عطف الخبر / مشارف الصمت

u0641u0627u0636u0644 u0627u0644u0632u0628u0627u062f
فاضل الزباد
تصغير
تكبير
| فاضل الزباد |

لا نشك في ان الصمت يعطي بواعث انطباعية تتجاوز الفهم، الى اللافهم مثيرا تساؤلات اغراقية عن استفحال مؤشرات الغربة ومشاعر العزلة والصمت ايقاع تعبيري ذي مضمون يعطي معنى** الشمولية الذاتية الواعية، معبرا عن اختزان قوة موضوعية للقضايا والمشكلات، بل ولاختيارات الظروف وهو كذلك يعتبر مواجهة ضمنية لحالة القلق والتوتر وحالة الحيرة منتقلة من الحضور المكشوف الى الغياب المعلق ببوابة الرفض البعيد عن التلون.

ويحتاج الصمت إلى اكتشاف وإلى استقسام ما به من استتار وإلى استوراد ما يخبئه من خفاء، وعندما يرغب إلى صراحة فإنه يتساعد مع نفسه لاستئثار ثقة خاصة تكشف ما به دون عناء، ليس الصمت مشكلة بقدر ما هي حالة تبني موقف يدل على حكمة، وان مهارة تلك الحكمة هي أن تجد فرصة لإظهار مغزاه وفكرها وتطابقها مع مثالياته، الفرصة تلك لابد وأن تلتئم مع شجاعة تلتصق بعلاقة حميمية روحية مع من يستحق تلك العلاقة ومع من يؤتمن على أسرار ومكنونات ذلك الصمت، وإذا ما استراعنا موضوع الصمت فلا نعتبره عزلة ولا تعالياً بل استناءة إدراكية يعرف صاحبها متى يصمت ومتى يتكلم ومتى يتصرف، فالصمت هو ممارسة امتناع لأجل غاية وميثاق اقتناع بانتظار تبدل حال ولهذا فهو بعيد عن التظاهر لأنه بحد ذاته يمثل رأياً غير مسموع ولا مقروء لكنه محسوس ومشاهد، قد يُنتقد صاحب الصمت هذا لكن لا احد يستطيع ان يلتقم أدواره، ولا يميت عزمه بادراك غايته وايصال رأيه لأن الصمت احساس بضرورة ايقاف مشاركة ما، قد يعيشه أي واحد منا ولا ينحصر لدى اناس دون غيرهم فهو قد يمثل اعتراضاً او امتعاضاً او تنبيهاً على ابراز دور إذ لعله يحمل معاناة خاصة تحتاج إلى وقفة استدلالية وإلى تقييم نقاط جس النبض وإلى استيضاحات وكلمات ومحاولات ملحوظة من الفهم ومعرفة الأسباب ويمكن ان نطلق على الصمت بأنه خبرٌ مبهم أو مستتر تحت نطاق قابلية الاستنباط لعل من يقبع بين الصمت وبين البراءة أن يمنح وقته عطاء وأن يمنح الغير طاقة من الجرأة والود والصراحة ولعله أيضاً يكون مبدعاً فيما تفضي به نفسه ويزدهر به فكره لكي يمتطي شموخاً من الموهبة الحقة وينتقل من حالة السكون والاستبطان إلى حالة التجسد والافصاح واثبات الذات.



* كاتب وشاعر

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي