أردوغان ينفي إغلاق المجال الجوي أمام الرحلات إلى شمال العراق






انقرة، عمان، فيينا - ا ف ب، يو بي آي، رويترز - نفى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، امس، معلومات نقلتها وسائل الاعلام مفادها بان تركيا اغلقت مجالها الجوي امام الرحلات المدنية المتوجهة الى كردستان العراق لمعاقبة الاكراد المتهمين بايواء متمردي «حزب العمال الكردستاني»، فيما ينتظر وصول رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ووزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، اليوم، الى انقرة التي استقبلت امس وزير الخارجية الايراني منوجهر متكي.
وافادت «وكالة الاناضول للانباء» ان اردوغان رد على سؤال الصحافيين، بالقول «لم يتخذ قرار» في هذا المجال.
الا ان تصريح وزير الخارجية علي باباجان في مؤتمر صحافي، بدا متوافقا مع الخبر الذي نشرته قناة «ان تي في» التركية، ومفاده بان انقرة «بدأت تأخذ اجراءات ضد شمال العراق». وقال: «فرضت قيوداً موقتة في الماضي حول الرحلات الجوية لاسباب تقنية وقد تتخذ اخرى في المستقبل».
ونقلت «ان تي في» عن مسؤولين، ان القرار الذي يستهدف فقط شمال العراق، يندرج في اطار عقوبات اتخذتها الحكومة، الاربعاء، ضد «حزب العمال» الانفصالي و«شركائه»، في اشارة الى الحركات الكردية التي تدير تلك المنطقة.
من ناحية أخرى، يقوم اردوغان الاسبوع المقبل بزيارة رسمية لايطاليا. واوضح مكتبه ان الزيارة ستتم من السادس الى الثامن من نوفمبر.
وسيتوجه اردوغان الى ايطاليا بعد محادثات حاسمة سيجريها مع الرئيس جورج بوش في البيت الابيض بتاريخ الخامس من نوفمبر.
واكد وزير الخارجية، امس، ان «كل الخيارات موضوعة على الطاولة» بما لخص كيفية التعامل مع قواعد «الكردستاني» في العراق، مشيرا الى ان «اللقاءات المقررة الجمعة والسبت مع رايس في انقرة ثم في اسطنبول حيث ستشارك في المؤتمر الدولي حول العراق، ستحدد تصرف انقرة مع المتمردين الاكراد».
وقال في مؤتمر صحافي محذرا «لم يعد لدينا وقت لنخسره (...) نريد التكلم في الاجراءات الملموسة».
في غضون ذلك، قال رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني امس الذي اعلن بدوره ان تركيا اغلقت المجال الجوي امام الرحلات الى اقليم كردستان، انه «سيبذل كل الجهود لمنع نقل الحرب الى اقليم كردستان» اذا اصرت كل من تركيا و«الكردستاني» عليها «لاننا لسنا طرفا فيها».
واضاف في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الدفاع البريطاني ديس براون، «مسؤوليتنا الاساسية حماية مواطني كردستان والمكاسب التي تحققت في الاقليم (...) لكننا نؤكد في الوقت نفسه على ثوابتنا الوطنية والقومية وهذا يعني اننا مستعدون لمساعدة تركيا وحزب العمال الكردستاني لانجاح العملية السلمية في ما بينهم».
وجدد رفضه وصف «حزب العمال» بالمنظمة الارهابية، وقال: «اؤكد موقفنا الثابت: اذا رفض حزب العمال مبادرة سلمية من تركيا عندها سنصفه بالمنظمة الارهابية».
وفي فيينا، افادت الشرطة ان نحو 500 كردي تظاهروا مساء اول من امس، امام مقر الحكومة في وسط العاصمة النمسوية احتجاجا على «تدخل عسكري لتركيا في العراق»، بناء على دعوة 14 جمعية كردية في النمسا. وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها «تركيا، دبابات كثيرة، عقل قليل».
وقبيل التظاهرة، سلم وفد من المتظاهرين عريضة الى الخارجية النمسوية التي مقرها في المبنى نفسه حيث مقر الحكومة، مطالبين بوقف «اي عنف بحق الاكراد» وبـ «حل سلمي».
وفي عمان، حذر زعيم «جبهة الحوار الوطني» العراقي صالح المطلك، امس، من تفاقم الأزمة. وقال: «اذا استمر الوضع على ما هو عليه فان التوقعات ان تتطور الأزمة الراهنة نحو الأسوأ»، متوقعاً أيضاُ «ظهور أزمات أخرى». وأعرب عن اعتقاده أن الأزمة الجديدة التي يعاني منها العراق مع تركيا «ناجمة في الأساس عن ضعف العراق وتمزقه وتشرذمه... وما دام العراق ضعيفاً وممزقاً، فان الوضع لن يهدأ سواء في داخل العراق أو في جواره».
وانتقد المطلك تعاطي الحكومة العراقية مع الأزمة، وقال: «تمنينا ان تقوم حكومة المالكي باصلاحات حقيقة تبتعد فيها عن المحاصصة والطائفية والاثنية وتأتي بحكومة كفاءات تتحلى بالنزاهة والمصداقية لوقف الفساد المالي والشحن الطائفي»، لكنها «لم تقدم» شيئاً.