2370 وثيقة بينها إرسال طهران السلاح والعناصر بسيارات الهلال الأحمر خلال حرب يوليو

ارتدادات «هزة ويكيليكس» تصيب لبنان... «المهتزّ»

تصغير
تكبير
| بيروت، واشنطن - «الراي» |
حضرتْ «ارتدادات» الهزّة «العالمية» التي أحدثها موقع «ويكيليكس» بنشره برقيات سرية بين الإدارة الأميركية وسفاراتها في العديد من عواصم العالم، في بيروت التي طاولتها «شظايا» هذه «القنبلة» التي «فجّرت» معلومات في غاية الحساسية حول قضايا إقليمية ودولية مختلفة في مقدّمها الملف النووي الإيراني.
ومن بين «ربع المليون» وثيقة التي نشرها الموقع، الأحد، كان للبنان حصّة قاربت الـ 2370، هي عبارة عن برقيات من السفارة الاميركية في عوكر حول الوضع في لبنان، وتركّز اهتمام بيروت على ما يتصل منها بمرحلتيْ «حرب يوليو» 2006 بين اسرائيل و«حزب الله» والانتخابات النيابية في يونيو 2009.
واذا كان نشر الوثائق عن مواقف العديد من الدول من ملفات «ساخنة» او سلوكها حيال قضايا معيّنة، يمكن ان تكون له تداعيات على صعيد إرباك علاقات هذه البلدان مع دول أخرى، فان الشقّ المتعلّق منها بلبنان من شأنه ان «يصب الزيت على نار» الوضع الداخلي الذي يشهد صراعاً لا يزال «على البارد» بين فريقيْ 14 و8 مارس اللذين يخوضان منذ العام 2005 مواجهة مفتوحة تحت عناوين مختلفة أبرزها سلاح «حزب الله» وآخرها المحكمة الدولية في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري.
واستوقف المراقبين ما ورد في احدى البرقيات الديبلوماسية الاميركية، من ان ايران استخدمت سيارات الاسعاف التابعة للهلال الاحمر الايراني لارسال الاسلحة وعناصر من الحرس الثوري الايراني الى «حزب الله» خلال حرب يوليو 2006.
وتعود هذه البرقية الى 2008 ومصدرها دبي، وهي تستند الى مصدر ايراني، قال للديبلوماسي الاميركي كاتب البرقية، ان الهلال الاحمر الايراني كان يُستخدم كغطاء لعناصر الحرس الثوري للتسلل الى لبنان خلال النزاع.
وجاء في البرقية كما نُشرت «ان سيارات الهلال الاحمر التي كانت تنقل المعدات الطبية كانت تنقل ايضا السلاح».
واضاف المصدر ان عناصر من الهلال الاحمر الايراني شاهدوا في ايران «صواريخ تُحمّل في طائرات متوجهة الى لبنان الى جانب المعدات الطبية». وتابع ان الطائرة «كانت نصف مليئة قبل وصول المعدات الطبية» لنقلها الى الطائرة نفسها.
وأردف المصدر ان الاشراف على مستشفى للهلال الاحمر الايراني في لبنان نقل الى «حزب الله» بناء على طلب من الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله.
وذكرت «فرانس برس» انها حاولت الاتصال بمسؤول في «حزب الله» للتعليق على هذه المعلومات، الا انه رفض التحدث.
واشارت الوثائق، التي وصلت الى صحيفة «نيويورك تايمز»، الى انه بعد اسبوع من وعد قطعه الرئيس السوري بشار الاسد للرجل الثاني في الخارجية الاميركية وليام بيرنز، في فبراير 2010، بان «سورية لن ترسل اسلحة جديدة الى حزب الله، اشتكت الولايات المتحدة من ان لديها معلومات بان سورية تزود المجموعة باسلحة متطورة».
كما توقفت الدوائر المراقبة عند وثيقة مؤرخة في 30 يوليو 2009، وصادرة من السفارة الأميركية في تل أبيب، حول اللقاء بين مساعد وزيرة الخارجية للشؤون السياسية والعسكرية أندرو شابيرو ومسؤولين في الحكومة الإسرائيلية في 22 و23 يوليو للتشديد على أهمية العلاقات العسكرية بين أميركا وإسرائيل.
وأفادت الوثيقة بأن المسؤولين الإسرائيليين أعربوا عن تحفظاتهم عن نقل أسلحة أميركية إلى لبنان، وطالبوا بإجراء محادثات أخرى حول الاستراتيجية الأميركية ونيات واشنطن بما يخص القوات المسلحة اللبنانية ومواصلة نقل الأسلحة الاميركية لها، مطالبين بالحصول على فرصة لإجراء المزيد من المحادثات حول نيات واشنطن بما يخص القوات المسلحة.
وذكرت ان شابيرو أشار إلى أن «نتائج الانتخابات (النيابية) اللبنانية مثلت نقطة تحول ورفض لحزب الله وراعيه الإيراني (فازت فيها قوى 14 مارس)»، مشدداً على أن «الحاجة لبناء المؤسسات اللبنانية، ضمنها الجيش، أصبحت الآن أكثر أهمية من أي وقت سبق».
وأشار المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلية بنحاس بوخريس، إلى أن «الانتخابات في لبنان كانت ايجابية»، لكنه اعتبر أن تأثير «حزب الله لا يزال قوياً». ولفت إلى أنه لا توجد في طائرات «سيسنا» ولا في الطائرات نوع «رايفان» التي قدّمتها الولايات المتحدة للبنان، إجراءات ملاحية ملائمة، ما يخلق إمكانية لحصول حادث على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية.
واستبعد المسؤولون الإسرائيليون، حسب الوثيقة أن تهاجم القوات المسلحة اللبنانية، إسرائيل، لكن، بسبب العلاقات بين «حزب الله» والقوات اللبنانية، فإن القوات الإسرائيلية ستتواجه في النهاية مع القوات اللبنانية في أي نزاع مع الحزب.
وأعرب محللون في مركز الأبحاث الإسرائيلي عن اعتقادهم بوجود تغيير دراماتيكي في السياسة رغم الفوز المهم لتحالف 14 مارس في الانتخابات. واعتبروا أن الوضع السياسي الهش مستقر حالياً، ولكن «حزب الله» لا يزال يملك فيتو غير رسمي. وأشاروا إلى أن النظرة البعيدة الأمد ستختبر عبر المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ورغبة الحزب بالانتقام لاغتيال عماد مغنية. واعتبروا أن القوات المسلحة اللبنانية تواجه ضغطاً كبيراً بعد انفجار مخزن تابع لـ»حزب الله» قرب الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية.
وسأل شابيرو عما إذا كانت نتائج الانتخابات تعود في جزء منها إلى رد فعل المسيحيين ضد «حزب الله». ورد المحللون في المركز بأن النتيجة تعود إلى عوامل عديدة، ضمنها تأثير الأموال السعودية وعدم استقرار معسكر المعارضة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي