الندم لا يكون الا على شيء قد حدث وانتهى أمره وحتما ان ندمنا بسبب الخسارة التي منينا بها وجعلتنا نتحسف ونتأفف ونلوم أنفسنا أو نلوم من تسبب بتلك الخسارة.
هناك أشياء نندم على إقدامنا عليها أكثر ونحس أننا ظلمنا أنفسنا وقد يكون ندمنا بسبب بقائنا في وظيفتنا الحالية أو على شراء سيارة معينة أو دخولنا بمشروع تجاري خاسر أو أي أمر من أمور الحياة اليومية وحتما ان كثيرا من النساء والرجال نادمون حاليا على الزواج من شركاء حياتهم.
وهناك من يندم على أشياء حدثت قبل سنوات طويلة قد تصل الى عشرين سنة أو أكثر أو أقل وهناك من يندم على أشياء جديدة وفي كلتا الحالتين فإن الكلمة الشعبية التي سيستخدمها في الندم هي «يا حسافة».
فعندما لا يعجبنا تكرر تصرفات غير مقبولة من شخص ما فإنك تجد من يردد على مسامعه «يا حسافة يا تمايمك» ويقصد بها تلك الخراف التي ذبحت كعقيقة لهذا الشخص بعد ولادته وفرحة والده وعائلته به ولكنه لم يكن كما يتوقعونه.
كل حالات الندم السابقة وغيرها من الحالات يمكننا تجاوزها بعد فترة من الزمن ولكن هناك حالة واحدة فقط لا يمكن أن نغفرها لأنفسنا ونتمنى أن يأتي اليوم الذي نصحح به أخطاءنا السابقة ونرتاح من حالة الندم التي تملكتنا طوال سنوات مضت.
حالة الندم تلك سببها شعورنا بالخطأ بمنحنا أصواتنا الانتخابية لمن لا يستحقها والتي أوصلت البعض الى كرسي مجلس الأمة ولم يكن كفؤا له وأصبح العديد من الناخبين يرددون على مسامع النواب أو بينهم ندمهم على ترشيح نائبهم بقولهم «يا حسافة الصوت فيك» وأتمنى من النواب أن يعرفوا ما الحسافة التي سيرددونها حين يحاسبهم الناخبون؟
النائب الوحيد الذي لن يتأثر حين يسمع تلك الكلمة هو النائب الذي يعرف أن نجاحه كان بسبب شرائه أصوات الناخبين وبهذه الحالة لا نقول لمن باع ضميره الا يا «حسافة تمايمك».
بمناسبة العام الجديد أتقدم بالتهنئة للجميع كما أود أن أقول لكل شخص ساءه ما كتبت في المقالات السابقة في العام 2010 أن الوعد في 2011 ودواؤكم عندي.
أدام الله من ندم على مواقفه ضد الشعب الكويتي ولا دام من أصرّ عليها.
سعد المعطش
saad.almotish@hotmail.com