أوراق ملونة / الأثر الفارسي في العمارة الإسلامية
الزخرفة الإسلامية في فارس
علي الجاسم
| بريشة وقلم علي الجاسم |
يذكر الاستاذ ابوصالح الالفي في كتابه التعليمي عن الفن الاسلامي، انه عندما انتقلت الخلافة إلى بني العباس 132هـ 750م، نقلوا مقر الحكم من الشام إلى العراق، وقد أدى ذلك إلى تغيرات** جوهرية في أساليب الفن، منها استعمال الآجر بدلا من الحجر والأكتاف بدلا من الأعمدة. وفضلت الزخارف الجصية على الحجرية، واستعمل التخطيط المستطيل. فازداد ظهور العنصر الفارسي في الشرق سياسيا وثقافيا وفنيا، وذلك بتشجيع كبراء الفرس المسلمين الذين أصبحت لهم مكانة ملحوظة في عهود الخلفاء العباسيين الأولين.
فيذكر ان تخطيط بغداد الدائري بمداخلها المنحنية وما اعقب ذلك من بناء قصور الخلفاء كقصر الجوسق الخاقاني في شكل ديوانه الكبير وافنيته المكشوفة، وبهوه الواسع المغطى بعقود نصف دائرية، هو امتداد للاثر الساساني الفارسي، الذي طال مجالات اخرى من المعمار فنجد الميل دائما للفسحات المفتوحة في صحن المسجد... وبناء المنارات غريبة الشكل ضخمة وعالية البنيان كمنارة الملوية في مسجد سامراء الكبير، بالاضافة الى غنى الزخرفة الاسلامية والخط العربي بمزج الألوان، واتقان الرسوم الهندسية والفروع النباتية اتقانًا يبدو فيه التوازن والتماثل، فالفارسيون كما قيل لهم مؤثراتهم الخاصة، حيث انهم يرون الأشياء بعيون غنائية، ونشاطهم الفني يبدو كأنه لحن داخلي مميز... فقدموا أعمالا فنية غاية في الدقة واللطف في تشكيلاتها وألوانها، تبهج العين، بمنتهى المهارة.
وسجل التاريخ اثر الفن الساساني الفارسي في الطرز المعمارية الاسلامية التي شهدتها بلاد فارس ومحيطها المجاور، فقد واكب تأثير الفن الفارسي اربع مراحل من الطرز المعمارية والفنية الاسلامية وهي:
-الطراز العباسي: من القرن الثاني الهجري إلى الخامس 8-11م.
- الطراز السلجوقي: من القرن الخامس الهجري إلى السابع 11-13م.
- الطراز الإيراني المغولي والطراز التيموري: من القرن السابع الهجري إلى التاسع 13-15م.
-الطراز الصفوي: من القرن العاشر الهجري إلى الثاني عشر 16-18م. فكانت تأثيره بينا واضحا خاصة في عمارة المساجد و المدارس الدينية الملحقة وعمارة الاضرحة والمراقد الاسلامية للأولياء أو للأمراء.
* كاتب وفنان تشكيلي
Ali_watercoulor@hotmail.com
يذكر الاستاذ ابوصالح الالفي في كتابه التعليمي عن الفن الاسلامي، انه عندما انتقلت الخلافة إلى بني العباس 132هـ 750م، نقلوا مقر الحكم من الشام إلى العراق، وقد أدى ذلك إلى تغيرات** جوهرية في أساليب الفن، منها استعمال الآجر بدلا من الحجر والأكتاف بدلا من الأعمدة. وفضلت الزخارف الجصية على الحجرية، واستعمل التخطيط المستطيل. فازداد ظهور العنصر الفارسي في الشرق سياسيا وثقافيا وفنيا، وذلك بتشجيع كبراء الفرس المسلمين الذين أصبحت لهم مكانة ملحوظة في عهود الخلفاء العباسيين الأولين.
فيذكر ان تخطيط بغداد الدائري بمداخلها المنحنية وما اعقب ذلك من بناء قصور الخلفاء كقصر الجوسق الخاقاني في شكل ديوانه الكبير وافنيته المكشوفة، وبهوه الواسع المغطى بعقود نصف دائرية، هو امتداد للاثر الساساني الفارسي، الذي طال مجالات اخرى من المعمار فنجد الميل دائما للفسحات المفتوحة في صحن المسجد... وبناء المنارات غريبة الشكل ضخمة وعالية البنيان كمنارة الملوية في مسجد سامراء الكبير، بالاضافة الى غنى الزخرفة الاسلامية والخط العربي بمزج الألوان، واتقان الرسوم الهندسية والفروع النباتية اتقانًا يبدو فيه التوازن والتماثل، فالفارسيون كما قيل لهم مؤثراتهم الخاصة، حيث انهم يرون الأشياء بعيون غنائية، ونشاطهم الفني يبدو كأنه لحن داخلي مميز... فقدموا أعمالا فنية غاية في الدقة واللطف في تشكيلاتها وألوانها، تبهج العين، بمنتهى المهارة.
وسجل التاريخ اثر الفن الساساني الفارسي في الطرز المعمارية الاسلامية التي شهدتها بلاد فارس ومحيطها المجاور، فقد واكب تأثير الفن الفارسي اربع مراحل من الطرز المعمارية والفنية الاسلامية وهي:
-الطراز العباسي: من القرن الثاني الهجري إلى الخامس 8-11م.
- الطراز السلجوقي: من القرن الخامس الهجري إلى السابع 11-13م.
- الطراز الإيراني المغولي والطراز التيموري: من القرن السابع الهجري إلى التاسع 13-15م.
-الطراز الصفوي: من القرن العاشر الهجري إلى الثاني عشر 16-18م. فكانت تأثيره بينا واضحا خاصة في عمارة المساجد و المدارس الدينية الملحقة وعمارة الاضرحة والمراقد الاسلامية للأولياء أو للأمراء.
* كاتب وفنان تشكيلي
Ali_watercoulor@hotmail.com
