سلم رسالة إلى الأمير وأكد عمق العلاقات الثنائية بين البلدين

رئيس البرلمان الأردني: نملك والكويت تراثا ديموقراطيا ثابت الجذور

تصغير
تكبير
| كتب محمد صباح |

أكد رئيس مجلس النواب الأردني فيصل الفايز ان الرسالة التي حملها من الملك عبد الله الثاني الى سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد تضمنت العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، وأكدت على التنسيق الدائم والتواصل المستمر بين القيادتين على المستوى السياسي في سبيل تقوية العلاقات الثنائية ودعم المصلحة العربية العليا والتباحث فيما يجري في الاقليم من أحداث، واصفا تلك الاحداث بـ «المخاض العسير» الذي يتمنى ألا تؤثر على الاستقرار والامن في كافة الدول العربية الذي بلا شك هو هدف رئيسي لكل عربي محب لوطنه العربي.

وأشار الفايز في مؤتمر صحافي عقده مساء أول من أمس في فندق الشيراتون ان سمو الأمير أكد دعمه الكامل للملكة الاردنية الهاشمية لاسيما وان هناك علاقة خاصة تربط الامير بالملك، لافتا الى وجود تواصل دائم ومستمر في سبيل المصلحة العربية.

ولفت الى ان ما يجري في الاقليم مرتبط بالثقافة الديموقراطية التي تختلف من بلد الى آخر وكذلك البيئة والاوضاع الداخلية لكل دولة، مؤكدا بان الكويت والمملكة الاردنية الهاشمية يملكان تراثا ديموقراطيا ذا جذور ثابتة.

وقال الفايز : ان كل دولة تمر في بعض الظروف السياسية التي تؤخر عملية الاصلاح السياسي بها، لافتا الى ان الاردن في العشرينيات كانت تملك مجلسا تشريعيا وأحزابا سياسية قوية وكذلك في الخمسينيات، وهناك أسباب كثيرة أعاقت عملية الاصلاح السياسي في كثير من الدول العربية، مشيرا الى وجود كثير من الانظمة لم تسمح لها ظروفها السياسية ان تقوم بعملية اصلاح سياسي وفق ما يريده الشعب

وأضاف : ان الاحداث التي جرت في تونس ومصر أدت الى تغيير الصورة وبدأ الجميع في الدول العربية ينظر الى عملية الاصلاح السياسي، لافتا الى أهمية النظر بعمق الى كيفية القيام بعملية الاصلاح السياسي

وقال : في مملكة البحرين كانت هناك نية لدى القيادة الى التوجه نحو الاصلاح السايسي في المملكة بشكل تدريجي لولا ارتفاع وتيرة المطالب بشكل كبير وصولا الى مطالبة بعض الفئات باسقاط النظام، معتبرا ذلك الامر غير سهل لوجود معادلات اقليمية ومعادلات دولية يجب ان تؤخذ في الاعتبار وكذلك تركيبة المجتمع البحريني.

وأكد بان النظام الملكي البحريني هو الذي يمكنه الحفاظ على الهوية البحرينية والامن والاستقرار في المملكة، معتبرا الطريق الوحيد لانهاء الازمة في البحرين هو الحوار الذي أكد عليه ولي العهد في المملكة.

وأوضح ان المطالبة باسقاط النظام في البحرين أمر غير مقبول بشكل قاطع، مؤكدا بان التدخل الخليجي في البحرين كان تدخلا ايجابيا للمحافظة على أمن واستقرار مملكة البحرين، وأشار الى ان تدخل ايران في الشؤون الداخلية لبعض الدول بات امرا واضحا، مشددا على ضرورة ان يصل الى ايران رسالة قوية من قبل العالم العربي اذا ما ارادت علاقات اخوية مبنية على الاحترام المتبادل فعليهم الا يتدخلوا في شؤون الآخرين

وقال ان هناك عوامل كثيرة تلعب دورا مهما في عملية الاصلاح السايسي على مستوى الاقليم كتدخل بعض الدول، لافتا الى ماهية السياسية الاميركية تجاه ما يحدث في العالم العربي كليبيا مثلا الذي أصبح الوضع بها معقدا.

وأكد بان الاصلاح هو العنوان الحالي في العالم العربي سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، مشددا على ضرورة ان تنظر الانظمة العربية للاصلاح لارضاء الجماهير العربية.

وأشار الى ان الغطاء الدولي والجيش والشعب هي العوامل الرئيسية لأي نظام، مضيفا : اذا كان الغطاء الدولي والجيش مع النظام فسيكون في هذه الحالة صعب التغيير ولنا في مصر وتونس أمثلة في تخلي الجيش عن القيادة السياسية.

ولفت الى عدم وجود أي توجه لأي فعالية سياسية في الاردن لرفع شعار اسقاط النظام انما التوجه للاصلاح السياسي، مبينا بان النظام الهاشمي حسب النسيج الاجتماعي الاردني هو الحافظ لذلك النسيج والهوية والوطنية الاردنية «وهو الصمغ الذي يمسك جميع اطياف المجتمع الاردني» والمظلة التي تظلل على الجميع.

وأكد عدم وجود مشكلة هوية في الداخل الاردني كون جميع الاردنيين من كافة الاصول والمنابت يجمعون على العرش الهاشمي، لافتا الى وجود تخوف لدى الاردنيين جميعا من موضوع الوطن البديل.

وقال: ان الاجماع على النظام من كافة المنابت والاصول أمر محسوم ويمثل النظام للاردنيين نعمة وحافظا للامن الاستقرار، مبينا ان المجتمع الاردني مكون من أصول اردنية وأصول فلسطينية ولا تقبل أي فئة ان تحكمها فئة أخرى غير النظام الهاشمي الذي بني على العدالة والتسامح والذي يشعر الجميع بانه حامٍ للمجتمع وأمن واستقرار الاردنيي.

وأكد بان الاردن ليست دولة بوليسية ولم يعدم في تاريخ الاردن أي معارض سياسي في ظل وجود النظام، مشيرا الى ان المخابرات الاردنية كمؤسسة وطنية لعبت دورا كبير في الحفاظ على الامن والاستقرار في الاردن الا ان النظام كنظام ليس بوليسيا مثل ما كان في تونس أو بعض الدول الاخرى.

وأعلن رفضه لتحديد صلاحيات الملك وذلك لعدم وجود أحزاب سياسية كما هو موجود في اوروبا أو في اميركا تستطيع ان تصل الى البرلمان، لافتا الى ان المجتمع الاردني مجتمع عشائري والرابط العشائري أكبر من أي رابط آخر بالنسبة للمواطن الاردني الا انه يؤيد وجود حكومة منتخبة بغض النظر كان انتخاب النواب على خلفية عشائرية أو حزبية.

وتساءل : في حال تحديد صلاحيات الملك الى أي جهة ستذهب تلك الصلاحيات، وفي حال ذهبت تلك الصلاحيات الى تيار سياسي سيؤدي ذلك الى خلل في نسيج المجتمع الاردني.

وقال : ان «وجود ملك قوي فالاردن قوي»، مضيفا : «الملك قوي بالدستور الذي يستمد قوته وصلاحياته منه»، مؤكدا بان الملك لا يمكن ان يملك ولا يحكم كونه هو من يحمي الهوية الوطنية الاردنية والنسيج الاجتماعي والدستور.

وأضاف : اذا وصلنا الى مرحلة متقدمة من الديموقراطية بعد 30 سنة مثل اوروبا والديموقراطيات العريقة من الممكن ان نفكر في تلك الفترة ان ننظر الى صلاحيات الملك.

وأكد على عدم وجود اي مشكلة في ان يحكم أي حزب بما فيهم الاسلاميين اذا حصلوا على اغلبية في البرلمان من خلال انتخابات حرة ونزيهة على ان يحكموا في ظل النظام الهاشمي بعيدا عن التفكير في خلافة اسلامية او ما شابه ذلك، مضيفا وان حصلوا على الاغلبية في المستقبل من الممكن ان يكلف جلالة الملك أي منهم لتشكيل الحكومة.

وأشار الى ان الاحزاب الاسلامية لا تمثل الا نسبة قليلة من الشارع الاردني بنسبة اقل من 5 في المئة، لافتا الى ان هناك تعاطفا شعبيا مع افكارهم ومواقفهم من الولايات المتحدة واسرائيل الا انهم كحزبيين لا يمثلون الا نسبة قليلة من الشعب الاردني والعشائرية في الاردن اقوى والبعض من الاخوان المسلمين ينجح في الانتخابات على أسس عشائرية.

وقال : يجب ان يكون هناك قانون انتخاب يمثل كافة الفعاليات السياسية في المملكة وكذلك قانون أحزاب قوي وتشجيع الاردنيين على الالتحاق بالاحزاب، مشيرا الى ان الحزبية في الاردن ضعيفة جدا، وفقط حزب جبهة العمل الاسلامي أكبر حزب في الاردن يملك جذوراً في العمل السياسي.

وأشار الى ان الاسلاميين كانوا دائما مع النظام ولم يكونوا أبدا في الاتجاه المضاد له، مضيفا : الا ان موقفهم الحالي من الحوار ولجنة الحوار الوطني غير مفهوم والى الان ورغم تأكيد الملك ضمانته لعملية الاصلاح السايسي ما زالوا يفكروا في الانضمام الى اللجنة من عدمه، واذا كانت لعبتهم الشارع فهي لعبة خطيرة ولن يستطيعوا ان يحققوا أي شيء.

وتطرق الى التدخل الايراني في بعض الدول العربية، مؤكدا وجود أطماع ايرانية ويجب ان يكون هناك موقف عربي موحد بعد الموقف الخليجي الموحد تجاه هذه الاطماع.

وشدد على ضرورة ان يكون هناك عمل وتنسيق على جميع المستويات لاقناع ايران بوقف تدخلاتها واتخاذ مواقف ايجابية، مضيفا : كبرلمانيين عرب قد ندعو الى عقد اجتماع طارئ للبرلمان لاصدار بيان بهذا الشأن.

وأكد بانه مع انضام الاردن الى المنظومة الخليجية لوجود تشابه كبير في انظمة الحكم والنظام السايسي والاقتصادي وكذلك العادات والتقاليد بين الشعوب، مضيفا : الا انه حاليا لا يوجد توجه من قبل دول الخليج وقد يكون مستقبلا.

وقال : ان هناك معاهدة سلام بين الاردن واسرائيل بعد المعاهدة التي وقعها الفلسطينيون، مبينا بان العلاقة موجوده على المستوى الرسمي الا انها غير موجودة على المستوى الشعبي.

وأكد وجود أطماع اسرائيلية في الاردن جاءت على لسان عدد من المسؤولين الاسرائليين، مضيفا : الا ان الاردن عصي على تلك المؤامرات مهما كانت ومن أي جهة كانت.

وأشار الى ان الأحداث في العالم العربي ألقت بظلالها على القضية الفلسطينية وغطت عليها كثيرا وتوقف الجميع عن الحديث بالقضية الفلسطينية، مشددا على ضرورة ان تتوجه جميع الانظمة في العالم العربي الى الاصلاح بشكل تدريجي من خلال ارادة سياسية من القيادة نفسها كما هو حاصل في الاردن حاليا.

وأشار الى ان الوضع الاقتصادي في الاردن صعب نظرا لشح الموارد الا انه غني بشعبه وكفاءات ابنائه بلاشك المليء بالكفاءات التي يعمل جزء منها في دول الخليج ما يوفر سيولة مالية سنوية للاقتصاد الاردني بحدود 2 مليار دولار، لافتا الى ان الاردن ركزت من خلال العلاقات الثنائية على رفع الاستثمارات في الاردن لخلق فرص عمل جديدة للمواطنين.

وقال : ان الاردن تسعى الى فتح السوق الخليجي للعمالة الاردنية ورفع الاستثمارات الخليجية في الاردن، لافتا الى ان الكويت هي الشريك الاستثماري الأول في الاردن وتمثل أكبر استثمارت خارجية بها بقيمة تفوق 8 مليارات دولار.

ولفت الى ان سورية لم تتهم الاردن بدخول بعض المهربين اليها عن طريق الحدود بين البلدين، مؤكدا اتصال الملك بالرئيس السوري بشار الاسد بعد الاحداث التي جرت في سورية ولا يوجد أي اتهام للاردن من قبل سورية، ونحن في الاردن يهمنا كثيرا استقرار الاوضاع واستتباب الامن في سورية.

وأبدى قلقه من الاوضاع الجارية في ليبيا وامكانية ان تتحول الى حرب أهلية طويلة الامد أو تقسيم، مشددا على ضرورة ان يكون هناك حلا سياسيا للمشكلة.

وأشاد بدور ومستوى الصحافة الكويتية وتاريخها العريق والمعروف في هذا المجال، لافتا الى انه كان من محبي ومتابعي مجلة العربي التي كانت ومازالت تعكس مدى التقدم الثقافي في الكويت.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي