لغة الأشياء / مسارات إجبارية!


| باسمة العنزي |
«في ناس تكبر... تكون حاجة
وناس تصغر... عشان حاجة
وناس منظر... ومش حاجة!».*
***
الملاحظ في الآونة الأخيرة على المستوى الثقافي المحلي والعربي، تفشي ظاهرة تبادل المصالح المادية عبر المنابر الثقافية بطريقة فجة و مكشوفة.
فجأة تجد أحد المسؤولين عن جائزة ثقافية مشهورة أو ملتقى أدبي سنوي، كاتب زاوية في إحدى الصفحات الثقافية!
كما تجد أحد القائمين على برامج تلفزيونية كاتبا والمسؤول عن تحرير مطبوعة ثقافية هزيلة، كاتبا نصف موهوب في مكان آخر، في مقابل أن يستفيد صاحب المنبر الثقافي من هؤلاء الأشخاص!
الغريب هو كثرة التقاطعات المبنية على المصالح المادية والتلميع، من دون النظر لمضمون ما يقدم للمتلقي «الخاسر الأوحد».
سياسة «شيلني وأشيلك» القبيحة الممتدة في أروقتنا الحكومية والكثير من المؤسسات والشركات، قذفت بشباكها على الكثير من المثقفين الذين أصبحت بوابة الثقافة بالنسبة لهم وسيلة سريعة للتبادل النفعي مع الآخرين، من دون النظر لاعتبارات مهنية مهمة وحساسة.
أحد المثقفين من أصحاب المنابر يكتب في ما لا يقل عن ست مطبوعات محلية و خليجية وسيكتب ما لا يقل عن ستة أشخاص من العاملين في هذه المطبوعات المختلفة! الأغرب صمت أصحاب القرار عن ما يحدث بطريقة تدل إما على ضعفهم في إدارة مؤسساتهم أو تواطئهم، في ما يحدث لأهداف تعود عليهم بالنفع بشكل أو بآخر.
وجود هذه الظاهرة يجعلنا نألف تكرار نفس الأسماء والوجوه في الإعلام الثقافي، فنظرة واحدة لعدة مطبوعات صادرة عن وزارة الإعلام لدينا والخروج بالعناصر المشتركة، وربط ذلك بسياسة التنفيع الدارجة حاليا، يجعلنا ندرك حجم الفجوة بين ما يكرر على مسامعنا من شعارات فقاعات الصابون وما نخبره على أرض الواقع.
أما القارئ فلا عزاء له، يبقى خارج حسابات التلميع والبروز، مفروض عليه اجترار خيباته المتتالية بدءا من الساسة وانتهاء بمن يفترض بهم الصدق!
***
في افتتاح مهرجان القرين صرح وزير الاعلام بخبر قديم/ جديد وهو مراكز الشباب الثقافية ودار الأوبرا، في كل سنة تدغدغ المشاعر بمشاريع خارقة خارجة من رحم الأمنيات من دون أن نلمس على أرض الواقع وضع حجر الأساس لأي منها!
أين ومتى ستقام هذه المشاريع؟! وهل سيحظى مهرجان القرين الثامن عشر بمسرح أفضل من مسرح الدسمة الأثري؟!
***
أخبرتني صديقتي أنها ذهبت بصحبة عائلتها لمعرض الكتب المقام على هامش مهرجان القرين في مجمع 360، وأنها لاحظت غياب التنظيم عن عملية عرض الكتب، فلم تعرف إن كانت الكتب للبيع أم لا وما هي الأسعار؟! كما أن المنظمين من العاملين لم يكونوا مبادرين في تقديم خدماتهم وتسويق منتجهم للزائرين والمتسوقين.
***
وجود فرقة «مسار إجباري» الشبابية المصرية في مهرجان القرين أضفى شيئا من الحيوية، الفرقة ذات الاسم الساخر والذي جاء اعتراضا منهم على القيود التي يفرضها المجتمع لمحاولة تنميط أسلوب الحياة، كما جاء في نشرة التعريف بهم، قدموا عرضا جميلا مستندا على ارث محمود درويش والكثير من التجارب الموسيقية الحديثة، الغريب غياب شريحة كبيرة من الجمهور وبالذات المصري عن هذا العرض المميز! تحية كبيرة لمشاركتهم ولتقديمهم فنا جميلا ليس بغريب على مبدعي الإسكندرية.
* من أغنية لفرقة «مسار إجباري» كلمات الشاعرة المصرية إيمان البكري.
«في ناس تكبر... تكون حاجة
وناس تصغر... عشان حاجة
وناس منظر... ومش حاجة!».*
***
الملاحظ في الآونة الأخيرة على المستوى الثقافي المحلي والعربي، تفشي ظاهرة تبادل المصالح المادية عبر المنابر الثقافية بطريقة فجة و مكشوفة.
فجأة تجد أحد المسؤولين عن جائزة ثقافية مشهورة أو ملتقى أدبي سنوي، كاتب زاوية في إحدى الصفحات الثقافية!
كما تجد أحد القائمين على برامج تلفزيونية كاتبا والمسؤول عن تحرير مطبوعة ثقافية هزيلة، كاتبا نصف موهوب في مكان آخر، في مقابل أن يستفيد صاحب المنبر الثقافي من هؤلاء الأشخاص!
الغريب هو كثرة التقاطعات المبنية على المصالح المادية والتلميع، من دون النظر لمضمون ما يقدم للمتلقي «الخاسر الأوحد».
سياسة «شيلني وأشيلك» القبيحة الممتدة في أروقتنا الحكومية والكثير من المؤسسات والشركات، قذفت بشباكها على الكثير من المثقفين الذين أصبحت بوابة الثقافة بالنسبة لهم وسيلة سريعة للتبادل النفعي مع الآخرين، من دون النظر لاعتبارات مهنية مهمة وحساسة.
أحد المثقفين من أصحاب المنابر يكتب في ما لا يقل عن ست مطبوعات محلية و خليجية وسيكتب ما لا يقل عن ستة أشخاص من العاملين في هذه المطبوعات المختلفة! الأغرب صمت أصحاب القرار عن ما يحدث بطريقة تدل إما على ضعفهم في إدارة مؤسساتهم أو تواطئهم، في ما يحدث لأهداف تعود عليهم بالنفع بشكل أو بآخر.
وجود هذه الظاهرة يجعلنا نألف تكرار نفس الأسماء والوجوه في الإعلام الثقافي، فنظرة واحدة لعدة مطبوعات صادرة عن وزارة الإعلام لدينا والخروج بالعناصر المشتركة، وربط ذلك بسياسة التنفيع الدارجة حاليا، يجعلنا ندرك حجم الفجوة بين ما يكرر على مسامعنا من شعارات فقاعات الصابون وما نخبره على أرض الواقع.
أما القارئ فلا عزاء له، يبقى خارج حسابات التلميع والبروز، مفروض عليه اجترار خيباته المتتالية بدءا من الساسة وانتهاء بمن يفترض بهم الصدق!
***
في افتتاح مهرجان القرين صرح وزير الاعلام بخبر قديم/ جديد وهو مراكز الشباب الثقافية ودار الأوبرا، في كل سنة تدغدغ المشاعر بمشاريع خارقة خارجة من رحم الأمنيات من دون أن نلمس على أرض الواقع وضع حجر الأساس لأي منها!
أين ومتى ستقام هذه المشاريع؟! وهل سيحظى مهرجان القرين الثامن عشر بمسرح أفضل من مسرح الدسمة الأثري؟!
***
أخبرتني صديقتي أنها ذهبت بصحبة عائلتها لمعرض الكتب المقام على هامش مهرجان القرين في مجمع 360، وأنها لاحظت غياب التنظيم عن عملية عرض الكتب، فلم تعرف إن كانت الكتب للبيع أم لا وما هي الأسعار؟! كما أن المنظمين من العاملين لم يكونوا مبادرين في تقديم خدماتهم وتسويق منتجهم للزائرين والمتسوقين.
***
وجود فرقة «مسار إجباري» الشبابية المصرية في مهرجان القرين أضفى شيئا من الحيوية، الفرقة ذات الاسم الساخر والذي جاء اعتراضا منهم على القيود التي يفرضها المجتمع لمحاولة تنميط أسلوب الحياة، كما جاء في نشرة التعريف بهم، قدموا عرضا جميلا مستندا على ارث محمود درويش والكثير من التجارب الموسيقية الحديثة، الغريب غياب شريحة كبيرة من الجمهور وبالذات المصري عن هذا العرض المميز! تحية كبيرة لمشاركتهم ولتقديمهم فنا جميلا ليس بغريب على مبدعي الإسكندرية.
* من أغنية لفرقة «مسار إجباري» كلمات الشاعرة المصرية إيمان البكري.