لعبت دوراً كبيراً في بناء المجتمع وكانت ومازالت مراكز إشعاع
مساجد الكويت... قبل وبعد الاستقلال شاهد عيان على هوية الدولة

... وحديثاً

مساجد الكويت قديما

المسجد الكبير درة المساجد





| كتب عبدالله متولي|
غداً تحتفل الكويت بالذكرى الخمسين لاستقلالها، وقيام دولتها الحديثة، وإنشاء دستورها، وبناء مؤسساتها، وإرساء مبادئها التي انطلقت منها إلى المجتمع الدولي ومشاركتها كعضو** فاعل في المنظمات والهيئات الدولية.
وعلى مدار نصف قرن (هو عمر الدولة الحديثة) أخذت الكويت خطوات واسعة، وقفزت قفزات نوعية على مختلف الأصعدة (العالمية والإسلامية والعربية والخليجية) بفضل ما حققته من إنجازات واتخذته من مواقف، أكدت من خلالها يوماً بعد يوم أنها دولة ذات سيادة تتخذ من هويتها الإسلامية وجذورها العربية منطلقات لمواقفها التي لا تحيد عنها.
وبنظرة سريعة وخاطفة لتاريخ دولة الكويت الحديث - دون إغفال القديم - نجد أن هناك مجموعة من الملامح الدالة على بناء الدولة وصعودها المتسارع، والتي جعلتها تتبوأ مكانة متميزة على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
ومن المؤكد أن هذه الملامح كثيرة ومتنوعة لكن ما يعنينا في هذا المقام ونرى انه من الضروري الإشارة اليه وتسليط الضوء عليه نظراً لأهميته في بناء الدولة والتأكيد على شخصيتها هو «بناء المساجد والعناية بها»، فلا يستطيع منصف أن يغفل ما لمساجد الكويت من دور كبير وبارز فيما وصلت اليه وما حققته من سمعة طيبة في العالم أجمع وعلى مستوى العالم الإسلامي بشكل خاص.
لقد أدركت الكويت منذ نشأتها أن المسجد ضرورة حتمية للمجتمع المسلم امتثالاً واقتداءً بمعلم البشرية الأول وقدوتها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أدرك بعد هجرته إلى المدينة مباشرة أن أصحابه ومن دخل في دين الله يحتاجون إلى تربية وتعليم وتوجيه وارشاد، وذلك يتطلب مكاناً يجتمعون فيه، ويتدارسون شرائع الإسلام وأحكامه في رحابه، فكان أول عمل بدأ به صلى الله عليه وسلم أن شرع هو وأصحابه الكرام في بناء المسجد... فكان أول دعائم بناء دولة المسلمين في المدينة المنورة.
وهكذا كانت الكويت منذ بناء الدولة القديمة تدرك أن المجتمع المسلم لا بد أن يكون بين أبنائه من يقرأ القرآن ليؤم المسلمين. في الصلاة ويخطب في صلاة الجمعة والأعياد ويجيد قسمة المواريث ويقوم بعقد الزواج فضلا عن تعليم الناس الفرائض وامور الدين وقد وجد المجتمع الكويتي المسلم في شخص محمد بن فيروز عالم الاحساء المشهور ضالته فطلب اليه المجيء الى الكويت فكان بذلك - بعد ان لبى الدعوة - اول عالم عرفته الكويت واول قاض، واول واعظ ومدرس.
وكان مسجد ابن بحر الذي انشئ قرب الساحل اول مسجد الى عام 1670م مع بناء الكويت تقريبا.
واشار المؤرخ الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله السويدي البغدادي الى ان عدد المساجد في الكويت في عام 1771م بلغ 14 مسجدا.
وتوالى بعد ذلك بناء المساجد بسواعد واموال اهل الكويت ايمانا منهم بدور المسجد الذي لا غنى عنه في المجتمع، ولاننا لا يمكن ان نفصل الحاضر عن الماضي فإن المسجد في المجتمع الكويتي القديم قد لعب دورا ثقافيا بجانب دوره الايماني الشرعي بين ابناء المجتمع الكويتي قبل ظهور التعليم النظامي عام 1887م لتعليم الاطفال القراءة والكتابة على يد الملا او المطوع، هذا الدور الثقافي الذي لم ينقطع عن المسجد على مدار تاريخ الكويت بل اخذ في التطور حتى وصل الى عهد الدولة الحديثة بعد الاستقلال والتي اكدت على نظرتها للمساجد ووثقت ايمانها بدورها المجتمعي والحضاري، فانطلقت في بناء المساجد في جميع ربوع الدولة وأولتها عناية خاصة ورعاية فائقة ما ساهم بشكل كبير في تعظيم دور المسجد في المجتمع، وانطلق كمنارة اشعاع يؤدي وظائفه في شتى المجالات. فللمسجد في حياة الامة ادوار محورية ومهمة، ولا تقوم مؤسسة دونه بها ولا تعوضه بأي شكل من الاشكال.
ومع تطور وتقدم الدولة وتطور المفاهيم والرؤى المستقبلية تطورت النظرة لدور المسجد فتطورت العناية به من كافة الوجوه... فما كان من الدولة الا ان تبادر ان يكون هناك جهاز حكومي مسؤول عن المساجد في الدولة وادارة شؤونها والقيام على صيانتها وعمارتها وتنظيم انشطتها ودروسها في شكل مؤسسي يقوم على التخطيط الجيد والرؤى المستقبلية بآليات تتناسب مع مكانة المساجد ورسالتها السامية ودورها الريادي في تنمية المجتمع وتهذيب سلوك افراده ومحاربة كل ما هو دخيل عليه من عادات وسلوكيات لا تتفق مع هوية المجتمع الاسلامية وجذوره العربية الاصيلة، فكان قطاع المساجد التابع لوزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية...
هذا الجهاز الذي اصبح الآن من اهم اجهزة الدولة كونه يشرف على اشرف بقاع الارض وهي بيوت الله.
وأخذت وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية عن طريق قطاع المساجد في تحديد الغايات الاستراتيجية والاهداف المتعلقة بالمساجد على النحو التالي -
الغاية الأولى - تفصيل دور المسجد كمركز اشعاع في المجتمع... وهذه الغاية تحقق اهدافها منها -
1 - تعزيز رسالة المسجد في المجتمع في الجوانب الايمانية والتعبدية، وفي جوانب التوجيه الاسلامي العام في القضايا المجتمعية.
2 - توثيق روابط المسجد بالبيئة المحلية من خلال برامج موجهة يقوم على تنفيذها ائمة المساجد.
3 - التعاون بين المسجد والبيت والمدرسة لتوفير الجو المناسب لممارسة النشء للعبادات.
الغاية الثانية - تعزيز الانشطة التنموية من خلال المساهمة في خلق المناخ المؤاتي لها داخل المسجد، ويقصد بها تحقيق اهداف منها -
1 - المساهمة في اثراء ثقافة التنمية وتوظيف الانشطة الشرعية والفقهية في المسجد لمواضيع دعم حركة نمو المجتمع.
2 - الدعوة الى المحافظة على المال العام وصيانة المرافق وعدم الاسراف.
الغاية الثالثة - تنمية القائمين على اعمال وبرامج المساجد، ولهذه الغاية اهداف منها -
1 - تطوير آليات ونظم الاختيار والتعيين للائمة والخطباء والمؤذنين.
2 - تطوير برامج ومزايا التقدير والتحفيز للعاملين في خدمة المساجد.
3 - تطوير برامج التأهيل والتدريب للعاملين في خدمة المساجد.
الغاية الرابعة - الاهتمام بالجوانب الفنية والانشائية والمعمارية للمساجد، والهدف منها -
1 - توفير أعمال الصيانة اللازمة للمساجد.
2 - الاهتمام بالاعمال الانشائية والمعمارية للمساجد.
3 - تنفيذ الخطة الخمسية الخاصة ببناء المساجد الجديدة.
بعد هذا العرض الموجز لاهمية المسجد في المجتمع المسلم واهتمام دولة الكويت ببناء المساجد واختصاصها بالرعاية الفائقة والحرص على صيانتها وعمارتها ودعم انشطتها حتى وصل عدد المساجد في الوقت الحالي الى نحو (1344 مسجداً) تقريباً منتشرة في جميع محافظات الكويت اضافة الى (50 مسجداً) قديماً مما يعرف بالمساجد التراثية، وتقوم وزارة الاوقاف بصيانتها واعادة اعمارها كونها معلماً حضارياً وارثاً ثقافيا ودينياً للدولة... هذا ما يؤكد ان مساجد الكويت كانت ومازالت وستظل من اهم ملامح بناء دولة الكويت الحديثة، وشاهد عيان على رسوخ هويتها الاسلامية وعمق جذورها العربية.
غداً تحتفل الكويت بالذكرى الخمسين لاستقلالها، وقيام دولتها الحديثة، وإنشاء دستورها، وبناء مؤسساتها، وإرساء مبادئها التي انطلقت منها إلى المجتمع الدولي ومشاركتها كعضو** فاعل في المنظمات والهيئات الدولية.
وعلى مدار نصف قرن (هو عمر الدولة الحديثة) أخذت الكويت خطوات واسعة، وقفزت قفزات نوعية على مختلف الأصعدة (العالمية والإسلامية والعربية والخليجية) بفضل ما حققته من إنجازات واتخذته من مواقف، أكدت من خلالها يوماً بعد يوم أنها دولة ذات سيادة تتخذ من هويتها الإسلامية وجذورها العربية منطلقات لمواقفها التي لا تحيد عنها.
وبنظرة سريعة وخاطفة لتاريخ دولة الكويت الحديث - دون إغفال القديم - نجد أن هناك مجموعة من الملامح الدالة على بناء الدولة وصعودها المتسارع، والتي جعلتها تتبوأ مكانة متميزة على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
ومن المؤكد أن هذه الملامح كثيرة ومتنوعة لكن ما يعنينا في هذا المقام ونرى انه من الضروري الإشارة اليه وتسليط الضوء عليه نظراً لأهميته في بناء الدولة والتأكيد على شخصيتها هو «بناء المساجد والعناية بها»، فلا يستطيع منصف أن يغفل ما لمساجد الكويت من دور كبير وبارز فيما وصلت اليه وما حققته من سمعة طيبة في العالم أجمع وعلى مستوى العالم الإسلامي بشكل خاص.
لقد أدركت الكويت منذ نشأتها أن المسجد ضرورة حتمية للمجتمع المسلم امتثالاً واقتداءً بمعلم البشرية الأول وقدوتها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي أدرك بعد هجرته إلى المدينة مباشرة أن أصحابه ومن دخل في دين الله يحتاجون إلى تربية وتعليم وتوجيه وارشاد، وذلك يتطلب مكاناً يجتمعون فيه، ويتدارسون شرائع الإسلام وأحكامه في رحابه، فكان أول عمل بدأ به صلى الله عليه وسلم أن شرع هو وأصحابه الكرام في بناء المسجد... فكان أول دعائم بناء دولة المسلمين في المدينة المنورة.
وهكذا كانت الكويت منذ بناء الدولة القديمة تدرك أن المجتمع المسلم لا بد أن يكون بين أبنائه من يقرأ القرآن ليؤم المسلمين. في الصلاة ويخطب في صلاة الجمعة والأعياد ويجيد قسمة المواريث ويقوم بعقد الزواج فضلا عن تعليم الناس الفرائض وامور الدين وقد وجد المجتمع الكويتي المسلم في شخص محمد بن فيروز عالم الاحساء المشهور ضالته فطلب اليه المجيء الى الكويت فكان بذلك - بعد ان لبى الدعوة - اول عالم عرفته الكويت واول قاض، واول واعظ ومدرس.
وكان مسجد ابن بحر الذي انشئ قرب الساحل اول مسجد الى عام 1670م مع بناء الكويت تقريبا.
واشار المؤرخ الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله السويدي البغدادي الى ان عدد المساجد في الكويت في عام 1771م بلغ 14 مسجدا.
وتوالى بعد ذلك بناء المساجد بسواعد واموال اهل الكويت ايمانا منهم بدور المسجد الذي لا غنى عنه في المجتمع، ولاننا لا يمكن ان نفصل الحاضر عن الماضي فإن المسجد في المجتمع الكويتي القديم قد لعب دورا ثقافيا بجانب دوره الايماني الشرعي بين ابناء المجتمع الكويتي قبل ظهور التعليم النظامي عام 1887م لتعليم الاطفال القراءة والكتابة على يد الملا او المطوع، هذا الدور الثقافي الذي لم ينقطع عن المسجد على مدار تاريخ الكويت بل اخذ في التطور حتى وصل الى عهد الدولة الحديثة بعد الاستقلال والتي اكدت على نظرتها للمساجد ووثقت ايمانها بدورها المجتمعي والحضاري، فانطلقت في بناء المساجد في جميع ربوع الدولة وأولتها عناية خاصة ورعاية فائقة ما ساهم بشكل كبير في تعظيم دور المسجد في المجتمع، وانطلق كمنارة اشعاع يؤدي وظائفه في شتى المجالات. فللمسجد في حياة الامة ادوار محورية ومهمة، ولا تقوم مؤسسة دونه بها ولا تعوضه بأي شكل من الاشكال.
ومع تطور وتقدم الدولة وتطور المفاهيم والرؤى المستقبلية تطورت النظرة لدور المسجد فتطورت العناية به من كافة الوجوه... فما كان من الدولة الا ان تبادر ان يكون هناك جهاز حكومي مسؤول عن المساجد في الدولة وادارة شؤونها والقيام على صيانتها وعمارتها وتنظيم انشطتها ودروسها في شكل مؤسسي يقوم على التخطيط الجيد والرؤى المستقبلية بآليات تتناسب مع مكانة المساجد ورسالتها السامية ودورها الريادي في تنمية المجتمع وتهذيب سلوك افراده ومحاربة كل ما هو دخيل عليه من عادات وسلوكيات لا تتفق مع هوية المجتمع الاسلامية وجذوره العربية الاصيلة، فكان قطاع المساجد التابع لوزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية...
هذا الجهاز الذي اصبح الآن من اهم اجهزة الدولة كونه يشرف على اشرف بقاع الارض وهي بيوت الله.
وأخذت وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية عن طريق قطاع المساجد في تحديد الغايات الاستراتيجية والاهداف المتعلقة بالمساجد على النحو التالي -
الغاية الأولى - تفصيل دور المسجد كمركز اشعاع في المجتمع... وهذه الغاية تحقق اهدافها منها -
1 - تعزيز رسالة المسجد في المجتمع في الجوانب الايمانية والتعبدية، وفي جوانب التوجيه الاسلامي العام في القضايا المجتمعية.
2 - توثيق روابط المسجد بالبيئة المحلية من خلال برامج موجهة يقوم على تنفيذها ائمة المساجد.
3 - التعاون بين المسجد والبيت والمدرسة لتوفير الجو المناسب لممارسة النشء للعبادات.
الغاية الثانية - تعزيز الانشطة التنموية من خلال المساهمة في خلق المناخ المؤاتي لها داخل المسجد، ويقصد بها تحقيق اهداف منها -
1 - المساهمة في اثراء ثقافة التنمية وتوظيف الانشطة الشرعية والفقهية في المسجد لمواضيع دعم حركة نمو المجتمع.
2 - الدعوة الى المحافظة على المال العام وصيانة المرافق وعدم الاسراف.
الغاية الثالثة - تنمية القائمين على اعمال وبرامج المساجد، ولهذه الغاية اهداف منها -
1 - تطوير آليات ونظم الاختيار والتعيين للائمة والخطباء والمؤذنين.
2 - تطوير برامج ومزايا التقدير والتحفيز للعاملين في خدمة المساجد.
3 - تطوير برامج التأهيل والتدريب للعاملين في خدمة المساجد.
الغاية الرابعة - الاهتمام بالجوانب الفنية والانشائية والمعمارية للمساجد، والهدف منها -
1 - توفير أعمال الصيانة اللازمة للمساجد.
2 - الاهتمام بالاعمال الانشائية والمعمارية للمساجد.
3 - تنفيذ الخطة الخمسية الخاصة ببناء المساجد الجديدة.
بعد هذا العرض الموجز لاهمية المسجد في المجتمع المسلم واهتمام دولة الكويت ببناء المساجد واختصاصها بالرعاية الفائقة والحرص على صيانتها وعمارتها ودعم انشطتها حتى وصل عدد المساجد في الوقت الحالي الى نحو (1344 مسجداً) تقريباً منتشرة في جميع محافظات الكويت اضافة الى (50 مسجداً) قديماً مما يعرف بالمساجد التراثية، وتقوم وزارة الاوقاف بصيانتها واعادة اعمارها كونها معلماً حضارياً وارثاً ثقافيا ودينياً للدولة... هذا ما يؤكد ان مساجد الكويت كانت ومازالت وستظل من اهم ملامح بناء دولة الكويت الحديثة، وشاهد عيان على رسوخ هويتها الاسلامية وعمق جذورها العربية.