لا أعرف تفاصيل أزمة الرياضة، ولست مهتماً بها، فلقد أصبحت هذه الأزمة حلقة من حلقات أزمات تكاد تلامس مختلف جوانب حياتنا. ولا أظن أننا عاجزون عن معالجة المشكلة أو الأزمة ما دمنا نهدف المعالجة من أجل الوطن. عامة لا غرابة في وجود المشكلات فهي طبيعية وتشمل مساحة واسعة من حياة الناس، فقد تكون مشكلات تعليمية وصحية وادارية وسكنية وعمالة وتوظيف وبيئة وغيرها. لكن المهم السعي الدائم لمعالجتها وألا نكون أسرى لها ونهملها ونصاب بالضياع كلما فكرنا فيها. لذلك فإن أزمة الرياضة لن تكون الأولى أو الأخيرة في سلسلة الأزمات لكن مشكلتها أننا لانتراجع في الحلول، وإنما نتجنب الحلول ونسعى للنزاعات.
ومع ذلك دعنا نخوض مع الخائضين في هذه الأزمة التي ظلت من دون علاج حتى أصبحت كرة ثلج يتلقفها بعض أعضاء المجلس النيابي طالبين الاستجواب والمساءلة... وهو حق لهم مادامت هناك اختلالات مزمنة واهمال وعناد ولا يريد أحد معالجة الأمر. الرياضة مشكلتها الأساسية هي في التدخلات المستمرة من الجهات المختلفة، فالتجاذبات حولها عقدت من قضاياها وأوصلت الناس الى المحاكم باتهام البعض للبعض الآخر في وقت لا ننسى قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم بتجميد عضوية الكويت في الاتحاد بسبب مخالفات الكويت لقواعد وشروط الانضمام الدولي. فضلاً عن تراجعنا في الاداء والتنافس مقارنة بالرياضة في الدول الخليجية.
إن مشكلة الرياضة أصبحت حديث الناس، كما أن سمعتها ومكانتها ليست على ما يرام في وقت نجد الرياضة في الدول الأخرى يأتيها الدعم والمساندة والاهتمام من حكوماتها، فها هي قطر تحصل على الموافقة الدولية لاستضافة الدورة الرياضية الأولمبية العالمية على أراضيها في المستقبل. غالبية دول العالم تقف مع الرياضة لأنها ترفع من شأن الدولة السياسي والحضاري وبالتالي هناك مبررات وطنية للانفاق عليها وتطويرها لكي تفوز وتنافس غيرها وتصبح في المقدمة.
واقع الأزمة الرياضية الكويتية داخلية ولا علاقة لها، كما يحصل عادة في الدول الأخرى، بالادارة والتدريب والصرف المالي، وبغياب الشباب المتحمس للرياضة أو بالمنشآت الرياضية من ملاعب مناسبة وكوادر مهتمة بالشأن الرياضي، ولا حتى بالاتصال الدولي أو التواجد في المنظمات الدولية الرياضية التي تفيدنا بخبراتها وتقدم لنا النصح والاستشارة لتطوير الرياضة. ومع كل ذلك نعاني من الأزمة الرياضية التي يتنازع عليها أطراف مختلفة بينما الحكومة لا تفعل شيئاً سوى تعليق الوضع وترك الساحة الرياضية للصراعات. هناك من يدعي بأن الأزمة لها علاقة بالقوانين الرياضية التي تحتاج الى تطوير، وفي التدخلات الخارجية والصراع السياسي بدليل أن السعي لتطوير قانون الرياضة يصطدم حالياً بالتجاذبات حولها بين الحكومة والمجلس النيابي، وكتلة العمل الوطني وكتلة العمل الشعبي تلوحان أيضاً بالاستجواب بحجة عدم تنفيذ القوانين الرياضية والتخبط في معالجة الملف الرياضي.
إن تردي الوضع الرياضي في البلاد بلا شك شأن حكومي ينبغي المحاسبة عليه بعد نفاد كل السبل، خصوصاً ان الرياضة قضية حيوية في حياة الناس ولا يمكن أن تهمش أو تنصهر في المشكلات الكثيرة الأخرى. نتمنى وقف التدخلات السياسية في الرياضة، والنزاع على ادارة الرياضة على نحو لا يتفق مع تطلعات الناس في رياضة نتمنى لها أن ترفع من اسم البلاد في كل مكان.
د. يعقوب أحمد الشراح
كاتب كويتي
[email protected]