من وحي الشارع / وجوه وصور لا تنسى

ثريا البقصمي


| ثريا البقصمي * |
للتاريخ وجه، وللزمن وجه، وللوجع وجه، وللفرح وجه... ولكل وجه ذكرى. ومن جعبة ذاكرتي، استخرج الوجوه وأدعها تحكي.**
وجه فتاة مصرية مغسول بشعاع شمس الحرية، تقدم وردة الى مجند عسكرى يقرفص على ظهر دبابة عسكرية.
وجه شاب مصرى بعيون سمراء يحمل بيده الانجيل وباليد الآخرى المصحف الكريم، ويردد وسط بحر من المتظاهرين: ايد وحدة شعب واحد. وجه عمر سليمان نائب الرئيس، وهو يقرأ قرار تنحى الرئيس مبارك، وجه جنائزى معجون بالتعاسة والهزيمة. ما ان أنهى كلمته المقتضبة، حتى أشرقت شمس الفرح فى وجه أكثر من ثمانين مليون مصرى وضعفهم فى الوطن العربى.
وجه العالم المصرى السيد زويل، وهو يتحدث بحب وسعادة عن ثورة الشباب. ثورة طوعت التكنولوجيا لأهدافها وفجرها عشاق الحرية والديموقراطية.
وجه «معفوس ومخفوس» لزعيم عربي وضع على قائمة انتظار جماعة «ارحل»، تم اخطاره بتحضير حقيبة سفره، لأن الشعب يريد الخلاص منه. استعبط مرددا: أنا!
مفجر الثورة ورجلها وحرمه الثورة. لن أدعهم يقومون بها من دونى. لهذا قررت أن أقود المظاهرات بنفسى. وأهتف مع الجماهير: الشعب يريد اسقاط الجيران!
صورة لن أنساها ماحييت، ستظل مطبوعة فى ذاكرة كل من يحلم بإشراق شمس الحرية. ما إن قفزت الجماهير إلى الشارع المصرى فرحا بانتصارها على النظام الدكتاتورى، حتى قفزنا بدورنا، فى غرفنا المغلقة، أمام أجهزة التلفاز فرحا، وعانقنا بعضنا بعضا مهنئيين ومسرورين. وبدورى اتصلت بالأصدقاء والأحباب فى الكويت وخارجها، مهنأة ومباركة.
كأن الثورة وقعت في حينها! هنا شعرت بواقعية صورة البيت العربى الكبير، يمتد فيه الفرح كقوس قزح ملون. وبدأت الامنيات بالثورة والتغيير تدغدغ نفوس الشعوب المطحونة. وبزغت جملة: هناك أمل مادامت هناك ارادة. وأكثر من شعب يريد اسقاط نظام نخره السوس.
* كاتبة وفنانة تشكيلية
g_gallery1@hotmail.com
للتاريخ وجه، وللزمن وجه، وللوجع وجه، وللفرح وجه... ولكل وجه ذكرى. ومن جعبة ذاكرتي، استخرج الوجوه وأدعها تحكي.**
وجه فتاة مصرية مغسول بشعاع شمس الحرية، تقدم وردة الى مجند عسكرى يقرفص على ظهر دبابة عسكرية.
وجه شاب مصرى بعيون سمراء يحمل بيده الانجيل وباليد الآخرى المصحف الكريم، ويردد وسط بحر من المتظاهرين: ايد وحدة شعب واحد. وجه عمر سليمان نائب الرئيس، وهو يقرأ قرار تنحى الرئيس مبارك، وجه جنائزى معجون بالتعاسة والهزيمة. ما ان أنهى كلمته المقتضبة، حتى أشرقت شمس الفرح فى وجه أكثر من ثمانين مليون مصرى وضعفهم فى الوطن العربى.
وجه العالم المصرى السيد زويل، وهو يتحدث بحب وسعادة عن ثورة الشباب. ثورة طوعت التكنولوجيا لأهدافها وفجرها عشاق الحرية والديموقراطية.
وجه «معفوس ومخفوس» لزعيم عربي وضع على قائمة انتظار جماعة «ارحل»، تم اخطاره بتحضير حقيبة سفره، لأن الشعب يريد الخلاص منه. استعبط مرددا: أنا!
مفجر الثورة ورجلها وحرمه الثورة. لن أدعهم يقومون بها من دونى. لهذا قررت أن أقود المظاهرات بنفسى. وأهتف مع الجماهير: الشعب يريد اسقاط الجيران!
صورة لن أنساها ماحييت، ستظل مطبوعة فى ذاكرة كل من يحلم بإشراق شمس الحرية. ما إن قفزت الجماهير إلى الشارع المصرى فرحا بانتصارها على النظام الدكتاتورى، حتى قفزنا بدورنا، فى غرفنا المغلقة، أمام أجهزة التلفاز فرحا، وعانقنا بعضنا بعضا مهنئيين ومسرورين. وبدورى اتصلت بالأصدقاء والأحباب فى الكويت وخارجها، مهنأة ومباركة.
كأن الثورة وقعت في حينها! هنا شعرت بواقعية صورة البيت العربى الكبير، يمتد فيه الفرح كقوس قزح ملون. وبدأت الامنيات بالثورة والتغيير تدغدغ نفوس الشعوب المطحونة. وبزغت جملة: هناك أمل مادامت هناك ارادة. وأكثر من شعب يريد اسقاط نظام نخره السوس.
* كاتبة وفنانة تشكيلية
g_gallery1@hotmail.com