لفتة سخية من أب حنون

| سارة خالد الوزان |

في البداية أحب أن أشكر صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه على هذه المكرمة التي جعلت كل شخص يتمنى لو كان كويتيا ويعيش تحت ظل حكمه ويتمتع بسخاء **عطائه أدامه الله لنا وللكويت، شاهدنا كيف تحولت أنظار العالم للكويت مذهولة من أمر المكرمة الأميرية، ولكن يبقى موضوع اسقاط القروض فهل يكتفي من ينادي باسقاطها أم سيرجع مرة أخرى للمطالبة باسقاطها، إنه موضوع معقد فهناك من يعلل أن القروض قد كسرت ظهور أصحابها وأن من حق المواطن بعد أن يتمتع بالقرض ألا يدفع ثمن هذه المتعة، أنا أرى هذا الموضوع من منظور آخر تماما، لتقريب وجهة نظري إلى أذهانكم دعونا نتخيل صاد من الناس هو رب أسرة يعمل بوظيفة جيدة تؤمن اللقمة الحلال له ولأسرته، وفي الصيف تقف زوجته لتذكره أن السفر في الصيف هو عادة كل الكويتيين وعليهم اتباع هذا «التقليد أو العرف» فيضطر صاد أن يستدين مبلغا لهذه الرحلة الميمونة وأفضل خيار متاح هو البنك، بعدها في منتصف العام تقرر زوجته أن تلد في أفضل مستشفى خاص في البلد رغبة بتكوين واجهة اجتماعية مخملية، فيضطر صاد المسكين إلى أن يجدد قرضه للمرة الثانية، وفي الوقت ذاته صاد باله مشغول بأمر قصره اقصد منزله الذي يبنيه في المنطقة الفلانية وكيف أن المصروفات الجانبية تعمل على تأخير اكتمال القصر أقصد المنزل مرة أخرى، أصبح صاد مثقلا ً بديون قليلها ضروري وأكثرها تلميع للواجهة المخملية التي يسعيان هو وزوجته بتلميعها، إن ما اقصده من هذا المثال أن على كل شخص أن يعيش على حسب إمكاناته مع العمل على تطويرها ليحصل على المستوى المعيشي الذي يتمناه، يجب أن يأخذ خطوات ثابتة تساعده على بلوغ القمة دون السقوط في منتصف الطريق، فلا ضير من الحلم والطموح العالي دون المبالغة في هذا الطموح، أنا ضد اسقاط القروض لأن كل شخص يجب عليه أن يتحمل نتيجة قراراته ولا دخل لأحد في التزاماته المادية ولكني مع النظر في فوائدها وكيف أن بعض البنوك تبالغ في مسألة الفوائد فقد وصلت الفوائد لحد المبالغة وكأن البنك يتعمد ربط هذا الشخص به حتى يضمن هو بقاءه، فلا لاسقاط القروض ونعم لاسقاط فوائدها.



جامعة الكويت كلية الهندسة والبترول هندسة كهربائية