المؤتمر الثامن كرم 5 شخصيات أثرت الحياة السياسية والاجتماعية في البلاد
معلم الكبار وأول استجواب والفقيهة الحنبلية و«سنة الهيلق» ... «من الكويت نبدأ» و «وراء البحار» نقف

... وعبدالوهاب الرشيد

سهام الفريح متحدثة

تكريم العجيري (تصوير طارق عز الدين)

تكريم العجيري (تصوير طارق عز الدين)






| كتب باسم عبدالرحمن |
كرم المؤتمر الوطني الثامن «من الكويت نبدأ والى الكويت ننتهي» في يومه الثالث خمس شخصيات اثرت الحياة السياسية والاجتماعية في الكويت فالعم محمد أحمد الرشيد صاحب أول استجواب في تاريخ الكويت وصاحب المطالبة الأولى في تاريخ مجلس الأمة بنظام الدائرة الواحدة، والملا مرشد محمد السليمان معلم سمو الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد، والعمة منيرة عبد الرحمن العتيقي فقيهة حنبلية استفاد بعلمها الكثيرون،والعم محمد قبازرد مثّل الكويت في مؤتمر وراء البحار في لندن الذي وقفت فيه الكويت في مصاف الكبار،اما العم عثمان الفريح فساهم في تخفيف المجاعة التي اجتاحت الكويت والمنطقة وعرفت بسنة الهيلك عندما وزع الغذاء الذي اتى على ظهر بومه ولم يستقر في مخازنه.
وكرر رئيس لجنة الاشراف العليا على المحامي يوسف الياسين في فعاليات اليوم الثالث للمؤتمر مقولة سمو امير البلاد حفظه الله ورعاه «إن الكويت هي الوطن والوجود والبقاء والاستمرار وعلينا ان نكون قلبا واحدا في السراء والضراء» شعارا للمؤتمر.
وقدم الياسين عددا من الشخصيات التي عرضت لمآثر الاباء والاجداد وسط حشد كبير من المواطنين الذين حضروا لتذكر قيم وعادات اهل الكويت الطيبة ومآثر من خلدهم التاريخ في كتابه بأعمالهم المميزة وخلقهم الرفيعة.
وتحدث الباحث الفلكي الدكتور صالح العجيري عن عادات وتقاليد اهل الكويت السابقة، ووصفها لحضور المؤتمر الوطني الثامن «من الكويت نبدأ والى الكويت ننتهي» للتأكيد على محمودية التواصل بين الاجيال المتعاقبة.
وقال العجيري جئتكم من الماضي بعد ان بلغت من العمر عتيا وجاوزت الـ90 عاما حتى اصبحت ابصر بعين واحدة واسمع باذن واحدة ما جعلني اميا، مبينا انه عاصر الثلث الاخير من تاريخ الكويت التي كان اهلها متعاونين في كل شيء من اعارة الذهب بين نساء الفريج الواحد الى عود الكبريت.
ولفت الى ان الكويتيين متواضعون وكانوا يحبون تصغير الاسماء لدعم تواضعهم حتى في اسم الدولة التي صغرت من كوت الى كويت بعد ان كان اسمها الاصلي القرين بتصغير كلمة قرن.
ولفت العجيري الى ان اهل الكويت في السابق كانوا يفضلون التعلم في مدرسة الملا مرشد السليمان على التعليم في مدارس الحكومة لأن الاولى يتخرج فيها التجار فيما يتخرج من مدارس الاخيرة موظفون في دوائر الدولة، موضحا ان الملا كان يتقاضى امولا لقاء تعليمه ابناء الكويت في المواسم والاعياد.
وفي اطار حديثه عن تاريخ الكويت لفت الى ان آل الصباح قدموا من الجزيرة العربية بعدما حدثت المجاعات والحروب في جزيرة العرب فمات ثلث السكان وبقي الثلث منهم في الجزيرة فيما هاجر الثلث الاخير المتمثل في اسرة الصباح الى عدد من المناطق الى ان استقر بهم الحال في دولة الكويت للعمل في البحر، لافتا الى ان عام 1931 يعد من السنوات العجاف في تاريخ الكويت بعدما استطاعت اليابان ان تخلق اللؤلؤ الصناعي لتنافس به الحرفة الاساسية لاهل الكويت.
وكشف العجيري عن ان العيد الوطني لاستقلال الكويت يعود في الاصل الى مناسبة عيد جلوس الشيخ عبدالله السالم اميرا للبلاد ثم بعد ان انسلخت الكويت عن معاهدة الحماية البريطانية فاصبح لدينا عيد الاستقلال وعيد الجلوس اللذان دمجهما الشيخ عبدالله السالم في العيد الوطني ونقله من شهر يونيو الى شهر فبراير حيث اعتدال الطقس.
وفي مستهل الحديث عن تاريخ الاباء والاجداد اعرب عبد الوهاب محمد الرشيد عن فخره واعتزازه لسرد مناقب والده العم محمد أحمد الرشيد وهو أصغر أبنائه وأول ن يسرد سيرته بعد وفاته معتبراً أن أفضل طريقة لإيصال الرسالة التي عاش لأجلها هي تسليط الضوء على بغض مناقبه كي تكون همزة وصل بين جيل الأمس وجيل الغد.
ولد الرشيد عام 1920 درس علوم اللغة والحساب في المدرسة الأحمدية ودخل مدرسة الغوص والسفر التي اعتبرها مصنع الرجال فقد عمل في البحر بين سفن الغوص والتجارة لسنوات طويلة فازدادت شخصيته صلابة وتركت آثارها على جسد.
وتحدث عبد الوهاب عن مراحل حياة والده فبعد استقلال الكويت ووضع الدستور نشط الرشيد سياسياً ومثل الأمة عن الأعوام 1963و 1971و 1975و 1981 وحرم تمثيل الأمة سنة 1967واعتزل العمل النيابي عام 1985. كما كان صاحب أول استجواب في تاريخ الكويت وصاحب المطالبة الأولى في تاريخ مجلس الأمة بنظام الدائرة الواحدة، وقدم اقتراح تخفيض سن الناخب إلى 18 سنة وقدم اقتراحاً بإنشاء إدارة أموال الأيتام سنة 1971، كما كان من أول المطالبين بإنشاء المحكمة الدستورية والمحكمة الإدارية كما اقترح تخصيص سكن لأئمة ومؤذني المساجد بالقرب من أماكن عملهم وإنشاء مكاتب المخافر لتسهيل معاملات المواطنين والمسماة حالياً بمراكز الخدمة واشتهر بنظافة كفه ونزاهته وحبه لبلده الذي تجلى من خلال مواقفه المشهودة في الدفاع عن المكتسبات الدستورية ومبادئ العدالة والمساواة في تطبيق القوانين على الجميع خلال عضويته كما كان من أشد المطالبين بعودة الحياة البرلمانية والعمل بالدستور.
كما تناول عبد الوهاب الجانب الإنساني والأبوي لدى الرشيد فقد كان صلباً ويكره التزوير والغش دقيقاً في عمله وارتبط اسمه بالبساطة لم يؤمن بالشعارات والإعلانات والخيام لذلك نجح في تمثيل مناطق مختلفة وشرائح متعددة في المجتمع الكويتي.
وعن اعتزاله العمل السياسي في قمة عطائه استذكر عبد الوهاب قول والده عندما سئل عن أسباب الاعتزال وأجاب «ما يصير ندير جيل اليوم برجال الأمس لكل زمان رجال ولازم نفسح المجال لغيرنا» ما يدعو لاحترام مواقفه وأعماله التي كسب منها ثقة الناس.
كما تناول حبه للكويت والكويتيين ومساندتهم في كل الظروف كما كان سريع التكيف مع متغيرات العصر وكان يعشق ربط الماضي بالحاضر ولطالما أراد أن يتعرف الشباب على حياة الأوائل من الآباء والأجداد ليتعلموا دروس الصبر والجلد كما آمن أن ترابط الناس وألفتهم وتعاونهم كان سبباً في بركة المجتمع الكويتي الصغير ولطالما ردد «حدادنا منا فينا وخبازنا منا وفينا ونجارنا منا وفينا والكل يتعاون» كما أحب العلم وكان من أشد الناس احتراماً للعلم والمعلم.
وقال عبد الوهاب ان ما تستفيده الأجيال الناشئة من قصة محمد الرشيد هي ثلاث صفات أساسية إذا ما اجتمعت في شخص ما تزيد شخصه إلا احتراماً وعمله إلا إتقاناً ووطنه إلا رفعة وهذه الصفات هي القوة والشجاعة والإخلاص بالعمل والإنسانية.
وختم عبد الوهاب كلمته بإحدى عبارات والده التي أشار بها إلى مجلس الأمة في إحدى المرات وقال «هني نبني مستقبل الكويت يا ولدي.. هني نصون الأمانة»
من جهته، اكد احمد المرشد في اطار حديثه عن مناقب الراحل الملا مرشد محمد السليمان ان والده الذي ولد في الكويت عام 1907 عقب تخرجه في المدرسة المباركية افتتح مدرسة خاصة به عام 1926 وقد تنقل بمدرسته من مكان الى اخر الى ان استقر في منطقة المرقاب خلف مبنى الاتصالات السلكية واللاسلكية الحالي.
وقال المرشد ان والده تلقى تعليمه كاملا في المدرسة المباركية على ايدي اساتذة افاضل امثال الشيخ يوسف القناعي ناظر المدرسة والشيخ القاضي احمد الخميس والشيخ يوسف الحمود والاستاذ عبدالملك الصالح المبيض والشيخ عبدالعزيز الرشيد، لافتا الى انه اتصف بصفات التقى والورع وكثرة فعل الخير والاحسان وحسن التربية والرعاية الاسرية بما ملكه من سهولة الطباع وحسن المعشر.
واضاف المرشد ان الراحل الملا مرشد محمد السليمان كان واصلا لرحمه ولاهله وذويه عائدا للمريض حاضرا للجنائز كما انه عرف عنه الصبر والعزيمة والمثابرة فنهض بكامل اعباء مدرسته على مدى نحو 30 عاما علم خلالها الكثير من ابناء الكويت، كان منهم على سبيل الذكر لا الحصر امير الكويت الراحل الشيخ جابر الاحمد الصباح والشيخ ناصر صباح الناصر وعدد من افراد الاسرة الحاكمة والشخصيات العامة امثال النائب احمد السعدون والدكتور صالح العجيري والمستشار راشد عبدالمحسن الحماد.
وأشار المرشد الى ان والده تولى التدريس في مدرسته بمعية اخيه الملا سليمان بعدما زاد عدد الطلاب فيها نظرا لتميز المدرسة في رقي تعليمها وقد ساعده في التدريس على فترات متفرقة الاساتذة ابراهيم وناصر الحوطي وعباس الهارون وصالح العجيري وعبدالرحمن الرويح ويوسف الشايجي وغيرهم.
وكشف المرشد انه في ظل انتشار مدارس وزارة التربية الحديثة عرضت عليه دائرة المعارف انذاك ضم مدرسة والده اليها فما كان منه الا ان رفض وحينها توجه تلاميذه الى المدارس الحكومية واغلق مدرسته عام 1956 بعد ان ظلت عاملة مدة 30 سنة، مبينا ان عائلة الراحل الملا مرشد السليمان بصدد اصدار كتاب عن حياته بالتعاون مع امين الامانة العامة للاوقاف الدكتور عبدالمحسن الجارالله الخرافي والمدعم بالصور والوثائق عن الملا مرشد ومدرسته، معربا عن شكره لكل من ساهم في تكريم والده من القائمين على المؤتمر الوطني الثامن «من الكويت نبدأ والى الكويت ننتهي» ورعاة المؤتمر.
بدوره، تحدث د.صلاح العتيقي عن مناقب العمة منيرة عبد الرحمن العتيقي التي تنتمي لإحدى الأسر العلمية القديمة في شبه الجزيرة العربية والتي اشتهرت بانتهاج المذهب الحنبلي تعلماً وتعليماً وإفتاءً وقضاءً وتوثيقاً فكانوا فيه من الأعلام وجدها الفقيه الشيخ صالح بن سيف العتيقي.
ولدت العتيقي في دولة الكويت بالثلث الأول من القرن التاسع عشر عام 1830 في محلة العتيقي والعروفة لاحقاً باسم المباركية.وتابع أن والدها كان شخصية وطنية من الشخصيات التاريخية الشهيرة بإغاثة الناس وإطعامهم في المجاهة بسنة الهيلق.
وحظيت منيرة بنشأة دينية علمية بين أسرتها فهي من بيت العلم والعلماء والتجارة والتجار وانتقلت عائلتها من الكويت لمجاورة بيت الله الحرام في مكة المكرمة فاستقروا فيها وأصبحوا من أعيان الحجاز بأعمالهم الجليلة التي قدموها في شتى المجالات.
ففي المجال الاجتماعي كان أبوها مشهوراً باسم الشيخ عبد الرحمن لمكانته الاجتماعية بين أهل مكة المكرمة وكان ذا سمعة طيبة وذكراً حسناً محبوباً بين الناس.
وأضاف أنه كان للعتيقي الكثير من الأعمال في المجال الخيري من أعمال البر والإحسان فقد أوقفت أحد بيوتها الواسعة بمساحة 214 متراً مربعاً في شعب ابن عامر بمنطقة مكة على أضاح لها ولأسرتها وعلى الفقراء والمحتاجين وسبيل الخيرات في سنة 1888، كما أوقفت على مواليها وعبيدها وقفاً آخر يستفيدون منه وذريتهم إلى أن ينقطعوا فلا يحتاجون للبحث عن النفقة.
كما جعلت من وجه إنفاق ريعها الوقفي نصيباً للقرآن الكريم وحافظيه حيث رغبتهم على الختمة في شهر رمضان المبارك وشجعتهم بالعطية على تلاوته.
وعن الجانب الوطني قال العتيقي ان منيرة لم تنس أبناء وطنها الأول ومسقط رأسها الكويت فقد جعلت للحجاج الكويتيين وقفاً وهو عزلة في بيت من بيوتها في مكة المكزمة ينزل فيه القادمون من الكويت في موسم الحج لأداء المناسك ويستفيدون من منافعه طوال مدة إقامتهم وتوالى أبناء الأسرة على نظارة هذا الوقف من بعدما توفيت في العام 1908.
وتحدث جاسم محمد قبازرد عن مناقب العم محمد بن حسين قبازرد الذي ولد عام 1918 وعاش مع إخوانه في جو من المحبة والتآزر في الظروف الصعبة التي مرت على دولة الكويت في عصر الغوص والتجارة البحرية. بعدها قرر إخوانه أن يتوقف عن هذا العمل والتفرغ للدراسة والتعليم لدى الكتاتيب لحفظ القرآن الكريم فدخل المدرسة الأهلية التي أدارها الميرزا حسن الشيرازي ودرس النحو ومبادئ الحساب وتعلم اللغتين العربية والتركية.
وفي سن الـ16 دخل قبازرد ميدان العمل وعمل موظفاً في شركة كويتية للنقل والتنزيل ثم عمل موظفاً في دائرة الجمارك حتى تدرج لمنصب مساعد مدير وفي عام 1952 أنشئت دائرة الميناء برئاسة الشيخ خالد العبد الله السالم الصباح الذي عين قبازرد المدير العام للموانئ، واستمر في منصبه وعاصر النمو المطرد في أعمال الميناء وتوابعه الذي كان بمثابة القلب النابض لازدهار النشاط التجاري والتنموي في الكويت.
ومثل قبازرد الكويت في المؤتمر الدولي لما وراء البحار في لندن لتقف الكويت في صفوف الدول المتحضرة وخصوصاً في مجالات التجارة البحرية الدولية، وكان رائداً في فكرة إنشاء ميناء الشويخ الحالي الذي يعد من أبرز إنجازاته آنذاك.
وفي عام 1961 قال جاسم انه بناء على طلب الأمير الراحل سمو الشيخ جابر الأحمد تم نقل قبازرد إلى وزارة المالية التي كان يديرها وعين ممثلاً لحكومة الكويت في عضوية مجلس إدارة شركة الزيت الأميركية المستقلة «Aminoil» لمدة عامين.
وفي العام 1961 تم إيفاد قبازرد على رأس «وفد الصداقة» ليمثل الكويت في زيارة رسمية لـ11 عاصمة في آسيا والشرق الأقصى لتوطيد العلاقات الثنائية مع الكويت. وفي العام 1968 عين عضو مجلس إدارة بنك الكويت المركزي لثلاث دورات متتالية.
وكان يتقن الكتابة والقراءة ويعرف اللغات الإنكليزية والتركية الفارسية والفرنسية والأردو وبعض الروسية. لكنه كان متبحراً في النحو والصرف والقواعد.
وفي العام 1963 تم انتخابه لتمثيل منطقة شرق في أول فصل تشريعي لمجلس الأمة.
وعرف قبازرد بحبه للاستقصاء والتجوال والسفر وكان من أهم هواياته التصوير حيث كان يوثق كل رحلاته واستكشافاته بالصور وكان هو من يلتقط هذه الصور والأفلام وينتجها ويعلق عليها.
وتم خلال المؤتمر عرض فيلم مصور من تصوير قبازرد تطرق لفترة الخمسينات في الكويت ويوثق بعض أهم مراحل ومحطات التطور التي شهدتها الكويت.
اخيرا وعن مناقب العم عثمان محمد الفريح تحدثت د.سهام الفريح مبتدئة بالإشارة إلى أن أهل الكويت الأوائل نشأوا نشأة طيبة جمعتهم على التلاحم والراحم لاتفرق بينهم مستويات الغنى والفقر وإنما ميزان الفرد لديهم هو القيمة الأخلاقية والسلوكية.
وأكدت أن الحديث عن مناقب الأجداد ليس للتباهي التفاخر وإنما للكشف للجيال القادمة ما تختزنه تلك النفوس الكبيرة لهؤلاء الأجداد من قيم ومبادئ هي التي دفعت بالكويت كي تكون ذات سيادة لها وتاثيرها الإقليمي والدولي حتى يومنا هذا وهي مبادئ قامت على المحبة وعلى مبدأ التكافل الحقيقي في علاقاتهم الاجتماعية وعلى الأمانة والصدق في تعاملاتهم التجارية والعامة، وللكشف عن القيمة والقدوة والمثال الحسن الذي يحتاجه المجتمع في زمن غابت فيه تلك المبادئ والقيم وتلك السلوكيات الإنسانية وحلت محلها اليوم ثقافة الصراع والبغضاء والحسد في جميع العلاقات والتعاملات الاجتماعية والعامة.
وقالت الفريح انها عندما تتحدث عن عثمان لابد أن تتحدث عن علي الفريح أيضاً اللذين فرقهما الموت وهما أخوان لـ 3 اخوة نشأوا وترعرعوا وكونوا عائلاتهم على أرض الكويت.
وقد ساهم محمد الفريح الأب وأبناؤه في نهضة الكويت التجارية والاقتصادية مع مجموعة من التجار والأعمدة الأساسية في دفع عجلة الاقتصاد الكويتي في ذلك الزمن، وكانت تجارة الفريح واسعة وممتدة ما بين العراق والخليج العربية والجزيرة والهند وتمتعوا بسمعة طيبة بسب تعاملاتهم التجارية وتوفيرهم السلع بصورة غير استغلالية.
وتابعت أنه في ذلك الزمن كانت المواد الغذائية تأتي إلى الكويت من البصرة وسوق الشيوخ في العراق والقليل من الاستيراد يأتي من الهند كالمواد الغذائية والأخشاب والبهارات والكمبار والملابس وغيرها حيث كان الكويتيين يملكون بعض الأراضي وبساتين النخيل في البصرة.
هذا وكان عثمان وعلي الفريح يملكان مصنعاً لصناعة الغتر وكانوا اول من استورد الشمغ إلى الكويت ولم يكن يومها معروفاً ليشيع لبسه بين الكويتيين منذ ذلك الحين.
وتطرقت الفريح إلى تجلي مبدأ التكاتف الاجتماعي عند جيل الأوائل حين وقعت المجاعة عام 1282هجري في المنطقة عامة وفي الكويت خاصة وقد أطلق عليها اسم سنة الهيلق حيث تزامن وصول البوم المملوك لعثمان وعلي الفريح مع اشتداد تلك الأزمة على الكويتيين ورفضا تحويل ما به من مواد غذائية إلى مخازنهما وإنما تم توزيع حمولته على أهل الكويت.
وفي ختام كلمتها طلبت الفريح من القيمين على المؤتمر أن يوثقوا هذه المعلومات التي تعرض فيه وأن توثق توثيقاً دقيقاً كي لا تذهب طي النسيان ولتستفد منها الأجيال القادمة.
كرم المؤتمر الوطني الثامن «من الكويت نبدأ والى الكويت ننتهي» في يومه الثالث خمس شخصيات اثرت الحياة السياسية والاجتماعية في الكويت فالعم محمد أحمد الرشيد صاحب أول استجواب في تاريخ الكويت وصاحب المطالبة الأولى في تاريخ مجلس الأمة بنظام الدائرة الواحدة، والملا مرشد محمد السليمان معلم سمو الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد، والعمة منيرة عبد الرحمن العتيقي فقيهة حنبلية استفاد بعلمها الكثيرون،والعم محمد قبازرد مثّل الكويت في مؤتمر وراء البحار في لندن الذي وقفت فيه الكويت في مصاف الكبار،اما العم عثمان الفريح فساهم في تخفيف المجاعة التي اجتاحت الكويت والمنطقة وعرفت بسنة الهيلك عندما وزع الغذاء الذي اتى على ظهر بومه ولم يستقر في مخازنه.
وكرر رئيس لجنة الاشراف العليا على المحامي يوسف الياسين في فعاليات اليوم الثالث للمؤتمر مقولة سمو امير البلاد حفظه الله ورعاه «إن الكويت هي الوطن والوجود والبقاء والاستمرار وعلينا ان نكون قلبا واحدا في السراء والضراء» شعارا للمؤتمر.
وقدم الياسين عددا من الشخصيات التي عرضت لمآثر الاباء والاجداد وسط حشد كبير من المواطنين الذين حضروا لتذكر قيم وعادات اهل الكويت الطيبة ومآثر من خلدهم التاريخ في كتابه بأعمالهم المميزة وخلقهم الرفيعة.
وتحدث الباحث الفلكي الدكتور صالح العجيري عن عادات وتقاليد اهل الكويت السابقة، ووصفها لحضور المؤتمر الوطني الثامن «من الكويت نبدأ والى الكويت ننتهي» للتأكيد على محمودية التواصل بين الاجيال المتعاقبة.
وقال العجيري جئتكم من الماضي بعد ان بلغت من العمر عتيا وجاوزت الـ90 عاما حتى اصبحت ابصر بعين واحدة واسمع باذن واحدة ما جعلني اميا، مبينا انه عاصر الثلث الاخير من تاريخ الكويت التي كان اهلها متعاونين في كل شيء من اعارة الذهب بين نساء الفريج الواحد الى عود الكبريت.
ولفت الى ان الكويتيين متواضعون وكانوا يحبون تصغير الاسماء لدعم تواضعهم حتى في اسم الدولة التي صغرت من كوت الى كويت بعد ان كان اسمها الاصلي القرين بتصغير كلمة قرن.
ولفت العجيري الى ان اهل الكويت في السابق كانوا يفضلون التعلم في مدرسة الملا مرشد السليمان على التعليم في مدارس الحكومة لأن الاولى يتخرج فيها التجار فيما يتخرج من مدارس الاخيرة موظفون في دوائر الدولة، موضحا ان الملا كان يتقاضى امولا لقاء تعليمه ابناء الكويت في المواسم والاعياد.
وفي اطار حديثه عن تاريخ الكويت لفت الى ان آل الصباح قدموا من الجزيرة العربية بعدما حدثت المجاعات والحروب في جزيرة العرب فمات ثلث السكان وبقي الثلث منهم في الجزيرة فيما هاجر الثلث الاخير المتمثل في اسرة الصباح الى عدد من المناطق الى ان استقر بهم الحال في دولة الكويت للعمل في البحر، لافتا الى ان عام 1931 يعد من السنوات العجاف في تاريخ الكويت بعدما استطاعت اليابان ان تخلق اللؤلؤ الصناعي لتنافس به الحرفة الاساسية لاهل الكويت.
وكشف العجيري عن ان العيد الوطني لاستقلال الكويت يعود في الاصل الى مناسبة عيد جلوس الشيخ عبدالله السالم اميرا للبلاد ثم بعد ان انسلخت الكويت عن معاهدة الحماية البريطانية فاصبح لدينا عيد الاستقلال وعيد الجلوس اللذان دمجهما الشيخ عبدالله السالم في العيد الوطني ونقله من شهر يونيو الى شهر فبراير حيث اعتدال الطقس.
وفي مستهل الحديث عن تاريخ الاباء والاجداد اعرب عبد الوهاب محمد الرشيد عن فخره واعتزازه لسرد مناقب والده العم محمد أحمد الرشيد وهو أصغر أبنائه وأول ن يسرد سيرته بعد وفاته معتبراً أن أفضل طريقة لإيصال الرسالة التي عاش لأجلها هي تسليط الضوء على بغض مناقبه كي تكون همزة وصل بين جيل الأمس وجيل الغد.
ولد الرشيد عام 1920 درس علوم اللغة والحساب في المدرسة الأحمدية ودخل مدرسة الغوص والسفر التي اعتبرها مصنع الرجال فقد عمل في البحر بين سفن الغوص والتجارة لسنوات طويلة فازدادت شخصيته صلابة وتركت آثارها على جسد.
وتحدث عبد الوهاب عن مراحل حياة والده فبعد استقلال الكويت ووضع الدستور نشط الرشيد سياسياً ومثل الأمة عن الأعوام 1963و 1971و 1975و 1981 وحرم تمثيل الأمة سنة 1967واعتزل العمل النيابي عام 1985. كما كان صاحب أول استجواب في تاريخ الكويت وصاحب المطالبة الأولى في تاريخ مجلس الأمة بنظام الدائرة الواحدة، وقدم اقتراح تخفيض سن الناخب إلى 18 سنة وقدم اقتراحاً بإنشاء إدارة أموال الأيتام سنة 1971، كما كان من أول المطالبين بإنشاء المحكمة الدستورية والمحكمة الإدارية كما اقترح تخصيص سكن لأئمة ومؤذني المساجد بالقرب من أماكن عملهم وإنشاء مكاتب المخافر لتسهيل معاملات المواطنين والمسماة حالياً بمراكز الخدمة واشتهر بنظافة كفه ونزاهته وحبه لبلده الذي تجلى من خلال مواقفه المشهودة في الدفاع عن المكتسبات الدستورية ومبادئ العدالة والمساواة في تطبيق القوانين على الجميع خلال عضويته كما كان من أشد المطالبين بعودة الحياة البرلمانية والعمل بالدستور.
كما تناول عبد الوهاب الجانب الإنساني والأبوي لدى الرشيد فقد كان صلباً ويكره التزوير والغش دقيقاً في عمله وارتبط اسمه بالبساطة لم يؤمن بالشعارات والإعلانات والخيام لذلك نجح في تمثيل مناطق مختلفة وشرائح متعددة في المجتمع الكويتي.
وعن اعتزاله العمل السياسي في قمة عطائه استذكر عبد الوهاب قول والده عندما سئل عن أسباب الاعتزال وأجاب «ما يصير ندير جيل اليوم برجال الأمس لكل زمان رجال ولازم نفسح المجال لغيرنا» ما يدعو لاحترام مواقفه وأعماله التي كسب منها ثقة الناس.
كما تناول حبه للكويت والكويتيين ومساندتهم في كل الظروف كما كان سريع التكيف مع متغيرات العصر وكان يعشق ربط الماضي بالحاضر ولطالما أراد أن يتعرف الشباب على حياة الأوائل من الآباء والأجداد ليتعلموا دروس الصبر والجلد كما آمن أن ترابط الناس وألفتهم وتعاونهم كان سبباً في بركة المجتمع الكويتي الصغير ولطالما ردد «حدادنا منا فينا وخبازنا منا وفينا ونجارنا منا وفينا والكل يتعاون» كما أحب العلم وكان من أشد الناس احتراماً للعلم والمعلم.
وقال عبد الوهاب ان ما تستفيده الأجيال الناشئة من قصة محمد الرشيد هي ثلاث صفات أساسية إذا ما اجتمعت في شخص ما تزيد شخصه إلا احتراماً وعمله إلا إتقاناً ووطنه إلا رفعة وهذه الصفات هي القوة والشجاعة والإخلاص بالعمل والإنسانية.
وختم عبد الوهاب كلمته بإحدى عبارات والده التي أشار بها إلى مجلس الأمة في إحدى المرات وقال «هني نبني مستقبل الكويت يا ولدي.. هني نصون الأمانة»
من جهته، اكد احمد المرشد في اطار حديثه عن مناقب الراحل الملا مرشد محمد السليمان ان والده الذي ولد في الكويت عام 1907 عقب تخرجه في المدرسة المباركية افتتح مدرسة خاصة به عام 1926 وقد تنقل بمدرسته من مكان الى اخر الى ان استقر في منطقة المرقاب خلف مبنى الاتصالات السلكية واللاسلكية الحالي.
وقال المرشد ان والده تلقى تعليمه كاملا في المدرسة المباركية على ايدي اساتذة افاضل امثال الشيخ يوسف القناعي ناظر المدرسة والشيخ القاضي احمد الخميس والشيخ يوسف الحمود والاستاذ عبدالملك الصالح المبيض والشيخ عبدالعزيز الرشيد، لافتا الى انه اتصف بصفات التقى والورع وكثرة فعل الخير والاحسان وحسن التربية والرعاية الاسرية بما ملكه من سهولة الطباع وحسن المعشر.
واضاف المرشد ان الراحل الملا مرشد محمد السليمان كان واصلا لرحمه ولاهله وذويه عائدا للمريض حاضرا للجنائز كما انه عرف عنه الصبر والعزيمة والمثابرة فنهض بكامل اعباء مدرسته على مدى نحو 30 عاما علم خلالها الكثير من ابناء الكويت، كان منهم على سبيل الذكر لا الحصر امير الكويت الراحل الشيخ جابر الاحمد الصباح والشيخ ناصر صباح الناصر وعدد من افراد الاسرة الحاكمة والشخصيات العامة امثال النائب احمد السعدون والدكتور صالح العجيري والمستشار راشد عبدالمحسن الحماد.
وأشار المرشد الى ان والده تولى التدريس في مدرسته بمعية اخيه الملا سليمان بعدما زاد عدد الطلاب فيها نظرا لتميز المدرسة في رقي تعليمها وقد ساعده في التدريس على فترات متفرقة الاساتذة ابراهيم وناصر الحوطي وعباس الهارون وصالح العجيري وعبدالرحمن الرويح ويوسف الشايجي وغيرهم.
وكشف المرشد انه في ظل انتشار مدارس وزارة التربية الحديثة عرضت عليه دائرة المعارف انذاك ضم مدرسة والده اليها فما كان منه الا ان رفض وحينها توجه تلاميذه الى المدارس الحكومية واغلق مدرسته عام 1956 بعد ان ظلت عاملة مدة 30 سنة، مبينا ان عائلة الراحل الملا مرشد السليمان بصدد اصدار كتاب عن حياته بالتعاون مع امين الامانة العامة للاوقاف الدكتور عبدالمحسن الجارالله الخرافي والمدعم بالصور والوثائق عن الملا مرشد ومدرسته، معربا عن شكره لكل من ساهم في تكريم والده من القائمين على المؤتمر الوطني الثامن «من الكويت نبدأ والى الكويت ننتهي» ورعاة المؤتمر.
بدوره، تحدث د.صلاح العتيقي عن مناقب العمة منيرة عبد الرحمن العتيقي التي تنتمي لإحدى الأسر العلمية القديمة في شبه الجزيرة العربية والتي اشتهرت بانتهاج المذهب الحنبلي تعلماً وتعليماً وإفتاءً وقضاءً وتوثيقاً فكانوا فيه من الأعلام وجدها الفقيه الشيخ صالح بن سيف العتيقي.
ولدت العتيقي في دولة الكويت بالثلث الأول من القرن التاسع عشر عام 1830 في محلة العتيقي والعروفة لاحقاً باسم المباركية.وتابع أن والدها كان شخصية وطنية من الشخصيات التاريخية الشهيرة بإغاثة الناس وإطعامهم في المجاهة بسنة الهيلق.
وحظيت منيرة بنشأة دينية علمية بين أسرتها فهي من بيت العلم والعلماء والتجارة والتجار وانتقلت عائلتها من الكويت لمجاورة بيت الله الحرام في مكة المكرمة فاستقروا فيها وأصبحوا من أعيان الحجاز بأعمالهم الجليلة التي قدموها في شتى المجالات.
ففي المجال الاجتماعي كان أبوها مشهوراً باسم الشيخ عبد الرحمن لمكانته الاجتماعية بين أهل مكة المكرمة وكان ذا سمعة طيبة وذكراً حسناً محبوباً بين الناس.
وأضاف أنه كان للعتيقي الكثير من الأعمال في المجال الخيري من أعمال البر والإحسان فقد أوقفت أحد بيوتها الواسعة بمساحة 214 متراً مربعاً في شعب ابن عامر بمنطقة مكة على أضاح لها ولأسرتها وعلى الفقراء والمحتاجين وسبيل الخيرات في سنة 1888، كما أوقفت على مواليها وعبيدها وقفاً آخر يستفيدون منه وذريتهم إلى أن ينقطعوا فلا يحتاجون للبحث عن النفقة.
كما جعلت من وجه إنفاق ريعها الوقفي نصيباً للقرآن الكريم وحافظيه حيث رغبتهم على الختمة في شهر رمضان المبارك وشجعتهم بالعطية على تلاوته.
وعن الجانب الوطني قال العتيقي ان منيرة لم تنس أبناء وطنها الأول ومسقط رأسها الكويت فقد جعلت للحجاج الكويتيين وقفاً وهو عزلة في بيت من بيوتها في مكة المكزمة ينزل فيه القادمون من الكويت في موسم الحج لأداء المناسك ويستفيدون من منافعه طوال مدة إقامتهم وتوالى أبناء الأسرة على نظارة هذا الوقف من بعدما توفيت في العام 1908.
وتحدث جاسم محمد قبازرد عن مناقب العم محمد بن حسين قبازرد الذي ولد عام 1918 وعاش مع إخوانه في جو من المحبة والتآزر في الظروف الصعبة التي مرت على دولة الكويت في عصر الغوص والتجارة البحرية. بعدها قرر إخوانه أن يتوقف عن هذا العمل والتفرغ للدراسة والتعليم لدى الكتاتيب لحفظ القرآن الكريم فدخل المدرسة الأهلية التي أدارها الميرزا حسن الشيرازي ودرس النحو ومبادئ الحساب وتعلم اللغتين العربية والتركية.
وفي سن الـ16 دخل قبازرد ميدان العمل وعمل موظفاً في شركة كويتية للنقل والتنزيل ثم عمل موظفاً في دائرة الجمارك حتى تدرج لمنصب مساعد مدير وفي عام 1952 أنشئت دائرة الميناء برئاسة الشيخ خالد العبد الله السالم الصباح الذي عين قبازرد المدير العام للموانئ، واستمر في منصبه وعاصر النمو المطرد في أعمال الميناء وتوابعه الذي كان بمثابة القلب النابض لازدهار النشاط التجاري والتنموي في الكويت.
ومثل قبازرد الكويت في المؤتمر الدولي لما وراء البحار في لندن لتقف الكويت في صفوف الدول المتحضرة وخصوصاً في مجالات التجارة البحرية الدولية، وكان رائداً في فكرة إنشاء ميناء الشويخ الحالي الذي يعد من أبرز إنجازاته آنذاك.
وفي عام 1961 قال جاسم انه بناء على طلب الأمير الراحل سمو الشيخ جابر الأحمد تم نقل قبازرد إلى وزارة المالية التي كان يديرها وعين ممثلاً لحكومة الكويت في عضوية مجلس إدارة شركة الزيت الأميركية المستقلة «Aminoil» لمدة عامين.
وفي العام 1961 تم إيفاد قبازرد على رأس «وفد الصداقة» ليمثل الكويت في زيارة رسمية لـ11 عاصمة في آسيا والشرق الأقصى لتوطيد العلاقات الثنائية مع الكويت. وفي العام 1968 عين عضو مجلس إدارة بنك الكويت المركزي لثلاث دورات متتالية.
وكان يتقن الكتابة والقراءة ويعرف اللغات الإنكليزية والتركية الفارسية والفرنسية والأردو وبعض الروسية. لكنه كان متبحراً في النحو والصرف والقواعد.
وفي العام 1963 تم انتخابه لتمثيل منطقة شرق في أول فصل تشريعي لمجلس الأمة.
وعرف قبازرد بحبه للاستقصاء والتجوال والسفر وكان من أهم هواياته التصوير حيث كان يوثق كل رحلاته واستكشافاته بالصور وكان هو من يلتقط هذه الصور والأفلام وينتجها ويعلق عليها.
وتم خلال المؤتمر عرض فيلم مصور من تصوير قبازرد تطرق لفترة الخمسينات في الكويت ويوثق بعض أهم مراحل ومحطات التطور التي شهدتها الكويت.
اخيرا وعن مناقب العم عثمان محمد الفريح تحدثت د.سهام الفريح مبتدئة بالإشارة إلى أن أهل الكويت الأوائل نشأوا نشأة طيبة جمعتهم على التلاحم والراحم لاتفرق بينهم مستويات الغنى والفقر وإنما ميزان الفرد لديهم هو القيمة الأخلاقية والسلوكية.
وأكدت أن الحديث عن مناقب الأجداد ليس للتباهي التفاخر وإنما للكشف للجيال القادمة ما تختزنه تلك النفوس الكبيرة لهؤلاء الأجداد من قيم ومبادئ هي التي دفعت بالكويت كي تكون ذات سيادة لها وتاثيرها الإقليمي والدولي حتى يومنا هذا وهي مبادئ قامت على المحبة وعلى مبدأ التكافل الحقيقي في علاقاتهم الاجتماعية وعلى الأمانة والصدق في تعاملاتهم التجارية والعامة، وللكشف عن القيمة والقدوة والمثال الحسن الذي يحتاجه المجتمع في زمن غابت فيه تلك المبادئ والقيم وتلك السلوكيات الإنسانية وحلت محلها اليوم ثقافة الصراع والبغضاء والحسد في جميع العلاقات والتعاملات الاجتماعية والعامة.
وقالت الفريح انها عندما تتحدث عن عثمان لابد أن تتحدث عن علي الفريح أيضاً اللذين فرقهما الموت وهما أخوان لـ 3 اخوة نشأوا وترعرعوا وكونوا عائلاتهم على أرض الكويت.
وقد ساهم محمد الفريح الأب وأبناؤه في نهضة الكويت التجارية والاقتصادية مع مجموعة من التجار والأعمدة الأساسية في دفع عجلة الاقتصاد الكويتي في ذلك الزمن، وكانت تجارة الفريح واسعة وممتدة ما بين العراق والخليج العربية والجزيرة والهند وتمتعوا بسمعة طيبة بسب تعاملاتهم التجارية وتوفيرهم السلع بصورة غير استغلالية.
وتابعت أنه في ذلك الزمن كانت المواد الغذائية تأتي إلى الكويت من البصرة وسوق الشيوخ في العراق والقليل من الاستيراد يأتي من الهند كالمواد الغذائية والأخشاب والبهارات والكمبار والملابس وغيرها حيث كان الكويتيين يملكون بعض الأراضي وبساتين النخيل في البصرة.
هذا وكان عثمان وعلي الفريح يملكان مصنعاً لصناعة الغتر وكانوا اول من استورد الشمغ إلى الكويت ولم يكن يومها معروفاً ليشيع لبسه بين الكويتيين منذ ذلك الحين.
وتطرقت الفريح إلى تجلي مبدأ التكاتف الاجتماعي عند جيل الأوائل حين وقعت المجاعة عام 1282هجري في المنطقة عامة وفي الكويت خاصة وقد أطلق عليها اسم سنة الهيلق حيث تزامن وصول البوم المملوك لعثمان وعلي الفريح مع اشتداد تلك الأزمة على الكويتيين ورفضا تحويل ما به من مواد غذائية إلى مخازنهما وإنما تم توزيع حمولته على أهل الكويت.
وفي ختام كلمتها طلبت الفريح من القيمين على المؤتمر أن يوثقوا هذه المعلومات التي تعرض فيه وأن توثق توثيقاً دقيقاً كي لا تذهب طي النسيان ولتستفد منها الأجيال القادمة.