في تعليقنا على تنفيذ خطة الحكومة التنموية، علق البعض من المتابعين حول غياب إدارة المشاريع السليمة بأنها حاضرة غائبة فبعض الوكلاء لا يستطيع أحد الاقتراب منهم لثقلهم الاجتماعي، أو لصلتهم ببعض النواب، أو لارتباطهم بأصحاب النفوذ، وهنا تبقى توجهات النواب هي الفيصل!
نحن سنرفع القبعة للشيخ أحمد الفهد إن تمكن من إنجاز مشاريع خطة التنمية في موعدها المحدد، وكم كنا نتمنى منه أن يستقطب المستثمر الأجنبي لعل وعسى أن يظهر لنا دخوله السبب وراء تأخر تنفيذ المشاريع رغم أن تكلفة تنفيذها مرتفعة نسبياً مقارنة بكلفة مشاريع مشابهة في دول أخرى... فمترو الأنفاق في دبي، وبرج دبي الأطول في العالم تم الانتهاء منه، وجامعة الملك عبدالله، ومشاريع أخرى في دول مجاورة تم الإعلان عنها ونفذت في وقت قياسي، ونحن نعلن ونوقع... والتنفيذ علمه عند «الكبار»، والسبب هو ضعف رقابة مجلس الأمة وغياب إدارة المشاريع!
وضعف رقابة مجلس الأمة يعود لاختلاف توجهات النواب، ونحن لسنا في صدد تقييم أداء النواب، فالأداء واضح و«الشرهة» على قاعدة الناخبين التي أظهرت نواب «مع الخيل يا شقرا عينهم على مصالح ضيقة»... ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن يقول النائب «شعرفني بالمشاريع؟»، و«شفهمني بالخطة؟»، و«أنا وين وسوق المال وين؟»، و... على هالمنوال تأتي حجة الضعيف!
نقول للضعيف: يا أخي عندك ناخبون على قدر كبير من المهنية ولديهم خبرة تستطيع فك لغز بعض القضايا، ولكنك في صمتك وعدم التقائك بالنخبة من قاعدة الناخبين قد أضعت حقك في الرقابة الفعلية، ولأنك تبحث عن مصلحة معينة فهي بالنسبة لك تشكل تضارب مصالح وهم معروفون!
وقد تجد نائباً قوياً مفوهاً ولكن سيفه يصلته على مجموعة معينة وأما من أعطاه الضوء الأخضر فلا حساب ولا عقاب، كنا نقول انها لعبة سياسية ويسميها البعض بالمسرحية لوجود أبطال و«كومبارس» كل وحسب إطلاعه على أدق التفاصيل، ومراجعة بسيطة لأحداث بعض الاستجوابات يستطيع القارئ أن يحدد من هو البطل ومن هو «الصامت» الذي يظهر دوره عند توقف مصلحته!
لا أرغب في كشف التفاصيل ولكن في المجلس توجهات بعضها لكتل معينة خطها واضح وبعض لمجاميع وأفراد توجهاتها أشبه بتقلبات الطقس في فصول العام الأربعة، وقضية «لحس الوعود» ليست جديدة فكم من نائب «لحس وعده» وترك القافلة تسير و... !
موعدنا معهم في الانتخابات المقبلة ليس فقط في الدوائر الرابعة والخامسة والأولى بحكم علاقتنا مع بعض المجاميع فيها، ولكن سنقول ما عجز البعض عن قوله وبالدليل حسب مواقف النواب من القضايا الرئيسية! وإلى أن تحضر الفكرة، وتظهر الانتفاضة بين صفوف العقلاء لا نقول إلا: الله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
[email protected]