إلياس لـ «الراي»: فشلت في رأب الصدع بين ورثة «الرحابنة» طوال السنوات الماضية

انفجار «القلوب المليانة» بين بيان من أبناء منصور ... واعتصام تضامني مع فيروز 26 الجاري

تصغير
تكبير
| بيروت - من محمد حسن حجازي |
لم تهدأ العاصفة المتأججة بين ورثة الاخوين الكبيرين عاصي ومنصور الرحباني على خلفيات عدة وصلت حدها مع الدعوى الموجهة الى قطاعات اعلامية وفنية وعامة لكي يحصل اكبر تجمع بشري داعم للسيدة الكبيرة فيروز ظهر الاثنين 26 يوليو الجاري امام المتحف الوطني عند خط التماس السابق بين طرفي العاصمة بيروت.
أخذت هذه الدعوة مداها الرحب مع اعلان اكثر من فنان عربي تتقدمهم إلهام شاهين، رغبتهم في المشاركة بالاعتصام دفاعاً عن السيدة فيروز، وضد منعها من الغناء.
في هذا الوقت سألت «الراي» كبير العائلة الرحبانية الياس بعد رحيل اخويه، كيف يرضى ان تصل الامور الى هذا الحد بين ورثة اخويه خصوصاً وان علاقته جيدة بالطرفين فهو يتواصل مع الطرفين بود وانسجام، وهو هو دائماً المبتسم المتفائل، فأفادنا بأنه يعمل على رأب الصدع بينهما منذ عدة سنوات لكنه لم يجد فائدة من المتابعة لذا فهو بكل بساطة ناشد جميع وسائل الاعلام عدم نشر اي بيان او تصريح او موقف صادر عن اي شخص من آل الرحباني لمنع الامور من ان تتفاقم اكثر، لانه لم ينجح في جعلهما معاً يرضخون كطرفين لحكم القضاء.
وقبل ايام من 26 الجاري، ها هم ابناء الراحل منصور يصدرون بياناً مفصلاً حمل عنوان: «ابناء منصور الرحباني يتحدثون بعد صمت اخلاقي نطالب بحقوق الملكية الفكرية والفنية فيواجهوننا بالسلبطة الاعلامية والاستخفاف بالقانون والاستهزاء بقرارات القضاء».
البيان الموقع من مروان وغدي وأسامة جاء في أربع صفحات، وأربعة عناوين فرعية شارحاً ما حصل بالنسبة لمذكرة وزيرة التربية السيدة بهية الحريري التي صدرت في فبراير 2009 والتي قالت بالحرف «تشكل لجنة لتخليد فن وأدب منصور الرحباني والعائلة الرحبانية عبر ادخالها في المناهج والانشطة التربوية. وعندما اعترضت ريما الرحباني جاءت المذكرة بالصياغة التالية تشكل لجنة لتخليد فن وأدب الاخوين رحباني ومنصور الرحباني بعد غياب عاصي الكبير، نافياً مسؤوليته عن كلتا المذكرتين».
واذ اعتبر البيان ان «من الواجب الخروج عن الصمت الاخلاقي» رفض «إلغاء منصور الذي اعطى على مدى 23 عاماً وحيداً 11 عملاً مسرحياً وخمسة دواوين شعرية». موضحاً «ان وضع السيدة نهاد حداد (فيروز) اليوم في موضوع الميراث بالتحديد لا يختلف عن وضعنا ابداً فكلنا متساوون في الحقوق والواجبات امام القانون». واتهم البيان السيدة فيروز بأنها «قررت ان منصور (رحمه الله) في حياته لا يستحق حقه الفكري والمادي وإننا كأبنائه بعد رحيله غير موجودين»، كما اتهم «بعض المثقفين والكتاب الهائمين على تشكيل لوبي ضاغط لتغيير الوقائع والتواريخ والاسماء والحقوق والقوانين بمناشدات وتحليلات وهجومات وافتراءات وإهانات وقدح وذم»، معتبراً ان الاخوة مروان، غدي، اسامة تحملوا ما لا يطاق من الاساءات المفجعة بحق والدنا وحقنا».
وظل المثقفون تحت مرمى البيان الذي حملهم مسؤولية العمل على اعتبار «ان دور منصور في تجربة الاخوين كان محدوداً في الحد الادنى وشبه غائب في الحد الاقصى. اي انهم ارادوا محو منصور بالكامل من اجل القول ان عاصي هو الكل بالكل وان ورثة عاصي هم الورثة الوحيدون». وهنا ذكّر البيان بالـ11 مسرحية لمنصور الرحباني منفرداً واعتبرها علامات قاطعة على دوره في اعمال الاخوين السابقة، كما ذكّر بأن منصور حمل المؤسسة الرحبانية على كتفيه منذ اصابة عاصي بانفجار في الدماغ عام 1972.
ورفض البيان اعتبار الدعاوى التي اقامها منصور هي من اجل منع فيروز عن الغناء، «فهو لم يرفض لها طلباً بأن تؤدي اياً من الاعمال المشتركة للأخوين رحباني، وبرر عدم قبول ادارة كازينو لبنان التعاقد على تقديم اي مسرحية للاخوين رحباني وراءه ضرورة وجود موافقة خطية صريحة ومسبقة من مؤلفي العمل المشترك. وجرى التذكير هنا بأن السيدة فيروز قدمت مسرحية «صح النوم»، في دمشق والشارقة من دون موافقة منصور الخطية والمسبقة.
البيان وجد طبيعياً المطالبة بالحقوق ورفض اعتبارها امراً مادياً بحتاً، واتهم السيدة فيروز بالامتناع عن تسديد حقوق منصور عن عروض دمشق والشارقة.
وطالب البيان السيدة فيروز الاعتراف بحقوق ابناء منصور «كما علينا الاعتراف بحقوق ابناء عاصي (زياد، وهلي وريما)»، خاتماً «اتركوا عاصي ومنصور راقدين بسلام في ترابهما وكلنا الى تراب».
الواضح ان الموضوع لن ينتهي هنا. يوم الاثنين المقبل سيكون مفترقاً في القضية خصوصاً مع وجود مشاركات عربية فاعلة وواسعة دعماً للسيدة الكبيرة فيروز، ولان الكثير من التطورات ما زال حاضراً على الساحة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي