مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي / الحكومة السابعة

تصغير
تكبير
بعد أن اختار سمو الأمير حفظه الله ورعاه، وهو من نقدر ونجل وصاحب الحق الدستوري، سمو الشيخ ناصر المحمد رئيساً للوزراء للمرة السابعة، وجب على الجميع القبول بهذا الاختيار وعدم البحث عن مخارج وأسباب لاسقاط هذا الاختيار، ولكن وحتى تكمل الحكومة السابعة عمرها الافتراضي يجب أن نعود ونبحث عن سبب اخفاق الحكومات الـ 6 السابقة التي شكلها سمو الشيخ ناصر المحمد، هو يحمل مؤهلاً جامعياً عالياً، ويتحدث 5 لغات، عمل فترة طويلة في السلك الديبلوماسي ثم عاد للبلد وحمل أكثر من حقيبة وزارية في أكثر من حكومة، وعند اختياره للمرة الأولى رئيساً لمجلس الوزراء ساد التفاؤل بين الناس ووصف سموه بالاصلاحي، ويعود سبب الاخفاقات المتكررة في الحكومات الـ 6 السابقة أولاً : شخصية الرئيس المهادنة التي تقدم على التنازلات والهبات لحل بعض المشاكل التي تواجه حكومته لمجلس فيه نواب يتصيدون الأخطاء ويضخمون الهفوات، ويسعى البعض للتكسب السياسي والمادي على حساب ضعف الحكومة وخشيتها من الاستجواب، أما السبب الثاني فهو اسلوب تشكيل الحكومة المعتمد على المحاصصة الطائفية والقبلية والفئوية، ما ينتج عنه حكومات غير متجانسة بين أعضائها أو حتى متضامنة، وتنشأ بينهم الخلافات والمنافسات بل وتسريب بعض الأمور للنواب حرصاً على تقوية مراكزهم في المجلس، بل منهم من يضع عينه على منصب الرئيس، ولعل أطرف ما نشر بالصحف أخيرا أن وزارة الدولة لشؤون البلدية اشتكت من وزارة الأشغال العامة ووزيرهما واحد!

أما السبب الثالث فهو مجلس الأمة الذي يحاول بعض نوابه سرقة دور الحكومة التنفيذي بفرض رأيه عبر التأزيم والصراخ ولعب دور البطولة والاكتفاء بالنقد والتجريح دون إيجاد حلول بديلة لتقصير بعض الوزراء وحل لمشاكلهم، والاكتفاء بالاستجوابات المتكررة التي تشل معها مؤسسات البلد.

ولكي تكمل الحكومة السابعة مدتها الدستورية يجب على سمو الرئيس اختيار كل وزير على حدة بعيداً عن المحاصصة ومحاولة ارضاء النواب باختيار رجال دولة ممن يحملون مؤهلات علمية وخبرة سابقة للعمل في الوزارات التي سيختارون بها، ويكونون من أصحاب السمعة الطيبة والأيدي النظيفة، ولديهم الجرأة والشجاعة للدفاع عن أعمالهم أمام نواب المجلس والقدرة والفصاحة على تسويق خططهم المستقبلية، وليس من الضرورة أن يكون الـ 15 وزيراً يمثلون جميع فئات الكويت من قبائل وطوائف، فنحن نسعى لتشكيل مجلس لوزراء من المختصين لا مجلس للشيوخ أو الطوائف علماً بأن ارضاء الناس غاية لا تدرك.





مبارك مزيد المعوشرجي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي