في اليوم الرابع من فعاليات مهرجان معهد الفنون المسرحية

منال الجارالله قدمت عرضاً جميلاً وسلساً لقصة حب إسبانية بين عاشقين في عمر الشيخوخة

تصغير
تكبير
 |كتب علاء محمود و منى كريم|

استمرت فعاليات مهرجان المعهد العالي للفنون المسرحية الذي يقدم عروضاً بجهود طلبة السنة الرابعة في مادة النظريات والتطبيقات الاخراجية. وفي اليوم الرابع لعروض المعهد، أخرج عبدالله الحشاش نص «استعد» للتركي عزيز نيسين الذي يتناول بشكل بسيط كيف يتغلب الحب على الحرب من خلال يوسف الحشاش وعبدالرحمن السلمان اللذين قاما بدوري الجنرال وخادمه.

وعلى الرغم من جمال النص، الا أن المخرج منذ بداية المسرحية حتى نهايتها لم يعمل على خدمة فكرة النص من خلال الأداء والديكور والربط بين المشاهد المختلفة، وبدلاً من ذلك ألقى بالمسرحية بأكملها على ممثل متمرس مثل يوسف الحشاش لينقذ الموقف وهو ما نجح الحشاش بفعله الى حد كبير. الحشاش في دور الجنرال الأعمى تحرك كثيراً وكان مقنعاً في أدائه، الا أن ما عابه كونه استخدم بعض اللزمات من اللهجة العراقية المقحمة في النص بهدف الكوميديا وهي معضلة لا نعلم متى سيتجاوزها المسرح الكويتي ويعي سطحيتها.

كما قام الحشاش بالغناء والرقص بطريقة مقحمة أيضاً، فيبدو أن المخرج لم يعرف تقديم أية حلول أخرى سوى هذه الأدوات البدائية التي لم تخدم النص ولم تتسق معه، الا أن الممثل الرئيسي أدى دوره ورقص بمرونة وغنى باقتدار حتى وان لم يكن لهذه المشاهد محل من الاعراب. أما الممثل عبدالرحمن السلمان في علاقته مع حبيبته التي أخذت دورها منال الجارالله، فلم يعرفا كيف يظهران للجمهور كيف يتغلب الحب على الحرب التي ترمز اليها شخصية الجنرال في الجهة الأخرى. وفي حديث مع مخرج العمل، رأى عبدالله الحشاش انه قد حقق رؤيته الاخراجية كما تصورها، وعن سبب اختياره لهذا النص تحديداً، قال الحشاش ان النص جذبه وشعر بأنه يمتلك القدرة على ايصال فكرة معينة من خلاله.

أما العرض الثاني «المقعد» لمخرجته منال الجارالله فكان بلاشك مفاجأة العروض حتى الآن، فعلى الرغم من أن الجارالله تخوض تجربتها الاخراجية الأولى وكانت لديها تجربة متأرجحة في التمثيل المسرحي، الا أنها قدمت عرضاً جميلاً وسلساً لقصة حب اسبانية حيث يلتقي عاشقان في عمر الشيخوخة. الأداء التمثيلي في هذا العمل كان متوازناً وجذاباً خاصة من الجانب النسائي حيث أبدعت سماء العجمي بروحها الخفيفة وتشاركت معها أريج العطار بطرافتها وتحركاتها.

أما التمثيل الرجالي فتقاسمه عبدالعزيز النصار مع عبدالله البلوشي ليعطيا الجانب الكوميدي من العرض والذي على الرغم من ارتكازه على «افيهات كويتية» الا أنه لم يؤذ العرض بشكل كبير لأن الممثلين هضموا فكرة النص بشكل جيد وعملوا على ايصالها. أما الممثلة سماء العجمي طالبة السنة الثانية في قسم التمثيل والاخراج، فاعتبرت «المقعد» تجربتها الأولى التي تقف فيها على الخشبة بدور بمثل هذه المساحة. كما أكدت بأنها لم تشعر بالرهبة عندما وقفت أمام الجمهور، الا أن الخوف انتابها في كون العمل امتحانا دراسيا بالنسبة لمخرجة العمل وزميلتها منال الجارالله التي كانت قد طلبت منها

المشاركة.

ان عرض «المقعد» عمل لابد أن يحتفي المسرح الكويتي ببطلتيه، فاذا نجحت منال الجارالله من خلاله، لربما عليها أن تفكر بخوض الاخراج في مهرجان الشباب المقبل دون أن تنسى زميلتها سماء العجمي التي قدمت نفسها بشكل واثق ومرح ومقنع يبشر بولادة ممثلة جديدة للمسرح النوعي، فأجمل ما تميزت به الجارالله والعجمي أنهما لم تقعا في فخ المبالغة والكلاسيكية والسخرية كما يحصل مع الكثيرين غيرهما ممن يعتقدون بأن اضحاك الجمهور هو الطريقة الوحيدة للنجاح.



الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي