دعوة إلى تبني مناهج إصلاحية نابعة من التاريخ الإسلامي

u062cu0644u0633u0629 u00abu0627u0644u062au0642u062fu0645 u0641u064a u0627u0644u062au0631u0627u062b u0627u0644u0639u0631u0628u064a u0627u0644u0625u0633u0644u0627u0645u064au00bb
جلسة «التقدم في التراث العربي الإسلامي»
تصغير
تكبير
| دبي- من حاتم الزين |

توالت جلسات المشاركين أمس في «مؤتمر المعرفة» في دبي، وكان اللافت فيها احدى الجلسات الافتتاحية أمس، التي جاءت استكمالاً لجلسة الأحد، بعنوان «التقدم في التراث العربي الاسلامي» ترأسها الدكتور علي أبو مليل، سفير المملكة المغربية في لبنان، وتحدث فيها المستشار طارق البشري وعقب عليها الدكتور كمال عبد اللطيف، وفهمي هويدي.

المستشار طارق البشري أكد في بداية الجلسة أنه لا يرى تعارضاً بين مفهومي التراث والتقدم، خصوصاً في مجال التراث العربي الاسلامي، اذ لم يجد تقابلاً أو منافاة بين التراث والتقدم، فالتراث لم يشكل عائقًا أمام النهضة الاسلامية الحديثة في صورها المتعددة. واستشهد المستشار البشري بأمثلة عن هذا التشخيص لعل ابرزها تجربة التحديث التي قادها محمد علي الكبير في مصر وموقف الأزهر من هذه التجربة، مؤكداً ان حالات الاعاقة تعود في أحيان كثيرة الى عوامل اقتصادية واجتماعية وتنظيمية وسياسية وغيرها.

وقال البشري: «كانت المحافظة الفكرية موجودة، لكنها كانت نتيجة لركود الحراك السياسي أوالاجتماعي وليست سببًا لهذا الركود، بدليل أن محاولات الاصلاح والنهوض التي جرت على أيدي المصلحين من الحكام لم تقابل بمقاومة فكرية، كما أن من أسس تطبيق الشريعة الاسلامية على الواقع مراعاة المصالح العامة، بمناهج شتى عقلية وتجريبية»، مضيفاً «أن مؤسسات دينية مثل الأزهر تفرعت عنها مؤسسات لها دور تجديدي مشهود مثل دار العلوم ومؤسسة القضاء الشرعي وسواهما».

بدوره، أشار استاذ التعليم العالي في جامعة محمد محمد الخامس في المغرب الدكتور كمال عبد اللطيف الى «أن عوائق التقدم مركبة ومتشابكة ويشكل البعد السياسي فيها عاملاً أساسياً، ذلك أن هناك خلطاً كبيراً بين التراث والدين وما هو فيه متسع وبين المقدس، فالتراث أكبر وأوسع من المرجعية الاسلامية». ولفت عبد اللطيف الى أنه من المطلوب احتضان المقاربات التعددية وتشجيعها على التوسع في المجالات المختلفة المتعلقة بالحياة الانسانية، مؤكداً «أننا في مناقشتنا لمسألة التقدم في التراث الاسلامي فاننا أمام قضية اصلاح ديني في الفكر العربي».

أما الكاتب الاسلامي فهمي هويدي في مداخلته على ورقة البشري، فرأى أن التخلف الذي نعيش فيه حالياً هو من نتاج الدولة العربية الحديثة، موضحاً «أن المشكلة ليست فيما هو متوافر في التراث بل ما ينتقيه الناس منه، فعادة لا تكون المشكلة فيما يحتويه التراث، بل في ما يقوم به بعض الناس من وضع أيديهم على قمامة التاريخ من التراث»، مستنكراً النظر الى فتاوى مثل ارضاع الكبير من دون النظر الى الفتاوى الأخرى.

وأوضح هويدي أنه عند الحديث عن التقدم في التراث يجب أن نراعي تراكم العقل العربي والتراث الذي يمتد طولاً وعرضاً بعمق 14 قرناً في عمق التاريخ وبمسافة تمتد من الصين الى شمال أفريقيا، وفي التراث ما يمكن أن يوصلنا الى كل ما هو سيئ وبئيس وفيه ما يمكن أن يدفعنا الى التقدم، مشيراً في الوقت نفسه الى أن هناك بعض المصطلحات الاسلامية التي تعني في الاسلام المجد والعزة والوجود مثل كلمة الجهاد الذي من دونه يساوي العالم الاسلامي صفراً، التي يراها الاعلام الغربي الآن على أنها ارهاب.

وكان تعليق من الحاضرين في الجلسة، اذ استعرض جابر عصفور التراث الذي يدعو الى الأخذ بما جاء به السلف، والتراث الذي يدعو الخلف ليطوروا ما جاء به السلف، كما ورد في مقدمة «مروج الذهب» للمسعودي، وقال: «علينا أن ننظر الى ما يدفعنا الى الأمام، وهذا المهم».

أما الدكتور نبيل علي فتحدث عن المعرفة وتطورها، ورأى أن المشكلة تكمن في توليد المعرفة واهدائها، ويوجد في التراث الكثير، لكن ماذا سيوظف منه؟


 

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي