قرى مصرية
«كرداسة»... قرية العباءات الخليجية والسجاد اليدوي والأنتيكات النحاسية

العباءات والجلاليب الخليجية من القطن المصري الخالص في كرداسة


|القاهرة - من أحمد عبدالعظيم|
على بعد 10 كيلو مترات فقط من أهرامات الجيزة الأثرية... تقع قرية «كرداسة» -وتتبع محافظة 6 أكتوبر - والتي يصل عدد سكانها لأكثر من 120 ألف نسمة، ولكنها ليست كأي قرية مصرية... فالرقعة الزراعية بها تكاد تكون معدومة، بعدما لجأ أهلها الى العمل في مجال السياحة وتحديدا في التصنيع اليدوي للعباءات والجلاليب ذات الطراز الخليجي من القطن المصري الخالص، والتي تلقى رواجا كبيرا من قبل السياح العرب والأجانب على السواء لتتحول هذة القرية الى مزار سياحي مهم.
ذهبت الى القرية فلم أشعر انني في الريف المصري؛ فمحلات الملابس والبازارات في كل مكان، والأجانب يتنقلون بينها - وكانهم في وسط القاهرة - وهناك التقيت مع «سعيد جمال» أحد أصحاب مصانع العباءات والذي أشار الى ان بداية ظهور الصناعة كان في سبعينات القرن الماضي، وقد ساعد على ذلك قرب القرية من منطقة الأهرامات والتي كان يعمل بها أجدادنا ولاحظوا ولع السياح باقتناء العباءات والجلاليب خاصة المنقوشة برسومات فرعونية، فوضعوا حجر الأساس لهذه الصناعة في القرية، حتى وصل عدد المحلات والمصانع التي تعمل في هذا المجال الى حوالى 300 محل ومصنع بعد ان ورث الأبناء والأحفاد مهنة آبائهم وأجدادهم.
أما «أحمد زكريا» -من أهالي القرية- قال: شهرة القرية الحقيقية جاءت في أواخر السبعينات عندما حدث الانفتاح الاقتصادي، وبدأ الأجانب والسياح يحضرون الى مصر بشكل كبير، وكانت «كرداسة» لها موقع مهم على خريطة السياحة للباحثين عن المشغولات اليدوية التي يتم تصنيعها بمهارة فائقة، حتى ان السيدة «جيهان السادات» قرينة الرئيس الراحل انور السادات كانت تصطحب زوجات الرؤساء والوزراء وغيرهم للتجول في القرية وشراء العباءات اليدوية منها.
وأوضح ان أكثر الذين يقبلون على شراء مثل هذه العباءات هم «الكويتيون واللبنانيون والليبيون والأميركان والروس»، والذين قد يحضرون لشرائها من القرية أو تصل اليهم من خلال عمل بعض التجار في عملية التصدير للخارج علاوة على المعارض التي تتم اقامتها بهذه الدول.
أما «عبدالعزيز محجوب»، فأكد على ان أكثر من 80 ألفا من الأهالي يعملون في مجال تصنيع العباءات، ولا تعرف القرية معنى البطالة فحتى الحاصلون على شهادات جامعية يعملون في «العباءات» والذين استطاعوا الاضافة للمهنة، فمثلا أصبحت ورش التصنيع تعتمد على الكمبيوتر لتصميم أشكال جديدة من العباءات، وكذلك مراسلة التجار في الخارج عبر شبكة الانترنت بغرض التصدير.
وقال: الأهالي توسعوا في المشغولات اليدوية لتشمل السجاد والطّرح علاوة على «الانتيكات» النحاسية التي تعكس التراث الفرعوني، ونظرا لان العمل في هذا المجال مربح فقد جذبت القرية العديد من شباب المحافظات والقرى الأخرى للعمل بها.
ولفت «محمد طاهر» الى ان المشكلة تكمن في العثور على عامل ماهر لان العمل اليدوي - هو سر تميز القرية - ولا نستعين بأي ماكينة، ولذلك فأجر العامل يصل الى 100 جنيه يوميا، والمصنع الواحد يعمل به ما يقرب من 30 شخصا، منهم من يعمل في تقطيع الأقمشة وآخرون في التطريز والنقش وهكذا، والمصنع ينتج حوالى 10 عباءات فقط في اليوم الواحد لان العمل اليدوي مجهد ويحتاج لدقة عالية.
وطالب بضرورة وجود مدرسة خاصة بالقرية لتخريج عمال في مجال المشغولات اليدوية، لان هذه المهنة متوارثة والعاملون فيها في تناقص مستمر، وأيضا انشاء سوق متكاملة المرافق لضم المحال في مكان واحد مع توفير الخدمات الأخرى التي تضمن للسائح التواجد لأكبر فترة ممكنة بالقرية مثل المطاعم والكافيهات وغيرها.
وكشف ان أكثر أوقات العام رواجا هي الفترة من شهر يونيو وحتى أكتوبر حيث تزيد أعداد السياح الخليجيين والعرب والأجانب أيضا.
وأثناء تنقلي بين المحلات التقيت مع « عائشة» وهي ليبية الجنسية والتي أكدت على انها تزور مصر بشكل سنوي، وتحرص في كل مرة على زيارة «كرداسة» لشراء العباءات والهدايا التذكارية الأخرى، بالرغم من ان هناك العديد من المعارض التي تقام في ليبيا وتضم منتجات من «كرداسة» ولكن ليس جميع المنتجات، وأشارت الى ان الأسعار مغرية لشراء اكبر كمية من العباءات فسعر الواحدة يتراوح بين 600 و2000 جنيه مصري فقط.
على بعد 10 كيلو مترات فقط من أهرامات الجيزة الأثرية... تقع قرية «كرداسة» -وتتبع محافظة 6 أكتوبر - والتي يصل عدد سكانها لأكثر من 120 ألف نسمة، ولكنها ليست كأي قرية مصرية... فالرقعة الزراعية بها تكاد تكون معدومة، بعدما لجأ أهلها الى العمل في مجال السياحة وتحديدا في التصنيع اليدوي للعباءات والجلاليب ذات الطراز الخليجي من القطن المصري الخالص، والتي تلقى رواجا كبيرا من قبل السياح العرب والأجانب على السواء لتتحول هذة القرية الى مزار سياحي مهم.
ذهبت الى القرية فلم أشعر انني في الريف المصري؛ فمحلات الملابس والبازارات في كل مكان، والأجانب يتنقلون بينها - وكانهم في وسط القاهرة - وهناك التقيت مع «سعيد جمال» أحد أصحاب مصانع العباءات والذي أشار الى ان بداية ظهور الصناعة كان في سبعينات القرن الماضي، وقد ساعد على ذلك قرب القرية من منطقة الأهرامات والتي كان يعمل بها أجدادنا ولاحظوا ولع السياح باقتناء العباءات والجلاليب خاصة المنقوشة برسومات فرعونية، فوضعوا حجر الأساس لهذه الصناعة في القرية، حتى وصل عدد المحلات والمصانع التي تعمل في هذا المجال الى حوالى 300 محل ومصنع بعد ان ورث الأبناء والأحفاد مهنة آبائهم وأجدادهم.
أما «أحمد زكريا» -من أهالي القرية- قال: شهرة القرية الحقيقية جاءت في أواخر السبعينات عندما حدث الانفتاح الاقتصادي، وبدأ الأجانب والسياح يحضرون الى مصر بشكل كبير، وكانت «كرداسة» لها موقع مهم على خريطة السياحة للباحثين عن المشغولات اليدوية التي يتم تصنيعها بمهارة فائقة، حتى ان السيدة «جيهان السادات» قرينة الرئيس الراحل انور السادات كانت تصطحب زوجات الرؤساء والوزراء وغيرهم للتجول في القرية وشراء العباءات اليدوية منها.
وأوضح ان أكثر الذين يقبلون على شراء مثل هذه العباءات هم «الكويتيون واللبنانيون والليبيون والأميركان والروس»، والذين قد يحضرون لشرائها من القرية أو تصل اليهم من خلال عمل بعض التجار في عملية التصدير للخارج علاوة على المعارض التي تتم اقامتها بهذه الدول.
أما «عبدالعزيز محجوب»، فأكد على ان أكثر من 80 ألفا من الأهالي يعملون في مجال تصنيع العباءات، ولا تعرف القرية معنى البطالة فحتى الحاصلون على شهادات جامعية يعملون في «العباءات» والذين استطاعوا الاضافة للمهنة، فمثلا أصبحت ورش التصنيع تعتمد على الكمبيوتر لتصميم أشكال جديدة من العباءات، وكذلك مراسلة التجار في الخارج عبر شبكة الانترنت بغرض التصدير.
وقال: الأهالي توسعوا في المشغولات اليدوية لتشمل السجاد والطّرح علاوة على «الانتيكات» النحاسية التي تعكس التراث الفرعوني، ونظرا لان العمل في هذا المجال مربح فقد جذبت القرية العديد من شباب المحافظات والقرى الأخرى للعمل بها.
ولفت «محمد طاهر» الى ان المشكلة تكمن في العثور على عامل ماهر لان العمل اليدوي - هو سر تميز القرية - ولا نستعين بأي ماكينة، ولذلك فأجر العامل يصل الى 100 جنيه يوميا، والمصنع الواحد يعمل به ما يقرب من 30 شخصا، منهم من يعمل في تقطيع الأقمشة وآخرون في التطريز والنقش وهكذا، والمصنع ينتج حوالى 10 عباءات فقط في اليوم الواحد لان العمل اليدوي مجهد ويحتاج لدقة عالية.
وطالب بضرورة وجود مدرسة خاصة بالقرية لتخريج عمال في مجال المشغولات اليدوية، لان هذه المهنة متوارثة والعاملون فيها في تناقص مستمر، وأيضا انشاء سوق متكاملة المرافق لضم المحال في مكان واحد مع توفير الخدمات الأخرى التي تضمن للسائح التواجد لأكبر فترة ممكنة بالقرية مثل المطاعم والكافيهات وغيرها.
وكشف ان أكثر أوقات العام رواجا هي الفترة من شهر يونيو وحتى أكتوبر حيث تزيد أعداد السياح الخليجيين والعرب والأجانب أيضا.
وأثناء تنقلي بين المحلات التقيت مع « عائشة» وهي ليبية الجنسية والتي أكدت على انها تزور مصر بشكل سنوي، وتحرص في كل مرة على زيارة «كرداسة» لشراء العباءات والهدايا التذكارية الأخرى، بالرغم من ان هناك العديد من المعارض التي تقام في ليبيا وتضم منتجات من «كرداسة» ولكن ليس جميع المنتجات، وأشارت الى ان الأسعار مغرية لشراء اكبر كمية من العباءات فسعر الواحدة يتراوح بين 600 و2000 جنيه مصري فقط.