الخرافي أكد العلاقة التاريخية الوطيدة بين الكويت والمملكة المتحدة وأن المجال سيبقى رحباً للتعاون
كاميرون: الصوت اليوم ملك لجيل الشباب والإصلاحات في العالم العربي دواء شاف ضد المتطرفين

جاسم الخرافي وديفيد كاميرون يتحدثان في مؤتمر صحافي بمجلس الأمة أمس (تصوير أحمد عماد)


أكد رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي العلاقة التاريخية الوطيدة بين الكويت وبريطانيا.
واعتبر الخرافي لدى استقباله أمس رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن أبرز المحطات في هذه العلاقة كانت خلال فترة الغزو العراقي التي كانت من أشد مراحل تاريخ الكويت «ظلما وظلاما».
وفي مؤتمر صحافي جمعه مع كاميرون أكد الخرافي أن المجال سيبقى رحبا وواسعا للتعاون الاقتصادي المثمر والتعاون الثقافي البناء بين البلدين.
من جهته، أكد كاميرون ان من التحديات مضاعفة رقم الاستثمارات بين الكويت ولندن البالغة مليار جنيه استرليني.
وقال كاميرون ان بلاده وكما وقفت مع الكويت في العام 1990 للدفاع عن حقها في تقرير مصيرها، فانها ستقف اليوم مع الشعوب والحكومات التي تطبق العدالة وحكم القانون والحريات.
واعتبر رئيس الوزراء البريطاني ان مبادئ الحرية وحكم القانون هما أفضل الضمانات للتقدم البشري والنجاح الاقتصادي.
وقال إن الشباب في الوطن العربي يتطلع إلى مستقبل أفضل وهو يريد الاحترام والانتباه له من قبل السلطات ويريد أنظمة تستطيع أن تؤمن به وبقدراته.
واستهل الخرافي المؤتمر الصحافي «مرحباً ترحيباً حاراً بكاميرون ضيفاً عزيزاً في مجلس الأمة الكويتي، وصديقاً كبيراً للكويت، وأتمنى لكم طيب الاقامة في رحابها»، وأضاف: ان زيارتكم تأتي في أجواء من الفرح احتفالاً بمرور خمسين عاماً على استقلال الكويت وعشرين عاماً على التحرير وخمسة أعوام على تقلد حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم، فهي زيارة تبعث على السعادة في هذه المناسبات السعيدة.
وقال: إن زيارتكم للكويت، مهمة بمقاييس عديدة، تتواصل بها علاقة تاريخية وطيدة بين بلدينا وشعبينا الصديقين، ويتلاقى فيها حرصنا جميعاً على تعزيز هذه العلاقة وتوسيع نطاقها لما فيه مصلحة البلدين الصديقين.
وأشار رئيس مجلس الأمة إلى ان هذه العلاقة تضرب جذورها في عمق تاريخ يزيد على قرن من الزمان كانت فيها المملكة المتحدة دوما صديقا للكويت، وكانت الكويت تبادلها نفس روح الصداقة الصادقة. لم تخل هذه العلاقة من التميز والتمايز، وكانت في جميع مراحلها سندا للشعب الكويتي في مسيرته الطويلة نحو الاستقلال وبناء دولة المؤسسات الديموقراطية التي ينعم بثمارها اليوم شعب الكويت.
وقال: لعل أبرز محطاتها كانت خلال فترة الغزو الصدامي الغاشم لدولة الكويت التي كانت من أشد مراحل تاريخ الكويت ظلما وظلاماً. وكانت فيها العلاقة الوطيدة بين بلدينا الصديقين في أسطع تجلياتها، كان موقف المملكة المتحدة فيها صريحا وصادقا وقوياً في نصرة الحق الكويتي بمواجهة الظلم والعدوان، سواء كان ذلك في الأمم المتحدة والمحافل الدولية، أو في مشاركتها وتضحية أبنائها في حرب تحرير الكويت لتعود دولة الكويت حرة مستقلة. انه موقف لم ولن ينساه الشعب الكويتي.
وتابع: في اطار هذه العلاقة التي جمعت بلدينا كان المجال وسيبقى رحبا وواسعا للتعاون الاقتصادي المثمر والتعاون الثقافي البناء بين بلدينا، وهو تعاون تحرص دولة الكويت على تعزيزه وتوسيع نطاقه نحو آفاق أرحب تتحقق فيه المصالح المشتركة، وتلتقي فيه رغبة الطرفين في المساهمة الايجابية ببناء اقتصاد عالمي مستقر يحقق النفع للجميع.
وأكد: لا شك أن التعاون على المستوى البرلماني بين البلدين شكل جانباً مهماً في توطيد أواصر هذه العلاقة، إذ حرص برلمان البلدين على تبادل الرأي في المحافل الدولية وتنسيق المواقف بما يخدم قضايا البلدين، ونتطلع في مجلس الأمة إلى تعزيز هذا التعاون، ولا يسعني في الختام إلا أن أجدد الترحيب بكم في دولة الكويت ضيفاً وصديقاً، وأتمنى لكم طيب الاقامة فيها، ولجهودكم التوفيق والنجاح.
من جهته، أكد رئيس وزراء بريطانيا ان العلاقة بين الكويت وبريطانيا قوية ومتجذرة، مبينا ان هناك شراكات تجارية واقتصادية وسياسية وكذلك أمنية.
وقال في المؤتمر الصحافي المشترك مع رئيس مجلس الامة انه وسمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد يواجهان التحديات في مضاعفة رقم الاستثمارات بين البلدين والذي تجاوز البليون جنيه سنويا.
وقال كاميرون «انه لمن دواعي سروري ان القي خطابي في مجلس الامة في هذا الوقت المميز الذي تحتفل فيه الكويت بمرور نصف قرن على الاستقلال عن بريطانيا وبمرور 20 عاما على تحرير الكويت من قوات صدام حسين حينما غزا بلدكم قبل عقدين من الزمان».
واضاف: «لقد ارتأى قائدان عالميان الخطر وهما الرئيس الاميركي السابق جورج بوش ورئيسة وزراء بريطانيا مارغريت تاتشر والتي وصفت الوضع بكل فصاحة حينما قالت (ان غزو العراق للكويت يتحدى كل مبادئ الامم المتحدة، ولو تركناه ينجح فلن تكون اي دولة صغيرة في مأمن وسيسود قانون الغاب بدلا من حكم القانون).
وبين كاميرون ان «بريطانيا واميركا شكلا تحالفا كبيرا من العرب وغير العرب للوقوف معكم في تلك الساعة المظلمة لكي يبينوا ان الدول المستقلة يجب ألا تتعرض للتهديد ويجب ألا تغرق في رمال الصحراء».
وقال: «انا فخور بان اكون خلفا لتاتشر كرئيس وزراء وخلفا لرجل ساعد في نصر هذا التحالف وهو السيد جون ميجور» وحيا كاميرون الجنود البريطانيين من الرجال والنساء وزملاءهم في «التحالف الذين بذلوا ارواحهم في تحرير الكويت بمن في ذلك 47 جنديا بريطانيا».
واوضح ان تضحياتهم يتم تذكرها يوميا لسيادة هذا البرلمان مستدركا «وما حققتموه كأمة ليس فقط منذ عشرين عاما للتحرير ولكن ايضا من خلال 50 سنة من الاستقلال».
وقال ان غالبية الشعوب المجاورة تسعى لنيل حقوقها وتقوم بذلك بشكل سلمي، وبرزت عبر العالم العربي تطلعات كانت خافية لمدة ويمكنها ان تستلهم من الحركات السلمية للتغيير في الثورة البنفسجية في اوروبا الشرقية والوسطى، ونضال الحقوق المدنية في اميركا والتحول السلمي الى الديموقراطية في اندونيسيا المسلمة.
وقال ان من المبكر معرفة ما ستؤول اليه النتائج في كثير من الحالات الحادثة الان في تلك الدول، مبينا انه كانت هناك في الماضي خيبة أمل ولكن الآن هناك سبب للتفاؤل، وهو ان الشباب هم الذين يتحدثون، ويكتبون التاريخ بطرق سلمية وكريمة، وهذه لحظة وفرصة تاريخية ومهمة في المنطقة.
وأكد ان بلاده كما وقفت مع الكويت عام 1990 للدفاع عن حقها في تقرير مصيرها، فإنها ستقف اليوم مع الشعوب والحكومات التي تطبق العدالة وحكم القانون والحريات، مبينا «ليس لي او لاي حكومة خارج المنطقة ان تعطي النظريات حول كيفية تحقيق كل دولة تطلعات شعبها».
وشدد على ان ليس من حق احد ان يقول لهذه الدول كيف تفعل ذلك او ما هو الشكل الذي سيكون عليه المستقبل، إلا ان هناك صيغة واحدة للنجاح ومنها ضمان المشاركة الشعبية في الحكومة، كما اننا نحترم حق الدول في اتخاذ قراراتها في الوقت الذي نساندها بالنوايا الحسنة.
وأكد كاميرون ان «مبادئ الحرية وحكم القانون هما افضل الضمانات للتقدم البشري والنجاح الاقتصادي، ولكل دولة الحق في العثور على الطريق الصحيح لتحقيق التغيير السلمي، وانتم هنا في الكويت قد وضعتم الطريق لذلك، فانكم تختارون المكان الصحيح للحديث حول القضايا المهمة وهو البرلمان».
وقال كاميرون ان الكويت وبريطانيا يجمعهما تاريخ صداقة طويل منذ ان حطت اول سفينة بريطانية في الكويت في القرن السابع عشر الى اتفاقية الصداقة عام 1899 والى يومنا الحالي.
واوضح ان شراكة الكويت وبريطانيا مبنية على المستقبل الاقتصادي لهما ويجب ان ينمو اقتصادهما بشكل متنوع في هذا العالم المليء بالتحديات، كما ان هناك مصالح مشتركة امنية ومنها الجانب الامني في مواجهة تهديد الارهاب والتطرف، مؤكدا في الوقت نفسه ان الاصلاح السياسي والاقتصادي في العالم العربي مهم جدا وليس فقط تحقيق المصالح المشتركة.
وقال: ارفض القول ان التجارة فقط بيع وشراء للنفط والسلع بل انها اكثر تعقيدا وتنوعا، مبينا ان الشراكة البريطانية لعبت دورا كبيرا في تحقيق امنيات التنمية لشعوب الخليج.
واوضح انه مقابل ذلك، فإن الخليج يستثمر بشكل كبير في بريطانيا مثل الهيئة العامة للاستثمار التي مقرها في لندن واستثمرت 150 مليون جنيه خلال 50 سنة ماضية معظمها في بريطانيا.
وأكد ان قيمة التجارة والاستثمار بين بريطانيا والكويت تتجاوز بليون جنيه سنويا، لافتا الى انه وسمو الشيخ ناصر المحمد يواجهان التحديات التي قد تواجه مضاعفة هذا الرقم خلال السنوات الخمس المقبلة.
وقال ان تحقيق المنافع الاقتصادية يتطلب كذلك الاستقرار والامن، مقدرا التعاون الامني مع الكويت ودول الخليج، مبينا ان اكثر من 16 الف بريطاني في الخليج إلا ان الامن في الخليج لا يؤثر على البريطانيين فقط في الخليج بل على البريطانيين جميعا.
وقال كاميرون: «نسعى إلى تطوير النشاط التجاري المتبادل بيننا، ولكنه يتطلب توفير الامن والاستقرار، نحن نقدر التعاون الامني مع الكويت ودول الخليج، هناك نحو 160 ألف بريطاني يعيشون في الخليج، ولكن امن الخليج لا يهددهم ولكن يؤثر على المواطنين البريطانيين في المملكة المتحدة».
وشدد على ان استمرار فشل عملية السلام في الشرق الاوسط في تحقيق العدالة للفلسطينيين او أمن اسرائيل، وتهديد ايران المستمر بشأن الاسلحة النووية وتزايد تهديدات «القاعدة» في شبة الجزيرة العربية هي ليست مشاكل امنية للاقليم ولكن مشاكل امنية تهدد استقرار العالم اجمع.
وأوضح انه: «يجب علينا ان نفهم بوضوح عملية السلام في الشرق الاوسط وتطوراتها، وبشأن الرد على التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط اخيرا، هناك مخاطر حقيقية بان الحكومات ستتراجع إلى الاستنتاجات الخاطئة وتتوقف، ولكني في المقابل ارى العكس يجب علينا بدلا من ان نتراجع بان ندفع إلى الامام».
كما يجب علينا ان نرى ان نرد على الاتصالات الطارئة التي ينادي بها الجميع وهي ان تكون هناك دولتان منفصلتان تجلسان للتفاوض.
وتابع: كما السلطات الفلسطينية مطالبة ان تتحمل مسؤولياتها في نبذ العنف في الضفة الغربية، على اسرائيل في الجانب الاخر ان تلبي المطالب لخارطة الطريق.
اما عن الحلول فإن بريطانيا توافق على قرار مجلس الامن الاخير (الجمعة الماضية) بان تكون النتيجة دولتين اسرائيل وفلسطين، ووضع اطار عادل للاجئين.
وقال: انها ليست فقط مشكلة حقوق اراض وأناس انها اكبر واكثر تعقيدا من هذا، وانما ضابط للارهاب، وعذر للاستبداد وسببت جذورا عميقة لعدم الاستقرار، ان التسوية الدائمة ستكون افضل خطوة للطريق الجديد للشرق الاوسط.
وبين ان توحد الاهداف والرسائل عنصر مهم لوقف الارهاب الآتي من ايران، كما ان العالم والمجتمع الدولي كله اوضح ان القرارات المتتالية لمجلس الامن بان ايران يجب ان تلتزم مطالب المجتمع الدولي.
وأكد كاميرون ان بريطانيا مدت يد التعاون مع ايران ولكن الاجابة الايرانية كانت محبطة جدا ومقلقة نحن لن نقف موقف المتفرج.
وأكد ان «النووي الايراني» يغطي على المنطقة، نرفض التدخل الايراني في شؤون الدول المجاورة وجيرانها.
اما عن مواجهة تهديدات الارهابيين فقال كاميرون يجب علينا ان نستوعب طبيعة تهديدات انظمتنا الامنية، لا يمكننا ان نتجاهل التهديدات الدولية من قبل الارهاب مثلما سمعنا «القاعدة»، والتي نفذت عملياتها في اماكن متفرقة في المملكة العربية السعودية إلى الولايات المتحدة.
واضاف ان ذلك يظهر بانا جميعنا مهددون بالعمليات الارهابية، ودليل على كيفية تعاملنا نحن مع الاصدقاء والحلفاء وانه بامكاننا التغلب والمحافظة على ارواح البشر.
وقال كاميرون ان الاسلام دين عظيم ويدعو إلى السلام ويؤمن به اكثر من مليار شخص في العالم، ولكن انا اتحدث عن عقلية بعض المتطرفين المسلمين وهم اقلية.
وبين ان الايدلوجية هي التي تريد ان تدخل العالم في حرب بين المسلمين من جهة والعالم اجمع.
وقال ان ارتفاع التعاون الامني هو امر ضروري جدا لمواجهة هذه المخاطر.
وقال كاميرون يجب علينا (نحن في الغرب) ان نفهم المسلمين اكثر في مجتمعاتنا، المجتمع المسلم في مجتمعاتنا في خطر ويكاد يكون مفصولا عن المجتمع ومعزولا وهو السبب الذي يولد بعض الامور التي تنتهي بتبني الافكار الارهابية.
وقال: إن الشباب في الوطن العربي يحن إلى مستقبل أفضل لهم، يريدون الاحترام والانتباه من قبل السلطات لهم وأن يستمعوا اليهم، يريدون أنظمة ومجتمعات تستطيع أن تؤمن بهم وبقدراتهم.
وأكد ان أكبر وأعظم شيء شاهدناه في مصر وتونس في الأسابيع الأخيرة ليست الأيديولوجية أو التحركات الإرهابية بل التحركات البشرية المعبرة عن آرائهم لحريات شخصية وسياسية واقتصادية.
وأشار «قالت لي إحدى المراسلات البريطانيات أثناء تواجدها في ميدان التحرير ان الجماعات الإرهابية حاولت صعود الموجة ولكن التجمعات الشبابية منعتها وتصدت لها وطردتها من الميدان».
وقال إن في مصر الملايين من المصريين يعيشون في فقر وراتبهم اليومي هو دولاران فقط، مبينا ان جميع المشاركين في الأحداث الأخيرة يريدون حياة أفضل ومستقبلا وأن يكون لهم صوت مسموع.
وأوضح ان الصوت اليوم هو ملك جيل الشباب الجديد الذين يستخدمون الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعية.
وقال كاميرون ان العالم أجمع في حال صدمة من الأوضاع الأخيرة في ليبيا والتي انقلبت على شعبها، ان العنف ليس الطريقة المناسبة للرد على المطالبات الشعبية السلمية والمشروعة، واستخدام العنف والقوة ضد الشعوب أمر غير مقبول.
وقال: نحن ندين العنف في البحرين ونرحب بالانسحاب العسكري من الشوارع، وتكليف ولي العهد البحريني لبدء الحوار الوطني.
وبين انه إذا كان الشعب يرغب ويطالب بالوظائف وان يكون له صوت مسموع ورفض ذلك، يبقى أن هناك خطرا من أن حالة الاحباط وشيوع الشعور بالضعف والناتج من سوء الاتصال مع القائمين على إدارة الدولة، بامكان ذلك أن يفتح باب الانفصال عن المجتمع.
وبين ان ذلك سيولد نتائج من العنف والتطرف، وهذه هي مشكلة العالم العربي، ولكنها مشكلة العالم أجمع ايضا، وهذا يدفعني إلى التفكير في ان الاصلاحات السياسية والاقتصادية في العالم العربي ليست في صالحها فقط وإنما مفتاح ودواء شاف ضد المتطرفين والتهديدات الخارجية.
وشدد كاميرون على ضرورة دعم الاصلاحات الاقتصادية والسياسية بأن نفهم ان الديموقراطية هي عملية ممارسة وليست نتائج، مؤكدا ان العمل الديموقراطي يحتاج إلى الصبر وتبن من أسفل الجذور ويجب أن تضع اللبنات الأساسية قبل البناء.
وقال إن الاصلاحات الاقتصادية والسياسية ضرورية ومهمة ولكن يجب أن تتبع بالاحترام مع خصوصية كل الدول ولجهة تاريخها وثقافاتها وعاداتها وتقاليدها، نحن في الغرب ليس من شأننا أن نحاول التدخل في الشؤون الداخلية.
ان عملية التطور السياسية والاقتصادية تجري بخصوصيتها وبطرقها المتبعة حسب عاداتها.
وتابع: ولكن هذا ليس عذراً كما يود البعض أن يقول إن العرب والمسلمين لا يمكنهم أن يطبقوا الديموقراطية لانهم يعتبرون المستثنين منها.
ورأى ان ذلك تمييز يكاد ان يكون تطرفا، وهو خاطئ وغير حقيقي، ان عمان أنشأت هيئة لحقوق الإنسان للمرة الأولى العام الماضي، وكذلك قطر تعتبر من ضمن الدول العشرين الأقل فسادا في العالم، وفوق هذا لننظر اننا في مجلس الأمة ننتخب الرجال ويجلسون بجانب النساء، وأعضاء الحكومة يحاسبون، ان عمليات التغيير هذه ليست لها دخل أو انها ضمن الأجندة الأوروبية.
وزاد: إنما هي تحركات الشعب العربي الذين يريدون إنجاز شيء، إضافة إلى ان هناك حكومات تريد أن تفتح الحوار مع شعوبها لتتقدم.
وأكد ان أمن واستقرار المنطقة سيكون مفيدا في التنمية تجاه عالم مسالم ومفتوح، ويبقى تساؤل الدول الغربية: هل سيكون لها دور في المساعدة في هذه التغييرات السلمية وباستقرار.
واعتبر الخرافي لدى استقباله أمس رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن أبرز المحطات في هذه العلاقة كانت خلال فترة الغزو العراقي التي كانت من أشد مراحل تاريخ الكويت «ظلما وظلاما».
وفي مؤتمر صحافي جمعه مع كاميرون أكد الخرافي أن المجال سيبقى رحبا وواسعا للتعاون الاقتصادي المثمر والتعاون الثقافي البناء بين البلدين.
من جهته، أكد كاميرون ان من التحديات مضاعفة رقم الاستثمارات بين الكويت ولندن البالغة مليار جنيه استرليني.
وقال كاميرون ان بلاده وكما وقفت مع الكويت في العام 1990 للدفاع عن حقها في تقرير مصيرها، فانها ستقف اليوم مع الشعوب والحكومات التي تطبق العدالة وحكم القانون والحريات.
واعتبر رئيس الوزراء البريطاني ان مبادئ الحرية وحكم القانون هما أفضل الضمانات للتقدم البشري والنجاح الاقتصادي.
وقال إن الشباب في الوطن العربي يتطلع إلى مستقبل أفضل وهو يريد الاحترام والانتباه له من قبل السلطات ويريد أنظمة تستطيع أن تؤمن به وبقدراته.
واستهل الخرافي المؤتمر الصحافي «مرحباً ترحيباً حاراً بكاميرون ضيفاً عزيزاً في مجلس الأمة الكويتي، وصديقاً كبيراً للكويت، وأتمنى لكم طيب الاقامة في رحابها»، وأضاف: ان زيارتكم تأتي في أجواء من الفرح احتفالاً بمرور خمسين عاماً على استقلال الكويت وعشرين عاماً على التحرير وخمسة أعوام على تقلد حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم، فهي زيارة تبعث على السعادة في هذه المناسبات السعيدة.
وقال: إن زيارتكم للكويت، مهمة بمقاييس عديدة، تتواصل بها علاقة تاريخية وطيدة بين بلدينا وشعبينا الصديقين، ويتلاقى فيها حرصنا جميعاً على تعزيز هذه العلاقة وتوسيع نطاقها لما فيه مصلحة البلدين الصديقين.
وأشار رئيس مجلس الأمة إلى ان هذه العلاقة تضرب جذورها في عمق تاريخ يزيد على قرن من الزمان كانت فيها المملكة المتحدة دوما صديقا للكويت، وكانت الكويت تبادلها نفس روح الصداقة الصادقة. لم تخل هذه العلاقة من التميز والتمايز، وكانت في جميع مراحلها سندا للشعب الكويتي في مسيرته الطويلة نحو الاستقلال وبناء دولة المؤسسات الديموقراطية التي ينعم بثمارها اليوم شعب الكويت.
وقال: لعل أبرز محطاتها كانت خلال فترة الغزو الصدامي الغاشم لدولة الكويت التي كانت من أشد مراحل تاريخ الكويت ظلما وظلاماً. وكانت فيها العلاقة الوطيدة بين بلدينا الصديقين في أسطع تجلياتها، كان موقف المملكة المتحدة فيها صريحا وصادقا وقوياً في نصرة الحق الكويتي بمواجهة الظلم والعدوان، سواء كان ذلك في الأمم المتحدة والمحافل الدولية، أو في مشاركتها وتضحية أبنائها في حرب تحرير الكويت لتعود دولة الكويت حرة مستقلة. انه موقف لم ولن ينساه الشعب الكويتي.
وتابع: في اطار هذه العلاقة التي جمعت بلدينا كان المجال وسيبقى رحبا وواسعا للتعاون الاقتصادي المثمر والتعاون الثقافي البناء بين بلدينا، وهو تعاون تحرص دولة الكويت على تعزيزه وتوسيع نطاقه نحو آفاق أرحب تتحقق فيه المصالح المشتركة، وتلتقي فيه رغبة الطرفين في المساهمة الايجابية ببناء اقتصاد عالمي مستقر يحقق النفع للجميع.
وأكد: لا شك أن التعاون على المستوى البرلماني بين البلدين شكل جانباً مهماً في توطيد أواصر هذه العلاقة، إذ حرص برلمان البلدين على تبادل الرأي في المحافل الدولية وتنسيق المواقف بما يخدم قضايا البلدين، ونتطلع في مجلس الأمة إلى تعزيز هذا التعاون، ولا يسعني في الختام إلا أن أجدد الترحيب بكم في دولة الكويت ضيفاً وصديقاً، وأتمنى لكم طيب الاقامة فيها، ولجهودكم التوفيق والنجاح.
من جهته، أكد رئيس وزراء بريطانيا ان العلاقة بين الكويت وبريطانيا قوية ومتجذرة، مبينا ان هناك شراكات تجارية واقتصادية وسياسية وكذلك أمنية.
وقال في المؤتمر الصحافي المشترك مع رئيس مجلس الامة انه وسمو رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد يواجهان التحديات في مضاعفة رقم الاستثمارات بين البلدين والذي تجاوز البليون جنيه سنويا.
وقال كاميرون «انه لمن دواعي سروري ان القي خطابي في مجلس الامة في هذا الوقت المميز الذي تحتفل فيه الكويت بمرور نصف قرن على الاستقلال عن بريطانيا وبمرور 20 عاما على تحرير الكويت من قوات صدام حسين حينما غزا بلدكم قبل عقدين من الزمان».
واضاف: «لقد ارتأى قائدان عالميان الخطر وهما الرئيس الاميركي السابق جورج بوش ورئيسة وزراء بريطانيا مارغريت تاتشر والتي وصفت الوضع بكل فصاحة حينما قالت (ان غزو العراق للكويت يتحدى كل مبادئ الامم المتحدة، ولو تركناه ينجح فلن تكون اي دولة صغيرة في مأمن وسيسود قانون الغاب بدلا من حكم القانون).
وبين كاميرون ان «بريطانيا واميركا شكلا تحالفا كبيرا من العرب وغير العرب للوقوف معكم في تلك الساعة المظلمة لكي يبينوا ان الدول المستقلة يجب ألا تتعرض للتهديد ويجب ألا تغرق في رمال الصحراء».
وقال: «انا فخور بان اكون خلفا لتاتشر كرئيس وزراء وخلفا لرجل ساعد في نصر هذا التحالف وهو السيد جون ميجور» وحيا كاميرون الجنود البريطانيين من الرجال والنساء وزملاءهم في «التحالف الذين بذلوا ارواحهم في تحرير الكويت بمن في ذلك 47 جنديا بريطانيا».
واوضح ان تضحياتهم يتم تذكرها يوميا لسيادة هذا البرلمان مستدركا «وما حققتموه كأمة ليس فقط منذ عشرين عاما للتحرير ولكن ايضا من خلال 50 سنة من الاستقلال».
وقال ان غالبية الشعوب المجاورة تسعى لنيل حقوقها وتقوم بذلك بشكل سلمي، وبرزت عبر العالم العربي تطلعات كانت خافية لمدة ويمكنها ان تستلهم من الحركات السلمية للتغيير في الثورة البنفسجية في اوروبا الشرقية والوسطى، ونضال الحقوق المدنية في اميركا والتحول السلمي الى الديموقراطية في اندونيسيا المسلمة.
وقال ان من المبكر معرفة ما ستؤول اليه النتائج في كثير من الحالات الحادثة الان في تلك الدول، مبينا انه كانت هناك في الماضي خيبة أمل ولكن الآن هناك سبب للتفاؤل، وهو ان الشباب هم الذين يتحدثون، ويكتبون التاريخ بطرق سلمية وكريمة، وهذه لحظة وفرصة تاريخية ومهمة في المنطقة.
وأكد ان بلاده كما وقفت مع الكويت عام 1990 للدفاع عن حقها في تقرير مصيرها، فإنها ستقف اليوم مع الشعوب والحكومات التي تطبق العدالة وحكم القانون والحريات، مبينا «ليس لي او لاي حكومة خارج المنطقة ان تعطي النظريات حول كيفية تحقيق كل دولة تطلعات شعبها».
وشدد على ان ليس من حق احد ان يقول لهذه الدول كيف تفعل ذلك او ما هو الشكل الذي سيكون عليه المستقبل، إلا ان هناك صيغة واحدة للنجاح ومنها ضمان المشاركة الشعبية في الحكومة، كما اننا نحترم حق الدول في اتخاذ قراراتها في الوقت الذي نساندها بالنوايا الحسنة.
وأكد كاميرون ان «مبادئ الحرية وحكم القانون هما افضل الضمانات للتقدم البشري والنجاح الاقتصادي، ولكل دولة الحق في العثور على الطريق الصحيح لتحقيق التغيير السلمي، وانتم هنا في الكويت قد وضعتم الطريق لذلك، فانكم تختارون المكان الصحيح للحديث حول القضايا المهمة وهو البرلمان».
وقال كاميرون ان الكويت وبريطانيا يجمعهما تاريخ صداقة طويل منذ ان حطت اول سفينة بريطانية في الكويت في القرن السابع عشر الى اتفاقية الصداقة عام 1899 والى يومنا الحالي.
واوضح ان شراكة الكويت وبريطانيا مبنية على المستقبل الاقتصادي لهما ويجب ان ينمو اقتصادهما بشكل متنوع في هذا العالم المليء بالتحديات، كما ان هناك مصالح مشتركة امنية ومنها الجانب الامني في مواجهة تهديد الارهاب والتطرف، مؤكدا في الوقت نفسه ان الاصلاح السياسي والاقتصادي في العالم العربي مهم جدا وليس فقط تحقيق المصالح المشتركة.
وقال: ارفض القول ان التجارة فقط بيع وشراء للنفط والسلع بل انها اكثر تعقيدا وتنوعا، مبينا ان الشراكة البريطانية لعبت دورا كبيرا في تحقيق امنيات التنمية لشعوب الخليج.
واوضح انه مقابل ذلك، فإن الخليج يستثمر بشكل كبير في بريطانيا مثل الهيئة العامة للاستثمار التي مقرها في لندن واستثمرت 150 مليون جنيه خلال 50 سنة ماضية معظمها في بريطانيا.
وأكد ان قيمة التجارة والاستثمار بين بريطانيا والكويت تتجاوز بليون جنيه سنويا، لافتا الى انه وسمو الشيخ ناصر المحمد يواجهان التحديات التي قد تواجه مضاعفة هذا الرقم خلال السنوات الخمس المقبلة.
وقال ان تحقيق المنافع الاقتصادية يتطلب كذلك الاستقرار والامن، مقدرا التعاون الامني مع الكويت ودول الخليج، مبينا ان اكثر من 16 الف بريطاني في الخليج إلا ان الامن في الخليج لا يؤثر على البريطانيين فقط في الخليج بل على البريطانيين جميعا.
وقال كاميرون: «نسعى إلى تطوير النشاط التجاري المتبادل بيننا، ولكنه يتطلب توفير الامن والاستقرار، نحن نقدر التعاون الامني مع الكويت ودول الخليج، هناك نحو 160 ألف بريطاني يعيشون في الخليج، ولكن امن الخليج لا يهددهم ولكن يؤثر على المواطنين البريطانيين في المملكة المتحدة».
وشدد على ان استمرار فشل عملية السلام في الشرق الاوسط في تحقيق العدالة للفلسطينيين او أمن اسرائيل، وتهديد ايران المستمر بشأن الاسلحة النووية وتزايد تهديدات «القاعدة» في شبة الجزيرة العربية هي ليست مشاكل امنية للاقليم ولكن مشاكل امنية تهدد استقرار العالم اجمع.
وأوضح انه: «يجب علينا ان نفهم بوضوح عملية السلام في الشرق الاوسط وتطوراتها، وبشأن الرد على التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط اخيرا، هناك مخاطر حقيقية بان الحكومات ستتراجع إلى الاستنتاجات الخاطئة وتتوقف، ولكني في المقابل ارى العكس يجب علينا بدلا من ان نتراجع بان ندفع إلى الامام».
كما يجب علينا ان نرى ان نرد على الاتصالات الطارئة التي ينادي بها الجميع وهي ان تكون هناك دولتان منفصلتان تجلسان للتفاوض.
وتابع: كما السلطات الفلسطينية مطالبة ان تتحمل مسؤولياتها في نبذ العنف في الضفة الغربية، على اسرائيل في الجانب الاخر ان تلبي المطالب لخارطة الطريق.
اما عن الحلول فإن بريطانيا توافق على قرار مجلس الامن الاخير (الجمعة الماضية) بان تكون النتيجة دولتين اسرائيل وفلسطين، ووضع اطار عادل للاجئين.
وقال: انها ليست فقط مشكلة حقوق اراض وأناس انها اكبر واكثر تعقيدا من هذا، وانما ضابط للارهاب، وعذر للاستبداد وسببت جذورا عميقة لعدم الاستقرار، ان التسوية الدائمة ستكون افضل خطوة للطريق الجديد للشرق الاوسط.
وبين ان توحد الاهداف والرسائل عنصر مهم لوقف الارهاب الآتي من ايران، كما ان العالم والمجتمع الدولي كله اوضح ان القرارات المتتالية لمجلس الامن بان ايران يجب ان تلتزم مطالب المجتمع الدولي.
وأكد كاميرون ان بريطانيا مدت يد التعاون مع ايران ولكن الاجابة الايرانية كانت محبطة جدا ومقلقة نحن لن نقف موقف المتفرج.
وأكد ان «النووي الايراني» يغطي على المنطقة، نرفض التدخل الايراني في شؤون الدول المجاورة وجيرانها.
اما عن مواجهة تهديدات الارهابيين فقال كاميرون يجب علينا ان نستوعب طبيعة تهديدات انظمتنا الامنية، لا يمكننا ان نتجاهل التهديدات الدولية من قبل الارهاب مثلما سمعنا «القاعدة»، والتي نفذت عملياتها في اماكن متفرقة في المملكة العربية السعودية إلى الولايات المتحدة.
واضاف ان ذلك يظهر بانا جميعنا مهددون بالعمليات الارهابية، ودليل على كيفية تعاملنا نحن مع الاصدقاء والحلفاء وانه بامكاننا التغلب والمحافظة على ارواح البشر.
وقال كاميرون ان الاسلام دين عظيم ويدعو إلى السلام ويؤمن به اكثر من مليار شخص في العالم، ولكن انا اتحدث عن عقلية بعض المتطرفين المسلمين وهم اقلية.
وبين ان الايدلوجية هي التي تريد ان تدخل العالم في حرب بين المسلمين من جهة والعالم اجمع.
وقال ان ارتفاع التعاون الامني هو امر ضروري جدا لمواجهة هذه المخاطر.
وقال كاميرون يجب علينا (نحن في الغرب) ان نفهم المسلمين اكثر في مجتمعاتنا، المجتمع المسلم في مجتمعاتنا في خطر ويكاد يكون مفصولا عن المجتمع ومعزولا وهو السبب الذي يولد بعض الامور التي تنتهي بتبني الافكار الارهابية.
وقال: إن الشباب في الوطن العربي يحن إلى مستقبل أفضل لهم، يريدون الاحترام والانتباه من قبل السلطات لهم وأن يستمعوا اليهم، يريدون أنظمة ومجتمعات تستطيع أن تؤمن بهم وبقدراتهم.
وأكد ان أكبر وأعظم شيء شاهدناه في مصر وتونس في الأسابيع الأخيرة ليست الأيديولوجية أو التحركات الإرهابية بل التحركات البشرية المعبرة عن آرائهم لحريات شخصية وسياسية واقتصادية.
وأشار «قالت لي إحدى المراسلات البريطانيات أثناء تواجدها في ميدان التحرير ان الجماعات الإرهابية حاولت صعود الموجة ولكن التجمعات الشبابية منعتها وتصدت لها وطردتها من الميدان».
وقال إن في مصر الملايين من المصريين يعيشون في فقر وراتبهم اليومي هو دولاران فقط، مبينا ان جميع المشاركين في الأحداث الأخيرة يريدون حياة أفضل ومستقبلا وأن يكون لهم صوت مسموع.
وأوضح ان الصوت اليوم هو ملك جيل الشباب الجديد الذين يستخدمون الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعية.
وقال كاميرون ان العالم أجمع في حال صدمة من الأوضاع الأخيرة في ليبيا والتي انقلبت على شعبها، ان العنف ليس الطريقة المناسبة للرد على المطالبات الشعبية السلمية والمشروعة، واستخدام العنف والقوة ضد الشعوب أمر غير مقبول.
وقال: نحن ندين العنف في البحرين ونرحب بالانسحاب العسكري من الشوارع، وتكليف ولي العهد البحريني لبدء الحوار الوطني.
وبين انه إذا كان الشعب يرغب ويطالب بالوظائف وان يكون له صوت مسموع ورفض ذلك، يبقى أن هناك خطرا من أن حالة الاحباط وشيوع الشعور بالضعف والناتج من سوء الاتصال مع القائمين على إدارة الدولة، بامكان ذلك أن يفتح باب الانفصال عن المجتمع.
وبين ان ذلك سيولد نتائج من العنف والتطرف، وهذه هي مشكلة العالم العربي، ولكنها مشكلة العالم أجمع ايضا، وهذا يدفعني إلى التفكير في ان الاصلاحات السياسية والاقتصادية في العالم العربي ليست في صالحها فقط وإنما مفتاح ودواء شاف ضد المتطرفين والتهديدات الخارجية.
وشدد كاميرون على ضرورة دعم الاصلاحات الاقتصادية والسياسية بأن نفهم ان الديموقراطية هي عملية ممارسة وليست نتائج، مؤكدا ان العمل الديموقراطي يحتاج إلى الصبر وتبن من أسفل الجذور ويجب أن تضع اللبنات الأساسية قبل البناء.
وقال إن الاصلاحات الاقتصادية والسياسية ضرورية ومهمة ولكن يجب أن تتبع بالاحترام مع خصوصية كل الدول ولجهة تاريخها وثقافاتها وعاداتها وتقاليدها، نحن في الغرب ليس من شأننا أن نحاول التدخل في الشؤون الداخلية.
ان عملية التطور السياسية والاقتصادية تجري بخصوصيتها وبطرقها المتبعة حسب عاداتها.
وتابع: ولكن هذا ليس عذراً كما يود البعض أن يقول إن العرب والمسلمين لا يمكنهم أن يطبقوا الديموقراطية لانهم يعتبرون المستثنين منها.
ورأى ان ذلك تمييز يكاد ان يكون تطرفا، وهو خاطئ وغير حقيقي، ان عمان أنشأت هيئة لحقوق الإنسان للمرة الأولى العام الماضي، وكذلك قطر تعتبر من ضمن الدول العشرين الأقل فسادا في العالم، وفوق هذا لننظر اننا في مجلس الأمة ننتخب الرجال ويجلسون بجانب النساء، وأعضاء الحكومة يحاسبون، ان عمليات التغيير هذه ليست لها دخل أو انها ضمن الأجندة الأوروبية.
وزاد: إنما هي تحركات الشعب العربي الذين يريدون إنجاز شيء، إضافة إلى ان هناك حكومات تريد أن تفتح الحوار مع شعوبها لتتقدم.
وأكد ان أمن واستقرار المنطقة سيكون مفيدا في التنمية تجاه عالم مسالم ومفتوح، ويبقى تساؤل الدول الغربية: هل سيكون لها دور في المساعدة في هذه التغييرات السلمية وباستقرار.