الوزير الروضان يريد مباهلة النائب مسلم البراك على خلفية خبر الاعتذار للسفارة الإيرانية والنائب. لم يرد البراك يريد مناظرة الروضان على قناة «الراي»، وترك تحديد الوقت والمكان ليتم الاتفاق عليه من قبل إدارة «الراي».
بعد ذلك شنت فرق وقنوات الردح الفضائية هجوما ً كاسحاً على البراك وكأنه أتى بجريمة لا تغتفر أو كأن البراك رئيس لجهاز استخبارات وليس نائبا في مجلس الأمة يحق له السؤال ثم الاستجواب ثم بعد ذلك طرح الثقة إذا لزم الأمر، ولو أن البراك لم يتطرق لهذا الأمر لما علمنا حتى لو كان هذا الخبر منشورا في الصحف المحلية. والنائب مسلم البراك نقل الخبر ولم يصنعه أو يأتي به عن طريق جهازه الاستخباراتي أو مصادره الخاصة، والذي يثير الدهشة والأمر المستغرب كذلك أن الحكومة لم تنف ذلك الخبر أو حتى تعلق عليه وإنما سكتت وكأن الأمر لا يعنيها من بعيد أو قريب.
أما الأخ الوزير روضان الروضان فنحن على يقين أنه صادق في رغبته في المباهلة، ولكن الأمر لا يخص الوزير بشخصه وإنما بحكومته، فهل يرغب الروضان بمباهلة نواب الأمة؟
الأخ الوزير حقق بعض النجاح عندما مارس التلبيس على الشعب الكويتي في هذا التكتيك الجديد والغريب، فهل أراد أن يوصل رسالة مفادها أن المباهلة نهج جديد للحكومة المقبلة، أو ربما هذه النهج مقابل التكتل الجديد (نهج)؟ لا نعلم فالأيام المقبلة ستخبرنا بما هو أغرب من ذلك لو استمر بعض الوزراء في التشكيل الجديد، ونكون بذلك كما قيل «لا طبنا ولا غدا الشر».
يا أخ روضان الأمر لا يتعلق بشخصك الكريم فيقينا أنك لم تذهب ولم تعتذر ولمسنا ذلك بعد طلبك للمباهلة ولكن هل في السياسة مباهلة، أو احلف لي واحلف لك؟ هذا الكلام غير مقبول إن كان باستطاعتك اقبل المناظرة ودع الشعب الكويتي يبرئك أو يدينك ليس بشخصك سعادة الوزير ولكن للحكومة برئيسها وجميع أعضائها لأنهم سكتوا عن هذا الأمر، وإن ثبت العكس وهذا ما نتمناه ونريده سوف ندين من أورد هذا الخبر في صحيفته وعليك أن تقاضيه ولا أن تباهله!
حكومتنا الرشيدة سجلت نقاطاً إيجابية بعد استقالتها وكأنها تحررت من القيود وذلك عندما تعاملت مع الزلزال الأمني وتوابعه عندما أعلنت عن إلقاء القبض على شبكة تجسسية تعمل لمصلحة النظام الإيراني، فعلت الحكومة ذلك باحترافية وسياسة حكيمة وجرأة في اتخاذ القرار وشجاعة في الردود على الاستفزازات الإعلامية عبر البيانات والتصريحات الإيرانية، ورافق ذلك دعم كبير من نواب الأمة وهذا الأمر له مردود كبير وإيجابي على معنويات الشعب، بل وأعاد الثقة التي اهتزت بعض الشيء بسبب الأوضاع الجارية في بعض البلدان العربية.
لذلك على الجميع أن يكونوا على مستوى المسؤولية في هذه الظروف الحرجة، وأخص بالذكر الأجهزة الأمنية وعلى رأسها جهاز أمن الدولة والاستخبارات العسكرية بالجيش الكويتي ومديرية الأمن العسكري بالحرس الوطني لحفظ البلاد وتحصين المؤسسات العسكرية وتطهيرها من المندسين والخائنين، ولنأخذ التهديدات التي تطلق من هنا وهناك وعلى بعض الفضائيات المجاورة على محمل الجد ونستعد لها لأن «المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين» كما قال صلى الله عليه وسلم.
عبد الله نايف المجيحم
كاتب كويتي
hotmail.com@Almje7m