تظاهرات سلمية في مدن ريف دمشق وأماكن تواجد الأكراد شمال البلاد

درعا في «جمعة الصمود» تقدم 20 شهيدا ومواجهات أمام مسجد الرفاعي في دمشق

u0635u0648u0631u0629 u062au0644u0641u0632u064au0648u0646u064au0629 u062eu0644u0627u0644 u0645u0648u0627u062cu0647u0627u062a u0628u064au0646 u0645u062fu0646u064au064au0646 u0648u0642u0648u0627u062a u0627u0644u0627u0645u0646 u0641u064a u062fu0631u0639u0627 u0627u0645u0633 (u0627 u0641 u0628)
صورة تلفزيونية خلال مواجهات بين مدنيين وقوات الامن في درعا امس (ا ف ب)
تصغير
تكبير
| دمشق - من جانبلات شكاي |

في «جمعة الصمود» خرجت التظاهرات السلمية في العديد من المدن السورية خصوصا في ريف دمشق ومدن الشمال ذات الأغلبية الكردية، مشددة على مطالب الإصلاح السياسية منها أو الخدمية، ووحدها درعا كانت ساحة المواجهة بالذخيرة الحية فقدمت 20 شهيدا وأكثر من 200 جريحا من أبنائها، أما في دمشق العاصمة فقد تكرر المشهد عن الأسابيع السابقة أمام مسجد عبد الكريم الرفاعي حيث وقعت صدامات بين المصلين المتظاهرين ومؤيدين تجمعوا في محيط المكان.

وعادت درعا لتشتعل ثانية بعد احتكاك بين المتظاهرين ورجال الأمن والجيش، وإن بدا الأمر بعد صلاة الظهر سلميا حيث خرج نحو خمسة آلاف من البلدة القديمة حيث المسجد العمري، كما خرج عدد مماثل من حي آخر يدعا درعا المحطة وعندما حاول الحشدان الالتقاء تدخل الأمن وعناصر الجيش للحيلولة من ذلك وسمع حسب مصادر في المدينة دوي إطلاق الرصاص الحي، الأمر الذي دفع إلى هيجان المتظاهرين مع سقوط الجرحى بين صفوفهم.

وذكر أكثر من مصدر رفض كشف اسمه، أن الحالة توترت كثيرا وتم استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي ما أدى إلى سقوط 20 شهيدا على الأقل واكثر من 200 جريحا نقلوا إلى «مشفى درعا الوطني».

في المقابل، أحرق المتظاهرون منزل رئيس فرع الأمن السياسي في المدينة وكان يشغله العميد عاطف نجيب المعتقل حاليا وتوجه له أهالي درعا المسؤولية في اندلاع التظاهرات في المدينة، وحرقوا أيضا سيارتين واحدة أمنية والثانية عسكرية، وشوهد الدخان الكثيف في محيط مركز الشرطة في البلدة القديمة، كما حاول المتظاهرون اقتحام مقر فرع شبيبة الثورة في المدينة.

ومع تصاعد حدة التوتر، عمد رجال الأمن وعناصر الجيش إلى الانسحاب من موقع المواجهات وسمحوا لمتظاهرين قادمين من قرى قريبة من المدينة التي تقع جنوب سورية، الدخول إلى درعا والانضمام إلى المتظاهرين.

وأوضحت المصادر أن التظاهرتين بداية كانتا سلميتين ورفع فيها المشاركون أغصان الزيتون ورددوا فيها شعارات من قبيل «بالروح بالدم نفديك ياشهيد» و«سلمية سلمية»، لكن بعد استخدام الرصاص والقنابل المسيلة للدموع تحولت الشعارات إلى مستوى المطالبة بإسقاط النظام.

وسمع في المدينة نداءات استغاثة عبر مكبرات الصوت للمساجد تطالب بنجدة المصابين في الشوارع.

وتواصلت التظاهرة وإن خفت حدتها مساء، ولم يصدر أي خبر رسمي من «وكالة الأنباء السورية» (سانا)، لكن التلفزيون السوري الرسمي بث تقريرا مصورا يظهر مجموعة من الملثمين المدنيين تطلق النار باتجاه منطقة كثيفة بالأشجار، ثم قام احد المسلحين بإطلاق النار من مسدس حربي باتجاه المصور، وذكر التلفزيون أن «هؤلاء كانوا يطلقون النار على المتظاهرين والأمن والجيش».

وتحدثت قناة «الإخبارية السورية» عن قيام مجموعات مسلحة بإطلاق النار على المتظاهرين في درعا وقوات الأمن والجيش، وذكرت أن المجموعة المسلحة استهدفت مكتب التلفزيون السوري في المدينة بعد أن اكتشفوا أنهم يصورون الأحداث والمواجهات، وأعلنت «الإخبارية السورية» ان «المسلحين في درعا يعتدون على سيارات الجيش».

وعلى خلاف ما سبق، مر يوم أمس بتظاهرات سلمية في بقية المدن السورية، ففي ريف دمشق خرج نحو ألف متظاهر في مدينة المعضمية بعد صلاة الظهر في تظاهرة سلمية من دون أي تدخل من الأمن واستمرت في الطريق العام لنحو ساعة ثم انفضت لوحدها، وردد خلالها المتظاهرون شعارات تطالب بفك الحصار عن درعا، وحسب مصادر من المدينة فإن ما دفع إلى تهدئة النفوس هو استقبال المدينة مساء أول أمس وفدا من الرئاسية تحدث إلى الأهالي وتسلم مطالبهم التي ركزت على محاسبة من قتل ابن مدينتهم قبل ثلاثة أيام احمد محمد الدمراني، واعتباره شهيدا في شكل رسمي، وهو امر وافقت عليه القيادة مباشرة، إضافة إلى اعادة النظر بقرارات استملاك الأراضي حيث قامت الدولة باستملاك أكثر من 80 في المئة من أراضي المعضمية.

وفي مدينة التل في ريف دمشقـ خرج أيضا للتظاهر بعد صلاة الظهر نحو 400 شخص لكن لم تحصل أي مواجهات وانفض الحشد بعد ساعة وبدون أي احتكاك مع الأمن الذي لم يظهر في المكان، وردد المتظاهرين الذين جالوا في عدد من شوارع المدينة شعارات من قبيل «الله سورية حرية».

وفي مدينة دوما التي سقط الجمعة الماضي فيها ثمانية شهداء من أبنائها واثنان من عربين وواحد من سقبا، مر يوم أمس، بهدوء بسبب مساع بذلت قبل أول من أمس وشارك فيها الأمين القطري المساعد لحزب البعث محمد سعيد بخيتان.

وقالت المصادر إن تظاهرة خرجت بعد صلاة الظهر وشارك فيها نحو 10 آلاف لكنها انتهت بسلام بسبب عدم ظهور أي تواجد أمني في المدينة، وحمل بعض ذوي الشهداء أسلحتهم لكنهم لم يجدوا من يطلقون عليه النار فانفضت التظاهرة سلميا.

وبينت المصادر أن نداءات وجهت إلى الأهالي مساء أول أمس للتجمع أمام أحد مساجد المدينة ولبى النداء نحو 20 ألفا تحدث فيهم خطيب المسجد مطالبا منهم منح القيادة بعض الوقت لتنفيذ مطالب المدينة وقرارات الإصلاح، مشددا على أن القيادة وعدت بتنفيذ جميع المطالب قبل 25 الجاري. وأدت هذه المساعي إضافة إلى مساع أخرى بذلها مفتي ريف دمشق الشيخ عبدالرحمن الشامي إلى تهدئة النفوس وعدم مشاركة أعداد كبيرة في تظاهرة الأمس رغم أنه قد شارك في تشييع شهداء المدينة الأسبوع الماضي نحو 300 ألف.

وفي دمشق كان الوضع عاديا باستثناء مواجهات حصلت أمام مسجد عبد الكريم الرفاعي في حي كفر سوسة حيث خرج بضع مئات من المصلين المحتجين مثل أيام الجمع الماضية، وانضم إليهم عشرات النسوة، لكن تظاهرة مؤيدة ضمت أعداداً أكبر من المعارضين كانت تنتظرهم في الساحة أمام المسجد وحصل عراك بالأيدي بين الطرفيين وتدخل الأمن واعتقل عددا من الموجودين، ما أدى إلى انفضاض التظاهرة بعد نحو ساعة من انتهاء صلاة الظهر.

ومر يوم أمس طبيعيا على مدينة حلب ولم يخرج أحد للتظاهر بعد صلاة الجمعة رغم انتشار معلومات قبل يوم واحد في امكان خروج تظاهرات فاعلة، وبينت المصادر التي تحدثت إليها «الراي» أن خطباء المساجد شرحوا أمس تفاصيل لقاء شيوخ ووجهاء المدينة مع الرئيس بشار الأسد الأربعاء الماضي، وركزوا على الوحدة الوطنية ونبذ العنف وإجراءات الإصلاح التي بدأت في سورية وضرورة منح القيادة فرصة تنفيذها فمر اليوم بسلام.

أما في القامشلي، فنفذ الأكراد 3 تظاهرات في مدن القامشلي وعامودا والدرباسية شارك فيها بضعة آلاف ورفع خلالها المتظاهرون الأعلام الوطنية ولافتات كتب عليها «حرية وسورية وكرامة وبس» و«الشعب السوري واحد» و«بالروح وبالدم نفديك يا شهيد» و«لا كردية ولا عربية بدنا وحدة وطنية» و«من الجزيرة لحوران الشعب السوري ما بينهان» و«الجنسية لا تعني الحرية» و«نعم للأخوة العربية الكردية».

وبينت المصادر التي تحدثت إليها «الراي» أن اصدار الأسد مرسوم إعادة منح الجنسية للأكراد المجردين منها دفع إلى تهدئة النفوس كثيرا وعدم خروج تظاهرات كردية كبيرة في المدن السورية.

كما أدى عدم الاحتكاك الأمني بالتظاهرات وعدم مشاهدة رجال الامن إلى انفضاض التظاهرات سلميا بعد نحو 3 ساعات من تنظيمها.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي