عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / بكاء سوزان... ومغازل المساجد

تصغير
تكبير
من أكبر المواقف التي لها أثر في النفس هي تلك التي نقلتها بعض وسائل الإعلام عن الحالة التي كانت عليها عقيلة الرئيس المصري السابق المخلوع سوزان مبارك، من بكاء وانهيار وهي تسمع عن أمر قاضي التحقيق بسجن زوجها الذي كاد في يوم من الأيام أن يقول لأهل مصر أنا ربكم الأعلى، وكذلك الأمر بسجن ولديها.

كيف انقلب الحال من العز إلى المهانة ومن الحكم إلى السجن، كيف كان في يوم من الأيام هو الآمر الناهي، بينما اليوم هو الذي يُأمر (بضم الياء) وعليه أن يطيع.

من كان يتخيل أن مجموعة الحكم بأكملها تلقى وراء القضبان، الرئيس وأولاده ورئيس وزراء حكومته ووزراؤه، ورئيس مجلس الشعب الذي لطالما طبل له وزمر و...، و...، الكل مسجون والكل في حال لا يحسد عليها، نقولها من باب العظة لا الشماتة. وهم اليوم يتساءلون بين بعضهم البعض وهم في ذهول كيف حدث، وما الذي جعلنا في هذه الحالة من المذلة والمهانة؟ وأقول لهم إن الإجابة ذكرها خالد البرمكي حين ألقي في السجن مع ولده، فسأله ولده متعجباً: يا أبت بعد العز صرنا في القيد والحبس، فقال الوالد: يا بني دعوة مظلوم سرت بليل غفلنا عنها، ولم يغفل الله عنها.

كم من دعوات للمظلومين في عهد الرئيس المخلوع قد رفعت أكفها تدعو الله على من ظلمها، على من سجنها وعذبها على من شوه سمعتها وطردها من وظيفتها أو دراستها، على من فرق بينها وبين أهلها وأبنائها، كم، وكم. وهي دعوات لها مكانتها العظيمة عند ربها، إذ يرفعها الله تعالى فوق السحاب ويقسم سبحانه بعزته وجلاله بأن ينصرها ولو بعد حين.

والعجب كل العجب من بقية الأنظمة الظالمة المتسلطة على شعوبها كما في سورية وليبيا واليمن، هذه الحكومات التي ماتزال تجري على أراضيها دماء الأبرياء، وتتناقل وسائل الإعلام صور البطش والتعذيب والتنكيل، ونقول لها: أليس فيما جرى لمن قبلكم في تونس ومصر عظة وعبرة؟

ولكنها القلوب التي تغطيها الغشاوة فلا تبصر حقيقة الزوال إلا عند وقوعها، ينطبق عليها قول المولى عز وجل «وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون».

إني لأبشر هذه الحكومات الظالمة بقرب زوالها، وأن ما يعتقدونه من قوات وميليشيات تقوم على حمايتهم وتثبيت ملكهم، إنما هي في حقيقتها ضعيفة واهية وهي والله أوهن من بيت العنكبوت. وأنا أدعو في هذه المناسبة كل من له يد في دعم وتأييد الظلمة والطواغيت من سياسيين أو عسكريين أو شيوخ دين أن ينجوا بأنفسهم ويعلنوا براءتهم، لأنهم لن يكونوا بمنأى عن المساءلة والمآخذة سواء في الدنيا والآخرة، ففي الدنيا فلعل فيمن سقط من قبل لكم عظة وعبرة، وأما في الآخرة فقد ورد في الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام «من أعان ظالماً ليدحض بباطله حقاً، فقد برئت منه ذمة الله ورسوله». ومن أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوباً على جبينه آيس من رحمة الله.

مغازلجية المساجد

المساجد من أحب البقاع في الأرض إلى الله وتعظيمها إنما هو من تعظيم شعائر الله «ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب»، ولكن مما يؤسف له أن نرى بعضاً ممن أغواه الشيطان من الجنسين لا يجد مكانا يختلي به مع معشوقه إلا بالقرب من المساجد سواء في الساحات التي هي ضمن سور المسجد أو في المواقف المخصصة للمصلين، وهي ظاهرة اشتكى منها جيران المساجد ومنها على سبيل المثال لا الحصر مسجد العتيقي في الأندلس المقابل للجمعية التعاونية، ومسجد طيبة الرويح بمنطقة عبدالله المبارك، ومن هنا فاني أتوجه للمخالفين بأن يتقوا الله ويعظموا حرماته، كما أدعو الوزارات المختصة سواء الداخلية أو الأوقاف أن يفعلوا الأدوات والقوانين التي تردع هؤلاء المخالفين، والله الهادي إلى سواء السبيل.



عبدالعزيز صباح الفضلي

كاتب كويتي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي