حديث / مصطلحات الشباب

u0627u0628u062au0633u0627u0645 u0627u0644u0633u064au0627u0631
ابتسام السيار
تصغير
تكبير
| ابتسام السيار |

شباب اليوم سريع الحركة سريع الغضب خفيف الدم يرتدي «الجينز وتى شيرت»، ولا يرضى عنهما بديلا، لايحب القراءة ولا وقت لديه لسماع القرآن والخطب والشعر والاناشيد... لا يعرف من** هم حكام الكويت - رحمهم الله- واهم الاحداث التي حدثت في عهدهم ولا انجازاتهم... وجبته المفضلة «الهمبورجر والكولا»... لا وقت لديه للكلام فهو يستعمل كلمات بسيطة ويطلق عليها مصطلحات العصر مثل... «مو صج، اي شيء، حد أمه» يعنى فظيع... «محد نوم» لا ارغب في النوم، «كسحه... أو كسرتى فينى»، «فلها، هاي سيس وهاى برو» ترحيب للأشقاء باللغة الاجنبية، تلك المفردات المستخدمة كأنها جزء من اللهجة فتلك الامور مستفزة، ولا يمكن ان تقبل كجزء من اللهجة، فالعربي عربي سواء بلسان كويتي او مصري او بحريني او أي لهجه اخرى، وللأسف البعض من الجيل الجديد يستخدم ايضا بعض المفردات الاجنبية، ليستعرض بها ثقافته او يتفاخر بأن له اطلاع على اللغات الاخرى.

فشباب هذا الجيل لا يفكر في شيء بقدر ما يفكر فى نفسه، فرحم الله ايام زمان حينما كان يجتمع الشباب يستعمل اللغة العربية ويجيد الخطابة بها، ولكن هذه الايام نجد ان غالبية الشباب لا يستطيع ان يفرق بين دول المشرق ودول الغرب فهو يهتم باللغة الاجنبية اكثرمن اهتمامه بقصيدة شعرية، حتى ان بعض الشباب يستعمل مصطلحات فارغة المعنى كما ذكرت لكم، ففي عصر التطور وانتشار الفضائيات وانتشار الانترنت ودراسة الطلبة في الخارج او في المدارس الاجنبية دخلت علينا تراكيب لم نكن نعهدها من السابق نتيجة تأثر ابناء الوطن بمصطلحات اصبحت تستخدم بقوة في هذا العصر الذي يتطلب معرفة لهجات الاخرين.

فالشباب بالفطرة يتطلعون الى كل ما هو حديث ويبدأون بالتمرد على كل ما هو قديم، حتى في اللهجة التي يدخلون عليها العديد من الالفاظ الغريبة والحديثة في الوقت نفسه، سواء سمعوها من الافلام او المسلسلات او اجهزة معينة او مصطلحات من لغات غريبة او لهجات عربية، فالجيل الجديد يلتقط بسرعة كل ما هو مختلف وجديد، في كل نواحي الحياة، وتلك هي طبيعة البشر، فهم هذه الايام يلهثون وراء كل جديد، حتى ولو كان هذا الجديد هو مجرد مصطلحات يستعملها الشباب في ما بينهم، وهم بذلك يريدون تأكيد ذاتهم وان لكل منهم شخصيته المميزة، فهم يميلون الى استحداث اي شيء جديد.

وهنا يقع اللوم في المقام الاول على الاسرة فهي المسؤولة عن استعماله لمثل هذه الكلمات، التى لا معنى لها الا في عقلية الشباب، فغياب الرقابة وعدم توجيه وتقديم النصح والارشاد يؤدي في النهاية الى خلق مثل هذه النوعية من الشباب، فلننتبه يا أولياء الامور نحن احوج ما نكون اليه هو وقفه مع النفس والذات، لوقف التردي الراهن لكن بين الظلام تبقى شموع مضيئة وعلينا جميعا ان نتكاتف لكي تستطيع في النهاية، ان تخلق جيلا جديدا يحقق طموحات هذه الامة.

واخيرا يا رب ساعدني على ان ازرع الامل في القلوب وان اخمد الجروح وأضيء شمعة في بيت مظلم وان اقيس سعادتى بدرجة سعادتهم.



Sshaheen9@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي