لقاء / الصالح دعا لإنشاء مركز تخصصي للأبحاث واستبشر خيرا بالوعود الحكومية
نائب رئيس مجلس إدارة «كان»: الخوف من مرض السرطان سيصبح في... خبر كان

الصالح متحدثا إلى الزميل عماد خضر







| كتب - عماد خضر |
دعا استشاري الأورام في مركز حسين مكي جمعة لمكافحة السرطان ونائب رئيس مجلس إدارة الحملة الوطنية التوعوية لمكافحة السرطان (كان) خالد الصالح إلى «إنشاء مركز تخصصي لأبحاث السرطان على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، تصب فيه جميع المعلومات والأنسجة والدراسات السريرية لما له من فائدة مباشرة لأبحاث السرطان». وقال: نستبشر خيراً بوعد الحكومة اهتمام التنمية بالأبحاث»، لافتاً إلى أن «حملة ( كان ) تخطط لتُدريب 18 ألف طالبة في المرحلة الثانوية على الكشف الذاتي للثدي بنهاية العام الحالي لمُحاصرة مرض سرطان الثدي «بُعبع النساء».
وأوضح الصالح في لقاء مع «الراي» أن «نسبة مراجِعات الطبيب للمرحلتين الثالثة والرابعة من سرطان الثدي تبلغ 30 إلى 40 في المئة وتعمل (كان) وغيرها من الجهات المختصة لخفضها لنسبة 15 في المئة باعتماد أساليب التوعية والتدريب والمسح الإشعاعي وغيرها»، مشيراً إلى أن «نسبة الشفاء في المرحلتين الأولى والثانية لسرطان الثدي تزيد عن 80 في المئة وتتدنى لـ 20 إلى 30 في المئة في المراحل المتأخرة». وكشف الصالح أن «60 في المئة من مصابات سرطان الثدي في العالم في عام 2025 من دول العالم الثالث، نتيجة التلوث البيئي والافتقاد للتشريعات المكافحة للسرطان والعادات الحياتية الخاطئة والمعلومات المغلوطة عن المرض في بعض وسائل الإعلام»، مؤكداً أن «الخوف والجهل بالسرطان في الكويت سيصبح في خبر كان بتعاون جهود التوعية والتدريب والمكافحة. وقد اعتبرت منظمة الصحة العالمية السرطان مرضا مزمنا وليس قاتلاً». وطالب الصالح «بتفعيل قانون منع التدخين مع وضع ضبطية قضائية على المدخنين لما لذلك من دور إيجابي في مكافحة السرطان»، مبيناً أن «برنامج المسح الشامل لسرطان الثدي الذي تعد له لجنة وزارة الصحة للاكتشاف المبكر للمرض سيحقق قفزة إن نُفذ»، مبيناً أن «الرضاعة الطبيعية وممارسة الرياضة والبعد عن السُمنة، بالإضافة إلى الزواج والولادة المبكرة قبل سن الثلاثين تخفف من الإصابة بسرطان الثدي». وذكر أن «تسجيل السرطان في الكويت من أفضل أنواع التسجيل في العالم حيث يدعمه قانون في وزارة الصحة بضرورة إرسال نسخة من العينات المصابة بالسرطان إلى مركز التسجيل»، وقال: عار عن الصحة احتلال الكويت المرتبة الأولى عربياً في الإصابة بسرطان الثدي، إذ يسبقها خليجياً البحرين ثم قطر»، لافتاً إلى أن «نادي CAN CLUB الذي أنشأته (كان) سيواصل الدور التوعوي بتشجيع الشباب على الرياضة والإقلاع عن التدخين».
وهنا نص اللقاء:
• في البداية نود التعرف على مدى صحة بعض المعلومات التي تشير إلى وجود حالات مصابة بالسرطان بين الكويتيين ولا تعرف بإصابتها لأسباب مختلفة، كانخفاض مستوى التعليم أو غيره، ما يجعل نسبة الإصابة بالسرطان في الكويت مرتفعة.
ألا ترى أن مسؤولية وزارة الصحة تقتضي ضرورة الوصول إليهم واكتشافهم؟
- أولاً من الممكن أن تكون هناك حالات على هذا الشاكلة، وربما هناك أفراد توفوا وهم مصابون بالسرطان ولا يعرفون بإصابتهم به. فمن المحتمل أن يكون هناك شخص في مكان ناء أو آخر مهملا لنفسه ولا يراجع الطبيب وهما مصابان بالورم السرطاني. ولكن هذه مسؤولية الشخص نفسه وليس وزارة الصحة. فالمرض يُعرف بشكوى وإذا لاحظ الفرد مرضاً على نفسه فيجب أن يُراجع الطبيب إذ لا يمكن لوزارة الصحة أن تدخل عليك بيتك وتكشف على كل فرد لتعرف هل هو مصاب بالسرطان أم لا؟ فإذا لاحظت على نفسك ورما أو ألما أو عرضا معينا، أمر طبيعي أن تلجأ للطبيب.
• كشف النائب مسلم البراك اخيراً عن 170 ألف حالة مصابة بالسرطان بين الكويتيين وردت (كان) ووزارة الصحة بأن الأرقام الحقيقية برأيهما تشير إلى أن عدد الكويتيين المصابين بالسرطان خلال الفترة من 1970 إلى 2009 يبلغ 16676 حالة ومن غير الكويتيين 25 ألف حالة بإجمالي 41676 حالة تقريباً.
كيف تدللون على صحة ماطرحت وزارة الصحة و(كان) خصوصاً وأن النائب البراك أكد ان هناك إحصائية تشير إلى أن عدد الكويتيين المصابين بالسرطان يبلغ 111 ألفاً من الذكور و58 ألفاً من الإناث؟
- أولاً لابد أن نعترف بأن تسجيل السرطان في الكويت الـ Registration من أفضل أنواع التسجيل في العالم، إذ هناك قانون لوزارة الصحة في الكويت يُلزم بضرورة إرسال نسخة من كل عينة تُفحص في المختبر المختص ويُكتشف إصابتها بالسرطان إلى قسم أو مركز تسجيل السرطان في مركز حسين مكي جمعة، سواء كان المريض صاحب العينة مواطنا أو مقيما.
• ومن أين جاءت الـ 170 ألف حالة إذاً؟
- لا أعلم... مسؤوليتي أن أُعطيك الأرقام الحقيقية عن أعداد المصابين بالسرطان من المواطنين والمقيمين في الكويت والتي تبلغ 41676 حالة خلال الفترة من 1970 إلى 2009 كما هو مثبت في مركز الكويت لمكافحة السرطان التابع لوزارة الصحة (مركزحسين مكي جمعة). لكن لا أستطيع أن أعلق على أرقام أخرى. ولكننا سنتواصل مع النائبين الفاضلين مسلم البراك والدكتور وليد الطبطبائي لاهتمامهما بمرض السرطان للاستفادة مما في حوزتهما من معلومات ونتبادل معاً التباحث ونشرح لهما فكرة التوعية التي نعتمدها وندعوهما لدعم خطة التوعية في الكويت، وسنحاول الإطلاع على رؤاهما التي يمكن أن نتبناها. فبالتأكيد لديهما أطروحات تبنياها من نبض الشارع، فهما ممثلا الشعب وصوت الأمة ونسعى للقائهما دوماً من أجل مصلحة المواطنين والمرضى. فثالوث الصحة المتمثل في الجهات الحكومية ومجلس الامة والقطاع الأهلي يقتضي التعاون الكامل بينهم. وبالفعل نحن متعاونون مع وزارة الصحة التي لم تُقصر مشكورة في هذا الشأن، كما نتعاون حالياً مع مجلس الامة الذي لم يأل جهداً هو الآخر خصوصا بعد أن أقر قانوناً لمنع التدخين وسنستمر في هذا التعاون البناء.
• برأيكم ما الذي يتميز به مركز حسين مكي جمعة عن غيره في الوطن العربي؟
- هو أول مركز ومكان واحد تتجمع فيه التخصصات المختلفة للسرطان، بالإضافة إلى جميع أنواع العلاجات.
• ما هو مفهوم التوعية الذي تنتهجونه في (كان)؟
- مفهوم التوعية لدينا يعني نقل الإنسان من حالة الجهل بالسرطان إلى حالة المعرفة باستخدام وسائل الإعلام ومختلف أساليب التواصل الأخرى.
• وما دور(كان) في التوعية لمكافحة مرض السرطان؟
- أولاً صحة البشر بصفةٍ عامة ليست مسؤولية وزارة الصحة بمفردها. فالصحة تبعاً لدستور دولة الكويت مسؤولية الدولة بأكملها بجميع وزاراتها ومؤسسات النفع العام فيها والقطاع الأهلي، ومن ثم فإن وزارة الصحة ليست مسؤولة بمفردها عن عملية التوعية بالصحة والحفاظ عليها، ومن ثم فإن حملة (كان) قامت بإجراء استطلاع قبل بدء عملها حول مفهوم الناس للسرطان، ووجدنا أن نسبة الخوف من السرطان تعدت الـ 80 في المئة، ومن ثم بدأنا بحملة التوعية في الشوارع عن طريق الإعلانات الكبيرة بإطلاق دعوات اسمعوني... وافهموني... السرطان ليس مرضاً قاتلاً... السرطان قابل للشفاء... لا تخافوا السرطان.
كما استخدمنا وسائل الإعلام من صحافة وتلفزيون وسينما وكل ذلك بغرض إثارة الناس للتساؤل والاستفسار عن الحملة والمرض.
كما تبذل (كان) حالياً قصارى جهدها لنقل الجاهلين بمرض السرطان من حالة اللاوعي إلى حالة الوعي به، خصوصاً بعد أن اكتشفت أن نسبة كبيرة منهم يخافونه ويعتبرونه مرضاً قاتلاً نتيجة تراكم المعلومات الخاطئة في بعض وسائل الإعلام وعند الناس. ومن ثم بذلت (كان) في أول عام من إنشائها في عام 2008 جهداً كبيراً لنقل هؤلاء من حالة الجهل، حيث كانت إعلاناتنا كلها تشير إلى نفقين أحدهما مظلم والآخر منير. بمعنى نقل الناس من النفق المظلم إلى النفق المنير. وبالفعل نقلنا أعداداً طيبةً منهم - لا نقول كلهم - إلى النفق المنير.
• تضمن تقريركم الأخير الذي رفعتموه الى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد حول أداء (كان) إنجازاتٍ وخططاً للعام الحالي. هل ألقيتم لنا الضوء على هذا التقرير؟
- تحظى الحملة الوطنية التوعوية لمرض السرطان (كان) برعاية كريمة من صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وبالفعل تضمن تقريرنا الأخير إنجازاتٍ وخططاً للعام الحالي.
فمن الإنجازات نجاحنا في إزالة الخوف والرعب من مرض السرطان من نفوس قطاعات كبيرة من الناس والذين سيطر عليهم في السابق وشكل حاجزاً سلبياً. فقد أصبحت المرأة - على سبيل المثال - مبادِرة إلى مراجعة الطبيب المختص عند شعورها بورم في ثديها على عكس ما كان في السابق، وهذا نهج الكثيرات منهن الآن، ولا نقول أننا وصلنا لكل الشرائح أو ندعي أننا الوحيدون الذين نوعيهن، فهناك آخرون يشاركونا عملية التوعية. فهناك وزارة الصحة وجمعيات النفع العام وغيرها. وقد تمكنا معاً من نقل المرأة لهذه المرحلة بعد أن كانت الكويتيات في عام 1983 يخفن من مراجعة الطبيب المختص ويذهبن لمراجعته في مراحل متأخرة من مرض سرطان الثدي وهي المرحلة الثالثة أوالرابعة حتى أن 80 في المئة من مريضات سرطان الثدي في عام 1983 كن يراجعن الطبيب في المرحلتين الثالثة والرابعة للمرض. أما الآن فتبلغ نسبة مريضات سرطان الثدي المراجعات للطبيب في المرحلتين الثالثة والرابعة للمرض 30 إلى 40 في المئة، ونخطط لتصل إلى 15 في المئة من خلال عمليات التوعية والتدريب حتى يراجع الطبيب 85 في المئة من مريضات سرطان الثدي في مرحلة مبكرة من المرض ليتسنى العلاج وتتراجع مشكلة البعبع الذي يخيف النساء.
كما تُقدم (كان) حالياً تدريبات عملية للكشف الذاتي للثدي، وقد انتهينا من تدريب 90 معلمة في وزارة التربية وهؤلاء المعلمات سيتحولن لمدربات في (كان) وبالتعاون مع وزارة التربية سيدربن في نهاية العام الحالي 18 ألف طالبة في المرحلة الثانوية، ومن ثم ستكون كل طالبة تتخرج في المرحلة الثانوية مُدرَبة على الكشف الذاتي للثدي، ومن ثم ستصبح كل فتيات المرحلة الثانوية مُدرَبات. وبعد أجيال عدة سيزداد عمر هؤلاء الفتيات ويصلن لعمر الـ 18 والـ 30 حيث يكون هناك احتمال للإصابة بالمرض وهن مُدربات من قبل فيستطعن اكتشاف المرض ومراجعة الطبيب في مرحلة مبكرة من المرض.
• توجهتم لتشكيل نادي CAN CLUB للشباب كدعوة لممارسة الرياضة والإقلاع عن التدخين لمكافحة الإصابة بالسرطان. هل تعتقد أن هذا النادي سيضيف شيئاً في هذا الإتجاه؟
- نعم، سيواصل هذا النادي الدور التوعوي لمكافحة السرطان حيث سيشجع الشباب أقرانهم الشباب من خلال النادي على ممارسة الرياضة والإقلاع عن التدخين الذي يعتبر سبباً رئيسياً لكثير من أمراض السرطان. فأفضل وسيلة للإقلاع عن التدخين ممارسة الرياضة، وسيكون ذلك من خلال إقامة دورات رياضية ومسابقات وأنشطة لتشجيع الشباب على الابتعاد عن الأمور الضارة وممارسة الأنشطة النافعة التي تصب في خدمة التوعية والصحة.
• ما تعليقكم على رؤية البعض لحاجة (كان) لمزيد من التسليط الإعلامي لإبراز دورها التوعوي؟
- حملة (كان) من أكثر الحملات التي أخذت بُعداً إعلامياً جيداً، إذ لا تسير في شارع من الشوارع إلا وتلمس معرفة الناس بها، وعلى العكس فإن التركيز الإعلامي عليها جيد ولكننا حملة توعوية، وبصفة عامة فإن الناس لا يرغبون السماع أو الحديث عن المرض ويفضلون سماع مايسرهم ويسعدهم، فربما لو كان الأمر متعلقاً بمطرب مثلاً لاشتهر بين يومٍ وليلة. أما الحديث عن السرطان فيقول الناس «ياعمي جايب لنا السرطان»، لكن رغم ذلك وصلنا لهم ولله الحمد.
• تشير معلومات بعض استشاريي الأورام إلى أن الكويت الأعلى عربياً في الإصابة بسرطان الثدي. ماحقيقة ذلك؟
- هذا كلام غير صحيح، فبين دول الخليج تأتي الكويت في المركز الثالث في الإصابة بسرطان الثدي تسبقها البحرين ثم قطر.
• وما نسبة الإصابة بسرطان الثدي في الكويت؟
- لدينا 300 حالة جديدة تقريباً كل عام.
• وماذا عن بقية أنواع السرطانات؟
- الكويت في مركز متوسط بين دول العالم من حيث نسب الإصابة بأمراض السرطان.
• هل حقيقي أن العلاج بالهرمونات البديلة يسبب زيادة في فرص الإصابة بسرطان الثدي؟
- لا يوجد دليل علمي قوي على ذلك، وربما هناك أوراق علمية ودراسات تشير إلى أن هرمونات منع الحمل عامل مساعد للإصابة بسرطان الثدي. وفي المقابل هناك دراسات أخرى تنفي ذلك بل وغالبية الدراسات تنفي وانا أميل للنفي.
• وماذا عن هرمون الإستروجين البديل الذي يعطى للنساء بعد انقطاع الطمث. هل يزيد من فرص الإصابة؟
- هرمون الإستروجين يعطى للمرأة للتخفيف من أعراض انقطاع الطمث، ولا دليل علميا يقينيا على تسببه في الإصابة بسرطان الثدي.
• هل حقيقي أن هناك أطعمة تقي من احتمال الإصابة بسرطان الثدي كالبيض مثلاً؟
- لا توجد معلومة علمية يقينية بأن هناك أطعمة تقي من الإصابة بسرطان الثدي، فلا يوجد طعام أو دواء يمنع الإصابة.
• يشير البعض إلى أن الرضاعة الطبيعية تقلل من الإصابة بسرطان الثدي. ما حقيقة ذلك؟
- لا شك أن الرضاعة الطبيعية وممارسة الرياضة والابتعاد عن السمنة والزواج المبكر والولادة المبكرة قبل سن الثلاثين كلها أمور تساعد في التخفيف من نسب الإصابة بسرطان الثدي.
• كم تبلغ نسب الشفاء من سرطان الثدي في الكويت؟
- في المرحلتين الأولى والثانية للمرض تزيد نسب الشفاء فيها على 80 في المئة. وفي حالات الاكتشاف المبكر جداً للمرض يمكن الاكتفاء بإزالة الورم السرطاني فقط من الثدي وتحافظ المرأة على ثديها. أما في المرحلتين الثالثة والرابعة فتصل نسب الشفاء فيها من 20 إلى 30 في المئة وهنا تبرز قيمة التوعية بضرورة الاكتشاف المبكر للمرض. وهناك هدف واستراتيجية عامة لوزارة الصحة ومركز حسين مكي جمعة بالعمل على الوصول لمرضى السرطان بجميع أنواعه في المراحل الأولى، كما شكلت وزارة الصحة لجنة للاكتشاف المبكر لمرض سرطان الثدي وقدمت Proposal وبرنامجا ممتازا جداً ومن المحتمل تطبيقه خلال عام، ويتم عمل مسح لسرطان الثدي في الكويت ونتوقع أن يحقق هذا البرنامج قفزة في الكشف المبكر لسرطان الثدي.
• حذر البعض من أنماط الحياة الخاطئة كعدم ممارسة الرياضة والعادات الغذائية غير السليمة، ومنها تناول اللحوم المصنعة. وأشاروا إلى أن هذه الأنماط تسبب 70 في المئة من حالات السرطانات. ما حقيقة ذلك؟
- من المؤكد ان لأنماط الحياة الخاطئة دورا. وللعلم فإن نسب الإصابة بالسرطان تتزايد في العالم كله وتزداد في دول العالم النامي بدرجة أكبر من دول العالم المتقدم وذلك بسبب التلوث البيئي وعدم وجود التشريعات التي تحافظ على صحة الإنسان وانتشار التدخين وزيادة استخدام التبغ في دول العالم الثالث على العكس من دول الغرب التي منعت التدخين.
وللعلم فإن 60 في المئة من المصابات بسرطان الثدي في العالم في عام 2025 سيكون من دول العالم الثالث.
• هل تقصد أن الكويت ستعاني من هذه المشاكل؟
- الكويت صحياً لاتعتبر من دول العالم الثالث، فمقاييسها الصحية مرتفعة جداً والشعب الكويتي واع ويحافظ على صحته وتذهب نسبة كبيرة منه للنوادي للركض. لكن ربما لو كان لنا طلب وهو ضرورة تفعيل قانون منع التدخين والذي لو فعلناه سنحقق قفزة في الاتجاه الصحيح لمكافحة السرطان، وربما من الأفضل إذا تم وضع ضبطية قضائية فيه على المدخنين.
• كيف تطمئن القراء من مرض السرطان؟
- نوضح لهم أن السرطان ليس مرضاً مخيفاً أو قاتلاً، وهذه رسالتنا التي نعمل لها. فبحسب تعريف منظمة الصحة العالمية فهو مرض مزمن يمكن الشفاء منه، ونؤكد لهم أيضاً أن الخوف من مرض السرطان والرعب منه سيكونان في خبر كان.
• مشروع إنشاء مركز تخصصي لأبحاث مرض السرطان. ما مدى الحاجة لمثل هذا المشروع؟
- هذا مطلب مهم ولو كان القرار بيدي لأنشأت مركزا تخصصيا لابحاث مرض السرطان على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، تصب فيه كل الأنسجة والمعلومات والدراسات السريرية ولابد من رصد مخصصات من أموال خطة التنمية لإنشاء هذا المركز.
• ولماذا على مستوى دول مجلس التعاون؟
- لأن مرض السرطان مرض نادر والإصابة به تعتبر قليلة إذا تم إنشاء مركز أبحاث في الكويت فقط سيفتقر لمادة البحث (الأنسجة والمرضى) لأنها بالأساس قليلة، ومن ثم سيفتقر البحث العلمي للمادة والأنسجة التي سيجري عليها البحث والاختبارات. فحتى أوروبا على كثرة أعداد سكانها تتحد دولها الآن كمجاميع لإنشاء مركز موحد لبحث مرض السرطان. ونستبشر خيراً في هذا الاتجاه حيث وعد نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير الدولة لشؤون التنمية وزير الدولة لشؤون الإسكان الشيخ أحمد الفهد بأن خطط التنمية ستولي الأبحاث الاهتمام.
دعا استشاري الأورام في مركز حسين مكي جمعة لمكافحة السرطان ونائب رئيس مجلس إدارة الحملة الوطنية التوعوية لمكافحة السرطان (كان) خالد الصالح إلى «إنشاء مركز تخصصي لأبحاث السرطان على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، تصب فيه جميع المعلومات والأنسجة والدراسات السريرية لما له من فائدة مباشرة لأبحاث السرطان». وقال: نستبشر خيراً بوعد الحكومة اهتمام التنمية بالأبحاث»، لافتاً إلى أن «حملة ( كان ) تخطط لتُدريب 18 ألف طالبة في المرحلة الثانوية على الكشف الذاتي للثدي بنهاية العام الحالي لمُحاصرة مرض سرطان الثدي «بُعبع النساء».
وأوضح الصالح في لقاء مع «الراي» أن «نسبة مراجِعات الطبيب للمرحلتين الثالثة والرابعة من سرطان الثدي تبلغ 30 إلى 40 في المئة وتعمل (كان) وغيرها من الجهات المختصة لخفضها لنسبة 15 في المئة باعتماد أساليب التوعية والتدريب والمسح الإشعاعي وغيرها»، مشيراً إلى أن «نسبة الشفاء في المرحلتين الأولى والثانية لسرطان الثدي تزيد عن 80 في المئة وتتدنى لـ 20 إلى 30 في المئة في المراحل المتأخرة». وكشف الصالح أن «60 في المئة من مصابات سرطان الثدي في العالم في عام 2025 من دول العالم الثالث، نتيجة التلوث البيئي والافتقاد للتشريعات المكافحة للسرطان والعادات الحياتية الخاطئة والمعلومات المغلوطة عن المرض في بعض وسائل الإعلام»، مؤكداً أن «الخوف والجهل بالسرطان في الكويت سيصبح في خبر كان بتعاون جهود التوعية والتدريب والمكافحة. وقد اعتبرت منظمة الصحة العالمية السرطان مرضا مزمنا وليس قاتلاً». وطالب الصالح «بتفعيل قانون منع التدخين مع وضع ضبطية قضائية على المدخنين لما لذلك من دور إيجابي في مكافحة السرطان»، مبيناً أن «برنامج المسح الشامل لسرطان الثدي الذي تعد له لجنة وزارة الصحة للاكتشاف المبكر للمرض سيحقق قفزة إن نُفذ»، مبيناً أن «الرضاعة الطبيعية وممارسة الرياضة والبعد عن السُمنة، بالإضافة إلى الزواج والولادة المبكرة قبل سن الثلاثين تخفف من الإصابة بسرطان الثدي». وذكر أن «تسجيل السرطان في الكويت من أفضل أنواع التسجيل في العالم حيث يدعمه قانون في وزارة الصحة بضرورة إرسال نسخة من العينات المصابة بالسرطان إلى مركز التسجيل»، وقال: عار عن الصحة احتلال الكويت المرتبة الأولى عربياً في الإصابة بسرطان الثدي، إذ يسبقها خليجياً البحرين ثم قطر»، لافتاً إلى أن «نادي CAN CLUB الذي أنشأته (كان) سيواصل الدور التوعوي بتشجيع الشباب على الرياضة والإقلاع عن التدخين».
وهنا نص اللقاء:
• في البداية نود التعرف على مدى صحة بعض المعلومات التي تشير إلى وجود حالات مصابة بالسرطان بين الكويتيين ولا تعرف بإصابتها لأسباب مختلفة، كانخفاض مستوى التعليم أو غيره، ما يجعل نسبة الإصابة بالسرطان في الكويت مرتفعة.
ألا ترى أن مسؤولية وزارة الصحة تقتضي ضرورة الوصول إليهم واكتشافهم؟
- أولاً من الممكن أن تكون هناك حالات على هذا الشاكلة، وربما هناك أفراد توفوا وهم مصابون بالسرطان ولا يعرفون بإصابتهم به. فمن المحتمل أن يكون هناك شخص في مكان ناء أو آخر مهملا لنفسه ولا يراجع الطبيب وهما مصابان بالورم السرطاني. ولكن هذه مسؤولية الشخص نفسه وليس وزارة الصحة. فالمرض يُعرف بشكوى وإذا لاحظ الفرد مرضاً على نفسه فيجب أن يُراجع الطبيب إذ لا يمكن لوزارة الصحة أن تدخل عليك بيتك وتكشف على كل فرد لتعرف هل هو مصاب بالسرطان أم لا؟ فإذا لاحظت على نفسك ورما أو ألما أو عرضا معينا، أمر طبيعي أن تلجأ للطبيب.
• كشف النائب مسلم البراك اخيراً عن 170 ألف حالة مصابة بالسرطان بين الكويتيين وردت (كان) ووزارة الصحة بأن الأرقام الحقيقية برأيهما تشير إلى أن عدد الكويتيين المصابين بالسرطان خلال الفترة من 1970 إلى 2009 يبلغ 16676 حالة ومن غير الكويتيين 25 ألف حالة بإجمالي 41676 حالة تقريباً.
كيف تدللون على صحة ماطرحت وزارة الصحة و(كان) خصوصاً وأن النائب البراك أكد ان هناك إحصائية تشير إلى أن عدد الكويتيين المصابين بالسرطان يبلغ 111 ألفاً من الذكور و58 ألفاً من الإناث؟
- أولاً لابد أن نعترف بأن تسجيل السرطان في الكويت الـ Registration من أفضل أنواع التسجيل في العالم، إذ هناك قانون لوزارة الصحة في الكويت يُلزم بضرورة إرسال نسخة من كل عينة تُفحص في المختبر المختص ويُكتشف إصابتها بالسرطان إلى قسم أو مركز تسجيل السرطان في مركز حسين مكي جمعة، سواء كان المريض صاحب العينة مواطنا أو مقيما.
• ومن أين جاءت الـ 170 ألف حالة إذاً؟
- لا أعلم... مسؤوليتي أن أُعطيك الأرقام الحقيقية عن أعداد المصابين بالسرطان من المواطنين والمقيمين في الكويت والتي تبلغ 41676 حالة خلال الفترة من 1970 إلى 2009 كما هو مثبت في مركز الكويت لمكافحة السرطان التابع لوزارة الصحة (مركزحسين مكي جمعة). لكن لا أستطيع أن أعلق على أرقام أخرى. ولكننا سنتواصل مع النائبين الفاضلين مسلم البراك والدكتور وليد الطبطبائي لاهتمامهما بمرض السرطان للاستفادة مما في حوزتهما من معلومات ونتبادل معاً التباحث ونشرح لهما فكرة التوعية التي نعتمدها وندعوهما لدعم خطة التوعية في الكويت، وسنحاول الإطلاع على رؤاهما التي يمكن أن نتبناها. فبالتأكيد لديهما أطروحات تبنياها من نبض الشارع، فهما ممثلا الشعب وصوت الأمة ونسعى للقائهما دوماً من أجل مصلحة المواطنين والمرضى. فثالوث الصحة المتمثل في الجهات الحكومية ومجلس الامة والقطاع الأهلي يقتضي التعاون الكامل بينهم. وبالفعل نحن متعاونون مع وزارة الصحة التي لم تُقصر مشكورة في هذا الشأن، كما نتعاون حالياً مع مجلس الامة الذي لم يأل جهداً هو الآخر خصوصا بعد أن أقر قانوناً لمنع التدخين وسنستمر في هذا التعاون البناء.
• برأيكم ما الذي يتميز به مركز حسين مكي جمعة عن غيره في الوطن العربي؟
- هو أول مركز ومكان واحد تتجمع فيه التخصصات المختلفة للسرطان، بالإضافة إلى جميع أنواع العلاجات.
• ما هو مفهوم التوعية الذي تنتهجونه في (كان)؟
- مفهوم التوعية لدينا يعني نقل الإنسان من حالة الجهل بالسرطان إلى حالة المعرفة باستخدام وسائل الإعلام ومختلف أساليب التواصل الأخرى.
• وما دور(كان) في التوعية لمكافحة مرض السرطان؟
- أولاً صحة البشر بصفةٍ عامة ليست مسؤولية وزارة الصحة بمفردها. فالصحة تبعاً لدستور دولة الكويت مسؤولية الدولة بأكملها بجميع وزاراتها ومؤسسات النفع العام فيها والقطاع الأهلي، ومن ثم فإن وزارة الصحة ليست مسؤولة بمفردها عن عملية التوعية بالصحة والحفاظ عليها، ومن ثم فإن حملة (كان) قامت بإجراء استطلاع قبل بدء عملها حول مفهوم الناس للسرطان، ووجدنا أن نسبة الخوف من السرطان تعدت الـ 80 في المئة، ومن ثم بدأنا بحملة التوعية في الشوارع عن طريق الإعلانات الكبيرة بإطلاق دعوات اسمعوني... وافهموني... السرطان ليس مرضاً قاتلاً... السرطان قابل للشفاء... لا تخافوا السرطان.
كما استخدمنا وسائل الإعلام من صحافة وتلفزيون وسينما وكل ذلك بغرض إثارة الناس للتساؤل والاستفسار عن الحملة والمرض.
كما تبذل (كان) حالياً قصارى جهدها لنقل الجاهلين بمرض السرطان من حالة اللاوعي إلى حالة الوعي به، خصوصاً بعد أن اكتشفت أن نسبة كبيرة منهم يخافونه ويعتبرونه مرضاً قاتلاً نتيجة تراكم المعلومات الخاطئة في بعض وسائل الإعلام وعند الناس. ومن ثم بذلت (كان) في أول عام من إنشائها في عام 2008 جهداً كبيراً لنقل هؤلاء من حالة الجهل، حيث كانت إعلاناتنا كلها تشير إلى نفقين أحدهما مظلم والآخر منير. بمعنى نقل الناس من النفق المظلم إلى النفق المنير. وبالفعل نقلنا أعداداً طيبةً منهم - لا نقول كلهم - إلى النفق المنير.
• تضمن تقريركم الأخير الذي رفعتموه الى سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد حول أداء (كان) إنجازاتٍ وخططاً للعام الحالي. هل ألقيتم لنا الضوء على هذا التقرير؟
- تحظى الحملة الوطنية التوعوية لمرض السرطان (كان) برعاية كريمة من صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وبالفعل تضمن تقريرنا الأخير إنجازاتٍ وخططاً للعام الحالي.
فمن الإنجازات نجاحنا في إزالة الخوف والرعب من مرض السرطان من نفوس قطاعات كبيرة من الناس والذين سيطر عليهم في السابق وشكل حاجزاً سلبياً. فقد أصبحت المرأة - على سبيل المثال - مبادِرة إلى مراجعة الطبيب المختص عند شعورها بورم في ثديها على عكس ما كان في السابق، وهذا نهج الكثيرات منهن الآن، ولا نقول أننا وصلنا لكل الشرائح أو ندعي أننا الوحيدون الذين نوعيهن، فهناك آخرون يشاركونا عملية التوعية. فهناك وزارة الصحة وجمعيات النفع العام وغيرها. وقد تمكنا معاً من نقل المرأة لهذه المرحلة بعد أن كانت الكويتيات في عام 1983 يخفن من مراجعة الطبيب المختص ويذهبن لمراجعته في مراحل متأخرة من مرض سرطان الثدي وهي المرحلة الثالثة أوالرابعة حتى أن 80 في المئة من مريضات سرطان الثدي في عام 1983 كن يراجعن الطبيب في المرحلتين الثالثة والرابعة للمرض. أما الآن فتبلغ نسبة مريضات سرطان الثدي المراجعات للطبيب في المرحلتين الثالثة والرابعة للمرض 30 إلى 40 في المئة، ونخطط لتصل إلى 15 في المئة من خلال عمليات التوعية والتدريب حتى يراجع الطبيب 85 في المئة من مريضات سرطان الثدي في مرحلة مبكرة من المرض ليتسنى العلاج وتتراجع مشكلة البعبع الذي يخيف النساء.
كما تُقدم (كان) حالياً تدريبات عملية للكشف الذاتي للثدي، وقد انتهينا من تدريب 90 معلمة في وزارة التربية وهؤلاء المعلمات سيتحولن لمدربات في (كان) وبالتعاون مع وزارة التربية سيدربن في نهاية العام الحالي 18 ألف طالبة في المرحلة الثانوية، ومن ثم ستكون كل طالبة تتخرج في المرحلة الثانوية مُدرَبة على الكشف الذاتي للثدي، ومن ثم ستصبح كل فتيات المرحلة الثانوية مُدرَبات. وبعد أجيال عدة سيزداد عمر هؤلاء الفتيات ويصلن لعمر الـ 18 والـ 30 حيث يكون هناك احتمال للإصابة بالمرض وهن مُدربات من قبل فيستطعن اكتشاف المرض ومراجعة الطبيب في مرحلة مبكرة من المرض.
• توجهتم لتشكيل نادي CAN CLUB للشباب كدعوة لممارسة الرياضة والإقلاع عن التدخين لمكافحة الإصابة بالسرطان. هل تعتقد أن هذا النادي سيضيف شيئاً في هذا الإتجاه؟
- نعم، سيواصل هذا النادي الدور التوعوي لمكافحة السرطان حيث سيشجع الشباب أقرانهم الشباب من خلال النادي على ممارسة الرياضة والإقلاع عن التدخين الذي يعتبر سبباً رئيسياً لكثير من أمراض السرطان. فأفضل وسيلة للإقلاع عن التدخين ممارسة الرياضة، وسيكون ذلك من خلال إقامة دورات رياضية ومسابقات وأنشطة لتشجيع الشباب على الابتعاد عن الأمور الضارة وممارسة الأنشطة النافعة التي تصب في خدمة التوعية والصحة.
• ما تعليقكم على رؤية البعض لحاجة (كان) لمزيد من التسليط الإعلامي لإبراز دورها التوعوي؟
- حملة (كان) من أكثر الحملات التي أخذت بُعداً إعلامياً جيداً، إذ لا تسير في شارع من الشوارع إلا وتلمس معرفة الناس بها، وعلى العكس فإن التركيز الإعلامي عليها جيد ولكننا حملة توعوية، وبصفة عامة فإن الناس لا يرغبون السماع أو الحديث عن المرض ويفضلون سماع مايسرهم ويسعدهم، فربما لو كان الأمر متعلقاً بمطرب مثلاً لاشتهر بين يومٍ وليلة. أما الحديث عن السرطان فيقول الناس «ياعمي جايب لنا السرطان»، لكن رغم ذلك وصلنا لهم ولله الحمد.
• تشير معلومات بعض استشاريي الأورام إلى أن الكويت الأعلى عربياً في الإصابة بسرطان الثدي. ماحقيقة ذلك؟
- هذا كلام غير صحيح، فبين دول الخليج تأتي الكويت في المركز الثالث في الإصابة بسرطان الثدي تسبقها البحرين ثم قطر.
• وما نسبة الإصابة بسرطان الثدي في الكويت؟
- لدينا 300 حالة جديدة تقريباً كل عام.
• وماذا عن بقية أنواع السرطانات؟
- الكويت في مركز متوسط بين دول العالم من حيث نسب الإصابة بأمراض السرطان.
• هل حقيقي أن العلاج بالهرمونات البديلة يسبب زيادة في فرص الإصابة بسرطان الثدي؟
- لا يوجد دليل علمي قوي على ذلك، وربما هناك أوراق علمية ودراسات تشير إلى أن هرمونات منع الحمل عامل مساعد للإصابة بسرطان الثدي. وفي المقابل هناك دراسات أخرى تنفي ذلك بل وغالبية الدراسات تنفي وانا أميل للنفي.
• وماذا عن هرمون الإستروجين البديل الذي يعطى للنساء بعد انقطاع الطمث. هل يزيد من فرص الإصابة؟
- هرمون الإستروجين يعطى للمرأة للتخفيف من أعراض انقطاع الطمث، ولا دليل علميا يقينيا على تسببه في الإصابة بسرطان الثدي.
• هل حقيقي أن هناك أطعمة تقي من احتمال الإصابة بسرطان الثدي كالبيض مثلاً؟
- لا توجد معلومة علمية يقينية بأن هناك أطعمة تقي من الإصابة بسرطان الثدي، فلا يوجد طعام أو دواء يمنع الإصابة.
• يشير البعض إلى أن الرضاعة الطبيعية تقلل من الإصابة بسرطان الثدي. ما حقيقة ذلك؟
- لا شك أن الرضاعة الطبيعية وممارسة الرياضة والابتعاد عن السمنة والزواج المبكر والولادة المبكرة قبل سن الثلاثين كلها أمور تساعد في التخفيف من نسب الإصابة بسرطان الثدي.
• كم تبلغ نسب الشفاء من سرطان الثدي في الكويت؟
- في المرحلتين الأولى والثانية للمرض تزيد نسب الشفاء فيها على 80 في المئة. وفي حالات الاكتشاف المبكر جداً للمرض يمكن الاكتفاء بإزالة الورم السرطاني فقط من الثدي وتحافظ المرأة على ثديها. أما في المرحلتين الثالثة والرابعة فتصل نسب الشفاء فيها من 20 إلى 30 في المئة وهنا تبرز قيمة التوعية بضرورة الاكتشاف المبكر للمرض. وهناك هدف واستراتيجية عامة لوزارة الصحة ومركز حسين مكي جمعة بالعمل على الوصول لمرضى السرطان بجميع أنواعه في المراحل الأولى، كما شكلت وزارة الصحة لجنة للاكتشاف المبكر لمرض سرطان الثدي وقدمت Proposal وبرنامجا ممتازا جداً ومن المحتمل تطبيقه خلال عام، ويتم عمل مسح لسرطان الثدي في الكويت ونتوقع أن يحقق هذا البرنامج قفزة في الكشف المبكر لسرطان الثدي.
• حذر البعض من أنماط الحياة الخاطئة كعدم ممارسة الرياضة والعادات الغذائية غير السليمة، ومنها تناول اللحوم المصنعة. وأشاروا إلى أن هذه الأنماط تسبب 70 في المئة من حالات السرطانات. ما حقيقة ذلك؟
- من المؤكد ان لأنماط الحياة الخاطئة دورا. وللعلم فإن نسب الإصابة بالسرطان تتزايد في العالم كله وتزداد في دول العالم النامي بدرجة أكبر من دول العالم المتقدم وذلك بسبب التلوث البيئي وعدم وجود التشريعات التي تحافظ على صحة الإنسان وانتشار التدخين وزيادة استخدام التبغ في دول العالم الثالث على العكس من دول الغرب التي منعت التدخين.
وللعلم فإن 60 في المئة من المصابات بسرطان الثدي في العالم في عام 2025 سيكون من دول العالم الثالث.
• هل تقصد أن الكويت ستعاني من هذه المشاكل؟
- الكويت صحياً لاتعتبر من دول العالم الثالث، فمقاييسها الصحية مرتفعة جداً والشعب الكويتي واع ويحافظ على صحته وتذهب نسبة كبيرة منه للنوادي للركض. لكن ربما لو كان لنا طلب وهو ضرورة تفعيل قانون منع التدخين والذي لو فعلناه سنحقق قفزة في الاتجاه الصحيح لمكافحة السرطان، وربما من الأفضل إذا تم وضع ضبطية قضائية فيه على المدخنين.
• كيف تطمئن القراء من مرض السرطان؟
- نوضح لهم أن السرطان ليس مرضاً مخيفاً أو قاتلاً، وهذه رسالتنا التي نعمل لها. فبحسب تعريف منظمة الصحة العالمية فهو مرض مزمن يمكن الشفاء منه، ونؤكد لهم أيضاً أن الخوف من مرض السرطان والرعب منه سيكونان في خبر كان.
• مشروع إنشاء مركز تخصصي لأبحاث مرض السرطان. ما مدى الحاجة لمثل هذا المشروع؟
- هذا مطلب مهم ولو كان القرار بيدي لأنشأت مركزا تخصصيا لابحاث مرض السرطان على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، تصب فيه كل الأنسجة والمعلومات والدراسات السريرية ولابد من رصد مخصصات من أموال خطة التنمية لإنشاء هذا المركز.
• ولماذا على مستوى دول مجلس التعاون؟
- لأن مرض السرطان مرض نادر والإصابة به تعتبر قليلة إذا تم إنشاء مركز أبحاث في الكويت فقط سيفتقر لمادة البحث (الأنسجة والمرضى) لأنها بالأساس قليلة، ومن ثم سيفتقر البحث العلمي للمادة والأنسجة التي سيجري عليها البحث والاختبارات. فحتى أوروبا على كثرة أعداد سكانها تتحد دولها الآن كمجاميع لإنشاء مركز موحد لبحث مرض السرطان. ونستبشر خيراً في هذا الاتجاه حيث وعد نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير الدولة لشؤون التنمية وزير الدولة لشؤون الإسكان الشيخ أحمد الفهد بأن خطط التنمية ستولي الأبحاث الاهتمام.