ماضي الخميس / وانتصر تجار الإقامات!

تصغير
تكبير
في الحكومة الماضية من عامين تقريباً قال وزير الشؤون وقتها بدر الدويلة انه سيكشف أسماء تجار الاقامات خلال اسبوعين، مر عامان ولم يكشف حرفاً، ترك الدويلة الوزارة ولم نعرف شيئاً، وظل هذا السر العظيم الذي يعرفه جميع أهل الكويت ويتهامسون به دفين خزائن وزارة الشؤون، وجاء اللواء العفاسي المحايد والصادق الأمين، وصمت هو الآخر عن هذا الموضوع، واشتعلت همة بعض نواب الأمة وعلى رأسهم عادل الصرعاوي ومرزوق الغانم لمجابهة الفساد في التجارة بالاقامات، وانشغل كل منهم بهمومه ولم يكشف أحد شيئاً. وصار الاتجار بالاقامات عملية نصب وسرقة برعاية حكومية... فما دامت الحكومة صامتة ولا تتخذ أي اجراء فهي شريكة في الجريمة التي نعاني منها جميعاً وسنعاني، وسينتهي كل شيء ويبقى تجار الاقامات ينعمون بتجارتهم ولا أحد يستطيع مقاومتهم أو التصدي لهم.

منذ التحرير ونحن نسمع حقيقة استشراء ظاهرة تجار الاقامات التي جنى من ورائها بعض المتنفذين والمتنفذات أموالاً طائلة لا حصر لها، وكل يوم تزدحم البلاد أكثر بالعمالة الهامشية الزائدة عن الحاجة والمتراصة على الأرصفة بحثاً عن عمل، وإذا كان الوزراء يشعرون بالحرج من كشف أسماء هؤلاء التجار فبامكانهم تسريبها مثلما جرت العادة للصحافة او بعض المواقع الالكترونية ليعرف الناس الحقيقة، وأتمنى على الأخ بدر الدويلة الذي وعد بكشف الحقيقة والذي صار خارج الحرج الحكومي الآن، وواثق أنه يملك المعلومات الحقيقية أن يكشف بها من تلاعبوا بسمعة الوطن وغرفوا الملايين من دون وجه حق.

***

بعض الفضائيات العربية التي تبث من دول لا تكف عن انتقاد قناة «الجزيرة» بأنها رأس الفتنة وأنها تسعى إلى التفريق وصناعة الخلاف وتهتم بالبرامج التي تؤجج الخلافات وما إلى ذلك، صارت تتبع الاسلوب ذاته وأسوأ، ولكن بطرق مختلفة. من يتابع الفضائيات اليوم خصوصا في شهر رمضان المبارك نجد أن البرامج الحوارية ذات الصبغة الخلافية كثرت فيها بشكل غير معقول، ونجد حوارات مع شخصيات بكل التخصصات سياسيين وفنانين واعلاميين وأدباء وما إلى ذلك، يهتم المحاور فقط بالحديث عن خلافاتهم مع الآخرين... ماذا قال فلان عنك وماذا قلتِ عن فلانة، وكأن قضايانا انتهت حتى نبحث عن أزمات جديدة. نتمنى أن يعي القائمون على تلك الفضائيات بأهمية رسالة الإعلام، والسعي نحو تخفيف حالت التوتر بين عباد الله... خصوصا في شهر رمضان المبارك.

***

حسنا فعل النائب مبارك الخرينج الذي بادر بتعليق جرس الخطر، ووضع علامات الاستفهام قبل أن تقع الكارثة، ووجه سؤالاً للحكومة حول استعداداتها لو تعرضت إيران فجأة لضربة عسكرية؟... الاجابة التي نحتاجها ليست فقط في إطار الاستعدادات التموينية، ولكن يجب أن نعرف استعداداتنا العسكرية الدفاعية، وتوجهاتنا السياسية والإعلامية، وهل تضع الحكومة خطة طوارئ في حال لو قدر الله ووقعت الكارثة وتعرضت إيران لضربة عسكرية مفاجئة؟... الأمر ليس بهين، ولا نريد أن نكون طرفاً ضعيفاً في معادلة سياسية كبيرة ندفع ثمنها مستقبلاً. ودمتم سالمين.





ماضي الخميس

madialkhamees@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي