من وحي الشارع / الشعب يريد إسقاط الدوار!

u062bu0631u064au0627 u0627u0644u0628u0642u0635u0645u064a
ثريا البقصمي
تصغير
تكبير
| ثريا البقصمي |

منذ بداية عام 2011، والشعب يريد أن يسقط الحكام وكراسيهم وأقنعة زيفهم، هناك من نجح وصفـّـقنا له، وهناك من «تقلقص»، وما زال يحاول خلع حاكم كضرس العقل، كبير وقوي لكنه عديم** الفائدة مؤلم وخلعه عملية فيها تطليع روح.

وطواويس السلطة والأنظمة الفاسدة ركبهم كابوس اسمه «ساحة، دوّار، براحة» ولهذا أعدموا كل الساحات الترابية، المربعة، المستطيلة، المدورة، وذلك تجنبا ًمن أن يجتمع فيها المتظاهرون ويمطرون صور زعمائهم المؤطرة بالأحذية البالية.

ورغم أنني من المعادين لكل حاكم مستبد خانق لحريات البشر، إلاّ إني أتمنى إسقاط دوار البدع، هذا الدوار المزعج جدا ً والغير آمن ويشكل خطرا ً على الأمن المروري ويمكن القومي، فكلما دلفت إليه ركبني عفريت الخوف، لأن المرور فيه يحتاج إلى مشروع خارطة طريق والشاطر والفهلوي يعرف كيف يتفادى الصدمات، والغلبان يصيح يا أمي الحقيني، ولا تعرف من أين تطلع السيارات وتلف عليك وتجعلك في حالة أقرب لإرهابي ليبي أخذ حبوب هلوسة، وتظاهر ضد دكتاتور ضرس العقل.

وعندما أغلق هذا الدوار البايخ من أجل تغيير مساره ولمدة امتدت لعام، وزعت الشربت وذبحت الخرفان ووزعت النذور لضحايا دوار البدع، ولكن خيبت أمل كبرى أصابت الشعب المروري عندما أزيح الستار في احتفال مهيب عن الدوار الجديد، فإذا به « تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي» لم يتغير فيه أي شيء، حتى لم يفكروا أن يقيموا في وسطه نصب تذكاري « لسيارة مدعومة، أو سيارتين راكبين بعض»، أو تغيير اسمه من دوار البدع إلى دوار الحوادث، بقي قابعا ً في مكانه مزعجا ً مثل حكام بعض دول العالم الثالث.

أنا بصراحة أتمنى أن يتجمهر فيه مجموعة من المتظاهرين المطالبين بأي شيء حتى لو كان تخفيض سعر حفّاظات الأطفال، وعندها تخاف الحكومة من الأبعاد الرمزية للمظاهرة وتهدم الدوار وتقلعه من عرجه، وبعدها نرتاح من كابوس فرضوه علينا ولم يعرفوا كيف يخلصونا منه.



* كاتبة وفنانة تشكيلية

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي