»، لافتا إلى ان «الوفاء من خلال هذه اللجنة سيكون من جهة غير حكومية لن تأخذ اي طابع حكومي، وتقوم بعمل لخدمة الاقتصاد المصري، والمحور الاساسي في هذه الخدمة هو الانسان سواء في صحته او غذائه».

واضاف: «ان دعم اللجنة لن ينتهي بمجرد الانتهاء من مشروع او مشروعين، ولكن هناك مشاريع كثيرة سيتم طرحها لاحقا»، مبينا ان «العمل التطوعي عندما يقوم على المبادرة الفردية يكون من القلب للقلب».

وتابع ابو العيون: «نحترم القوانين المصرية والكويتية وقد قمنا بطرح فكرة لجنة الوفاء على رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور عصام شرف والوفد المرافق خلال زيارته الماضية، وقد رحبوا جميعا باي جهد تطوعي يقوم به الشعب الكويتي الشقيق او الجالية المصرية في الكويت».





الخميس: توحيد جهود

«الوفاء» و«الإعلامية»



• أوضح الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي ماضي الخميس أن «فكرة لجنة الوفاء» انطلقت في عقل أمين سر مجلس الأمة النائب علي الراشد وسردها في مقال له الى ان اصبحت واقعاً ملموساً، لافتاً الى «انضمام اللجنة الإعلامية التي شكلها مجموعة من الإعلاميين والصحافيين المصريين في الكويت الى جهود (لجنة الوفاء) توحيداً للعمل المشترك».

• خصصت (لجنة الوفاء) حساباً بنكياً لها تحت مظلة جمعية الهلال الأحمر في البنك الوطني الكويتي هو (1000314259).

• تضم (لجنة الوفاء) 26 شخصية كويتية ومصرية وعربية من الكتاب والصحافيين والمحامين ومديري البنوك.



الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي