تحقيق / خروف العيد ... غلاء يمشي على أربع!

تصغير
تكبير
| تحقيق عفت سلام وباسم عبدالرحمن |

خروف العيد... إما انه صار رهن منزل الكثيرين ممن تتوافر لديهم أماكن لايوائه انتظارا ليوم الثلاثاء، أو لا يزال طليقا ينتظر من يشتريه دون أن يدري ما ينتظره.

ولخروف العيد قصة سنوية لدى الكثيرين من التجار والمتعاطين عملية بيعه ولدى شاريه. عين على النوع وأخرى على السعر، وهو في غالب الأحوال ليس في مصلحة الشاري، وإن كانت للباعة حجج أخرى، وما أكثرها.

أما القاسم المشترك بين الفريقين، الباعة والمشترين فهو ذكريات الماضي «الجميل» الذي تسلل على وقع الأيام الغابرة مجرد أمنية لن تعود.

ما السبب؟ كل من الفريقين يروي الحكاية من وجهة نظره. المشترون يتذمرون من الغلاء، حتى إن سعر الأضحية تتجاوز احيانا المئة والثلاثين دينارا، ومحدودو الدخل الذين يشكلون الغالبية الغالبة لا يمكنهم الشراء، وإن اشتروا فعلى حساب ميزانية الأسرة المثقلة بالكثير من المطالب. والباعة من جهتهم يشكون قلة البيع، وغلاء الاعلاف ما يضعهم تحت طائلة عدم جني الأرباح كما في الأيام الخوالي.

عشية العيد، جالت «الراي» مع عدد من الباعة الذين أوسعوا الآذان كلاما برسم المسؤولين اولا والمستهلك ثانيا.

... وإلى التفاصيل:



نائب رئيس مجلس ادارة جمعية الانتاج الحيواني سابقاً ومربي وتاجر الأغنام مضحي البصمان قال ان غالبية مربي الأغنام يهاجرون الى السعودية لتواجد المراعي لأن المراعي الموجودة في الكويت تقلصت كثيراً بسبب شركات النفط، اضافة الى غلاء العلف الأخضر حيث تباع الحزمة الواحدة بـ 4 دنانير و500 فلس عكس السعر في السعودية حيث تباع بدينار واحد فقط.

وتساءل البصمان: لماذا يمنع دخول الأعلاف السعودية الخضراء الى الكويت؟ وما سبب احتكار مزرعة كويتية واحدة بهذا العلف الذي اصبحت أسعاره تفوق المكانات مربي الماشية.

أضاف انه رغم ما تقدمه الدولة من دعم سخي يصل الى 36 مليون دينار لدعم الأعلاف، فقد ارتفع سعر كيس العلف من دينار و600 فلس الى دينارين و300 فلس كما ان حصة 100 رأس من الأغنام 48 كيس علف فقط، وهذه الكمية غير كافية.

وأكد ان كمية الأغنام المحلية لا تكفي لسد احتياجات سكان الكويت وقد يصل سعر رأس الغنم المحلي في عيد الأضحى الى 100 دينار وأكثر، نظراً لقلة المعروض وارتفاع التكلفة، مضيفاً انه يملك 500 رأس من الأغنام وينوي بيعها خلال موسم العيد.

وأشار الى خطورة المضايقات التي توجه من بعض التجار الى مربي المواشي ومحاربتهم في المرعى، فبعد أن كنا نرعى الأغنام في منطقة الصبية والروضتين تم ترحيلنا الى غرب طريق العبدلي، وهي أرض قاحلة واذا وجدت فيها مراعٍ فإن التيارات الهوائية تقتلعها.

وأفاد بأن هناك 180 مربي أغنام هاجروا الى السعودية مع كل ما يملكون من أغناهم وجمال واستقروا هناك لقيام الدولة بتوفير الأعلاف والمراعي والأدوية الجيدة الخاصة بعلاج الماشية والاطباء البيطريين لرعاية الصحة العامة للماشية هذا بعكس ما هو موجود في الكويت من حيث الادوية الرديئة وغير الفعالة.

وطالب الهيئة العامة للزراعة بإلغاء الشريحة التي توضع في اذن الأغنام لانها تشكل عبئاً مالياً على المربي.

ووجه البصمان نداء الى المهتمين بتوفير الأمن الغذائي بضرورة فتح المحميات واستيراد الأعلاف السعودية لجودتها «وهذا ما أكدته دول الخليج المجاورة التي تعتمد على استيراد الأعلاف من السعودية»، مؤكداً انه لا يوجد اي سبب مباشر في منع دخول هذه الأعلاف الى الكويت، مضيفاً ان توفير الاعلاف سيؤدي الى انخفاض في أسعار اللحوم المحلية، والمستوردة بسبب التنافس.

ورأى أن هيئة الزراعة تحارب مربي الأغنام الجدد بما تقوم به من مصادرة الحلال «الأغنام» وتكسير السياج وحجز الأغنام لتحصل على كل رأس ديناراً، وتأمين 50 ديناراً، ويمكن اذا استمر الوضع على ما هو عليه أن تحصل المبالغ من البنك الى حين مغادرة المكان، مؤكداً انه ليس في صراع مع الهيئة ولكنه يريد تنمية الثروة الحيوانية.

ووجه البصمان نداء عاجلاً باسم مربي الأغنام الى الحكومة لمناقشة قضية الثروة الحيوانية وأسباب هجرة المربين الى السعودية وغلاء أسعار الأعلاف، والنظر في المصروفات التي تدفع من دون وجه حق بسبب المخالفات والقرارات التي لا تساهم في تطوير وتنمية الماشية، متسائلاً: أين الخطط التنموية لزيادة الانتاج الحيواني مثلما يحدث في الدول التي وضعت خططها للتقدم وتوفير الأمن الغذائي لشعبها ولدعم الأسعار.

أما تاجر الأغنام حمود المرشد فقال ان البيئة الكويتية لاتسمح بتنمية الثروة الحيوانية لندرة المراعي والاعلاف الخضراء لذا حرصنا على الخروج إلى السعودية التي قامت بدورها مشكورة بتقديم الارض والتراخيص اللازمة لمزاولة مهنة تربية الاغنام في اسرع وقت ممكن، ما جعلها هدفا لاعداد كبيرة من مربي الاغنام في الكويت.

واضافة انه متخصص في بيع الاغنام العربية «النعيمي» وأسعارها تبدأ من 65 دينارا الى 90 دينارا ولن تزيد على 120 دينارا للرأس ذات الحجم الكبير، حيث تم تجهيز هذه الفئة تلبية لطلبات الزبائن.

ومضى المرشد يقول ان جهل الزبون بنوعية الاغنام وشروط الاضحية ساعد على تلاعب بعض البائعين بالسعر والنوعية لتحقيق مزيد من الارباح، حيث يقوم ببيع المهجن على انه عربي، كما يوجد نوع اخر وارد من ايران يطلق عليه «كرمن شاهي» وهو يشبه الغنم العربي ايضا، مؤكدا اهمية البحث عن اهل الثقة لشراء الأضحية.

واعلن انه يفضل التعامل مع الاغنام الواردة من الاردن وسورية والسعودية لهذا حرص على استيراد شحنات عدة وكل شحنة تتكون من 500 رأس من الغنم لحاجة الزبائن اليها، خصوصا ان الانتاج المحلي لايسد حاجة المواطنين.

واشار الى ان ارتفاع اسعار سوق الاغنام الحية وسوق اللحوم امر طبيعي في غياب المنتج الوطني، خصوصا ان الكويت بلد استهلاكي يعتمد في غذائه على الاستيراد.

واضاف المرشد: رغم اعتمادنا على الاستيراد فهناك عوامل داخلية ساعدت على رفع اسعار الاغنام، وهي الاعلاف، حيث تصل تكلفة غذاء رأس الغنم الواحد الى 5 دنانير شهرية علاوة على مصاريف الحراسة والمبيت.

وأكد المرشد ان اسعار العام اقل من اسعار العام الفائت بنسبة 20 في المئة وهذا السعر يعتمد على اسعار الدول المجاورة ومدى توافر الكميات الواردة للبلاد.

وكشف عن لجوء متوسطي الدخل الى اللجان الخيرية لتقوم بعملية الاضاحي نيابة عنهم بسبب ارتفاع اسعار الاغنام الذي لا يناسب ميزانية الكثير من الاسر.

اما بالنسبة لاسعار الاغنام فاشار المرشد الى انها كالتالي: «المهجن يبدأ من 57 دينارا الى 60 دينارا بوزن 27 كيلو غراما «لحم صاف».

الاسترالي سعر الجملة 29 دينارا.

العربي «النعيمي» يبدأ من 65 دينارا إلى 120 دينارا حسب الحجم والوزن.

ومن جانبه، قال تاجر الاغنام المهجنة الواردة من استراليا ناصر عيد ان الاغنام الاسترالية المختلطة بالاغنام العربية تتميز بالوجه الاحمر والصوف الابيض او الاحمر واسعار هذه النوعية لا تقل عن 50 دينارا للرأس لارتفاع تكاليف انتاجها كذلك يباع رأس الغنم الاسترالي بـ 40 دينارا اما سعر رأس الغنم العربي «النعيمي» فيبدأ من 75 دينارا وقد يتعدى 100 دينار اذا كان ذا حجم كبير.

واشاد عيد بدور بلدية الكويت في توفير الحظائر للاغنام في سوق الغنم مجانا ومن دون دفع اي رسوم، مشيرا الى ان غلاء الاعلاف هو السبب في ارتفاع اسعار الاضحية هذا العام رغم وفرة المعروض منها.

ورأى ان معدل اسعار اللحوم ارتفع بصفة عامة من العام الفائت بنسبة تتراوح بين 15 إلى 20في المئة وقد ساعد اقبال المستهلكين على شراء اللحوم «الفاكيوم» المفرغة من الهواء والتي تشبه اللحوم المبردة واحيانا تباع على انها طازجة والمستوردة من الصين والبرازيل وباكستان الى تعديل اسعار السوق، خصوصا ان شدة المنافسة بين التجار ساعدت على خروج التجار الصغار في السوق ما ساهم في تطبيق سياسة الاحتكار والتحكم بأسعار هذه النوعية من اللحوم، حيث وصل سعر كيلو «الفيليه» إلى أربعة دنانير اما القطعيات الاخرى فهي اقل سعرا وتحدد حسب نوع كل قطعية.

وأعلن تاجر الجملة للاغنام الحية خالد فهد الخليفة انه لن ينزل السوق هذا الموسم بسبب ارتفاع اسعار الاغنام العربية والمهجنة لذلك سيعتمد على بيع لحم البقر الطازج والمجمد والمبرد الاتي من البرازيل وباكستان والصين ومصر واستراليا اما بالنسبة للاسعار فهي تختلف حسب قطعية اللحم وبلد المصدر وعمر الذبيحة.

ورأى ان تنافس تجار اللحوم هو الاساس في انخفاض اسعار اللحوم المجمدة والمبردة خصوصا ان مدة صلاحيتها قصيرة جدا ولا تتعدى ثلاثة ايام بعدها تقوم البلدية باعدامها لانتهاء تاريخ صلاحيتها لهذا يحرص التاجر على التخلص من اللحوم بأنواعها بأقصى سرعة ما ساهم في خفض سعر البيع للمستهلك.

وأوضح ان هناك الكثير من شحنات الاغنام المستوردة منع دخلوها البلاد بسبب الامراض المصابة بها وخوفا من مثل هذه الامراض يفضل المواطنون وبعض المقيمين استهلاك الاغنام العربية او المهجنة المحلية بصفة خاصة.

لهذا حرص بعض التجار على تحويل تجارتهم من الاغنام الحية الى كل من السعودية والاردن ومصر، مشيرا الى وجود فئة اخرى من تجار الاغنام الحية تقوم بعملية الاستيراد واعادة تصدير الشحنات الى الدول المجاورة للحصول على نسبة ارباح اكبر وللهروب من الحجر الصحي وخلافه.

وكشف الخليفة عن قيام شركة تجارة المواشي ببيع رأس الغنم بـ30 دينارا لعدد 2000 رأس بعد ذلك يتم رفع السعر من خلال وضع فاتورة خارجية ليباع الرأس بـ 35 دينارا وبالتالي يقوم التاجر ببيعها للمتسهلك بـ40 دينارا.

اما بالنسبة لاسعار الاغنام فهي بالنسبة لرأس الغنم العربي الذي يبدأ من 65 دينارا الى 100 دينار حسب الحجم والوزن اما سعر رأس الغنم المهجن فيبدأ من 55 دينارا حتى 75 دينارا، مشيرا الى ان غلاء اسعار الاغنام يرجع الى زيادة اسعار الاعلاف حيث يصل سعر كيس الشعير الى 6 دنانير.

وذكر الخليفة ان الاغنام الموجودة حاليا في اسواق الاغنام الحية الكويتية تكفي حاجة الناس، خصوصا ان شركة المواشي حرصت على توفير اعداد كبيرة منها لعيد الاضحى.

وقال ان تواجد لحوم الابقار بوفرة في الاسواق سيساعد على سد احتياجات الناس من اصحاب الدخل المحدود في العيد خصوصا للذين لا يمتلكون قيمة الاضحية.

وفي الاطار نفسه، قال تاجر الاغنام هزال السبيعي ان اسعار الاغنام «الاضحية» محددة الان ولكن عند اقتراب ايام العيد يرتفع السعر يوم الوقفة واول وثاني ايام العيد، اما بقية الايام فقد تشهد انخفاضا في الاسعار لحرص التاجر على بيع القطيع الذي تبقى لديه لانه يعتبر خسارة عليه لارتفاع مصاريف الاعلاف والمبيت.

واضاف ان الاغنام الواردة من سورية هي افضل النوعيات من حيث المذاق ولون اللحم لانها تعتمد على الاعلاف الخضراء، لذا تباع الرأس بأسعار مختلفة حسب الوزن والحجم حيث تبدأ من 85 دينارا فما فوق وحسب السوق.

اما الاغنام الاتية من جورجيا فهي تشبه الغنم العربي ولكنها اقل حجما حيث يصل وزن الخروف الى 18 كيلو غراما ويباع الرأس بـ45 الى 55 دينارا وحسب سعر السوق وهذه النوعية من الاغنام يفضلها الكثير من المستهلكين.

اما بالنسبة للاغنام الواردة من استراليا فسعرها يتراوح بين 30 الى 33 دينارا بعد ان كانت قبل سنوات بـ17 دينارا.

وعلى الصعيد نفسه، لفت تاجر الاغنام منصور النافع الى لجوء التجار لخفض اسعار اللحوم بشكل عام لضعف الطلب عليها لأن العيد عيد الاضاحي لهذا يلجأ التاجر الى خفض الكميات التي يستوردها خصوصا ان تاريخ صلاحية اللحوم لا يتعدى عدة ايام.

واضاف، ان هناك شريحة كبيرة من المقيمين والمواطنين تعتمد على لحوم الجمعيات الخيرية او بيت الزكاة ما سيساهم في خفض حجم الطلب على اللحوم والاضاحي اما الشريحة التي تعتمد على شراء الاضاحي فهناك كمية لا بأس بها تؤمن احتياجاتها ولكن بأسعار مرتفعة لانه موسم تاجر الاغنام الذي يسعى من خلاله الى الربح.

ويوضح تاجر الاغنام فهد المطيري ان اسواق الاغنام في انحاء الكويت كافة تغط في سبات عميق ولا يكاد يوجد زبائن في هذا العيد فالسوق «تعبان للغاية» بسبب غلاء اسعار الاغنام، خصوصا وان الناس تعتقد اننا نشتري رخيصا ونبيع بسعر باهظ رغم ان الفائدة لا تتجاوز دينارين الى 3 دنانير بسبب غلاء اسعار الاعلاف ورفع السعر من المصدر المورد للاغنام.

وقال المطيري «انني متخصص فقط في بيع نوع الاغنام «النعيمي» والتي لم يتبق منها إلا القليل في الكويت في الوقت الراهن بعد ان ذهبت الى السعودية»، مؤكدا ان سعر الخروف النعيمي يتراوح ما بين 70 الى 90 دينارا قبل العيد بعشرة ايام ويصل الى 120 او 130 دينارا قبل حلول العيد بيومين او ثلاثة.

واضاف ان المستهلك الكويتي لا يقبل على شراء انواع اخرى غير النعيمي رغم توافر الاغنام الاسترالية والمهجنة بالسوق لاختلاف طعمها الذي اعتاد عليه المستهلك، مؤكدا ان هناك حالات غش لبيع المهجن بـ45 دينارا على انه نعيمي وهو الامر الذي لا يعقل في ظل ارتفاع الاسعار الحالي الذي تشهده اسواق الاغنام.

وتابع المطيري: ان ذمة التاجر هي الفيصل في عملية بيع الاضاحي والاغنام مؤكدا ان مكسب البائع لا يكون كبيرا كما يتراءى للبعض فهو لا يتجاوز 150 دينارا في الشهر بعد حساب الايجارات والعمالة والاعلاف وحجم النافق من الاغنام الى جانب تكاليف السفر لشراء الاضاحي من السعودية.

بدوره قال البائع سيد علي بوشقة المتخصص في بيع النعيمي المحلي والسعودي ان المستهلكين عموما مفلسون في هذا الموسم خصوصا مع عدم نزول الرواتب في الايام التي تسبق عيد الاضحى الى جانب معاناتهم من الاقساط والالتزامات الاخرى فليس لدى الكثيرين فائض لشراء الاضاحي.

واضاف بوشقة انه نتيجة لحالة الميزانية الاسرية المتعثرة فقد يلجأ البعض للتنازل عن لحمهم المفضل بالاستغناء عن شراء الاضاحي النعيمي واستبدالها بانواع اخرى كالمهجن والاسترالي الذي يكون سعره اقل بكثير عن النوع الاول، مؤكدا ان الزبون يختلف باختلاف موقع صفاة الغنم، فمثلا صفاة الشويخ تشهد زيادة في بيع الاغنام المهجنة والاسترالية والسورية على النعيمي فيما يبقى النعيمي سيد الموقف في صفاة الغنم الاخرى في الجهراء والجليب خصوصا وان معظم زبائنها يفضلون النعيمي على اي نوع اخر من الاضاحي.

ونفى بوشقة وجود اي شكاوى تجاه البلدية او وزارة التجارة خصوصا وان هذه الجهات لا تتدخل في مسألة اسعار البيع، مشددا على اهمية دور وزارة التجارة في حماية المستهلك من الوقوع في براثن الغش التجاري وطالبها بضرورة ايجاد موظفين متخصصين في معرفة انواع الاضاحي في الاسواق لحماية المستهلكين والبائعين الشرفاء من البائعين عديمي الضمير حيث ان هناك الكثير من المستهلكين الذين لا يميزون بين النعيمي المحلي من السعودي بينما يستطيع التفريق بين العربي والمهجن والاسترالي لأن الفروق واضحة ومميزة.

وبين بائع الاغنام علي الموسوي ان المستهلك الكويتي يفضل شراء الاضاحي النعيمي السعودي عن المحلي كون الاولى برية وتعتمد على العلف الطبيعي في غذائها الامر الذي يكسبها طعما اشهى من المحلي خصوصا وانهم اعتادوا عليها.

وقال الموسوي ان النعيمي السعودي او المحلي الطيب يبدأ من 80 دينارا حتى 110 دنانير ويصل الى 120 او 125 دينارا اثناء العيد وربما يزيد على ذلك ويصل الى 140 دينارا في يوم وقفة عرفات، لافتا الى ان سوق الاغنام في موسم الاضاحي يتحول الى بورصة (صاعد نازل).

اما البائع علي الرشيدي فقد اكد ان هناك بائعين اشتروا الاغنام بسعر يتراوح بين 80 و90 دينارا على ان يباع بـ110 دنانير للرأس التي تسبق العيد بقليل ويصل الى 130 دينارا في يوم وقفة عرفات حسب الطلب، مرجعا سبب الزيادة في السعر الى نفوق بعض الاغنام التي يقوم البائع بشرائها ما يجعل التاجر يرفع السعر لتعويض هذه الخسارة.

وقال الرشيدي ان البائعين معظمهم يقوم بشراء الاغنام لا تربيتها، ولفت الى ان سعر الاغنام ارتفع من شهر تقريبا ووصل سعر الخروف النعيمي (الجملة) الى 80 دينارا، لافتا الى ان هناك ضعفا عاما في شراء الاضاحي بسبب رفع سعرها من قبل الموردين.

وناشد التاجر بوعذبي المطيري الجهات الحكومية بتكوين لجنة من وزارة الداخلية والتجارة لملاحقة حالات الغش التجاري التي تصيب نيرانها اغنام التاجر الشريف، وقال ان بعض البائعين يقوم بشراء انواع رديئة ويقسم على انها جيدة ويقوم ببيعها إلى المستهلك الذي ما ان يعرف انه وقع ضحية لعملية نصب حتى يقوم بصب غضبه على الجميع ويأتي مرة اخرى للسوق ويأخذ العاطل بالباطل ويشكك في ذمم الشرفاء.

وطالب المطيري بضرورة مراقبة سوق الاغنام حيث ان هناك الكثير منهم يعملون من دون تراخيص او حتى اقامات او كروت صحة وكل ما هناك ان يأتي احد المستأجرين للمحلات ببعض هؤلاء البائعين لبيع الاغنام في موسم الاضاحي وغير موسمها دون حسيب او رقيب لما يقومون به من حالات كثيرة لاستغلال المستهلك.

من جهته، اشار البائع جاسم الفضلي الى ان شروط الاضحية تتحكم في عملية اقبال المستهلك على شراء الاغنام بغرض الاضاحي وهو ما يقع بذمة البائع الذي يجب عليه ان يكون امينا في بيع الاضاحي للمشتري فيجب الا يبيع له الاغنام المريضة او المكسورة او المبتورة الاطراف حتى تكون الاضحية مطابقة لشروط الشريعة.

وقال الفضلي ان معظم صفاة الجليب تتوافر بها اغنام النعيمي بدرجة اكبر من غيرها من الانواع الاخرى غير انه بسبب موجة الغلاء التي يشهدها سوق الغنم قد يلجأ المشتري الى استبدالها بانواع اخرى كالاغنام المهجنة والاسترالي لمواجهة هذا الارتفاع في السعر.

واوضح بائع الاغنام محمد عبدالقيوم ان السوق هذا العام يشهد ركودا كبيرا في حركة البيع والشراء لافتا الى ان فترة الاسبوعين اللذين يسبقان عيد الاضحى شهدت ركودا ملحوظا هذا العام على غير العادة كما في الاعوام السابقة.

ولفت عبدالقيوم الى ان اسعار الاضاحي التي شهدها سوق الغنم قبل العيد باسبوعين من 47 دينارا للمهجن الصغير و50 للكبير مقابل 75 للخروف العربي السوري الصغير و90 دينارا للكبير ويصل سعر الخروف السوري الى 110 دنانير قبل العيد بيومين بسبب غلاء الحلال في هذا الشهر بالذات.

اما بائع الاغنام عبدالعزيز احمد علي فأكد ان حركة البيع «نائمة» للغاية وكأن السوق شبه ميت، مبينا ان اسعار الاضاحي الاسترالي في الاسبوع الذي يسبق العيد بلغت 35 دينارا ومتوقع ان ترتفع الى 45 دينارا قبل العيد بيومين مقابل 50 دينارا للمهجن والمتوقع ان يصل إلى 60 او 70 دينارا بينما يصل سعر الاضاحي من النوعين السوري والايراني الى 90 دينارا ترتفع الى 120 دينارا.

وقال علي ان اقبال المستهلكين على شراء الخراف يكون كثيفا في اخر يومين قبل حلول العيد نتيجة عدم توافر اماكن لتخزينها في المنازل علاوة على ما تسببه من روائح الى جانب ازعاجها للجيران ما يجعل المستهلكين يؤجلون شراءها لاخر يوم او يومين قبل عيد الاضحى.

من جانبه، اوضح البائع مياه محيي الدين ان اسعار الاضاحي شهدت زيادة نوعا ما خلال عيد الاضحى وقال ان الاسعار تترواح ما بين 90 دينارا للخروف النعيمي المحلي او السعودي والعربي السوري او الايراني مقابل 55 للمهجن و35 للاسترالي.

وقال محيي الدين ان الاسعار السابقة تزيد بنسبة 30 في المئة قبل العيد بيوم نتيجة كثرة الطلب مقابل بدء السوق في تقليل المعروض من قبل بعض التجار لتحقيق اكبر فائدة مادية باعتبار ان موسم الاضاحي هو يوم العمل الحقيقي بالنسبة لبائعي الاغنام.

واضاف ان خروف العيد يختلف عن خروف الذبح العادي، حيث ان الاضاحي لها شروط شرعية يجب ان تتوفر فيها بالا تكون مريضة او تعاني هزالا او ضعفا او كسرا او قطعا لأي من اطرافها علاوة على مناسبة سنها للذبح الذي يجب الا يقل عن 6 اشهر.

من جهته، قال محمد فضل الحق ان السبب في غلاء اسعار الاغنام والاضاحي بصفة عامة ان الكويت اصبحت تفتقر الى تربية الاغنام المحلية بسبب غلاء الاعلاف من ناحية وركود السوق نتيجة ارتفاع الاسعار طوال العام، ما اوجد اعتمادا على الاستيراد للاغنام سواء من السعودية او من سورية واستراليا وغيرها من الدول المصدرة للاغنام.

واضاف ان اسعار الاضاحي المستوردة تشهد زيادة كبيرة جدا بسبب الموردين من جهة واحتكار شركة وحيدة لقطاع اللحوم في الكويت الى جانب ارتفاع اسعار كل المواد الاستهلاكية في كافة انحاء العالم ومن ضمنها اللحوم.

ونفى فضل الحق وجود بدائل جديدة للاغنام المتواجدة حاليا في الاسواق، حيث قال ان الاغنام التركية والافريقية والصينية تكاد تكون شبه معدومة هذا العام علاوة على عدم رغبة بعض المستهلكين في تجربة انواع جديدة قد لا يكونون اعتادوا عليها من قبل.

ورأى البائع نور حسين ان غلاء اسعار الاضاحي يتسبب فيه المورد بشكل رئيسي وهو ما يكون حملا ثقيلا على بائع المفرق الذي يشتري بسعر موحد لا يمكن المساومة فيه فيما يعاني هذا البائع كثيرا من الزبائن الذين يجادلون كثيرا في السعر لتخفيضه.

واضاف حسين انه نتيجة ارتفاع اسعار الاضاحي قد يلجأ البعض لشراء اللحوم من سوق اللحم في المباركية او من الجزارين بسبب عدم قدرتهم على شراء الاضاحي المرتفعة اسعارها.





الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي