إنسانيات / فن الوجود

تصغير
تكبير
| ميساء سعيد الشريف * |

تبقى الحياة المثالية غاية كل انسان منا، فكلنا نسعى للحياة المليئة بالحيوية والسعادة والانجازات، الحياة المليئة بالفرص والتطلعات، لتتحق انسانيتنا في أرقى صورها ونؤدي أدوارنا على أكمل وجه، نسعى ونحتاج للشعور بالأمن والاستمتاع بالخدمة الصحية الجيدة والتعليم الصحيح، الذي يؤهل للوظيفة المناسبة والأموال المناسبة لتسهيل مصاعب الحياة، وكذلك الحقوق الآدمية الأخرى كالتعبير عن الرأي والحرية والفكرية والعقائدية، وحرية التنقل والاختيار وتكوين أسرة وعالم خاص لنا، نحن نسعى ونتطلع ونتمنى ونعمل للوصول الى هذه الحقوق الانسانية والدوافع والغايات البشرية.

وقد يكون من الواقعية والمنطقية المطلقة أن نؤمن ونعرف أن هذه المقومات الأساسية للحياة الصحيحة ليست دائما متوافرة على مستوى الأفراد أو حتى على مستوى الجماعات، وكذلك أن هذه الأساسيات قد تعتبر كماليات عند بعض الدول أو عند بعض الجماعات، تعمدا أو ضعفا أو قلة حيلة لمسايرة التنمية البشرية، الا أننا وبالرغم من ذلك نرى كثيراً من الشخصيات المميزة التي انطلقت في هذه البيئات «غير الصحية تنمويا»، حيث استطاعت هذه الشخصيات أن تظهر رغم كل «الوقائع المريرة»، و«الحواجز الحقيقية» و«العقبات الانسانية»، وقد نرى بعض الجماعات أو الجنسيات التي عانت من هذه المشاكل الا أنها تميزت وأبدعت ووصلت الى مراكز عالية في مجتمعاتهم أو حتى في المجتمعات التي نزحوا اليها، هذا هو النجاح بعينه وهذا ما أسماه الأكاديمي البريطاني - الايراني الأصل «عاصف بيات» - المتخصص في علم الاجتماع والعلوم الانسانية والتنموية بـ «فن الوجود»: الذي يدفع الانسان للتحايل على ظروفه الخاصة لصل الى ما يريد أو أن يتعامل مع ما يجده متوافرا ويتأقلم مع ما لديه متطلعا للأفضل متحايلا على الطبيعة ليصل الى ما يريد، يتعامل مع المشكلة أن لها حلا، يتعامل مع الألم على أنه شيء يمكن تغييره وتجميله، لدرك أن تكلفة الوصول هي الوقت أحيانا ليس إلا. مع الاصرار والاستمتاع والتقبل والتطلع والعمل تتحسن الأحوال وترقى العقول البشرية...!





* دراسات عليا

Maysaa_alsharif@live.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي