في ندوة «الوطني» السنوية حول «مستقبل الطاقة الجديدة»

يرغين: النفط لن يؤثر على الانتعاش متى بقي دون 110 دولارات

تصغير
تكبير
| كتبت كارولين أسمر |

رأى مؤسسة كامبريدج الدولية لبحوث الطاقة دانيال يرغين أن أسعار النفط المرتفعة لن تؤثر على الانتعاش الاقتصادي متى بقيت دون مستوى الـ 110 دولارات للبرميل ولكنه حذر في الوقت نفسه من ان اي أزمة اقتصادية جديدة قد تترك تداعيات على الانتعاش الاقتصادي في الأسواق الناشئة الذي قاد مرحلة التعافي أخيراً. متوقعاً ان تبلغ نسبة النمو نحو 25 في المئة على النفط وما نسبته نحو 35 في المئة على الطاقة خلال السنوات العشر المقبلة، مشيراً إلى ان التطورات الاقتصادية في كل من الصين والولايات المتحدة الأميركية تعكس هذا الارتفاع في الطلب على النفط.ناصحاً الكويت، كمنتج للنفط، بضرورة التشديد على سرعة اتخاذ القرار المتعلق بتطوير البنى التحتية الخاصة بالصناعة وذلك تلبية للطلب العالمي المتنامي في الاسواق الناشئة في آسيا وأميركا اللاتينية والحفاظ على حصتها من حجم قطاع الطاقة العالمي والذي بلغ 63 تريليون دولار.

كلام يرغين جاء في الندوة السنوية العالمية لبنك الكويت الوطني أول من أمس والتي حملت عنوان «مستقبل الطاقة الجديدة»، وحضرها قيادات وفعاليات رسمية من قطاع النفط ولفيف من رجال الأعمال وكبار الضيوف والعملاء.

وكان الرئيس التنفيذي لمجموعة «الوطني» ابراهيم دبدوب بدأ الندوة بالقول انه مع تسارع الاحداث ووضوحها أكثر في الايام الاخيرة، فان حالة عدم اليقين قد أصبحت وجهاً عادياً لقطاع الاعمال العالمي. كما ان حالة الشك لا تؤثر فقط على أسعار النفط اليوم، وانما على قدرة المجتمعات على تخطيط وتطوير استراتيجية ناجحة للتطور والنمو على المدى الطويل. مضيفاً أنه لهذه الاسباب على قطاع الاعمال وصناع السياسات بحاجة الى ان تكون لديهم نظرة على المدى الطويل حول الطاقة. كما ان أي فهم للاسعار في يومنا هذا أو بعد فترة سنة من الآن يعتبر أمراً ضرورياً. الا أن ما هو الاكثر أهمية هو الفهم الاساسي والاستراتيجي لموقع صناعة النفط من الان، وما اذا كانت ستستمر في كونها محركاً للنمو في المنطقة.

وأشار دبدوب الى أن الطاقة تعد أمراً أساسياً في الكويت والمنطقة. كما أن دورها لا يقتصر فقط على الجزء الأكبر من الدخل ولكن أيضا على محركات التخطيط والتقدم وعلى كل ما يقرب من الجبهات الاقتصادية الأخرى. ويمكن أن نحقق اقتصاداً صحياً، وزيادة في فرص العمل للمواطنين ودوراً أكبر للقطاع الخاص فقط اذا ما قامت الحكومات في المنطقة بالتخطيط للتطوير على المدى الطويل والنمو.

من جهته أشار يرغين في المحاضرة الى أن النفط يلعب دوراً محركاً للاقتصاد العالمي وهي عامل مهم جداً للاقتصاد الكويتي أيضاًً، كما ان سعره مؤشر جيد لعدم التوازنات التي تحصل على الصعيد العالمي.

مضيفاً أن العام الحالي سيكون العام الاول الذي يشهد فيه الاقتصاد العالمي معدلات نمو ايجابية ما بعد الازمة.

واشار يرغين الى أن الاحداث الامنية والسياسية الحاصلة في مصر اليوم قد تؤثر على أسعار النفط العالمي بسبب الدور الرئيسي الذي تلعبه قناة السويس، اذ يتم نقل نحو ثلاثة ملايين برميل يومياً عبر هذه القناة.

ورأى يرغين أن تأثيرات شبكات التواصل الاجتماعي كالـ «الفيسبوك» و«غوغل» و«تويتر» هي القوى المؤثرة حالياً في القرن الـ 21، كما أن أي خطاب أو قرار يصدره الرئيس التنفيذي لـ «فيسبوك» على سبيل المثال، بات أشبه بقرار وزاري يصدر للعالم أجمع.

وأضاف يرغين أن الابتكارات في عالم النفط تستغرق الكثير من الوقت بخلاف التطورات التي تحصل في القطاعات التكنولوجية، وذلك بسبب دقة العمل في هذا القطاع وخوف الاشخاص من الوقوع في الخطأ العالي التكلفة بالاضافة الى التكاليف الباهظة التي تنفق في تطوير القطاع النفطي، منوهاً الى أن الابتكار الاهم في القرن الماضي، كان السيارات الكهربائية التي شهدت 100 عام من التطوير.

ورأى يرغين ان المفاجأة الكبرى التي شهدها القطاع النفطي العالمي في السنوات الاخيرة، كانت عام 2008 حين تم اكتشاف استخراج الغاز من الصخور الزيتية أو «shale rocks» في أميركا الشمالية، وهو ما يعد انجازاً مهماً في هذا القرن، سوف يرفع نسبة احتياطيات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي المسال ويحولها الى مصدر بدلاً من مستورد.

وشرح يرغين أن أهم شخصيتين في كتابه النفطي الشهير «الجائزة» هما العرض والطلب، مشيراً أنه من الصعب التكهن بكمية العرض عموماً، الا أن الاكثر صعوبة هو القدرة على توقع حجم الطلب لارتباطه بعدة عوامل متغيرة أبرزها النمو الاقتصادي والتغيرات السياسية والديموغرافية وتغير النمط الحياتي للشعوب وغيرها من الامور. مضيفاً أنه بين العامين 1980 و 2000 ارتفع الطلب على النفط بنسبة 25 في المئة، وكانت دول منظمة التعاون والتنمية تستهلك ثلثي الانتاج العالمي، أما اليوم فقد شهدنا ارتفاعاً في الطلب وانقسم الاستهلاك العالمي مناصفةً بين الاسواق الناشئة ودول منظمة التعاون والتنمية.كما أن عدد السكان الذين يكسبون ما بين 10 الى 20 الف دولار سنوياً بلغ 2 مليار شخص وهو ما أثر على تزايد الطلب على النفط.

وأضاف يرغين «عام 2000 كان عدد السيارات المباعة في الولايات المتحدة نحو 17 مليون سيارة بالمقارنة مع مليونين في الصين، في حين أنه في العام الماضي انخفض هذا الرقم في الولايات المتحدة الى 11 مليون سيارة، في ازدادت هذه النسبة حالياً بنسبة 10 مرات في الصين، وهو مؤشر على أن الطلب على النفط سيزداد في الفترة المقبلة، ما يضع مسؤولية كبيرة على صناع النفط عبر العالم.

وشرح يرغين أن للاسواق المالية اليوم دوراً كبيراً في أسعار النفط والغاز، وقد تحول مع الوقت الى أصل مالي وهو ما أثر في تذبذب أسعار البرميل بهذا الشكل في العقد الاخير.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي