مقتل 247 عراقيا خلال مارس
«نصائح أميركية» للبارزاني بعدم التصعيد مع متظاهري السليمانية... ساهمت بتهدئة الموقف


| بغداد - من حيدر الحاج |
مع حلول ساعات النهار لهذا اليوم السبت الموافق 2 ابريل، يكون قد مضى على التظاهرات الاحتجاجية التي انطلقت في شوارع محافظة السليمانية احدى مدن اقليم كردستان (شمال) العراق الذي تتمتع قصباته بنوع من الامان النسبي قياسا الى بقية محافظات البلاد الاخرى، 45 يوما بالتمام والكمال ولم يتحقق اي شيء من مطالب المتظاهرين حتى الان.
ابرز ما يؤرق المتظاهرين الاكراد، هو احتكار السلطة من قبل الحزبين الرئيسيين «الديموقراطي الكردستاني» الذي يرأسه زعيم الاقليم مسعود بارزاني، و«الاتحاد الوطني الكردستاني» برئاسة جلال طالباني، اللذين يسيطران على مفاصل الحياة العامة في الاقليم بعد افلاته من قبضة نظام صدام حسين العام 1991.
في بادئ الامر كانت هذه المظاهرات مجرد اعتصام للشباب الجامعي دعي له عبر مواقع التواصل الاجتماعي كما هو الحال مع ثورات الربيع العربي، الغرض الرئيسي منه هو اظهار الدعم للشعبين المصري والتونسي، اللذان تحقق لجماهيرهما الثائرة في نهاية المطاف ما كان تبغيه الا وهو اسقاط نظام الحكم الديكتاتوري في كل منهما.
لكن سرعان ما تحول هذا الاعتصام الى تظاهرات حاشدة انضمت اليها شرائح مختلفة من ابناء الشعب الكردي الذين يقطنون في مدينة السليمانية المعقل الرئيسي لحزب طالباني، بعد ان شهدت الساعات الاولى للاحتجاجات اعمال عنف سقط خلالها عشرات الضحايا من المتظاهرين بين قتيل وجريح.
شرارة اعمال العنف التي شهدت ايضا احراق مقار ومكاتب حزبية من كلال الطرفين، انطلقت عندما فتح مسلحون مكلفون بحماية المقر الرئيسي لحزب بارزاني، النار على المتظاهرين الذين رشقوا المبنى الحزبي بالحجارة وهتفوا بشعارات ناقمة على حكومة الاقليم، مطالبين بالاصلاح ومحاربة الفساد الذي يقولون بانه مستشرٍ بين ثنايا الطبقة الحاكمة.
بعد ذلك تصاعدت وتيرة الاحتجاجات وتأثيراتها ايضا، وخلقت اجواء مشحونة داخل الوسط الكردي، حيث وجهت اتهامات الى حركة «التغيير» المعارضة التي يتزعمها السياسي الكردي نيشروان مصطفى الذي انشق في وقت سابق عن حزب طالباني، بالوقوف وراء التظاهرات وهو ما نفاه أعضاء بارزون في الحركة.
في المقابل، وجهت اتهامات الى سلطات الاقليم، باستخدام مفرط للقوة تجاه المتظاهرين في ظل انباء تحدثت عن مجيء قوة امنية خاصة من محافظة اربيل العاصمة الادارية للاقليم، من اجل قمع المتظاهرين وانهاء الاعتصام الذي ما زال قائما حتى اللحظة في ساحة السراي وسط السليمانية الذي اطلق عليه المتظاهرون تسمية «ميدان التحرير» تيمنا بالحالة المصرية.
مصادر سياسية واعلامية في المعارضة الكردية، أكدت لـ «الراي» انه «لو لا تدخل الجانب الاميركي وابدائه النصيحة لزعيم الاقليم والسلطات بعدم تصعيد الموقف مع المتظاهرين في شكل علني ورسمي، لكان قد حصل ما لا يحمد عقباه». وأضافت المصادر المتطابقة «المعروف عن بارزاني بانه عنيد ولا يستمع للاخرين في شكل جدي، ولو ترك الامر له تحديدا لتعامل بقسوة مع هذه التظاهرات، لكن تم تدارك الموقف في اللحظات الاخيرة بتدخل الاميركان».
بارزاني الذي ينظر اليه من قبل معارضيه الاكراد وبعض القوى السياسية العراقية بانه شخصية «صلبة ومتزمتة» كان في زيارة الى العاصمة الايطالية روما ليتم تكريمه بميدالية الاتلنتك من قبل حلف الناتو، عندما اندلعت التظاهرات الاحتجاجية.
وفور عودته الى الاقليم، اصدر خطابا للمحتجين حذرهم فيه من مغبة محاولة اسقاط السلطة عبر الشارع، رغم اعترافه بمشروعية التظاهرات كحق عام كفله الدستور الفيدرالي، قال فيه أن «تظاهراتكم تصرّف مشروع... وتلبية طلباتكم هو واجبي وواجب الحكومة»، واعدا بالقيام بإصلاحات جذرية خلال 3 اشهر.
وللوقف على حقيقة هذه التدخلات الاميركية من عدمها، وما تحقق من وعود بارزاني، اجرت «الراي» اتصالات هاتفية بسفارة واشنطن في بغداد، وحكومة الاقليم الكردي، لكن من دون جدوى لم يتم الرد على تلك الاتصالات.
كما طالب المتظاهرون بتنفيذ المطالب الواردة في بيان لحركة التغيير المعارضة تم نشره يوم 29يناير الماضي، وهي سبعة مطالب، أبرزها حل الحكومة والبرلمان الكردستانيين وتشكيل حكومة تكنوقراط وإجراء انتخابات عامة مبكرة خلال فترة 3 اشهر.
في غضون ذلك (ا ف ب، يو بي أي)، اعلنت مصادر رسمية عراقية امس، مقتل 247 شخصا واصابة 370 اخرين جراء اعمال عنف وقعت في مناطق متفرقة من البلاد خلال مارس المنصرم.
الى ذلك، ادى هجوم انتحاري بحزام ناسف وسط الفلوجة امس، الى مقتل 3 عسكريين بينهم ضابطان يحملان رتبتي عقيد ونقيب، وجندي، واصابة سبعة آخرين بينهم ضابطان وجندي.
مع حلول ساعات النهار لهذا اليوم السبت الموافق 2 ابريل، يكون قد مضى على التظاهرات الاحتجاجية التي انطلقت في شوارع محافظة السليمانية احدى مدن اقليم كردستان (شمال) العراق الذي تتمتع قصباته بنوع من الامان النسبي قياسا الى بقية محافظات البلاد الاخرى، 45 يوما بالتمام والكمال ولم يتحقق اي شيء من مطالب المتظاهرين حتى الان.
ابرز ما يؤرق المتظاهرين الاكراد، هو احتكار السلطة من قبل الحزبين الرئيسيين «الديموقراطي الكردستاني» الذي يرأسه زعيم الاقليم مسعود بارزاني، و«الاتحاد الوطني الكردستاني» برئاسة جلال طالباني، اللذين يسيطران على مفاصل الحياة العامة في الاقليم بعد افلاته من قبضة نظام صدام حسين العام 1991.
في بادئ الامر كانت هذه المظاهرات مجرد اعتصام للشباب الجامعي دعي له عبر مواقع التواصل الاجتماعي كما هو الحال مع ثورات الربيع العربي، الغرض الرئيسي منه هو اظهار الدعم للشعبين المصري والتونسي، اللذان تحقق لجماهيرهما الثائرة في نهاية المطاف ما كان تبغيه الا وهو اسقاط نظام الحكم الديكتاتوري في كل منهما.
لكن سرعان ما تحول هذا الاعتصام الى تظاهرات حاشدة انضمت اليها شرائح مختلفة من ابناء الشعب الكردي الذين يقطنون في مدينة السليمانية المعقل الرئيسي لحزب طالباني، بعد ان شهدت الساعات الاولى للاحتجاجات اعمال عنف سقط خلالها عشرات الضحايا من المتظاهرين بين قتيل وجريح.
شرارة اعمال العنف التي شهدت ايضا احراق مقار ومكاتب حزبية من كلال الطرفين، انطلقت عندما فتح مسلحون مكلفون بحماية المقر الرئيسي لحزب بارزاني، النار على المتظاهرين الذين رشقوا المبنى الحزبي بالحجارة وهتفوا بشعارات ناقمة على حكومة الاقليم، مطالبين بالاصلاح ومحاربة الفساد الذي يقولون بانه مستشرٍ بين ثنايا الطبقة الحاكمة.
بعد ذلك تصاعدت وتيرة الاحتجاجات وتأثيراتها ايضا، وخلقت اجواء مشحونة داخل الوسط الكردي، حيث وجهت اتهامات الى حركة «التغيير» المعارضة التي يتزعمها السياسي الكردي نيشروان مصطفى الذي انشق في وقت سابق عن حزب طالباني، بالوقوف وراء التظاهرات وهو ما نفاه أعضاء بارزون في الحركة.
في المقابل، وجهت اتهامات الى سلطات الاقليم، باستخدام مفرط للقوة تجاه المتظاهرين في ظل انباء تحدثت عن مجيء قوة امنية خاصة من محافظة اربيل العاصمة الادارية للاقليم، من اجل قمع المتظاهرين وانهاء الاعتصام الذي ما زال قائما حتى اللحظة في ساحة السراي وسط السليمانية الذي اطلق عليه المتظاهرون تسمية «ميدان التحرير» تيمنا بالحالة المصرية.
مصادر سياسية واعلامية في المعارضة الكردية، أكدت لـ «الراي» انه «لو لا تدخل الجانب الاميركي وابدائه النصيحة لزعيم الاقليم والسلطات بعدم تصعيد الموقف مع المتظاهرين في شكل علني ورسمي، لكان قد حصل ما لا يحمد عقباه». وأضافت المصادر المتطابقة «المعروف عن بارزاني بانه عنيد ولا يستمع للاخرين في شكل جدي، ولو ترك الامر له تحديدا لتعامل بقسوة مع هذه التظاهرات، لكن تم تدارك الموقف في اللحظات الاخيرة بتدخل الاميركان».
بارزاني الذي ينظر اليه من قبل معارضيه الاكراد وبعض القوى السياسية العراقية بانه شخصية «صلبة ومتزمتة» كان في زيارة الى العاصمة الايطالية روما ليتم تكريمه بميدالية الاتلنتك من قبل حلف الناتو، عندما اندلعت التظاهرات الاحتجاجية.
وفور عودته الى الاقليم، اصدر خطابا للمحتجين حذرهم فيه من مغبة محاولة اسقاط السلطة عبر الشارع، رغم اعترافه بمشروعية التظاهرات كحق عام كفله الدستور الفيدرالي، قال فيه أن «تظاهراتكم تصرّف مشروع... وتلبية طلباتكم هو واجبي وواجب الحكومة»، واعدا بالقيام بإصلاحات جذرية خلال 3 اشهر.
وللوقف على حقيقة هذه التدخلات الاميركية من عدمها، وما تحقق من وعود بارزاني، اجرت «الراي» اتصالات هاتفية بسفارة واشنطن في بغداد، وحكومة الاقليم الكردي، لكن من دون جدوى لم يتم الرد على تلك الاتصالات.
كما طالب المتظاهرون بتنفيذ المطالب الواردة في بيان لحركة التغيير المعارضة تم نشره يوم 29يناير الماضي، وهي سبعة مطالب، أبرزها حل الحكومة والبرلمان الكردستانيين وتشكيل حكومة تكنوقراط وإجراء انتخابات عامة مبكرة خلال فترة 3 اشهر.
في غضون ذلك (ا ف ب، يو بي أي)، اعلنت مصادر رسمية عراقية امس، مقتل 247 شخصا واصابة 370 اخرين جراء اعمال عنف وقعت في مناطق متفرقة من البلاد خلال مارس المنصرم.
الى ذلك، ادى هجوم انتحاري بحزام ناسف وسط الفلوجة امس، الى مقتل 3 عسكريين بينهم ضابطان يحملان رتبتي عقيد ونقيب، وجندي، واصابة سبعة آخرين بينهم ضابطان وجندي.