د. وائل الحساوي / نسمات / ودي أصدق!

تصغير
تكبير
بين يدي كتاب (جواسيس جدعون) لمؤلفه غوردون توماس وهو كتاب يتحدث عن عالم الجاسوسية الاسرائيلي المخيف في قصص واقعية وحقيقية يرويها مؤلف الكتاب (وسأخصص بإذن الله تعالى مقالا آخر حول الكتاب)، لكن المثير في الموضوع هو ان الكيان الصهيوني ومن اجل ضمان أمنه وتفوقه على اعدائه المحيطين به فإنه قد انشأ أنظمة جاسوسية كثيرة كل منها يعمل باستقلالية ويحقق أهدافا محددة لحماية ذلك الكيان، وهذا النظام لم يترك للصدفة مكانا في قاموسه بل احتاط لكل شيء حتى الاعداء في آخر بلاد العالم، واستخدم الخديعة والمكر والاغتيالات وأحط انواع الاساليب لتحقيق اهدافه. حتى الولايات المتحدة، الداعم الرئيسي له في كل شيء قد زرع خلاياه التجسسية في ربوعها للحصول على ما يريده منها - وما قصة الجاسوس الاسرائيلي بولارد عنا ببعيد - اما الحرب الاستباقية ضد مصادر التهديد المحتملة فهي على قمة اولويات الكيان الصهيوني، وقد لاحق اعداءه الى الارجنتين واوروبا واغتالهم الواحد تلو الاخر، كما شن غاراته على المفاعل النووي العراقي قبل ان ينتهي بناؤه، واغتال العالم الغربي الذي صمم المدفع العملاق للعراقيين.

***

عندما قرأت تصريح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد الصباح: «لدينا خطة طوارئ لكل شيء وموجودة في قيادة وزارة الداخلية والدفاع المدني»، سألت نفسي هل فعلا لدينا مثل تلك الخطة وما هي تلك الخطة؟!

إن كان المقصود هو قوات الشرطة والجيش والحرس الوطني فهل تكفي لحماية البلاد من التهديدات الخارجية لاسيما من الدول المتربصة الطامعة في اموالنا وثرواتنا والتي تملك المقومات البشرية والعسكرية والاستراتيجية التي لا يمكن مقارنتها بما عندنا؟! وإن كان المقصود هو الشبكة المتطورة من الرصد والمتابعة والجاسوسية فلا أظن اننا قريبون من ذلك الا كما تقرب الارض من كوكب زحل، وان كان المقصود هو الاسلحة المتطورة فإننا نسمع كل يوم عن صفقات للسلاح لا تعمل او لا تصلح وإنما هي ارضاءات وعمولات فاسدة، وان كان المقصود هو التحالفات العسكرية التي تضمن لنا ان نجد من يحمينا اذا اعتدى الاعداء علينا، فليس لدينا الا ترتيبات عسكرية مع دول غربية تخضع لرغبة تلك الدول بالدفاع عنها، اما دول الخليج والدول العربية فان بيننا وبينها حجرا محجورا والكل يقول يا نفسي.

وهنالك جانب مهم يتعلق بخطط الطوارئ وهو استعداد الشعب وتدريبه ويقظته وهو ما لم نسمع به منذ زمن طويل، فلا التجنيد الاجباري استمر ولا شعار «كل مواطن خفير» رفعناه، ولا يعرف غالبية الناس كيف يتصرفون في حالات الطوارئ، حتى التوجه الى الملاجئ في حالة الخطر يجهل الكثيرون كيفية تحقيقه.

أما نفي الشيخ محمد ان تكون المنطقة مقبلة على صدام عسكري، فذلك وان كان في علم الغيب، لكن العاقل لا يجلس وسط شارع مكتظ بالسيارات ثم يقول: الجميع سيتصرف بعقلانية فلا داعي للحذر! فكيف اذا كان يسبح في محيط مليء بالحيتان؟!





د. وائل الحساوي

wael_al_hasawi@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي