مجلس ولكن!

تصغير
تكبير
| سارة خالد الوزان |

تميزت دولة الكويت منذ تأسيسها بالديموقراطية والحرية فهي تعتبر من أوائل الدول التي مارست الديموقراطية بأروع أشكالها وظهرت نواتها الأولى عندما اختار أهل الكويت الشيخ صباح الأول حاكماً لهم، وبعد ذلك تطورت الى أن وصلت الى عهدنا هذا واستقرت في مجلس الأمة، تميز مجلس الأمة في الآونة الأخيرة بكثرة الاستجوابات التي وصلت الى رقم قياسي جداً بل انه وجه أنظار العالم للكويت كما أن الشارع الكويتي بدأ يتملل من كثرتها، لنتفق على أن ممارسة الحياة الديموقراطية في الكويت أمر رائع بل أكثر من رائع ولكننا وصلنا الى حد يستدعي الوقوف والتأمل فهل فعلاً نحن نمارس هذه الميزة بطريقة صحيحة، أرى أن الاستجواب حاجة وليست ضرورة بمعنى أنه أداة دستورية يجب أن نستخدمها عند الحاجة فقط وليس دائماً وفي كل وقت، بالاضافة الى ان المواطن العادي أصبح مشتتاً بين من يقول ان استجوابه دستوري وبين من ينادي بعكس ذلك، لماذا كل هذا التعطيل والتأخير في العمل والانجاز فالشعب الكويتي يستحق أن يرى انجازات المجلس الذي اختاره بنفسه، أليست أصوات الناس أمانة ويجب ايصالها كما هي، لنجرب من باب التغيير مجلساً حافلاً بالانجازات بدلاً من أن تطغى عليه سمة الاستجواب والتأزيم، والملاحظ أيضاً أن كل وزير يكون محاطاً منذ تسلمه الحقيبة الوزارية بالاستجواب، كما أننا أصبحنا نترقب استجواب الوزير «الفلاني» ونستغرب من التأخر في استجوابه هكذا أصبح الوضع ولا يستطيع أحد أن يثبت عكس ذلك، أرى أن الحل الأفضل لكسر هذه الحلقة المفرغة هو ايجاد لغة تواصل بين الحكومة والسادة أعضاء المجلس وليس هناك حل آخر، فالكويت لا تستحق منا كل هذا التعطيل والتأخر في التقدم فنحن نريدها أن تكون في مصاف الدول المتقدمة والشعب الكويتي يستحق بذل هذا المجهود منا جميعاً فمن يستطيع أن يدير عجلة التقدم يجب ألّا يتأخر أبداً لمصلحة الكويت أولاً وأخيراً فهي الباقية ووجودها يعني الاستمرار لنا.



جامعة الكويت - كلية الهندسة والبترول

هندسة كهربائية
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي