د. وائل الحساوي / نسمات / كفاكم تسييسا للتعليم

تصغير
تكبير



لا تربطني بالاستاذة نورية الصبيح معرفة شخصية، وان كنت أحترم تاريخها  التربوي الطويل، لكنني فوجئت كما فوجئ الكثير من العاملين في الحقل التربوي بالبيان الموقع من رابطة أعضاء هيئة التدريس في التطبيقي وجمعية أعضاء هيئة التدريس بالجامعة وجمعية المعلمين ورابطة الباحثين الذي أعلنوا فيه عدم امكانية التعاون مع الوزيرة ثم ما لحقه من تصريحات صحافية حول جاهزية استجوابها وفشلها في مهمتها، والسبب في تعجبي هو ان غالبية أعضاء هيئة التدريس في الجامعة والتطبيقي والتربية لا تتبنى هذا التوجه ولم تطلب من ممثليها التحدث باسمها حول موضوع سياسي لا دخل له بالتعليم، وقد كان الاولى بتلك الروابط ان تستشير من تمثلهم لا أن تزج بالجسم التربوي في صراعات سياسية لا شأن له بها، لا سيما وان الوزيرة لم تقض أكثر من ثلاثة أشهر في الوزارة، وانها قد ابلغت قيادات الجامعة والهيئة باستقلاليتهم في اتخاذ القرارات المناسبة لمؤسساتهم دون تدخل منها.

بل الادهى من كل ذلك هو اننا في التعليم العام والعالي - ونحن أخبر الناس به - قد مر علينا وزراء ومديرون في غاية السوء وقد دمروا التعليم العالي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى دون ان يتصدى لهم أحد، وكسروا جميع القرارات والقوانين وعينوا المقربين، والكل صامت، فلماذا لم تتحرك تلك الروابط أو تحتج؟! وما هي قرارات نورية الصبيح التي أثارت الدنيا عليها؟!

أنا لا أقول إن الأمور قد تحسنت في التعليم بل ما زلنا نعاني نفس المشاكل، ولكن لا ينبغي تسييس التعليم أكثر مما هو مسيّس اليوم، وزيادة الشقاق في الجسم التعليمي، وهو ما لمسناه من صدور عدة بيانات تشجب ذلك البيان وتدافع عن الوزيرة، ويجب ألا يكون الاستعداد للانتخابات المقبلة للروابط فرصة للتصعيد غير المبرر.


الكل يحب السديس

اتصلت الجمعية الخيرية ببعض أعضائها لحضور اللقاء المحفوف بالشيخ عبدالرحمن السديس - حفظه الله - امام الحرم المكي الشريف، ولكن فوجئ القائمون على الجمعية بمئات المحبين للشيخ الذين هجموا على الجمعية لكي يسعدوا بلقاء الشيخ والسلام عليه، وحاول القائمون على الجمعية أخذ الشيخ في جولة تفقدية للجمعية لكنهم فشلوا بسبب احاطة المحبين فيه حتى كادوا يخنقونه.

لا شك ان  الشيخ السديس قد جعل الله تعالى له القبول بين الملايين من المسلمين لا سيما وهو أفضل امام في أقدس بقعة على وجه الارض، ومن منا لم يستمتع بالصلاة خلفه في الحرم الشريف أو الاستماع لدعائه العذب في رمضان؟!

لكن العبرة الأهم من كل ذلك هي أن الشعوب المسلمة مهما عملت فيها معاول الهدم والتدمير إلا أنها ما زالت متمسكة بدينها محبة لعلمائها وشيوخها، ولا يمكن ان نجد على وجه الأرض من المشاهير  من يعظمهم الناس ويحبونهم ويحترمونهم مثلما تجد في علماء المسلمين ومشايخهم. بارك الله في شيخنا السديس ووفقه واخوانه الى كل خير.


د. وائل الحساوي

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي