جعفر رجب / تحت الحزام / أين الثورة في الثورة؟

تصغير
تكبير
هي فين الثورة في الثورة؟ اسأل مستغربا، لاني لم اجد اي ثورة في الثورة حتى الان! في مصر كانت ثورة، ومظاهرات، واعتصامات، وقتل، وسجن، وتنازل، وتخل، وتنح، وانتصار! فماذا حصل؟

رئيس الوزراء هو «بذات نفسه» رئيس الوزراء «شفيق»، مين شفيق؟ شفيق الذي شكل حكومة بأمر من الريس المخلوع، «شفيق» الذي في عهده دخل البلطجية الى الميدان بجمالهم، شفيق الذي في عهده قتل الناس في كافة انحاء مصر، شفيق الذي قال ماعرفش اللي حصل، ووعد بالتحقيق... ومع ذلك «شفيق يا راجل» جالس على كرسيه، يأمر وينهي، يبيع ويشتري!

لم يحاسب رجل امن، ولا حتى شرطي مرور، فهل شهداء الثورة ماتوا بالسكتة القلبية؟ ام كانوا يسبحون «بالترعة» وماتوا بالبلهارسيا، الا يجب ان يسحب هؤلاء من قفاهم الى المحاكم...؟! الذين تم اعتقالهم اربعة خمسة كومبارس في الحزب الوطني، ووزير الداخلية تهمته غسيل اموال، مع انه كان يغسل يديه بدماء الناس، واصبح احمد عز هو سبب كل بلاء وفساد وقتل في مصر!

جهاز امن الدولة المصري، هو نفسه جهاز امن الدولة، بضباطه ومخبريه وجلاديه وسجونه واقبيته وادوات تعذيبه! والمعتقلون السياسيون، مازلوا نائمين في السجون، مع انه يفترض ان يكون خروجهم اول عمل يقوم به النظام الجديد، مع ذلك لا حس ولا خبر، وكأن مصر بلا سجن «باستيل»!

قانون الطوارئ كما هو، عايش بين المصريين، «مش عاوز يسيبهم» وفي الجزائر بكل بساطة ألغوا قانون الطوارئ من دون ثورة! والمذيعة التي كانت تشتم المتظاهرين العيال في ميدان التحرير، هي نفسها التي اعلنت انتصار ثورة الشعب «وزغردت» لثورتهم! وحتى الدستور المصري المشوه، الذي كان يحكم مصر، مازال يحكم وموجودا، وحيا يرزق!

والرئيس المخلوع، رأس كل بلاء وفساد، نقل مقر اقامته من القاهرة الى شرم الشيخ، يفطر على البحر الفطير المشلتت والكافيار، تحت حراسة النظام الحالي، ويتصل كل يوم بشفيق ويعطي اوامره كمان!

الحرامية بعد ان سرقوا البلد، هاهم يريدون سرقة الثورة، وبالشعبي «عاوزين ينشلوا الثورة»، رموز النظام في اماكنهم، والثورة المضادة مستعدة تتربص بانتظار الفرصة المناسبة، والفرصة المناسبة لابد ان تكون مدبرة، اما عملية تفجير، اغتيال شخصية جماهيرية، فتنة طائفية مدبرة، اعتداء مدبر على الجيش... وعندها ينزل البلطجية مرة اخرى الى الشوارع وتسود الفوضى، ويتدخل الامن المركزي والداخلية لضبط الامن، والجيش الذي يحب الشعب والشعب يحبه، ويحب مكتسباته الخاصة التي اكتسبها من النظام السابق اكثر، يقف على الحياد و«يعملوا حالهم مش شايفين»... وفجأة سنجد عمر سليمان مع الرجل الذي واقف وراه يقول... الرئيس عاد وتسلم صلاحياته ليحكم مصر... عندها تتحول اكبر ثورة الى اكبر برنامج كاميرا خفية!





جعفر رجب

jjaaffar@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي