ديرة راغدة يأتيها رزقها بإذن ربها رغداً يعمل أبناؤها في جد من أجل تنميتها والمحافظة عليها، تعرضت إلى محن كثيرة ووقف أهلها صفاً واحداً للحفاظ على ترابها العزيز.
ها هم ينشدون جميعاً: يا بو سالم عطنا سلاح بقلوب بيضاء مفعمة بالأمل وكلما تعرضت لضائقة فإن أهلها يقفون صفاً واحداً.
فها هم عندما هبت على ديرتهم فلول هولاكو العراق وقفوا صفاً واحداًَ ضد المعتدي الغاشم، لم يهابوا بطشه ولا طغيانه، بل برهنوا بأن ديرتهم شامخة وباقية، استقبلوا فلذات أكبادهم كي ينحروا على أعتاب منازلهم لتبقى ديرتهم شامخة، روت دماء هؤلاء الشهداء تربة هذه الديرة الشامخة فأنتجت أمة كويتية تعمل على البناء والتخطيط من أجل شموخ هذه الديرة.
عزيزي القارئ ماذا عسانا أن نقول في الذكرى الخمسين للاستقلال المجيد، والذكرى العشرين للتحرير المؤزر، والذكرى الخامسة لتولي صاحب السمو الأمير المفدى مقاليد الحكم؟
نقول ان هذه الديرة ديرة المؤسسات وديرة الديموقراطية الشامخة تنصهر جميع الطوائف، والكتل، والتكتلات، والفرق، والأحزاب، والآراء، والتوجهات، والأهداف، كلها تنصهر في بوتقة واحدة ألا هي بوتقة الكويت، ويخرج من خلالها رأي واحد ولسان واحد وأذن واحدة بأن الكويت شامخة وأبناءها جميعاً يلتفون حول علمها في محمل واحد يقودهُ ربانه الذي يسير به إلى ساحل الأمان، لتعمل مؤسسات هذه الديرة جميعها من أجل الخطط المتكاملة في رحاب العلم والاقتصاد والثقافة، والإنسانية، والصحة، والسلامة، والخير العميم.
كويت الكويتيين تمضي سفينةً
وقد أصبحت كل البحار لها مجرى
كويت الكويتيين سوف ترونها
وقد فتحت آفاقها للسنى مسرى
لقد صهرتها النار حتى توقدت
ومن تحت أكوام اللظى نهضت صقرا
سيخرج من تحت الرماد محلقاً
لآفاق آتٍ نحن في سرهِ أدرى
لقد علمتهُ الريح سر اختلافها
وسر غيوم تحمل المزن والقطرا
لنصر بلادي جاءني طائر البشرى
فجدد شوقي للغنى مرة أخرى
رجعنا وإن كان الرجوع مقدراً
فليت لقلبٍ لا يغني لنا عذرا
عشت عزيزة يا ديرة الشموخ
سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي