الأسد يأمر بالإفراج عن موقوفي الأحداث ممن لم يرتكبوا جرائم

الحكومة السورية الجديدة: الشعّار للداخلية وحبيب والمعلم احتفظا بالدفاع والخارجية

تصغير
تكبير
أصدر الرئيس السوري بشار الاسد، امس، مرسوما بتشكيلة حكومة عادل سفر، الثلاثينية. وقرر، من ناحية ثانية، الافراج عن جميع الموقوفين على خلفية الاحداث «ممن لم يرتكبوا اعمالا اجرامية».

واحتفظت التشكيلة الجديدة بوزيري الدفاع علي حبيب والخارجية وليد المعلم، بينما عين اللواء محمد ابراهيم الشعار وزيرا للداخلية.

الى ذلك، ذكرت «وكالة سانا للانباء»، ان الاسد «قرر الافراج عن جميع الموقوفين على خلفية الاحداث الاخيرة ممن لم يرتكبوا اعمالا اجرامية بحق الوطن والمواطن».

واوضحت ان القرار تم «بناء على اجتماعات الرئيس مع فعاليات دينية وشعبية في عدد من المحافظات والذي استمع خلالها الى آراء الاخوة المواطنين ومقترحاتهم لتطوير العمل الوطني وحرصا من سيادته على تدعيم التلاحم بين ابناء الشعب وتقديرا منه لحرصهم على سلامة الوطن وامنه واستقراره».

كما توجت القيادة السورية، نشاطها الحواري الذي يقوده الأسد شخصيا لتهدئة النفوس قبل «جمعة الإصرار»، باستقبال وفد كبير من أهالي درعا ومدن محافظتها، للاستماع مباشرة ومن دون وسطاء لمطالب الشعب، فيما استمرت حملات الدعوة للتظاهر على صفحات التواصل الاجتماعي مع الذكرى الشهرية الأولى لتحركها، وسط تأكيدات بأن قسما من الشارع الكردي سيخرج للتظاهر في سورية على الأقل.

وبعد استقباله بعيدا عن الإعلام الرسمي، لوفود من رجال الدين وممثلين عن محافظات الحسكة وحلب وحمص ودوما في ريف دمشق وغيرها ربما، التقى الأسد ظهر أمس، لنحو ثلاث ساعات ونصف الساعة مع وفد ضم 52 من رجال الدين ووجهاء المجتمع المحلي وفعاليات محافظة درعا التي اشتعلت منها التظاهرات.

وقالت مصادر من درعا لـ«الراي»، أن الوعود التي سمعها الوفد انعكست تنفيذا في شكل فوري في عدد منها، فما أن عاد الوفد إلى درعا وحتى بدأت الجرافات بإزالة حواجز التفتيش الأمنية والسواتر الترابية والدشم من مداخل المدينة وضمن شوارعها، كما بدأت عملية إخلاء وانسحاب الجيش والأمن من المدينة ومحيطها.

في غضون ذلك، دعت مجموعات كردية إلى تنظيم عدد من التظاهرات في بعض المدن ذات الكثافة الكردية.

وذكر نداء لـ«حركة شباب الانتفاضة الكورد» و«ائتلاف الحركات الشبابية الكردية السورية» أنه و«إيماناً منا بضرورة وقف نزيف الدم السوري في كل من درعا وبانياس وكل المناطق المنتفضة وتأكيداً منا على شرعية مطالب الشعب السوري والكوردي خاصة، وتضامناً مع إخوتنا في كافة المدن الأخرى واستمراراً منا في دفع عجلة التغيير في الوطن، نعلن عن القيام بتظاهرة سلمية حضارية في مدن قامشلو وعامودة والدرباسية وسري كانييه وديريك (المالكية) يوم الجمعة»، الذي وصفوه بـ«جمعة التحدي» على خلاف التسمية التي روج لها موقع «الثورة السورية» على «فيسبوك» باسم «جمعة الإصرار».

وفي واشنطن (وكالات)، كتبت صحيفة «وول ستريت جورنال»، امس، نقلا عن مسؤولين اميركيين، ان ايران تساعد سورية في قمع التظاهرات المطالبة بالديموقراطية، عبر تأمين تجهيزات لمواجهة التظاهرات ومراقبة مجموعات المعارضة.

ونقلت عن مسؤولين لم تكشف هوياتهم في ادارة الرئيس باراك اوباما، ان اتصالات رصدت بين مسؤولين ايرانيين تشير الى ان طهران تسعى ايضا لمساعدة مجموعات شيعية في البحرين واليمن، ولزعزعة استقرار حلفاء الولايات المتحدة في هذه الدول.

وقال احدهم: «نعتقد ان ايران تساعد ماديا الحكومة السورية في جهودها لقمع شعبها»، مضيفا ان طهران تستعين بـ «خبراتها» في قمع التظاهرات التي تلت اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد عام 2009.

وقال مسؤولون في الدفاع الاميركي للصحيفة، ان السلطات الايرانية تؤمن لدمشق ايضا مساعدة تقنية لمراقبة اتصالات مجموعات المعارضة على الانترنت لتنظيم التظاهرات.

وأضاف: «لا يريد السوريون رؤية ثورة خضراء في بلادهم» في إشارة إلى الاحتجاجات في إيران، و«إن الإيرانيين جاهزون للمساعدة».

وحذر من أن مساعدة الأسد قد تساهم في زيادة حدة الانقسام المذهبي في المنطقة.

وقال المسؤولون، إن الولايات المتحدة ضغطت على السعودية والبحرين، لعدم استخدام القوة ضد المحتجين الشيعة، لعدم منح طهران حجة للتدخل في الشأن البحريني.

وأوضحوا أن الاتصالات التي رصدوها تتضمن أحاديث حول احتمال نقل أموال أو أسلحة إلى اليمن والبحرين. وتابع مسؤول إن إيران قامت بتحويلات صغيرة ونقلت بعض الأسلحة الخفيفة إلى المعارضة البحرينية، لكن «بعض عشرات المسدسات أو أقل ولكن ليس أكثر».

وأشاروا إلى أن معظم المعلومات الاستخبارية تشير إلى أن إيران وحليفها «حزب الله» في لبنان يريدان استخدام «البروباغندا» لزيادة زخمهما لدى الشيعة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي