طلبة علم أو «كشخة»؟

عبدالرزاق ابراهيم الفيلكاوي





للوهلة الأولى فور دخولك أي حرم جامعي أو صرح تعليمي تصيبك حالة من الحيرة والدهشة لمنظر طلبة العلم في الكويت، حيث لا تدري هل دخلت مكاناً بالخطأ أم انك في المكان الصحيح.** فسبحان الله على الاختلاف الكبير في تنوع اللبس بين الطلبة، فمن الممكن أن ترى اختلاف أجواء الطلبة واختلاف اهتماماتهم والاختلاف الأكبر في جديتهم في الحضور لتلقي العلم. فترى قسماً بالشورتات كأنه «رايح البحر»، وترى البعض بملابس الرياضة وكأنه جاء ليلعب كرة القدم وتزداد هذه الظاهرة بعد المباريات المهمة فكل طالب يلبس قميص فريقه اذا فاز. وفي المقابل ترى اناساً وكأنهم في مجمع تجاري أو أي مكان آخر غير الجامعة والكلية من حيث التكلف الزائد باللبس، خصوصا من الطالبات، فالمكياج يصرخ واللبس يشتكي من الضيق والحجابات كل يوم نرى شكلاً جديداً وموضة جديدة وحتى العبي لم تسلم فاللماع والمخصر والمزركش طغت على العباءة الساترة فأصبحت تكاد تكون منقرضة ما عدا كلية الشريعة. أما الفئة الثالثة فهي من تستحق بجدارة أن يطلق عليها طلبة علم فترى الشاب بالزي الرسمي أو بزي مقبول خالٍ من التكلف ونفس الشيء بالنسبة للطالبات سواء كن بعباءة أو من دونها. للأسف أصبحت الجامعة مكاناً لعرض الأزياء، خصوصا في الممرات المزدحمة أو الاستراحات الطلابية، فأصبح شغل الطلبة الشاغل أن يظهروا بأفضل مظهر أمام زملائهم متناسين سبب وجودهم الأساسي ألا وهو حضور المحاضرات والخروج بشهادة علمية، والأدهى والأمر من ذلك هو اهتمام الطلاب والطالبات الشديد بالركض خلف الموضة ودفع الكثير مقابل اللحقاء بها حتى لو كان على حساب أن تدفع الاعانة كاملة ويمكن زيادة على حقيبة أو ساعة أو حتى قميص متناسين أنها تُعطى لهم لتعينهم على مصاريف الدراسة من طباعة وتصوير وبحوث وأدوات وغيرها لتتعالى الأصوات نهاية كل شهر أن الاعانة لا تكفي وأنها تأخرت عن الوقت المعتاد وذلك لأنهم نسوا أن الجامعة لا تصرف عليهم بل تصرف على تعليمهم!!
و تم بحمد الله اصدار قانون يعتبر من أفضل القوانين في هذا الخصوص ألا وهو قانون اللباس للجميع، بحيث يتم وضع ضوابط للباس واعطاء الطلبة الحرية المطلقة باختيار بشرط ألا تخالف ضوابط القانون الموضوعة بعناية لتراعي جميع الآراء والتوجهات والأفكار لدى الطلبة لاختيار لباسهم فهم ليسوا أطفالاً لتفرض عليهم وصاية المدرسة وإلزامهم بلباس موحد، لكن تم منحهم الثقة في اختيارهم لأزيائهم لأنهم هم من ستقوم عليهم البلد وبهم ستتحقق التنمية فاذا كان الطالب في أعلى صرح أكاديمي في البلد لا يبالي بالمكان ولا بقيمته فأي تنمية ستقوم على هذا الطالب؟ لكن وللأسف ما زال هذا القانون حبراً على ورق ولم يتم تطبيقه فعليا رغم كون التعميم وصل للجميع، لكن السؤال هل سيطبق؟ واذا طبق فهل سيحترمه الطالب؟ واذا جاء طالب أو طالبة الى الكلية ومنع من الدخول بحجة أن اللبس غير مناسب فهل سيرضى الطالب؟ هذه أسئلة تحتاج أجوبة صريحة واذا تمت الاجابة عنها فسيطبق القانون وسيرضى به الطلبة وسيطبقونه من تلقاء انفسهم بشرط أن يطبق على الجميع وعلى الطالبات قبل الطلاب.
عبدالرزاق ابراهيم الفيلكاوي
جامعة الكويت - كلية الهندسة والبترول
و تم بحمد الله اصدار قانون يعتبر من أفضل القوانين في هذا الخصوص ألا وهو قانون اللباس للجميع، بحيث يتم وضع ضوابط للباس واعطاء الطلبة الحرية المطلقة باختيار بشرط ألا تخالف ضوابط القانون الموضوعة بعناية لتراعي جميع الآراء والتوجهات والأفكار لدى الطلبة لاختيار لباسهم فهم ليسوا أطفالاً لتفرض عليهم وصاية المدرسة وإلزامهم بلباس موحد، لكن تم منحهم الثقة في اختيارهم لأزيائهم لأنهم هم من ستقوم عليهم البلد وبهم ستتحقق التنمية فاذا كان الطالب في أعلى صرح أكاديمي في البلد لا يبالي بالمكان ولا بقيمته فأي تنمية ستقوم على هذا الطالب؟ لكن وللأسف ما زال هذا القانون حبراً على ورق ولم يتم تطبيقه فعليا رغم كون التعميم وصل للجميع، لكن السؤال هل سيطبق؟ واذا طبق فهل سيحترمه الطالب؟ واذا جاء طالب أو طالبة الى الكلية ومنع من الدخول بحجة أن اللبس غير مناسب فهل سيرضى الطالب؟ هذه أسئلة تحتاج أجوبة صريحة واذا تمت الاجابة عنها فسيطبق القانون وسيرضى به الطلبة وسيطبقونه من تلقاء انفسهم بشرط أن يطبق على الجميع وعلى الطالبات قبل الطلاب.
عبدالرزاق ابراهيم الفيلكاوي
جامعة الكويت - كلية الهندسة والبترول