No Script

عبدالعزيز صباح الفضلي / رسالتي / أفراح الكويت وأحزان الجويهل

تصغير
تكبير
أحياناً تقع أحداث قد نفرح في بدايتها لأنها ربما ترضي شيئاً ما في نفوسنا، ولكن إذا راحت السكرة وجاءت الفكرة وتأملنا في عواقبها ونتائجها، ربما تمنينا عدم حدوثها.

عندما وقعت أحداث الحادي عشر من سبتمبر فرح الكثير من المسلمين لها لأنهم رأوا فيها كسراً لهيبة أميركا، وتحطيماً لعنجهيتها، ولكن ما تبع تلك الأحداث من احتلال لبعض البلاد العربية والإسلامية، وتضييق على المسلمين في العالم، خصوصا في أميركا، وإغلاق لكثير من المؤسسات الدعوية والخيرية، وتجميد أرصدتها، ناهيك عن الصورة السيئة التي ارتسمت في أذهان الغرب عن العرب والمسلمين كإرهابيين ومتطرفين، جعلت الكثير ممن فرحوا بهجمات 11 سبتمبر يتمنى لو أن تلك الأحداث لم تقع، لأن المصلحة التي كانوا يتوقعون تحققها جلبت مفسدة أكبر منها.

فرح الكثير من العرب والمسلمين عندما تم الإعلان عن فوز قطر بشرف تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022، وتغلبها على دول منافسة لا يستهان بها كأميركا واليابان، ولكنها فرحة ما تمت خاصة عندما علمنا أنه سيسمح للإسرائيليين بدخول هذه الدولة الخليجية والتجول في أراضيها والالتقاء بشعبها وهي صورة بلا شك من صور التطبيع، بل والسماح للسكارى وشاربي الخمر بتعاطي الخمور في الأماكن العامة فيها.

ومن الأمور التي فرحنا في بدايتها ولا نزال هي فوز الكويت ببطولة كأس الخليج للمرة العاشرة، بعد غياب 12 عاما، ولكن ما أفسد تلك الفرحة هي تلك المظاهر الخارجة عن الآداب العامة والتي جعلت البعض يتمنى لو لم تفز الكويت بالبطولة ليرتاح من رؤية تلك المناظر، فشباب يتراقصون كالنساء، وفتيات يتراقصن مع الشباب، ونساء يشاركن في مسيرات بسيارتهن إلى أنصاف الليل بحجة التعبير عن الفرحة مما يعرضهن للتحرش من الشباب، وهم بذلك يخالفون أوامر الله ويقعون في حرماته، والعجب أنك تسمعهم يرددون الحمد لله على الفوز، ولكن هل شكر الله على نعمته تكون بالتعدي على حدوده؟

عندما تعرض الجويهل للضرب المبرح من قبل بعض الحاضرين لندوة "إلا الدستور" في ديوان النائب الفاضل أحمد السعدون، شعرت فئات ليست بالقليلة بالسعادة عند سماعها للخبر خصوصا من تضرروا من تصريحاته، ولكن بلا شك أن شدة الضرب الذي تعرض له، لا تتناسب بأي حال من الأحوال مع التصرف الذي قام به، قد يقول البعض أن هذا أقل ما يستحقه، ولكني أدعو الاخوة إلى التأمل في هدي الرسول عليه الصلاة والسلام في التعامل مع أشد الناس عداوة له، وأكثرهم إيذاء لمقامه وهو أبي ابن سلول والذي وصلت وقاحته إلى طعن الرسول عليه الصلاة والسلام في عرضه، ومع ذلك لم يذكر في السيرة أن النبي عليه الصلاة والسلام أمر أحدا أن يعتدي عليه أو يقوم بإيذائه. ولأننا إن سمحنا بمثل هذه الاعتداءات إنما نحول المجتمع إلى غابة، يسعى كل واحد لأخذ حقه بيده وتسقط ساعتها هيبة القانون وتعم الفوضى أرجاء البلاد.

الحكومة وحصانة المسلم

بعد تغيب الحكومة عن جلسة مجلس الأمة يوم الاثنين الماضي ومعها بعض النواب الذين تسيرهم بالريموت كنترول حسب هواها، ما أدى إلى رفع الحصانة عن النائب فيصل المسلم تلقائياً فإنها تكون قد استسلمت لعواطفها وجعلتها تتغلب على عقلها وتكون ممن ضحك في البداية، إلا أنني على يقين بأنها ستبكي كثيرا في النهاية وستدفع ثمن ذلك باهظاً، لأنها بذلك تكون قد قطعت شعرة معاوية التي كانت بينها وبين خصومها، والذين بدأوا في إعداد العدة لاستخدام أقسى ردود الأفعال تجاهها.





عبدالعزيز صباح الفضلي

كاتب كويتي

Alfadli-a@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي