من وحي الشارع / المنحة وأحلام «مامدو»

u062bu0631u064au0627 u0627u0644u0628u0642u0635u0645u064a
ثريا البقصمي
تصغير
تكبير
| ثريا البقصمي |

منذ صدور خبر منحة الألف دينار، والناس تخيط جيوبا كبيرة تحشيها بالأحلام، حتى الأطفال وضعوا خططهم الاستراتيجية لإنفاق المنحة في مجال التكنولوجيا الترفيهية.**

وبعض المواطنات تطيرن من عين الحسود الحارة والملتهبة التي يخفن أن تصيبنا، وأشعلوا الحرمل وقرأوا المعوذات، ونفخوا على جيران الشمال والجنوب لينطفئ حسدهم. ولست أدري بعد كل هذه السنوات لما ذكرتني المنحة بالمواطن السنغالي «مامدو»، حارس سكن السفير الكويتي في دكار، والتي كنت أقطنها في تلك السنوات، ففي مطلع ثمانينات القرن الماضي حصل موظفو السفارة على منحة مالية لم تتجاوز الـ 150 دينارا كويتيا، الكل طار من الفرح، لكن طيران «مامدو» كان قويا ً لدرجة الاختفاء، وبعد غياب زاد على الأسبوع ظهر وهو يلمع يرفل في جلبابه الرائع، يسير بخيلاء سعيدا ًمنفوخ الصدر كديك حقيقي غادر للتو قن الدجاج.

عاتبته لتركه السكن من دون حراسه لغيابه المفاجئ، وجاء تفسيره مطابقا ًلتركيبته الذكورية، فهو لفرط سعادته بالمنحة أراد أن يحولها إلى أمر ملموس ومحسوس يتذكره مدى الحياة، ولهذا قدم المنحة مهرا ً لفتاة شابة لم تبلغ الثامنة عشرة من عمرها، لتسعده وتعيد له شبابه، وكذلك تسعد زوجاته الثلاث. حلم «مامدو» السنغالي غير قابل للتصدير، وإذا كان هناك تخوف من أن يرفع التجار الأسعار، فلا بد أن تتخوف الزوجات الغافلات من شراء زوجات جدد. «مامدو» الحالم بالتجديد، لو حصل في تلك الأيام على منحة الألف دينار، لطلـّق الثلاث واستبدلهن بأربعة موديلات جديدة تدعه ينسى اسمه واسم أمه التي ولدته.



* كاتبة وفنانة تشكيلية

g_gallery1@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي