د.عبداللطيف الصريخ / زاوية مستقيمة / Inception

تصغير
تكبير
استطاع المخرج Christopher Nolan من خلال فيلمه الجديد «Inception»، والذي امتد 145 دقيقة، أن يحبس أنفاسي، وأجبرني ألا أفوت أي دقيقة منه، حيث أتقن بطل الفيلم Leonardo DiCaprio أن يشدني منذ البداية إلى النهاية بشكل مبهر.

تدور أحداث الفيلم حول رجل يملك القدرة على التأثير اللا واعي في الآخرين، والغوص في عقلهم الباطن بشكل عميق، من خلال الدخول كعنصر متحكم في أحلامهم، فيبدأ عندها رسم أحلام تم تصميمها مسبقاً، ما يؤثر بالتالي على الشخص الخاضع لسيطرة التأثير اللا واعي، فيقوم بالسلوك الذي تمت برمجته عليه.

هو رجل يملك موهبة ومهارة التعرف على ما يدور في عقلك، وسرقة أفكارك، وغرس فكرة يريدها من خلال التعمق في مستويات الأحلام، فهو يحلم في الحلم أنه يحلم، بمعنى أنه ينزل في حلمه ثلاثة مستويات ليكون التأثير عميقاً جداً، وقد كان مطلوباً منه أن يقوم بغرس فكرة داخل عقل رجل، يرث من أبيه ثروة كبيرة جداً، ويريد خصومه أن يبدد تلك الثروة، ويستغلون حاجة بطل الفيلم كوب للعودة إلى بلاده من دون القبض عليه، حيث إنه متهم بقتل زوجته، مع أنه لم يقم بقتلها.

ما ذكرته أعلاه ليس ترويجاً للفيلم، أو محاولة نقدية له، ولكنها كانت مقدمة لابد منها حتى تستوعبوا الفكرة الجهنمية التي سأطرحها عليكم، وهي: غرس أفكار في السرداب الثالث للعقل الباطن لمجموعة من السياسيين من ناشطين، وإعلاميين، وكتاب، وغيرهم، على شرط أن يشاركني في العملية مجموعة من الكتاب سأقوم بتدريبهم على التقنية الجديدة، وهم الزملاء: سعد المعطش، الدكتور مبارك الذروة، الدكتور سامي خليفة، أ. ماضي الخميس، أ. فهيد الهيلم، وسأكتفي بهؤلاء الخمسة، لأني أمون عليهم.

سوف نغرس كمجموعة في عقل باطن الحكومة، والسلطة، والسياسيين، والناشطين، والإعلاميين، ومجموعة من أصحاب المصالح، والتجار التالي:

1 - الدستور وثيقة بين الحاكم والمحكوم، يجب الحفاظ عليه، والتمسك به، والعمل بمقتضاه عن رضى وقناعة.

2 - الرغبة في التعاون بين السلطتين لا يعني الانبطاح الكلي، وترك الحبل على الغارب للحكومة كي تسرح وتمرح.

3 - حب الوطن يعني اليقظة التامة لكل المتغيرات المحلية والإقليمية، وتقديم المصلحة العامة على الخاصة.

4 - القدوة الحسنة وتطبيق القانون أقصر الطرق للنجاح في خطة التنمية.

فإن استطعنا ذلك ونجحنا، فقد تتغير الخريطة السياسية بالكامل، وتختفي مظاهر الفرقة، والتنابز بالألقاب، لتبدأ عندها إعادة الكويت درة كما كانت سابقاً.

بصراحة... أنصحكم بمشاهدة الفيلم فهو رائع بحق.





د.عبداللطيف الصريخ

كاتب كويتي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي