«لا نريد للمسيحيين التحول وقوداً لمشاريع خارجية»
آلان عون لـ «الراي»: من يعطل الحل داخل المؤسسات ... يأخذ البلاد إلى المجهول

النائب الآن عون







| بيروت ـ من محمد بركات |
أكد النائب في «تكتل التغيير والاصلاح» الان عون، ان مقاطعة اقطاب المعارضة لجلسة الحوار كانت «احتجاجا على مقاطعة الفريق الاخر لمجلس الوزراء وتطيير الجلسة الاخيرة».
واعتبر في حديث الى «الراي» ان «من يعطل الحل داخل المؤسسات يكون ياخذ البلد الى مكان اخر يفتح الباب على المجهول»، موضحا «اننا لا نريد المسيحيين وقودا لمشاريع خارجية بل ضمانا للاستقرار».
ووصف التهديدات التي يطلقها بعض اطراف المعارضة ضد مسيحيي 14 مارس بانها تندرج في اطار «سوق عكاظ سياسية» ولا تعكس موقف المعارضة الرسمي. وهنا وقائع الحوار مع عون:
• قلت ان «الاتفاق بين اللبنانيين على علله افضل من الانتحار الجماعي»، الا تعتقد ان النائب ميشال عون يغرد خارج هذه المعادلة بمقاطعته طاولة الحوار وتضامن المعارضه معه، خصوصاً ان الحوار يتم بين اطراف مختلفين لا بين متفقين؟
وهل كان الحوار سيؤدي إلى نتيجة ونحن قاطعناه؟ ما نريده نحن ان نتفق الواحد مع الاخر كلبنانيين أولا، أما مقاطعة الحوار فهو موقف احتجاجي على مقاطعة الفريق الآخر لمجلس الوزراء وتطيير الجلسة الأخيرة. وما قمنا به هو تنبيه لتغيير المسار لئلا نصل مرة جديدة الى ما كنا فيه، وفي هذا نحاول جهدنا لاعادة الامور الى نصابها في ما يخص حلّ الملفات الخلافية. هذا لا يعني أننا نرفض الحوار مع الآخر، بل نحن ضد الحوار الفارغ ومحاولة تضييع الوقت والهروب من الحوار في مجلس الوزراء وتطيير الجلسة.
• يجري الترويج لسيناريوات تعد لها المعارضة لـ»قلب الطاولة» في اطار ملاقاة القرار الاتهامي، هل انتم شركاء في هذه السيناريوات، وما موقفكم من التهديدات التي تطلق ضد خصومكم المسيحيين؟
ليس مطلوبا مني التعليق على سيناريوات صحافية. لكن ما أستطيع قوله انه حين يتوقف الحل داخل المؤسسات ويشلّ مجلس الوزراء بعدم انعقاده او باستقالات أو بتطيير نصابه، فان من يفعل ذلك يكون يأخذ البلد الى مكان آخر غير المؤسسات. وهذا التصرف يفتح الباب على المجهول ولا يعود في مقدور أحد تدارك الأسوأ، بل ان من يتسبب بهذا الشلل يكون في موقع من يترك موضوعا بهذه الحساسية والدقة في مهب الريح وليس في اطار المؤسسات، وحينها يفتح الباب على اي شيء، خطير جدا او اقل خطورة.
أما التهديد الذي اطلقه البعض ضد خصومنا المسيحيين فنضعه في إطار ضيّق ضمن سجال سياسي وفي سياق «سوق عكاظ» سياسية لبنانية، أكثر مما نعتبره تهديدا جديا، ونعتبر أنّه يصدر في إطار الكلام لا أكثر، ولا يعكس بالتاكيد مواقف رسمية نابعة من المعارضة.
• عقد اليوم (امس) لقاء مسيحي موسع في بكركي تناول التحديات التي يواجهها لبنان. ما موقفكم من هذا اللقاء، والا تخشون ان تزداد عزلتكم بسبب اعتمادكم خيارات لا تتفق وتاريخكم؟
لم توجه إلينا دعوة للمشاركة في هذا اللقاء. ولا يمكن أن يطلب منا أن نكون موجودين كلما التقى اثنان أو أكثر.
موقفنا أننا لا نريد المسيحيين ان يكونوا وقودا لمشاريع خارجية بل جزء من استقرار بلدهم، كما لا نريدهم وقودا لفتنة كبيرة بل ضمان للاستقرار. هل المطلوب ان يعيشوا في جزيرة ضمن محيطهم او مع محيطهم؟ من يحدد أصلا السياق الطبيعي للمسيحيين؟ يجب الاجابة عن هذا السؤال قبل تحديد من مع ومن ضد.
اليوم هناك من يطلقون شعارات مفادها اننا نخرج عن السياق التاريخي. ما هو السياق التاريخي؟ هناك قيم معينة لها علاقة بالسيادة والاستقلال ووحدة اللبنانيين والحفاظ على الاستقرار والتعايش. هذه هي قيمنا وأسأل هنا: من يقترب منها اليوم ومن يبتعد منها؟ هذا ما يحدد السياق الطبيعي للمسيحيين. واسال أكثر: هل يجب ان نكون في مواجهة المجتمع الذي نعيش فيه او إلى جانب المجتمع الذي نعيش فيه؟ هناك نوع من التبسيط الى حد السذاجة لفكرة «المسار التاريخي للمسيحيين». ما هو هذا المسار؟ هذا المسار يتطور تاريخيا بالتفاعل مع المحيط والمجتمع، وهذا يحصل اليوم وحصل أمس وسيتطور غدا، وليس هناك مفاهيم عميقة غير الثوابت والقيم التي قام عليها المسيحيون في لبنان، من الاستقلال والوحدة والتعايش والعيش المشترك. هذه هي الاسس وهذا ما سيحافظ عليه المسيحيون، وكل له حرية التكتيك، لكن هذه الاستراتيجية العامة.
• ثمة من يخشى ان يفضي الصراع المفتوح في لبنان الى فرض وقائع جديدة تطيح باتفاق الطائف، هل تؤيدون الذهاب الى تغييرات في التركيبة اللبنانية تحت وطأة موازين القوى؟
هذا الجو ليس مطروحا أبدا. والمغامرة بالاستقرار اليوم تفتح الباب امام اي شيء قد يغير الواقع في البلد. لذلك، وانطلاقا من الواقع الذي نعيش فيه، يجب الوصول الى حل. المغامرة لا أحد يعلم الى اين يمكن أن توصلنا، لذلك يكون الحل بالتوافق والحفاظ على الاستقرار والحفاظ على الوحدة خلافا لما يريده البعض الآخر. هذا ما يضمن ابقاء الواقع على ما هو عليه. لا يجوز ان نضع الاختلاف في اطار الانقلاب. نسمع اتهامات من البعض اليوم هدفها فقط التعبئة الغريزية ضد فريق يطلب الاستقرار في موضوع معين، مثل موضوع شهود الزور او المحكمة الدولية او السلطة. الغريب انه حين نطلب تصحيح مسار معين نتهم بالانقلاب.
• ولكن ثمة فريق سبق ان استخدم سلاحه في الشارع في 7 مايو؟
لا نريد ان نصل الى شلّ المؤسسات كما حصل في العام 2006، لئلا يفتح الباب على شريعة الغاب ونصير في وضع تغيب فيه الدولة والمؤسسات ونعود الى الفوضى. كلنا نعرف ظروف 5 مايو و7 مايو. وما يحمي الجميع هو العودة الى سقف الدولة والمؤسسات، وهذه العودة تمنع اي انزلاق قد يؤدي الى رد فعل معين من جانب طرف يشعر بانه تم الاعتداء عليه.
• هل هذا يعني أنك تستبعد تطورات في الشارع؟
استبعدها في المطلق ما دام هناك حلول داخل المؤسسات. ولكن إذا أقفل مجلس الوزراء وأقفل مجلس النواب فان الباب قد يفتح على المجهول. في حال كهذه، تكون السلطة قد استقالت من مسؤوليتها في ايجاد حل لتفتح المجال امام معالجة الخلافات من خارج المؤسسات، وحينها يكون الشارع وغيره.
• إذا حصلت تطورات في الشارع ماذا سيكون موقفكم؟
لا أعرف شكل هذه التطورات، هل هي احتجاجات أم أكثر أم أقلّ. لو كنت أعرف لأجبتك عن السؤال. ما أقوله انه يجب العودة الى المؤسسات التي عليها ان تتحمل مسؤولياتها في معالجة الملفات المفتوحة لعدم الوصول إلى هذا الحد، سواء ملف شهود الزور او غيره.
• كأنّك تطلب من الفريق الآخر الاستسلام وإلا العودة الى الشارع؟
المطلوب المعالجة ولم اتحدث ابدا عن استسلام.
• ولكن هناك حائط مسدود.
هذا يعني ان هناك مشكلة ويجب ان يقنع احد الآخر.
• من عطل المؤسسات في 5 مايو هو الفريق الذي استعمل السلاح. قوى 8 مارس هي التي انسحبت من مجلس الوزراء وعطلت المؤسسات.
الظروف كانت مختلفة، فالأزمة الحكومية كان عنوانها أنّ الحكومة غير وفاقية، في كل الأحوال كان يجب ان تعالج الخلافات في السياسة لئلا نصل الى الشارع. لذا أقول ان علينا الا نعيد التجربة.
أكد النائب في «تكتل التغيير والاصلاح» الان عون، ان مقاطعة اقطاب المعارضة لجلسة الحوار كانت «احتجاجا على مقاطعة الفريق الاخر لمجلس الوزراء وتطيير الجلسة الاخيرة».
واعتبر في حديث الى «الراي» ان «من يعطل الحل داخل المؤسسات يكون ياخذ البلد الى مكان اخر يفتح الباب على المجهول»، موضحا «اننا لا نريد المسيحيين وقودا لمشاريع خارجية بل ضمانا للاستقرار».
ووصف التهديدات التي يطلقها بعض اطراف المعارضة ضد مسيحيي 14 مارس بانها تندرج في اطار «سوق عكاظ سياسية» ولا تعكس موقف المعارضة الرسمي. وهنا وقائع الحوار مع عون:
• قلت ان «الاتفاق بين اللبنانيين على علله افضل من الانتحار الجماعي»، الا تعتقد ان النائب ميشال عون يغرد خارج هذه المعادلة بمقاطعته طاولة الحوار وتضامن المعارضه معه، خصوصاً ان الحوار يتم بين اطراف مختلفين لا بين متفقين؟
وهل كان الحوار سيؤدي إلى نتيجة ونحن قاطعناه؟ ما نريده نحن ان نتفق الواحد مع الاخر كلبنانيين أولا، أما مقاطعة الحوار فهو موقف احتجاجي على مقاطعة الفريق الآخر لمجلس الوزراء وتطيير الجلسة الأخيرة. وما قمنا به هو تنبيه لتغيير المسار لئلا نصل مرة جديدة الى ما كنا فيه، وفي هذا نحاول جهدنا لاعادة الامور الى نصابها في ما يخص حلّ الملفات الخلافية. هذا لا يعني أننا نرفض الحوار مع الآخر، بل نحن ضد الحوار الفارغ ومحاولة تضييع الوقت والهروب من الحوار في مجلس الوزراء وتطيير الجلسة.
• يجري الترويج لسيناريوات تعد لها المعارضة لـ»قلب الطاولة» في اطار ملاقاة القرار الاتهامي، هل انتم شركاء في هذه السيناريوات، وما موقفكم من التهديدات التي تطلق ضد خصومكم المسيحيين؟
ليس مطلوبا مني التعليق على سيناريوات صحافية. لكن ما أستطيع قوله انه حين يتوقف الحل داخل المؤسسات ويشلّ مجلس الوزراء بعدم انعقاده او باستقالات أو بتطيير نصابه، فان من يفعل ذلك يكون يأخذ البلد الى مكان آخر غير المؤسسات. وهذا التصرف يفتح الباب على المجهول ولا يعود في مقدور أحد تدارك الأسوأ، بل ان من يتسبب بهذا الشلل يكون في موقع من يترك موضوعا بهذه الحساسية والدقة في مهب الريح وليس في اطار المؤسسات، وحينها يفتح الباب على اي شيء، خطير جدا او اقل خطورة.
أما التهديد الذي اطلقه البعض ضد خصومنا المسيحيين فنضعه في إطار ضيّق ضمن سجال سياسي وفي سياق «سوق عكاظ» سياسية لبنانية، أكثر مما نعتبره تهديدا جديا، ونعتبر أنّه يصدر في إطار الكلام لا أكثر، ولا يعكس بالتاكيد مواقف رسمية نابعة من المعارضة.
• عقد اليوم (امس) لقاء مسيحي موسع في بكركي تناول التحديات التي يواجهها لبنان. ما موقفكم من هذا اللقاء، والا تخشون ان تزداد عزلتكم بسبب اعتمادكم خيارات لا تتفق وتاريخكم؟
لم توجه إلينا دعوة للمشاركة في هذا اللقاء. ولا يمكن أن يطلب منا أن نكون موجودين كلما التقى اثنان أو أكثر.
موقفنا أننا لا نريد المسيحيين ان يكونوا وقودا لمشاريع خارجية بل جزء من استقرار بلدهم، كما لا نريدهم وقودا لفتنة كبيرة بل ضمان للاستقرار. هل المطلوب ان يعيشوا في جزيرة ضمن محيطهم او مع محيطهم؟ من يحدد أصلا السياق الطبيعي للمسيحيين؟ يجب الاجابة عن هذا السؤال قبل تحديد من مع ومن ضد.
اليوم هناك من يطلقون شعارات مفادها اننا نخرج عن السياق التاريخي. ما هو السياق التاريخي؟ هناك قيم معينة لها علاقة بالسيادة والاستقلال ووحدة اللبنانيين والحفاظ على الاستقرار والتعايش. هذه هي قيمنا وأسأل هنا: من يقترب منها اليوم ومن يبتعد منها؟ هذا ما يحدد السياق الطبيعي للمسيحيين. واسال أكثر: هل يجب ان نكون في مواجهة المجتمع الذي نعيش فيه او إلى جانب المجتمع الذي نعيش فيه؟ هناك نوع من التبسيط الى حد السذاجة لفكرة «المسار التاريخي للمسيحيين». ما هو هذا المسار؟ هذا المسار يتطور تاريخيا بالتفاعل مع المحيط والمجتمع، وهذا يحصل اليوم وحصل أمس وسيتطور غدا، وليس هناك مفاهيم عميقة غير الثوابت والقيم التي قام عليها المسيحيون في لبنان، من الاستقلال والوحدة والتعايش والعيش المشترك. هذه هي الاسس وهذا ما سيحافظ عليه المسيحيون، وكل له حرية التكتيك، لكن هذه الاستراتيجية العامة.
• ثمة من يخشى ان يفضي الصراع المفتوح في لبنان الى فرض وقائع جديدة تطيح باتفاق الطائف، هل تؤيدون الذهاب الى تغييرات في التركيبة اللبنانية تحت وطأة موازين القوى؟
هذا الجو ليس مطروحا أبدا. والمغامرة بالاستقرار اليوم تفتح الباب امام اي شيء قد يغير الواقع في البلد. لذلك، وانطلاقا من الواقع الذي نعيش فيه، يجب الوصول الى حل. المغامرة لا أحد يعلم الى اين يمكن أن توصلنا، لذلك يكون الحل بالتوافق والحفاظ على الاستقرار والحفاظ على الوحدة خلافا لما يريده البعض الآخر. هذا ما يضمن ابقاء الواقع على ما هو عليه. لا يجوز ان نضع الاختلاف في اطار الانقلاب. نسمع اتهامات من البعض اليوم هدفها فقط التعبئة الغريزية ضد فريق يطلب الاستقرار في موضوع معين، مثل موضوع شهود الزور او المحكمة الدولية او السلطة. الغريب انه حين نطلب تصحيح مسار معين نتهم بالانقلاب.
• ولكن ثمة فريق سبق ان استخدم سلاحه في الشارع في 7 مايو؟
لا نريد ان نصل الى شلّ المؤسسات كما حصل في العام 2006، لئلا يفتح الباب على شريعة الغاب ونصير في وضع تغيب فيه الدولة والمؤسسات ونعود الى الفوضى. كلنا نعرف ظروف 5 مايو و7 مايو. وما يحمي الجميع هو العودة الى سقف الدولة والمؤسسات، وهذه العودة تمنع اي انزلاق قد يؤدي الى رد فعل معين من جانب طرف يشعر بانه تم الاعتداء عليه.
• هل هذا يعني أنك تستبعد تطورات في الشارع؟
استبعدها في المطلق ما دام هناك حلول داخل المؤسسات. ولكن إذا أقفل مجلس الوزراء وأقفل مجلس النواب فان الباب قد يفتح على المجهول. في حال كهذه، تكون السلطة قد استقالت من مسؤوليتها في ايجاد حل لتفتح المجال امام معالجة الخلافات من خارج المؤسسات، وحينها يكون الشارع وغيره.
• إذا حصلت تطورات في الشارع ماذا سيكون موقفكم؟
لا أعرف شكل هذه التطورات، هل هي احتجاجات أم أكثر أم أقلّ. لو كنت أعرف لأجبتك عن السؤال. ما أقوله انه يجب العودة الى المؤسسات التي عليها ان تتحمل مسؤولياتها في معالجة الملفات المفتوحة لعدم الوصول إلى هذا الحد، سواء ملف شهود الزور او غيره.
• كأنّك تطلب من الفريق الآخر الاستسلام وإلا العودة الى الشارع؟
المطلوب المعالجة ولم اتحدث ابدا عن استسلام.
• ولكن هناك حائط مسدود.
هذا يعني ان هناك مشكلة ويجب ان يقنع احد الآخر.
• من عطل المؤسسات في 5 مايو هو الفريق الذي استعمل السلاح. قوى 8 مارس هي التي انسحبت من مجلس الوزراء وعطلت المؤسسات.
الظروف كانت مختلفة، فالأزمة الحكومية كان عنوانها أنّ الحكومة غير وفاقية، في كل الأحوال كان يجب ان تعالج الخلافات في السياسة لئلا نصل الى الشارع. لذا أقول ان علينا الا نعيد التجربة.