سألني بعض الإخوة عن النائب المقصود في مقال «الذمة المالية» الذي نشر في «الراي» يوم الثلاثاء 10 أبريل 2011 وأنا كنت متعمداً ذكر الحادثة كي أختبر ثقافة الزملاء والأحبة، ووجدت من سألني ما زال على الثقافة نفسها يسير ويحب أن يعرف معلومة لن تغير في وضع ذلك النائب أو النواب «وسيعي الذمة» ولن تغير من وضع السائل الثقافي!
فالنواب من حملة الشهادة الجامعية وما فوق يشكلون الأغلبية لكن سلوكياتهم توحي بتردي مستواهم الثقافي، إنهم بين المصالح وبين التكتيكات الرخيصة يعبرون عن آرائهم فلا حس ثقافياً محترماً ولا تقديراً لاحتياجات من أوصلهم للكراسي الخضراء، وهذه السلوكيات دفعت الشعور بالاحباط ليتربع على مفاهيم العقول النيرة من القاعدة الانتخابية!
يا أخي أو أختي لا ينبغي أن تحب المسؤول أو تكره مهما كانت الضغوط التي يمارسها البعض، فالمهم أن تنظر إلى المحرك الفعلي للبعض والوزراء حتى وأن أخطأوا في إدارتهم للوزارة فهذا لا يعني أن النائب الدليهي سيبدع في الوزارة لو تم توزيره لا سمح الله!
إننا وفق معطيات الأمور نتحدث عن وضع محير للغاية فالشعور بالإحباط الذي صار علامة مسجلة للمجتمع الكويتي سببه «العناد السياسي» الذي اتخذته الحكومة في معالجتها للقصور الذي تشهده مؤسسات حكومة داخل حكومات تدير البلد، فالوزير الذي «يسلك» أمور مجموعة تجده مستنداً عليها ولا يقترب منه أحد، ولو راجعنا «الهفوات» التي قفزت من استجواباتها الحكومات المتتالية والحديث عن المال السياسي والأحداث التي شهدتها البلاد اخيراً يتولد اليقين بأن الاحباط سببه إخفاقات الحكومة وتسييس البعض للقضايا ونعني هنا التسييس للقضايا لا التسييس للسياسة الذي اشتهرت به النائبة الدكتورة سلوى الجسار... فشتان بين المفهومين و«عاد تعال فهم»!
لقد وصلنا إلى العناد في كل شيء... البعض يريد الإصلاح ونحن نشاهد الفساد يستشري، البعض يريد الشفافية ونحن نتابع الغموض في كل شيء حتى طريقة المعالجة لمشاريع التنمية «تحبي» ولم تستطع السير على طريق الانجاز، والبعض يريد حقه ونراهم «يغمتون» ويجادلون في ذلك الحق حتى المساواة وتكافؤ الفرص ذلك المبدأ الدستوري لم يعد معمولاً به وصار الاستثناء هو السائد... والبعض يريد وزارة قوية ويترك النواب الضعفاء «ينبطحون» على درب الديموقراطية ليعرقلوا مسيرتها لأجل مصالح معينة و«يا كثرهم»، والبعض يعاني من الإعاقة الحقيقية ونجد الأصحاء «يتفاولون» على أنفسهم بالإعاقة لأجل الاستفادة من المزايا!
إننا أمام إعاقة فعلية أصابت المفاهيم الثقافية للأغلبية وحتى تشكيل الحكومة صار في حاجة إلى تشكيل بالفكر كي تستطيع التشكيلة الخروج من محنتها، وإذا ظهرت فالاستجوابات في الانتظار!
على أي حال، نحن محبطون للغاية فلا يوجد مؤشر إيجابي واحد حسب ما نشاهده وكل ما نخشاه أن تعود بعض الوجوه غير المرغوب فيها للوزارة المرتقبة وهي معروفة لدى الجميع ومع هذا نشعر بأن التمسك بالأمل واجب ولا يأس مع الحياة. والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]