أعياد الكويت في لبنان... جَمعة «وحدة وطنية»

تصغير
تكبير
| بيروت ـ «الراي» |
... غالباً ما يكون لاحتفالات الكويت نكهة خاصة في بيروت، فأوجه التشابه والقيم المشتركة والعلاقات الـ «ما فوق» ديبلوماسية او عادية او طبيعية بين الدولتين والشعبين، تحضر في وهجها وعبَرها وحقائقها في تلك المناسبات التي تصبح لبنانية بقدر ما هي كويتية، فكيف اذا كانت المناسبة «ثلاث مناسبات».
لقد كانت بيروت على موعد مع العيد الوطني الخمسين وعيد التحرير العشرين والعيد الخامس لتسلم سمو الأمير صباح الأحمد مقاليد الحكم، فحضر لبنان بكل تلاوينه وأطيافه وجهاته واتجاهاته ليشارك بالحفل الذي أقيم احتفاء بـ «المناسبات الثلاث». أهل السياسة والثقافة والفن والمجتمع والديبلوماسية كانوا هناك، فمجمع «البيال» الذي استضاف حفل استقبال السفارة الكويتية في بيروت كان على موعد مع جَمعة للوحدة الوطنية اللبنانية رغم الانقسام الحاد الذي تعيشه البلاد، فالكويت «اللبنانية» عامل جمع لا قسمة في دورها الأخوي، السياسي، التنموي، في سواعدها الديبلوماسية ومساعداتها الاقتصادية، في الحرب التي مضت وفي التحديات التي لم تغادر.
وحضر الحفل ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال علي الشامي، ممثلة رئيس مجلس النواب نبيه بري عقيلته السيدة رندة، ممثل رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري وزير البيئة في حكومة تصريف الاعمال محمد رحال، ممثل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني مفتي البقاع الشيخ خلدون عريمط، وزراء حكومة تصريف الأعمال: عدنان القصار، محمد جواد خليفة، سليم وردة، ومنى عفيش، السفير البابوي غبريللي كاتشيا، سفراء: إيران غضنفر ركن أبادي، السعودية علي عواض عسيري، سورية علي عبد الكريم علي، الامارات العربية المتحدة رحمة الزعابي، الولايات المتحدة الأميركية مورا كونيللي، اسبانيا خوان كارلوس غافو، والصين ليو ريمينغ، والنواب: أحمد فتفت، ستريدا جعجع، رياض رحال، وقاسم عبد العزيز. كما حضر نائب رئيس مجلس النواب الأسبق ايلي الفرزلي، نقيب الصحافة محمد بعلبكي، ممثل المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي العميد ضياء رمضان، ممثل المدير العام للامن العام بالتكليف العميد ريمون خطار الرائد أمين سليق، وعدد من المديرين العامين والشخصيات السياسية والحزبية والإعلامية والاجتماعية.
بعد النشيدين اللبناني والكويتي، ألقى السفير الكويتي في لبنان عبد العال القناعي كلمة قال فيها: «يطيب لي والكويت تحتفل بمناسبات وطنية عزيزة على قلوب أبنائها وأبناء محبيها من لبنان الشقيق، وهي اليوبيل الذهبي للاستقلال والذكرى العشرين للتحرير ومرور خمس سنوات على تولي صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم، أن أتقدم اليكم بخالص الشكر والتقدير على مشاركتكم لنا فرحة الاحتفالات هذه، سائلين المولى عز وجل أن يديم على دولة الكويت والجمهورية اللبنانية الشقيقة حكومة وشعبا نعمة الأمن والطمأنينة والاستقرار، خصوصا في الظروف الحرجة والتغيرات المتسارعة التي يمر بها عالمنا العربي في الوقت الحالي، وقانا الله من شرورها، ومتعنا بخيراتها. وحري بنا في هذا المقام، أن نستذكر بكل امتنان وتقدير مواقف أشقائنا في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والدول العربية الذين وقفوا إلى جانب الكويت إبان فترة الاحتلال العصيبة، وفي مقدمهم الجمهورية اللبنانية الشقيقة التي خرج منها الصوت الأول المندد بالاحتلال، دفاعا عن مبادىء الحق والحرية والعدالة».
وتابع: «إن دولة الكويت بقيادة صاحب السمو كانت ولم تزل ركنا أساسيا من أركان التضامن العربي وتعزيز العلاقات العربية البينية على كل الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتنموية، إذ كانت دائما صاحبة مبادرات التسامح والمصالحة ورأب الصدع بين الأشقاء العرب لرص الصفوف في مواجهة التحديات الخارجية ولتوفير الأمن والاستقرار والتنمية للشعوب العربية قاطبة، ان تلك المبادرات التي انفردت بها الكويت وآخرها مبادرة سموه في القمة الاقتصادية التي عقدت في الكويت في يناير من عام 2009 لإنشاء صندوق لدعم الشباب العربي وفي شكل خاص المشروعات الصغيرة برأسمال قدره 2 مليار دولار ساهمت الكويت في نصف مليار دولار من رأسماله، تلك المبادرات أكسبتها المكانة المرموقة التي تستحق في محيطها والعالم، وفي مقدمها تسليط الضوء على أهمية محاربة الفقر والجوع، حيث أنشأت مع استقلالها قبل خمسين عاما أقدم مؤسسة تمويلية في العالم العربي والشرق الأوسط، وهي الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية لتقديم العون والمساعدة الى الدول الشقيقة والصديقة والمحتاجة، حيث بلغ مجموع ما قدمه الصندوق نحو 15 مليار دولار لانجاز مشروعات في أكثر من مئة دولة». تابع: «ان ما تحقق من مكاسب وانجازات، إنما هو بفضل تآلف وتلاحم أهل الكويت جميعا حكاما ومحكومين مستكملين مسيرة الآباء والأجداد في التزامهم الدائم بالمسؤولية في خدمة مجتمعهم، متخذين من الديموقراطية منهجا، ومن المؤسسات الدستورية رائدا، ومن تعميق المشاركة الشعبية طريقا، مستذكرين في الوقت ذاته دخول المرأة الكويتية البرلمان لتمارس حقها السياسي والدستوري في الانتخاب والترشيح تلك الصفحة المضيئة في مسيرتنا الوطنية والتي تمت بإرادة كويتية خالصة وبوعي ديموقراطي لافت أثار إعجاب واحترام العالم كله».
واعلن القناعي ان «الكويت ولبنان نموذج لعلاقة متميزة يحتذى بها بين الدول العربية»، مشيرا الى ان «لبنان توأم الكويت ومثال للتوافق، وان كل يوم يمر يتأكد بالبرهان الساطع الذي لا يقبل النقض بأن العلاقات بين البلدين الشقيقين تتقدم بوتيرة عالية وغير مسبوقة، وذلك يعود الى تراث المحبة والمصالح المتداخلة التي تجمع الكويتيين واللبنانيين تحت راية الأخوة وشراكة الحرية واحترام حقوق الدول والشعوب وإراداتها في الانماء والتقدم. ويظل لبنان الشقيق، المتنوع بأطيافه، والمساحة الكبيرة من الحرية السياسية والإعلامية التي ينعم بها والتي قل نظيرها بما تعكسه من سمات فكرية وحضارية في إبداء الرأي والتعبير والانفتاح على الآخرين، شريكا أساسيا لكويت الحرية والديموقراطية ودول المؤسسات».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي