تتسارع الأحداث في الساحة العربية ضمن سياق منطقي وموضوعي، فقد دعت جهة ما يوم الأمس الاثنين 17 يناير في سلطنة عُمان إلى تجمع حاشد في اليوم نفسه الساعة الرابعة عصراً أمام وزارة الإسكان في مسقط، تليها مسيرة حاشدة باسم المسيرة الخضراء من أجل المطالبة برفع الرواتب المتدنية وزيادة الحد الأدنى للأجر في القطاعين العام والخاص، وزيادة معاشات التقاعد والضمان الاجتماعي وتوفير فرص أكثر من الوظائف للخريجين والباحثين عن العمل وزيادة صلاحيات مجلس الشورى وغيرها العديد من المطالب.
وفي مصر اعتصم عدد من طلبة جامعة عين شمس الخميس 13 يناير احتجاجاً على تعرض خمسة من زملائهم للاعتداء من قبل حرس الجامعة وذلك بعدما منعوا من تقديم امتحاناتهم، وسبب المنع هو إرهاب نشطاء الحركة الطلابية المصرية وكتم أصوات الاحتجاج التي يطلقها الشباب ضد السياسات السلطوية وليست هذه هي المرة الأولى، فقد تم الاعتداء على مئات من الطلبة المصريين ومنع العشرات من أداء امتحاناتهم، كما تستمر الاضرابات والاعتصامات الاحتجاجية في مختلف المدن والقرى المصرية.
وفي لبنان دعا الحزب الشيوعي اللبناني أبناء الشعب اللبناني إلى مسيرة جماهيرية حاشدة يوم الأحد 30 يناير، من أجل الخبز وضد التدخلات الأميركية، في الشأن اللبناني، والجدير بالذكر أن الساحة اللبنانية مؤهلة للاشتعال.
وعلى صعيد التطورات التونسية، دعا حزب العمال الشيوعي على لسان ناطقه الذي أطلق سراحه أخيراً، دعا الشعب التونسي وقواه الوطنية إلى رص الصفوف لاستكمال أهداف الثورة والتي لا تعكس نتائجها حتى الآن سوى منتصف الطريق وإلى استبعاد الحزب الحاكم وطبقته الفاسدة وحذر من سرقة انتصار الشعب التونسي والالتفاف على مطامحه المشروعة، ودعا إلى تشكيل هيئة تنفيذية تتولى تنظيم انتخابات حرة لمجلس تأسيسي يضع أسس الجمهورية الديموقراطية الحقة التي ينعم فيها الشعب بالحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الوطنية، وقال انه من العاجل أن تشكل القوى الديموقراطية ميدانياً هيئات وطنية موحدة للتغيير الديموقراطي ويكون من مهامها حماية مكاسب الشعب التونسي المنتفض والتفاوض مع السلطة من أجل تسليم الحكم للشعب بطريقة سلمية، وطالب القوى الديموقراطية بتنظيم صفوفها للتصدي لأعمال التخريب والنهب التي ترتكبها قوات أمنية ملثمة.
وفي اليمن خرجت مظاهرات ترفع شعارات ضد الحكام العرب وتحذرهم من مصير يشبه مصير زين العابدين بن علي الذي فر هارباً أمام انتفاضة شعبه.
هذا التسارع في الأحداث العربية، يدل على أن الشعوب بدأت بالاستيقاظ من سباتها بينما مازال الكثير من الحكام يعيش بعقلية الاقطاع والاستبداد والتفرد بالحكم ولا نعرف ماذا تخبئ الأيام لنا.
وليد الرجيب
osbohatw@gmail.com